آراء مجتمعية: آليات الرقابة ومؤشرات النزاهة والشفافية للعمل الإنساني.. شبه منعدمة

صوت الأمل – أمل المحمدي

الحديدة أنموذجًا..

النزاهة والشفافية واحدة من القيم الأساسية, التي يسعى أصحاب العمل في توظيفها وتطبيقها على أرض الواقع؛ لما لها من أهمية كبيرة في سير العمل بشكل عام, ودورًا مهمًا في الأعمال الإغاثية والإنسانية, التي تخدم فئات مختلفة من المجتمع، كما تُعد النزاهة سمة مميزة تتمثل في المبادئ الأخلاقية والمعنوية في العمل سواءًا الإنساني أو غيره من الأعمال.

تتطلب الأعمال الإنسانية الكثير من الحرص؛ لتصل بشكل مرتب ومنظم لجميع الفئات وحسب الاحتياج, ويجب تنفيذها على أساس الحاجة والتركيز على الأولوية لحالات الشدة الأكثر إلحاحًا , وعدم التمييز على أساس العرق أو الجنس أو الطبقة أو المصالح العامة.

يعتبر العمل الإنساني دعامة يستند عليها بعض الأفراد, في توفير احتياجاتهم الأساسية, ولما لها من أهمية؛ سلطت “صوت الأمل” الضوء على آراء أفراد المجتمع حول مقياس النزاهة والشفافية في العمل الإنساني، وقياس مدى وصول الإغاثة للمحتاجين.

الرقابة

صباح أحمد (رئيسة مبادرة تطوعية شبابية) ساهمت في المجتمع بمبادرة شبابية تعمل في المجال الإنساني بمختلف أنواعه تقول حول توزيع المواد الإغاثية، أنه غالبًا ما تجد المؤسسات الإنسانية صعوبة في إيصال المساعدات للنازحين والأشد فقرًا؛ بدءًا من عملية التسجيل التي تشوبها الكثير من العيوب والأخطاء, وعادةً ما يكون هناك عدم إلمام بالمبادئ الإنسانية وافتقار للخبرة في مجال الإغاثة؛ لذلك نجد من يتولى تسجيل النازحين في الحديدة هم من لهم صله بالمسؤولين, أو أقربائهم  في المنظمات المحلية, أو داخل السلطات التي تشرف على المخيمات والقضايا الإنسانية.

مضيفة، أنه في الغالب ما يكون العاملين في توزيع المساعدات الإنسانية على علم بالفشل في حماية وتوزيع الإغاثات؛ بسبب التهاون وانعدام الرقابة من جهة المسؤولين والقائمين عليها، مؤكدة: “كوني من أحد العاملين في المجال الإنساني الميداني؛ أرى أن سبب فشل وصول الإغاثات لبعض المناطق تكون معوقات من مكاتب  السلطات,  كالقيام بتأخير التصاريح؛ فيتأخر معها العمل ووصول الإغاثة”.

وتردف أحمد، أنه كثيرًا ما تنعدم المسؤولية والمساءلة التي تردع الموزعين القائمين على توزيع الحالات الإغاثية, لضمان تسليمها بشكل مناسب وأوسع.

من جانبها،  (أ/ أحمد صالح من أبناء مديرية الدريهمي ) يقول، يتم توزيع المساعدات الإنسانية على الأسر , والأهالي, و الفقراء, والنازحي، مثلًا: في منطقة القضبة  مديرية) الدريهمي (بشكل منظم وعادل, لجميع الأسر المحتاجة, وتكون الأولوية للأسر الأشد احتياجًا, وحسب الدراسة الشاملة للحال , التي تعطي الحق للجميع في الحصول على مستحقاتهم.

(الأستاذة جميلة محمد: ومسؤولة مركز محو الأمية) تتحدث لـ “صوت الأمل” عن مدى تطبيق الشفافية والنزاهة في الأعمال الإنسانية وتوزيعها قائلة: “اعتقد أن الشفافية شبه منعدمة, لأنه  يتم توزيع الإغاثات حسب الوساطة أو المحسوبية، وفي  معظم الأحوال توزع على غير المحتاجين، من الضروري وضع آلية عمل يتم على أساسها التوزيع للإغاثات بشكل صحيح لجميع المستحقين.

أما (وديع الفقيه: طالب بكالوريوس هندسة) يوضح أن تعتمد حياة ملايين اليمنيين على المعونات الإغاثية؛ بعد ما تعرضت له اليمن من الصراعات والأزمات, خاصة في المناطق المتأثرة؛ ومناطق النزوح التي ضمت  الكثير من اليمنين,  لذلك نرجو من الجهات المعنية, أو القائمة على الأعمال الإنسانية والإغاثية , إيصال المساعدات إلى من هم بأمس الحاجة لها؛ وبكل شفافية ونزاهة, بالإضافة إلى مراعاة الحالات الإنسانية الأشد حاجة,  فهناك العديد من المعاناة للكثير من الأسر؛  بسبب ما خلفه الصراع من دمار للممتلكات, والأراضي , والأرواح أيضًا.

ويضيف الفقيه، أن هذه الإغاثة لن تسد حاجة اليمنين, ولكن قد تسد جزء منها, وأنه من الواجب التركيز عليها وعلى طريقة توزيعها, ووصولها للمحتاجين؛  وذلك بالانتقاء  الصحيح  للقائمين عليها.

مدينة الحديدة من أكثر المدن اليمنية الأشد احتياجًا للمساعدات الإنسانية، فكثيرا من الحالات الإنسانية الأشد فقرًا تعاني، ويضاف إلى رصيد معاناتها  زيادة عدد النازحين فيها  والذي يبلغ (28.000 ) أسرة نازحة وفقًا لـ آخر تقرير لمنظمة اليونسيف,  تدعمها منظمات محلية ودولية,  بالإضافة إلى المؤسسات الإنسانية, والمبادرات الشبابية, التي  تفتقر للشفافية والنزاهة في العمل الإنساني , الغير منظم وفق الحاجة للحالات الإنسانية؛ والتي راح ضحيتها الكثير من الأسر ؛ الغير حاصلة على أبسط الاحتياجات من المواد الإغاثية الإنسانية  .