‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الفن في اليمن الفن التشكيلي في اليمن بين الموهبة والمهنة

الفن التشكيلي في اليمن بين الموهبة والمهنة

صوت الأمل – أمل المحمدي

ظهر الفن التشكيلي في فترة متأخرة عن بقية الفنون التي سبقته، فكانت بدايات الفن التشكيلي مبهمة لأنه لم يكن هناك من يؤرخ له، ولا من يهتم به. ويعد هاشم علي رائد الفن التشكيلي في اليمن، فلم يكن هناك اهمية لهذا الفن ويرون انه شخبطة على ورق، فنقل هاشم علي الفن التشكيلي من مرحلة البدايات الى مرحلة النضوج، ومن ثم جاء عبد الجبار نعمان، وفؤاد الفتيح، وآمنة النصيري بوصفها أول امرأة يمنية تتخصص في مجال الفن التشكيلي، وتلتها الفنانة ريما قاسم.

 فترة الثمانينيات والتسعينيات هي فترة الازدهار الذهبي للفن والفنانين التشكيليين، حيث توسع هذا الفن وازدهر بشكل أكبر، وظهر فيه العديد من الفنانين. وفي الوقت المعاصر، يعد الفن التشكيلي من أهم الفنون، ويبدأ تعليمه من المدارس إلى التعليم الجامعي، وفتحت له جامعات متخصصة لتعليمه، وبكوادر كبيرة.

 لكن، هل دراسة الفن التشكيلي تُغني عن الدراسة الجامعية؟ هذا ما سنتناوله في هذا الاستطلاع.

فن تشكيلي أم دراسة جامعية

زايد الواقدي (طالب في كلية الفنون الجميلة جامعة الحديدة -24 عامًا) يرى أنه قد يحترف الشخص أي نوع من أنواع الفن عن طريق الخبرة، ويكتسبه من خلال الممارسة والتكرار، مثل الرسم أو النحت أو غيره من الفنون التشكيلية، وربما قد يعود له بدخل مادي، ولكن هذا الشخص لا يكون لديه القدرة الكافية والفكرة المبلورة حول الموضوع الذي يقوم به، مثل الشخص المتخصص عبر الدارسة.

بمعنى أنه لا يمكن أن يغنينا العمل في مجال الفن التشكيلي، عن الدراسة الجامعية، وخاصة في عصر التطور والتكنولوجيا.

جعفر صائم (طالب في كلية الفنون الجميلة محافظة الحديدة -23عامًا) يرى أن الشهادة الجامعية شيء لا غنى عنه، ولا يمكن أن نطور من مواهبنا ومهاراتنا بغير الدراسة وتطوير الخبرات.

سماح الخضر (بكالوريوس إنجليزي، كلية التربية جامعة شبوة -29عامً) تعتقد أن الموقع الجغرافي والفترة الزمنية تلعب دورًا؛ فهناك فرق بين الأمس واليوم. وتختلف النظرة المجتمعية من محافظة لأخرى، بالنسبة للفن التشكيلي فهو لا يغني عن الشهادة الجامعية؛ لأنها مهمة جدا للحصول على مراكز مرموقة في المجتمع، وتمكن الفنان من الحصول على عمل مناسب، وعلى تحسين الدخل.

وتضيف: «نحن في اليمن، وهناك تهميش نوعا ما لموضوع الفن التشكيلي، فهناك العديد من المبدعين الذين يُستعان بهم في بعض المعارض التشكيلية كعرض أمام الناس فقط، ومن ثم يعود الفنان برسوماته إلى المنزل كما جاء بها، ولا يُقدَّر إبداعهم، وهذا يؤثر على نفسية الفنان، ويجعله يبحث عن مصدر رزق آخر، فلدي العديد من الزملاء فنانين تشكيلين يتخذونه هوايةً، فوضع البلاد تؤثر على الفنان، وتجعله يبحث عن مهنة ويستغني عن الموهبة». 

فاطمة حنيف (طالبة في كلية الفنون الجميلة محافظة الحديدة -22 عامًا) تقول: «بالنسبة لي، لا بد من الدراسة الجامعية، حتى في الفن التشكيلي، ولا شيء يغني عن الدراسة الجامعية حتى وإن كانت الموهبة متواجدة، هناك العديد من الفنانين تتواجد لديهم الموهبة والخبرة، وفي الأول والأخير يكون من الضروري أن يكملوا الدراسة الجامعية، من أجل الحصول على الشهادة الجامعية لزيادة الخبرة».

ويقول خالد مسيك (طالب في كلية الفنون الجميلة محافظة الحديدة -23 عامًا): «تختلف رغبة الإنسان من شخص لآخر، فمن ناحية الإبداع والتميز يكون الفنان على حسب ميوله ورغبته؛ فهذا الطموح يمكن أن يوصله إلى حلم حياته وذلك برغبته واجتهاده، ولكن هناك البعض عندما يدرس الجامعة يكون هدفه الشهادة، والبعض يمتلك الموهبة لكنه لا يملك الشهادة. ومن وجهة نظري نحن كشباب مقبل على المستقبل نحتاج إلى الشهادة الجامعة من أجل الحصول على العمل، أما بالنسبة للفن التشكيلي فهو إبداع، والفنان يحدده بحسب اجتهاده للوصول إلى حلمه».

هلال الشميري (معيد في كلية الإعلام جامعة الحديدة -26 عامًا) يرى أنه لا يمكن أن يكون العمل في الفن التشكيلي بديلًا عن الدراسة، لأن الدراسة تفتح المدارك ولها أهمية كبير ة وزوايا جديدة تعمل على تطوير الفنان وتجويد موهبته».

أما حسنية الزبيدي (بكالوريوس إنجليزي، كلية الآداب جامعة الحديدة -26 عامًا) فتعتقد أنه احتراف الفن التشكيلي يغني عن الدراسة الجامعية، وبكل أنواعها؛ لأنه فن يستطيع الشخص أن يعتمد عليه، ويكون مصدر رزق له، ويغنيه عن الشهادة، خاصة في اليمن بعد أن تعددت أشكال الفن. وعلى الرغم من أنه ظهر حديثا؛ فإن الفنانين حولوه من موهبة إلى مهنة راقية جدا، وكان بديلًا عن الشهادة الجامعية التي أصبحت في هذه الأوضاع لا تساوي شيء، وتطرح على جدران المنازل للزينة كما هو الحال معي ومع غيري».

عبدالباري (طالب كلية الفنون الجميلة جامعة الحديدة -23 عامًا) يرى أنه لا يمكن أن يغني الفن عن الدراسة؛ فالفن -بأي تخصص كان-لا يمكن لأحد الغوص فيه دون أن يسند إبداعه وموهبته بالجانب التعليمي الجامعي. فلا مستقبل دون تعليم، ولا يمكن للإنسان أن يضع نفسه محل الصدفة، ولا يمكن أن يقول سأنمي موهبتي وسأنشئ نفسي بنفسي دون أن التحق بالتعليم الأكاديمي؛ فنحن في زمن يجب على الشخص منا أن يحمل شهادة، تصنع له ثقلا اجتماعيًا في الأوساط المجتمعة، تعلي من قدرته وتنمي من موهبته.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن

صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…