الزراعة العضوية.. البديل الآمن للغذاء في اليمن
صوت الأمل – سماح عملاق
من المتعارف عليه أن الزراعة العضوية هي النظام الزراعي الذي يستخدم ضوابط الآفات القائمة على أساس بيئي، والأسمدة «البيولوجية» المستمدة من المخلفات الحيوانية ونفايات النبات ومحاصيل التغطية التي تثبّت النيتروجين خلال زراعة المحاصيل.
وقد تطورت الزراعة العضوية الحديثة؛ استجابةً للضرر البيئي الناتج عن استخدام المبيدات الكيميائية والأسمدة الصناعية في الزراعة التقليدية وكنتاجٍ لرغبة المزارعين لتجنب الأمراض القادمة من الوسائل الصناعية التي تراعي الربح قصير المدى، وتغفل – غالبًا – صحة المزارع والمستهلك وحيويته، كذلك صحة البيئة المحيطة بهما.
تاريخ الزراعة العضوية
تطورت مفاهيم الزراعة العضوية في أوائل القرن العشرين على يد ألبرت هوارد، و ف. ج كنك، ورودولف شتاينر وغيرهم ممن اعتقدوا أن استخدام روث الحيوانات _غالبًا_ ما يكون سمادًا، تؤدي جميعها إلى نظام زراعي أفضل، حسب ما ذكر تقرير للموقع البيولوجي( أنا أصدق العلم) في الـ 29 من أبريل 2019.
ويذكر التقرير، أنه ازداد الطلب على الأغذية العضوية في ستينيات القرن الواحد والعشرين، وصحيفة (الربيع الصامت) التي وثقت مدى الأضرار البيئية الناجمة عن المبيدات الحشرية.
محليًا، يشير (المهندس سند أمين عبدالجليل، الاستشاري في البستنة والتقنيات لدى مكتب الزراعة في محافظة إب) إلى أن، الزراعة العضوية في اليمن قديمة قدم الإنسان اليمني، فالمزارع اليمني عمل على تخصيب أرضه بالأسمدة الطبيعية الصحية والقائمة على نفايات الحيوانات والنبات، كما أنه لم يعرف الأسمدة الكيميائية والمبيدات الضارة إلا منذ فترة لاتتعدى عقدين من الزمن.
ويضيف المهندس سند، أن مبيعات الأغذية العضوية قد ازدادت خلال العقدين الماضيين في اليمن بفضل تعزز الوعي البيئي لدى المزارع اليمني إلى جانب المخاوف بشأن الآثار الصحية لمخلفات المبيدات، وكذلك لنمو قطاع الزراعة العضوية بالتوعية والرقابة من قبل مكاتب الزراعة والجهات القائمة في المحافظات اليمنية.
الزراعة العضوية والمحميات الزراعية
يشرح المهندس سند عبدالجليل لـ “صوت الأمل” أهمية المحميات الزراعية للزراعة العضوية بقوله، أنها توفر بيئة مناسبة لنمو النبات، وتجمع كل احتياجاته في مكان واحد، لكن تكلفتها مرتفعة _إلى حدٍّ ما_؛ بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية، والمشتقات النفطية، والتقنيات الحديثة التي تحتاجها هذه المحميات؛ كي تقوم بمهامها على أكمل وجه.
مؤكدًا، أن البيوت المحمية تحمي النبات وتجعل المزارع قادرًا على إنتاج الثمرة في غير موسمها أيًّا كانت، فبإمكان المزارع الذي يستخدم هذه التقنيات الحديثة أن ينتج المحصول الصيفي والشتوي مع بعض كون البيت هذا يعزل عن ثماره كل العوامل المحيطة، فيكون قادرًا على التحكم بالعوامل المحيطة ونسبة توفرها كالشمس والحرارة والصقيع والمياه والرياح.
كما يقول -بهذا الصدد- (المزارع نعمان حميد – وادي الضباب- تعز)، وهو مالك لمحمية زراعية إنها أرهقته ماديًا _في البداية_ وذلك بتوفير الحديد والهيكل والبلاستيك وشبكات الري والأسمدة والشتلات، لكن هذا المشروع سرعان مادرّ عليه الرزق الوفير وقضى ديونه.
