الإعلام . . وقضايا النوع الاجتماعي
صوت الأمل – أرواد الخطيب
يلعب الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل توجهات ومواقف المُجتمع تجاه أي قضية أو فكرة عبر ما يقدمه من رسائل إعلامية (مقروءة، مسموعة، مكتوبة)، وفي قضايا النوع الاجتماعي يعد الإعلام من أهم الأدوات التي يجب أن تساهم في خلق مساحة من الثقافة المجتمعية المعنية بالنوع الاجتماعي، ومع ذلك لا زال الدور الإعلامي يفتقر إلى العمل بحساسية تامة تجاه قضايا النوع الاجتماعي، سواء من خلال ما يقدمه من طرح يعمل على توعية المجتمع بأهمية هذا المفهوم أو من خلال ما يقدمه من برامج تراعي النوع الاجتماعي.
فلا زالت الصورة النمطية العالقة في ذهن المجتمع تجاه النوع الاجتماعي تتلخص حول قضيتين أساسيتين، مساواة المرأة بالرجل والعنف ضد المرأة. بيد أن النوع الاجتماعي يعني: الخصوصية المتعلقة بالجنسين على حد سواء؛ لذا فالمسؤولية الإعلامية كبيرة تجاه العمل على التوعية البرامجية بالنوع الاجتماعي.
عن أهمية ثقافة النوع الاجتماعي في المجتمع قال الأستاذ محمد إسماعيل – المدير التنفيذي لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي-: إنه مع انفتاح المجتمعات والتأكيد على قدرة المرأة للعب دور مساوي للرجل في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية تتشكل أهمية ترسيخ المساواة بين الجنسين في لعب أدوار غير مرسومة اجتماعيا على الجنس، بل تعتمد كليا على القدرات الممكنة سواء من الرجل أو المرأة.
وعن درجة وعي المجتمع أكد أن المجتمعات العربية، لا سيما المجتمع اليمني الذي تحدد القبيلة قواعده وسياساته بدرجة أساسية، القبيلة التي يكون عرابها من الذكور بدرجة أساسية، عادة ما ترسم أدوارًا تنميطية للجنسين، ففي حين يوكل العمل المنزلي للأنثى، توكل الإعمال الأكثر أهمية إلى الرجال اعتقادا منهم بامتلاكه قدرات مختلفة، وهي في الحقيقة توزيع أدوار رسمها المجتمع ولا تمت بصلة للاختلاف البيولوجي بين الجنسين.
الإعلام والنوع الاجتماعي
وعن الدور الإعلامي قال إسماعيل: يعول كثيرًا على الإعلام في تعزيز وعي المجتمعات من خلال قدرته على تعزيز فرص المساواة بين الجنسين بعيدا عن التنميط المجتمعي؛ لذا فإن دور الإعلام يتركز على إدماج النوع الاجتماعي في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال ما يقدمه من برامج.
مضيفًا أن الأعلام اليمني لا يتعامل بحساسية تجاه النوع الاجتماعي مطلقا، فالإعلام تحركه قناعات مجتمعية، هي من ترسم الفوارق وكأنها خلقت عضوية مع الذكر أو الأنثى، ما زال الإعلام يحتاج مزيدا من الجهود بما فيها تبني سياسات قضايا النوع الاجتماعي في التغطية الصحفية.
ويرى إسماعيل أنه يجب على وسائل الإعلام أن تتبنى حملات توعية تساهم في كسر ما صوره المجتمع عن الفوارق غير البيولوجية بين الجنسين، يتزامن ذلك مع برامج بناء قدرات للصحفيين حول مفهوم النوع الاجتماعي.
وبرؤية أخرى، قالت الصحفية والناشطة الشبابية عهد ياسين إن غرس مفهوم النوع الاجتماعي يجب أن يبدأ من الأسرة ومن ثم بالمدرسة إضافة إلى وسائل الإعلام، وعلى وسائل الإعلام لعب دور إيجابي ومسؤول تجاه التوعية الصحيحة عن طريق تصميم وتبني حملات مناصرة تؤيد النوع الاجتماعي.
مضيفة أن الكثير من العوائق والتحفظات التي تكبح انتشار ثقافة النوع الاجتماعي العادات والتقاليد التي تنظر بطريقة سلبية تجاه النوع الاجتماعي.
وقالت إن هناك العديد من الإجراءات والسياسيات التي من شأنها تعزيز وترسيخ مفهوم النوع الاجتماعي في المجتمع.
