‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الفن في اليمن الفنان عمّار الشيخ لـ صوت الأمل: رغم شحة الإمكانيات..الفن اليمني في الصدارة

الفنان عمّار الشيخ لـ صوت الأمل: رغم شحة الإمكانيات..الفن اليمني في الصدارة

صوت الأمل – رجاء مكرد

كبداية كُل إشراقة صباح، طلعت شمسُ إبداعه وهو في طابور الصباح بمدرسة النور بجبل صبر -تعز-  ليغدو اليوم فنانًا بصوته الشجي يداوي ما خلفه الصراع، ويشجّع بصوته الشباب الطموح، ويعزف بحباله الصوتية المناسبات الوطنية والأعياد والأفراح اليمنية.

الفنان عمّار الشيخ من منطقة حصبان، جبل صبر بمحافظة تعز، عاش طفولته في تعز واكتشف موهبته الصوتية في المرحلة الابتدائية بالمدرسة، واصل تعليمه إلى الصف التاسع الأساسي، بعدها انتقل إلى صنعاء ليكمل تعليمه ويتخرج من الثانوية العامة، درس دبلوم مسرح موسيقى، وأخذ دورات في القاهرة في معاهد، وفي معهد الأوبرا المصري.

بالرغم من استمرار الصراع، قدم الفنان عمّار أعمالاً كثيرة عبر (السوشيال ميديا)، واليوتيوب، منها: (واليمن)، وأعمال أخرى بصحبة ابنتيه (شهد وآيات)، منها: (يا رسول الله ليتك بيننا)، قدم عمل (موطني) هو وابنته آيات، شارك بـ(شارات) في برامج تلفزيونية عدة بصوته، منها برنامج طائر السعيدة، برنامج تحدي ومواجهة، برنامج عشاق القرآن، اشتغل (شارات) أخرى إذاعية لعدد من الإذاعات المحلية.

سجل الهوية الرئيسة لـشركة “يمن موبايل”، وشركات كثيرة مثل شركة “تمكين” (محفظتي كاش)، وشركة “جوالي”، وهويات موسيقية لبعض القنوات، وإعلانات لشركات كثيرة مثل: الكيوي، والأمازون و(MTN) و”سوني” وغيرها.

حقق الفنان الشيخ جوائز عدة خلال مشواره الفني، تكريماً لجهوده الفنية، وللتعرف أكثر على حياة الفنانين والمنشدين في اليمن، ووضع الفن في ظل الأوضاع الراهنة، اختارت “صوت الأمل” الفنان عمّار الشيخ كنموذج يوضح حال الفن ويسرد رحلته الفنية بمحطاتها.

كيف كانت بداية مشوارك الفني؟

بداية المشوار الفني، كانت في الصف الثامن الأساسي، في مسابقات الأطفال عبر حلقات تلفزيونية لعدد ثلاثين حلقة تقريباً، كان ترتيب الأصوات يتم عن طريق (الأستاذ فؤاد الشرجبي) _حاليًا_ مدير البيت اليمني للموسيقى، كنت من ضمن الأطفال الذين يغنون شارة البرنامج (الأغاني الفواصل في حلقات مسابقات الأطفال) التي كانت قديماً، وكانوا كل يوم يعملون أغنية، يوماً عن الزراعة، وآخر عن زيارة المتحف الحربي، أو زيارة الطيران، أحياناً عن زيارة سياحية، فكان كل يوم موضوعاً ونحن نركب أصوات.

كانت كلها بأصواتنا، أنا ومجموعة من الشباب في تعز أو أطفال في ذلك الوقت، فهذه كانت البداية… أوجه تحية لـ الأستاذ فؤاد الشرجبي الذي كانت البداية منه، وكان من عرفني عليه الأستاذ حسن الزبيري، كان لديه أول استديو باليمن، ويعتبر الزبيري _الآن_ من كبار المهندسين في اليمن، من ضمن أعماله (خيل براقة اللّمع) وله أعمال كثيرة.

كيف كانت بداية انضمامك إلى فرقة موسيقية؟

المدرسة كانت في صدد التحضير لحفل، كان الطلاب يلعبون كرة القدم، ونعلق في الميكروفون، نغني ونعمل تعليقاً رياضياً، وكان الأستاذ عبد الرحمن (قائد الكشافة بالمدرسة آنذاك)، لم تسمح الكشافة لنا نحن الطلاب بالذهاب إلى البيت في تلك الليلة، وطلبوا مني أن أُغني مع الفرقة.

عندما سمعوا الفرقة صوتي، قرروا أن أغني معهم في الحفل، فقدمني شخص يُدعى شائف نعمان للأستاذ حسن الزبيري، وتم عمل تست بالاستديو ومنه انضممت للحفلات.