يزرع نعمان عددًا من المنتجات في محميته، كالطماطم، والخيار، والزيتون، والبن، وهو لايستسلم للعوامل المحيطة به بل يزرع طوال العام، ويدخر محاصيله بتخزينٍ مناسب حتى احتياج السوق إليها، فيجني من ورائها الربح الوفير؛ بسبب رواجها وتزايد الطلب عليها، كون نعمان يبيع المنتج الزراعي في غير موسمه.. _حسب حديثه_.
منتجات زراعية عضوية في اليمن
يتوفر محصول الفراولة طوال العام في صنعاء، وذمار، وإب، بعد أن كان مستوردًا، وقد حققت البلد اكتفاءها الذاتي من محاصيل زراعية تنمو بأسلوبٍ عضوي، وصحي من الخضروات كالبطاطس، والخيار والطماطم والباذنجان وغيرها.. ومن الفواكه كالرمان والعنب والتفاح والبرتقال، ومن الحبوب كالشام والذرة والقمح وفقًا لإدارة مكتب الزراعة بمحافظة إب، ويشير غالبية السكان أن للأحداث وللأزمات دورًا في أن تجعل اليمن تعتمد على ذاتها؛ لتستغني وتخفف من عملية الاستيراد الخارجي في الغذاء.
تؤيد ماسبق (المزارعة حورية محمد من مديرية المشنة في العدين)، وتشير إلى أن معظم السكان في منطقتها اتجهوا لاستصلاح أراضيهم الزراعية المهجورة، كمبادرات شعبية ذاتية لسد النقص وتحقيق الأمن الغذائي.
وتؤكد حورية، بأن معظم ماتزرعه مع جيرانها منتجات زراعية طبيعية تعتمد على السماد العضوي، وتبتعد كل البعد عن المواد الكيميائية التي تضر بالوطن والمواطن.
فوائد الزراعة العضوية
يوضح (عمران هلال، الناطق الرسمي باسم مكتب الصحة في إب)، أن الزراعة العضوية تخلص المجتمع من مخلفات الإنسان والحيوان والتي يؤدي تراكمها دون استخدام في تسميد التربة إلى انتشار الأمراض البكتيرية والفيروسية والطفيلية، وإلى إصابة البقر أنفسهن بما يسمى بمرض دودة البقر كعائل أولي، ويصيب هذا المرض الإنسان كعائل ثانوي، وبالتالي فإن الفلاح – وفقًا لحديث هلال- حين يعتمد على السماد العضوي يخلص مجتمعه من آفات صحية _المجتمع في غنى عنها_، ويستفيد منها في تخصيب التربة وإصلاحها.
ويضيف هلال، أن اعتماد الفلاح على المبيدات الكيميائية والأسمدة الصناعية تملىء الثمرة بالسموم التي تعرض المستهلك للتسمم الغذائي كأقل التبعات.
كما يؤكد بأن الزراعة العضوية توفر التكاليف وتسرع من عملية الإنتاج، وتحفظ البيئة نظيفةً وخالية من الأمراض المعدية، ويختم عمران هلال حديثه لـ «صوت الأمل”، بحث المزارعين على الابتعاد عن الوسائل الصناعية والكيميائية _قدر الإمكان_، كذلك الالتزام بإرشادات الأمان بجرعة المبيد كما هو موضح في العلبة وقت الحاجة، وينصح كل مزارع بالتمسك بالأساليب التقليدية التي عرفها اليمنيون منذ القدم، فالسماد العضوي القائم على مخلفات الحيوان والنبات هو الأسلوب الأصح والآمن لبيئة صحية ولمواطن سليم يملك مناعة قوية تقاوم أقسى الأمراض المستعصية التي يعاني منها المواطن اليمني اليوم.
37.5% الصراع سبب ضعف الاستثمار الزراعي في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر ديس…