إعادة الإعمار بعد الصراع أولويات وخطوات
صوت الأمل – علياء محمد
خلَّف الصرع القائم في اليمن دمارًا كبيرًا، طال البنية التحتية في جميع المجالات، وتسبب في خروج عدد كبير من المرافق عن الخدمة، فهل ستكون هناك فرصة لإعادة الإعمار بعد الصراع؟ وماهي أولويات إعادة الإعمار؟ وما أهم التحديات التي تواجه ملف إعادة الإعمار؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة كان لـ “صوت الأمل” لقاءٌ مع الدكتور نجيب الزيعمي (عميد المعهد الدبلوماسي للشؤون الأكاديمية والبحث).
في البداية دكتور، حدثنا عن مفهوم إعادة الإعمار .
إعادة الإعمار من العمليات المهمة التي يجب تحقيقها لأي دولة عانت من ويلات الصراع، ولمدة طويلة، وهي عملية ترتبط ارتباطًا كبيرًا بالتنمية وعملية إعادة بناء الدولة وتحقيق التعافي الاقتصادي بعد انتهاء الصراع، وتتأثر العملية بعدد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
على ماذا تبنى عملية إعادة الإعمار ؟
في البداية مفهوم إعادة الإعمار ضرورة ملحة من ضروريات التنمية المستدامة، ويقف على عناصر أساسية أهمها: توقف الصراع، والعمل على مبدأ جبر الأضرار و(صناديق جبر الأضرار)، بالإضافة إلى إعداد ملف لإعادة الإعمار يُقدر حجم التعويضات التي سيحصل عليها اليمن نتيجة للصراع، وهو حكم تكميلي تعويضي، منه ما هو عام كمؤسسات الدولة وممتلكات الدولة، ومنه ما هو خاص كحقوق المواطنين الذين تعرضوا للكثير من الانتهاكات.
ولتحقيق عملية الإعادة يجب أن يكون الوضع آمنًا ومستقرًا عن طريق وضع استراتيجية أمن قومي تبيِّن أن اليمن مستقر وآمن، ومن ثمَّ تكون عملية إعادة الإعمار مثمرة ومنتجة ومحققة للغايات المنشودة.
ماهي أولويات إعادة الإعمار في اليمن?
إذا كنا سنستدل على تجارب دولية، كيف قامت بعملية إعادة الإعمار، وما هي الأسس التي اعتمدت عليها والألويات، فسنجد دولة ألمانيا من أكثر الدول مثالًا لنجاح عملية إعادة الإعمار، ونستنتج من التجربة أن الأولويات الأساسية تتمثل في: إصلاح البنية التحتية بما في ذلك اصلاح الطرق، والجسور، والمواصلات، والاتصالات، وبناء المساكن، وإعادة توصيل إمدادات الماء والكهرباء والوقود، والمدارس والأسواق والمستشفيات، واستعادة المؤسسات التًي حطمها النزاع مع الحرص الشديد على تأمينها، بالإضافة إلى إيجاد مشاريع إسكان والاستفادة من الأراضي البيضاء لمساعدة الناس على الاستقرار والشعور بالأمان والراحة.
ومن المهم أيضًا إنشاء بنية تحتيَّة مالية، وإعادة هيكلة الاقتصاد عن طريق وضع استراتيجية للتنمية الاقتصادية، وأنشطة لبناء المجتمع عن طريق الاستفادة من الثروات الطبيعية واستخراج المواد الخام، فنحن دولة تمتلك العديد من الثروات والأحجار، بالإضافة إلى التركيز على الاستثمار الزراعي عن طريق إيجاد خطط ومشاريع، وها قد بدأت هيئة الابتكار البحثية للعلوم والابتكارات بإقامة مشاريع خطط بحثية، ولدينا العديد من الكفاءات المبدعة والموهوبة، وهناك العديد من المشاريع التي أطلقت ونفذت على مستوى الطرقات والمرافق الصحية والتعليمية.
بعد ذلك تأتي الخطوة الأخرى وهي لمٌّ شمل الأسر التي تفرقت جراء الصراع والتقطع الجغرافي الحاصل، بحيث تكون عودتهم استمرارًا طبيعيًّا للحياة، بالإضافة إلى ترميم المواقع الأثرية وإدارتها والحفاظ على الطابع التاريخي لليمن.
برأيك، ماهي الخطوات التي يجب أن نتبعها لإنجاح عملية إعادة الإعمار?
أولًا يجب أن يكون هناك تصور واضح حول إعادة الإعمار، وهل نحن سنبني أم سنعيد الإعمار، بعد ذلك تأتي خطوة تأسيس عدد من اللجان المختصة في مؤسسات وهيئات الدولة تتولى تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، واختيار الأشخاص الذين سيقومون بمخططات ومجسمات لمطارات وطرق ومباني، وتحديد قائمة المقاولين المحلين والدوليين بشرط أن يكونوا على مستوى عالٍ من الكفاءة والنزاهة.
ومن أهم الخطوات لتحقيق عملية الإعمار، إنصاف الشعب ورفع المظالم وتعويض الناس؛ الأمر الذي سيؤدي إلى استقرار ونضج سياسي، ولن يحدث ذلك إلا بإيجاد تشريعات منصفة وعادلة، ويجب أن يُطبَّق قانون العدالة الانتقالية خصوصًا في الجانب الجنائي والمساءلة واستراتيجية الحقيقة وكشفها وأرشفة التاريخ، وإعادة النظر في التشريعات التي أدت إلى انتهاكات حقوق الإنسان، وعزل كل الذين استغلوا الوظيفة العامة، واستعادة الأموال المنهوبة.
ما هو التحدي الذي يواجه عملية إعادة الإعمار؟
عدد كبير من التحديات التي تواجه إعادة الإعمار، ولكن التحدي الأكبر يمثله الفساد وأصحاب الضمائر الميتة الذين يستغلون الموارد والدعم المالي، لتحقيق المصالح الشخصية لذلك نحن بحاجة إلى مؤسسات تنفذ المشاريع بكل شفافية ووضوح لضمان نجاح عملية الإعمار، ومن جهة أخرى يجب أن نفرق بين ما هو عام وما هو خاص وهذه الملاحظة مهمة جدًا لتنفيذ المشاريع.
ماهي العلاقة التي تربط إعادة الإعمار بتحقيق السلام?
إعادة الإعمار من المفاهيم التي تحمل العديد من العناصر المترابطة والمتداخلة التي ترتبط جدًا بعملية السلام المستدام، ولضمان تحقيق عملية إعادة الإعمار يجب أن يتحقق السلام في المنطقة ويستقر الوضع العام، وضمان عدم عودة الصراع مرة أخرى، فتحقيق السلام وشعور المواطن بالأمن والاستقرار يعزز من الثقة بالسلطة القائمة.
73.3% البنية التحتية والنسيج المجتمعي اليمني مدمر كليًا
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استبيان إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر أكت…