الشراكة المجتمعية لمنظمات المجتمع المدني.. بنك الطعام اليمني أنموذجًا
صوت الأمل – علياء محمد
نحو مجتمع خالٍ من الجوع
تسبب الصراع القائم في اليمن بتنامي ظاهرة الفقر ووصل ما يقارب (١٨) مليون نسمة إلى خط الفقر، ووفقا للتقرير الصادر عن موسسة بنك الطعام اليمني في العام ٢٠١٨، وتقارير صادرة عن الأمم المتحدة فإن قرابة (4.8) مليون شخص بحاجة إلى التدخل العاجل.
وأصبح الوضع الإنساني في اليمن بحاجة إلى العديد من الاستجابات الطارئة والتدخلات الإنسانية السريعة وتعبيرا عن الحرص والمسؤولية وجدت مؤسسة بنك الطعام اليمني بوصفه مؤسسة لمكافحة الجوع استهدف عددًا من الفئات الأشد احتياجًا لتحقيق رؤية يمن خال من الجوع وفق آليات عمل تجمع بين تقديم العون والتمكين الاقتصادي.
صلاح الحاج (المسؤول الاعلامي لبنك الطعام اليمني) يؤكد أن انطلاقة بنك الطعام كان عنوانًا لنشاط فعال في المسؤوليات الاجتماعية، والعمل الإنساني التنموي الممول من القطاع الخاص بدرجة أساسية.
مضيفًا: “كان الهدف من مؤسسة بنك الطعام اليمني، هو توجيه الأعمال الإنسانية نحو تنمية مستدامة تأخذ بيد الأسر المستهدفة من ضيق الاعتماد على الآخرين إلى أفق الاكتفاء الذاتي عن طريق استراتيجية وتدخلات مكافحة مشكلة الجوع في اليمن”.
وأوضح في حديثه لـ”صوت الأمل” أن مجالات تدخلات البنك التي انقسمت إلى قطاعين: قطاع الاستجابة الطارئة، وتشمل برنامج الاستجابة الطارئة وبرنامج استمرارية التعليم؛ وقطاع الأمن الغذائي ويضم برنامج الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش وبرنامج مكافحة الهدر وبناء القدرات والتمكين الاقتصادي بالإضافة إلى برنامج التوعية والتثقيف المجتمعي بالتغذية الصحية والأمن الغذائي.
المخابز الخيرية
اضطرت عدد من المخابز إلى الإغلاق بسبب تداعيات الصراع، وقدم بنك الطعام اليمني تدخلات عاجلة لمساعدة المحتاجين، وخلق ما لا يقل عن سبع فرص عمل في كل مخبز. وبحسب مخرجات المسوحات الميدانية تم تقديم الدعم الغذائي الرئيس من المخبوزات للأسر الاشد فقرًا المستهدفة، وعززت بذلك مبدأ التكافل الاجتماعي والشراكة والمسؤولية المجتمعية لمكافحة الجوع. ووفقا للتقرير الصادر عن البنك في العام ٢٠١٨؛ فقد استفاد ما يقارب (37.100) مستفيد.
التغذية المدرسية
بينت عدد من الدراسات والإحصائيات المحلية والدولية أن الوضع المعيشي للأسر هو أحد أسباب تسرب الأطفال من المدارس نتيجة عجز بعض الأسر عن توفير الوجبة اليومية.
وأوضح الحاج أن برنامج التغذية المدرسية أحد أهم البرامج التي انطلقت لمساعدة الطلاب الأشد فقرًا، وساهمت في افتتاح المطبخ المدرسي للمدرسين، والمطبخ الجامعي لطلاب الجامعات الحكومية الأشد احتياجًا.
مضيفًا: “برنامج التغذية المدرسية ساهم في الدفع بالعملية التربوية والتعليمية للاستمرار في ظل الظروف الحالية للبلاد، وساهمت عملية تهيئة الظروف المناسبة للكادر التربوي من الاستمرار في تقديم أفضل للطلاب والمدرسين. استهدف المشروع (7,962) من الطلاب وتوزيع سلال غذائية لعدد (420) معلمًا ومعلمة.
إكرام النعمة
سعى بنك الطعام اليمني للمشاركة في التخفيف من معاناة أصحاب دور الرعاية الاجتماعية وتخفيف قساوة الحياة من خلال دعم عدد من المطابخ بمتطلبات واحتياجات تجهيز الوجبات الغذائية اليومية.
استهدف المشروع (1,410) فردًا من دور الرعاية الاجتماعية الطارئة، وتم توزيع ما يقارب (13,285) يقول صلاح الحاج أن مشروع إكرام النعمة من أهم المشاريع التي استفاد منها عدد من الناس، وجاءت الفكرة لجمع الأكل من المطاعم والفنادق الكبيرة، وإعادة فرزها وتغليفها وتوزيعها على بعض الأسر المحتاجة لسد رمقها.
مضيفًا: “كان الهدف العام لمشروع إكرام النعمة تحسين نمط الأكل لمنع إهدار الطعام وتوعية المجتمع بعدم الإسراف من خلال حملات التوعية المصاحبة للمشروع”.
مشاريع لمواجهة كورونا
يؤكد صلاح الحاج على أهمية حضور بنك الطعام اليمني في وقت انتشار جائحة كورونا، التي أتت بدون سابق إنذار وتفاجئ بها عدد كبير من الأفراد وتضررت منها عدد من الأسر التي لا تملك مصدر دخل إلا عن طريق الأجر اليومي، ومن هذا المنطلق جاء دور بنك الطعام اليمني لمواجهة الجائحة عن طريق تقديم الحقيبة التغذوية التي بلغ عددها (13,285)؛ للتخفيف من معاناتهم خلال مدة الحجر المنزلي .
وأضاف أن الوضع الإنساني في اليمن يحتاج إلى تكاتف الجميع وتنفيذ التدخلات العاجلة والطارئة للحد من اتساع فجوة الفقر، إذ أصبح من الضروري إحداث تغيير اجتماعي وسلوكي يقود إلى تنمية شاملة ومستدامة تحقق الأمن الغذائي والسلام المجتمعي.
ويوضح الحاج أهمية أن يكون هناك مجتمع قادر على استغلال الموارد المتاحة بما يحقق تأمين الاحتياجات من الغذاء ووصولًا إلى أمن غذائي مستدام.
استطلاع.. الغذاء أهم الاحتياجات الإنسانية لليمنين في ظل الصراع بنسبة %36.9
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر ينا…