وعن أهم الإجراءات التي يجب على الإعلام العمل عليها، قالت الصحفية عهد يجب أن ترتكز الخطة الإعلامية على برامج توعوية تتحدث عن النوع الاجتماعي تتضمن مجموعة من التقارير والقصص، بالإضافة إلى إعلانات وفلاشات متخصصة، بالإضافة إلى التوعية حول القوانين والاتفاقيات الدولية والمحلية التي تعزز من أدوار النوع الاجتماعي وشراكته في المجتمع والحياة.
مسؤولية المرأة
واستهلت الصحفية عبير واكد كلامها بالحديث عن النساء وأدوارهن في المجتمع الذي يضع الحمل الأكبر على عاتقهن، وعن أهمية التعامل وفق حساسية النوع الاجتماعي الذي يخلق للمرأة مساحة من الخصوصية التي تخفف المسؤولية الموكلة على عاتقها.
وعن الوعي المجتمعي تجاه مفهوم النوع الاجتماعي أكدت واكد أن هنالك لبسًا حول ماهية النوع الاجتماعي لدى المجتمع، وعلى الإعلام تسليط الضوء بشكل أكبر على مفهوم النوع الاجتماعي والقضايا المتعلقة به عن طريق تقديم برامج خاصة تحمل مسمى النوع الاجتماعي وتخدم قضيته بتفاصيلها.
وأكدت واكد الحاجة إلى حملات إعلامية أكثر، كي يصل المجتمع إلى مرحلة الوعي الكاملة، بالإضافة إلى استضافة مجموعة من المختصين بقضايا النوع الاجتماعي في برامج حوارية شيقة، لتقديم استيضاح عن ماهيته وقضاياه، ومدى المساواة بين الجنسين التي ستتحقق في حال تم تطبيقه، وألا يتم حصر برامج المرأة عامة في وسائل الإعلام على المطبخ والجمال والرشاقة وربطها بمفهوم النوع الاجتماعي.
ترسيخ ثقافة النوع الاجتماعي
يسلط الدكتور محمد هادي أخرش -مدير مكتب يمن انفورميشن سنتر في الحديدة- الضوء على أهمية ترسيخ ثقافة النوع الاجتماعي للدور المهم الذي يمكن للمرأة أن تؤديه في مجالات الحياة المختلفة، ولما تتصف به من عطاء وانتاجية في واقع المجتمعات، قد تفوق في بعض الحالات الرجل.
إضافة إلى بعض القصور والإهمال الذي قد تواجهه المرأة في بعض حقوقها المهمة، ومنها المساواة والعدالة، والتعليم، وفرص العمل.
وعن مدى وعي المجتمع أضاف قائلا: “للأسف إن العديد من فئات المجتمع يجهلون معنى النوع الاجتماعي وأهميته في مجال التنمية، ويظل دور وسائل الإعلام ذا أهمية قصوى في التوعية بكل قضايا المجتمع، لا سيما القضايا الحساسة أو التي يجهل أفراد المجتمع أهميتها ودورها في حياتهم.
ويرى الدكتور أخرش أن القضايا التي ينبغي أن تهتم بها وسائل الإعلام المحلية هي الاهتمام بالنوع الاجتماعي والمرأة تحديدا، إذ إن هناك الكثير مما يجب أن يدركه المجتمع بكل شرائحه عن هذا الجانب، من حيث مكانتها وأدوارها وحقوقها وقدراتها في التنمية ودعم المجتمع، والخصائص التي تتميز بها في تطوير مجتمعها، وتأثيرها الفاعل في تنمية وتطوير المجتمع.
مضيفًا أن المرأة تملك قدرة التغيير الإيجابي في المسار الخدمي والثقافي والسياسي، ومن المؤكد أن للإعلام الحديث دوره الفاعل والمؤثر في تغيير الأفكار، وتعزيز القيم الاجتماعية، وتعديل الاتجاهات للجماهير المستهدفة، وخاصة الإعلام الفضائي الذي يملك خصائص اتصالية وتقنية متطورة وجذابة
أما عن واقع الإعلام والبرامج المتخصصة أوضح أخرش بأنه لا توجد برامج محددة أو مخصصة في وسائل الإعلام المحلية في مجال النوع الاجتماعي، لكن يمكن القول بوجود بعض فقرات أو برامج دورية تخدم قضايا المرأة والرجل، مثل تلك البرامج التي قد تركز على الأمومة والطفل، وتعليم الفتاة والأسرة وغيرها، لكن يلاحظ -بشكل عام- محدودية وندرة تناول النوع الاجتماعي، أي دور المرأة مع الرجل في تكاملية الحياة وأهمية إعطاء كل نوع من الجنس البشري دوره في مسيرة الحياة، دون انتقاص حق أي طرف.
استطلاع: العنف القائم على النوع الاجتماعي في اليمن موجه نحو المرأة بنسبة %69.9
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر ينا…