‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة النوع الاجتماعي في اليمن الدور الشبابي في دعم مبدأ المساواة بالنوع الاجتماعي

الدور الشبابي في دعم مبدأ المساواة بالنوع الاجتماعي

صوت الأمل – حنين الوحش

غالبًا ما يأتي الدور الشبابي داعمًا لمساندة القضايا المجتمعية، بل ويلعب دورًا فعالًا في منع العنف وتعزيز العدالة بين الجنسين.

وتعد المشاركة الشبابية حتمية لتسريع التقدم في تحقيق الوعي المجتمعي، وتغيير السلوكيات التي تم توارثوها منذ القدم، والدفاع عن السلام، وإقامة علاقات مرموقة وإيجابية قائمة على وضع حلول شاملة وواسعة لحل المفهوم المغلوط عن النوع الاجتماعي.

مبادرات شبابية ووعي مجتمعي

مبادرة “المتمكنون” الشبابية في مدينة تعز، كان لها دور بارز في معالجة قضايا النوع الاجتماعي، ورفع مستوى الوعي المجتمعي في المدينة، يقول رئيس المبادرة ماجد الضلاع إنه كان للمبادرة دور فعال في معالجة قضايا النوع الاجتماعي من ضمنها قضايا العنف القائم على المرأة، وقضايا الشباب، والنازحين والمهمشين. مضيفًا أن هناك إشكالية وصعوبة في جانب نقص الدعم في الأنشطة والبرامج التي من شأنها أن تقدم المساعدة في مثل هذه القضايا.

وفي إطار المعالجات التي يجب أن تتخذ للمساهمة في معالجة هذه القضايا أكد الضلاع على أهمية زيادة الدعم للمبادرات الشبابية وتوجيه الأنشطة والمشاريع نحو فئات النوع الاجتماعي دون استثناء؛ لتعزيز مبدأ العدل والمساواة بين الجنسين وإحلال السلام المجتمعي.

من جانبه يوضح عبد الوهاب سيف الحدي -مؤسس مبادرة بصمة خلق في صنعاء- أن المبادرة تهدف بشكل أساس إلى تغيير الأفكار المغلوطة المتوارثة مجتمعيًا وتصحيحها وتوعية المجتمع ولفت الأنظار إلى أهمية المرأة كجزء فعال فيه، وهو دور لا يقل أهمية عن دور الرجل ومناقشة القضايا القائمة عليها مثل قضايا العنف والابتزاز.

وقد بيَّن الصعوبات التي تواجه الفريق الشبابي أثناء استعراضهم لمثل هذه القضايا، ومنها العادات والتقاليد التي تجرد الحقائق وتجعل المرأة مذنبة حتى وهي ضحية، وجهل الأهالي بكيفية الاحتواء والتعامل السليم مع المرأة لمنع حدوث مزيد من الابتزاز، وتصور المجتمع الذكوري أن للرجل الأحقية دائمًا في مثل هذه القضايا ولوم المرأة كونها المذنبة والحلقة الأضعف التي يتم التعامل معها بتعنيف وترهيب.

ويضيف الحدي أن هناك صعوبات أخرى متمثلة في عدم التجاوب من قبل الجهات المعنية التي تعد المسؤول الأول عن هذا الأمر، وعدم دعم المؤسسات وتقديم يد المساعدة لهم للقيام بحملات ودورات وورش تتضمن كيفية التعامل، وعدم التمييز بين النوع الاجتماعي، وتحقيق مبدأ العدل والمساواة والعيش بسلام، لا سيما في ظل هذه الأوضاع التي زادت وتفاقمت فيها القضايا القائمة بين الجنسين. ويؤكد الحدي على ضرورة تكثيف حملات التوعية المختلفة لجميع فئات المجتمع.

أما عبد السلام علي -رئيس مبادرة خطوة كاملة، تعز- فيقول: “إن المبادرة قدمت العديد من المشاريع، وتستهدف قضايا النوع الاجتماعي عن طريق رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية أدوار النوع الاجتماعي في المشاركة المجتمعية، وبناء السلام، وصناعة القرار، وتنفيذ مشاريع تدعم قضايا المساواة والتعايش والبناء وتعزز من دوره بالمجتمع”.