كيف تجد الفن في اليمن؟

الفن في اليمن طبعاً في تطور، والفن في اليمن موروث، ربما اليمن أكثر بلد في العالم تمتلك موروث فني، كل محافظة لها لون معين، هُناك اللون التهامي، اللون الصنعاني، بأجواء مختلفة حتى على مستوى الإيقاعات: الإيقاع الدسعة، والوسطى، والسالع، والكوكباني، وأخرى مثل: اللحجي، الحضرمي واللون التعزي.

ناهيك عن المدارس الكبيرة مثل: الفنان أبوبكر سالم، الفنان محمد سعد عبدالله، والفنان أيوب طارش، والفنان فيصل علوي، موروث اليمن الفني غزير بالكلمات واللّحن، ينقصنا _فقط_ الأكاديمية الفنية، و التوزيع الموسيقي.

الفن في اليمن استطاع أن يوجد له مكانه الأول في مجال الإنشاد، والشعر، والموسيقى، بدليل المسابقات التي حصلت، فمسابقات منشد الشارقة الموسم الأول من حصد على المركز الأول كان من اليمن، الموسم الثاني في (سماء دبي) كان الحاصل على المركز الأول من اليمن، في الشعر كان المفترض أن يكون الأول معاذ الجنيد حصد في صدى القوافي المركز الثاني وكان المفترض أن يكون الأول.

في شاعر المليون الأول من اليمن، والمقصود أنّ الفن اليمني ما زال متصدر، وكان حتى قديماً في الخليج عند اختبار أي فنان يطلبون منه أن يغني ألواناً يمانية، كما إن الفن في اليمن يتطور في الزامل والشيلات، لا يزال متصدر رغم شحة الإمكانات، الفن في اليمن يُكافح ويتم الإنتاج بدون مؤسسات أو شركات إنتاج وبدون دعم سواءً من الدولة أومن غيرها، ونادراً في إعمال شخصية للفنان ينفذها بنفسه، الفن بدأ يتصدر، خاصة الأغنية الصنعانية بدأت تتلقى إقبالاً في العالم وتصبح أكثر مشاهدة واجتذابًا (ترند)، كأغنية (يا ليالي) التي غناها فنانين عرب وخليجين، كما إنّ لدى اليمن أصوات كثيرة تُنافس عبر مواقع (السوشيال ميديا)، بحصولها على عدد المشاهدات و(اللايكات) والمتابعين لها.

ما الصعوبات التي واجهتك وتواجهك؟

الصعوبات التي تواجهني هي أن تكون فنان أو موهوب ولا تلقى الدعم، الفنان يصل لمرحلة ويتوقف؛ لأنّ الفن بحاجة إلى مال، نحن الفنانون نحاول بالشراكة مع شركات عدة وبعض رجال الأعمال؛ لنظهر بعض الأعمال إلى النور، ونحاول تقديم فن جميل.

كيف يتعامل المجتمع اليمني مع الفن والفنانين؟

نحن في مجتمع نعتقده من أكثر المجتمعات المحافظة من حيث العادات والتقاليد، ونحن نُراعي الكلمة هل سيسمعها مثقفون، أطفال أو أمهات، ومن الضروري تقديم رسالة سواءً للشاعر، المؤدّي، الفنان، المنشد، ضرورة الاختيار، حتى لا تحصل انتقادات كون المجتمع محافظ، ويُفترض أن نلتزم بالعادات ونقدم شكل يحبه الجمهور اليمني.

الجمهور اليمني جمهور داعم ومشجع، فرغم ظروفه الصعبة والفقر إلا أنّه في المسابقات نجد نسبة تصويته عالية، الشاهد أنّ أسماء كثير من الفنانين صعدت بالتصويت مثل: الفنان عمّار العزكي، الفنان فؤاد عبد الواحد، الفنان نجيب المقبلي، الفنان عمر ياسين، المنشد عبد العزيز عبد الغني بـ (سما دبي)، إلى جانب جمال أصواتهم.

ليس هذا فحسب، بل على مستوى (السوشيال ميديا)، رغم انقطاع الإنترنت إلا أنّ الجمهور اليمني داعم ومشجع، وفي حال وجد أنّ اللّحن أو الكلمة غير مناسب، فطبيعي ينتقد.

ما الرسالة التي تحاول إيصالها بفنك؟

أحاول أن أقدم شيء يخدمني سواءً في حياتي أو بعد مماتي، فن راقي  من حيث الكلمة واللّحن، حتى في التصوير، أشياء تليق بمجتمعنا تليق بفننا لا تخدش حياء المجتمع، أتمنى بالنسبة لي أنا عمار الشيخ أن  تقيّمني الناس أو تدخلي على الخاص، في حساباتي (السوشيال ميديا)، كأن تقول لي مثلاً: “العمل هذا لا أو العمل بحاجة لإضافة شيء وهكذا”، هذا ما أتمناه أن نقدم فن يليق بنا نحن اليمنيين وبثقافتنا اليمنية، وأكيد أنّ الفنانين الشباب ومن سبقونا سلكوا هذا الطريق، لأنّ الإنسان مهما وصل من مراتب، يظل يتعلم ويستفيد من أخطائه.

ثلاث عبارات تؤمن بها؟

ثلاث عبارات أؤمن بها هي:

–           “الاستمرار يولد الإبداع”.

–           “الرزق من الله”، فمهما عمل الإنسان في النهاية هي أسباب فقط، أما الأرزاق فقد قسمها الله سواء في الصوت، المساحة من الشهرة، الإنسان يسعى والله هو المُعين.

–           ثالث عبارة: “التعلم والاستفادة ليس له زمن”، الإنسان يظل يتعلم، ويكون متواضع، ويكون مستمع للنصائح، مستمع لانتقادات الناس.

طموحك المستقبلي؟

طموحي المستقبلي، أتمنى أن يكون عندي شركة إنتاج خاصة بي، أنتج من خلالها أعمال فنية كثيرة، وأحقق من خلالها هذا طموح المستقبلي.

ماذا تقترح على الجهات المعنية والدولة والمجتمع المدني تقديمه لأجل الفن في اليمن؟

بالنسبة للجهات المعنية والمجتمع المدني، الجميع يعلم أنّ الفن كما الرياضة كليهما يمثلان وجه اليمن، الفن بكل أشكاله (رسم، لحن، رقص، غناء) يرسم ثقافة البلد، نصيحتي للدولة أن تهتم بالنشء في المدارس من ناحية الرسم، الرياضة، الخط، الإنشاد، يبدأ بـ (أعطيني مسرحًا أعطيك شعبًا مثقفًا)، وتغرس في الأطفال القيم منذ الصغر.

 نتمنى من الدولة أن تكون حاضنة لكل المواهب، سواءً في مجال الفن أو أكاديميات رياضية يتخرج منها اللاعبين، أو معهد موسيقي أو فني لإخراج المواهب، بالتأكيد الدولة الآن مشغولة في الصراع، نتمنى إحلال السلام والأمن، وأن يكون اليمنيون إخوة ويداً واحدة في كل اليمن والاهتمام والرعاية للمواهب بشكل عام وليس الفنانين فقط.

ما الأعمال التي قدمتها وكان هدفك من خلالها السلام في اليمن؟

الأعمال كثيرة، والتي كان الهدف منها السلام، كان بمشاركة منظمة اليونيسف، ألحان الأستاذ محمد عقيل، شارك فنانين كثير من ضمنهم: محمد سيف، وليد الجيلاني، عمار العزكي، الأستاذ شرف القاعدي، هاني الشيباني، العمل بعنوان (رسالة للعالم)، محتوها ضرورة إحلال السلام وأن يحيا الشعب اليمني بتعايش، (رسالة سلام)، كما قدمت عمل من ألحاني وإشرافي محتواه صوت أطفال بأنّهم يريدوا حقوقهم بالعيش كباقي أفراد العالم، بعنوان: (احنا أطفال اليمن).

برأيك كيف من الممكن أين يُساهم الفن في التنمية باليمن؟

بالتأكيد للفن دور كبير في تحسين الاقتصاد، ولنا أن نستفيد من تجارب بعض الدول كمصر، هُناك بنوك تعمل أغانٍ وتتناول التنمية والاقتصاد، الفن يُقدم أغاني وطنية تبرز أهم جماليات الوطن؛ الأمر الذي يجعل البلد عامل جذب للسياح، في عملنا الفني (جو اليمن) قمنا بتصوير أماكن سياحية، فكثير من الناس تفاجؤوا بالطبيعة الخلابة لليمن، والدليل عندما سافرت إلى مصر وجدت ردود أفعال إيجابية أثبتت أن الفن داعم للسياحة.

أيضاً، من الممكن أن يؤثر الفن على التنمية حيث الفن يعرض أماكن مميزة، تستدعي التجار لإنشاء فنادق وهذا يعتبر استثمار في البلد، والفن لابُد أن تكون فيه الجهود متقنة ومراعية للاحتراف خاصة في التصوير، عمل صور جوية، صور تبين جمال الأراضي الزراعية والمباني وغيره.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن

صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…