مضيفًا: “إلا أن هناك مشاريع تركز على تسليط الضوء على فئات المجتمع التي تعيش حالة من التهميش المجتمعي، مثل: قضية المرأة، قضية ذوي الاحتياجات الخاصة، قضية المهمشين، والمطالبة بإعادة إدماج هذه الفئات؛ كونها جزءًا لا يتجزأ من المجتمع ولها من الحقوق ما لجميع أفراد المجتمع دون أي استثناء أو تمييز إطلاقًا.

 وحول الصعوبات أوضح عبد السلام أن هناك صعوبات عديدة تتمثل في توسيع الأنشطة والمشاريع ومحدودية التمويل المقدم.

آراء مجتمعية

عن الآراء المجتمعية التي تُقيِّم دور المبادرات الشبابية في المشاركة والمساهمة، وإيجاد الحلول اللّازمة لقضايا النوع الاجتماعي عبَّرَ عبدالسلام عبدالغني -ناشط مجتمعي، 30 عامًا، تعز- عن رأيه حول  أهمية المبادرات الشبابية ودورها في معالجة هذه القضايا قائلًا: “تلعب المبادرات الشبابية دورًا كبيرًا في معالجة قضايا النوع الاجتماعي من خلال تدخلاتها لرفع مستوى الوعي في هذا الجانب، ونقل صورة واضحة عن مفهوم النوع الاجتماعي لتعزيز أدواره في المجتمعات من خلال أنشطتها ومشاريعها التي بالرغم  من محدوديتها أو صغرها فإنها ذات أثر كبير، وتعد قاعدة حقيقية لمعالجة قضايا النوع الاجتماعي بشكل أكبر وأوسع”. مشيرًا إلى أن المبادرات لا تسلط الضوء على مثل هذه القضايا بسبب عدم الفهم الكافي عند بعضها حول مفهوم قضايا النوع الاجتماعي، وبسبب عدم المعرفة الكاملة بأهمية قضايا النوع الاجتماعي وتأثيرها على المستقبل.

ويؤكد عبد الغني على أهمية المبادرات وأثرها على المجتمع، وأن لها دورًا حقيقيًا وملموسًا على الوعي المجتمعي، لا سيما في السنوات الأخيرة التي شهدت حضورًا كبيرًا وعملت على نقلة نوعية وخلقت فارقًا حقيقيًا في الوعي المجتمعي.

أما الناشط المجتمعي ومسؤول المتابعة والتقييم في منظمة “شباب التجديد للتنمية والسلام” عبد الغني الهياجم -33 عامًا- فيرى أنه من المهم جدًا أن يتم فهم مستوى تدخل المبادرات الشبابية. موضحًا أن المبادرات تمثل التدخل السريع والحلول الشبابية والبسيطة لقضايا المجتمع، وأن دورها يتمثل في تكوين نواة الوعي حول قضايا النوع الاجتماعي، وطرح حلول واقعية لمعالجة قضايا النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى الضغط على صناع القرار لمحاولة تحديد ملامح توجه المنظمات الداعمة.

مضيفًا أن دور المبادرات الشبابية في معالجة قضايا النوع الاجتماعي بسيط لكنه مهم جدًا، وأنها تمثل نواة الوعي المجتمعي، وتوجه الشباب المبادر إذا ما تم التخطيط لها وفق معايير الاستدامة.

في ذات السياق، يقول الهياجم إن هناك عوائقَ وخوفًا تتشكل أمام المبادرات من قبل المنظومة الاجتماعية والثقافية التي تشكل عائقًا حقيقيًا أمام الشباب بإمكانياتهم البسيطة وأمام المرأة بشكل رئيس، أما بالنسبة للمنظمات الشبابية فهناك أيضًا مخاطر الحساسية العالية للنزاع بسبب المنظومة الاجتماعية والثقافية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع: العنف القائم على النوع الاجتماعي في اليمن موجه نحو المرأة بنسبة %69.9

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر ينا…