منظمات دولية ومحلية للتخفيف من وطأة الفقر
صوت الأمل – حنين الوحش
يعاني اليمن منذ بدء الصراع في أوائل 2015م حتى وقتنا هذا من أسوأ أزمة إنسانية عرفها العالم، أدَّت إلى انعدام الأمن الغذائي، وتفشِّي المجاعة بين المعدمين من اليمنيين، وعملت على تدمير البنية التحتية والاقتصاد العام للبلاد، مما زاد من ارتفاع معدلات الفقر، واستنادًا لتقديرات الأمم المتحدة للعام 2020م فأن 24.3 مليون كانوا معرضين لخطر الجوع والمرض منهم نحو 14.4 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة.
كان الدور القائم على المنظمات بمنزلة البديل الأول للدولة في تقديم المساعدات والخدمات، لتخفيف معاناة الناس؛ ومحاولة منها للملمة الشتات وترميم الأضرار التي تسببت فيه جميع الأطراف السياسية في الدولة.
منظمات دولية تحمي من خطر الفقر
وتبعًا لتقرير البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي للعام 2021م، الذي قدم (مشروع في دعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن- الصمود الريفي (2، فقد استهدف المشروع الفئة الأكثر ضعفًا في المجتمع من النساء والمهمشين، النازحين والمجتمعات المنهكة والمستضيفة في كلٍّ من محافظة أبين، والحديدة، وحجة، ولحج وتعز.
يهدف المشروع بالدرجة الأولى إلى تعزيز صمود المجتمعات المتضررة من الأزمات في اليمن عن طريق تطوير سبل العيش المستدامة، والعمالة الطارئة التي استهدفت 880 مستفيدًا دُرِّبوا على المهارات الحياتية وإدارة المشروعات الصغيرة، 26 من الأصول المجتمعية أُعِيد تأهيلها باستخدام منهجية 3*6 و 3404 من النساء والشباب تمكنوا من تحسين وضعهم المعيشي ومستويات الأمن الغذائي عن طريق مشاركتهم في أنشطة إعادة تأهيل أصول الأسواق المجتمعية باستخدام منهجية 3*6والحد من نقاط الضعف الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المستهدفة.
بدأ تنفيذ مشروع( الصمود الريفي (2في العام 2019م ويتوقع الانتهاء منه في العام 2022م، وهو ممول من الاتحاد الأوروبي والوكالة السويدية للتنمية الدولية، و يديره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و ينفَّذ بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الأغذية العالمي.
ووفقًا لموقع صندوق التمويل الإنساني في اليمن الذي استعرض الدعم المقدم للأنشطة المنقذة للأرواح للعام 2020م بإدارة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن طريق الإسهام في تمويل بعض المشروعات، مثل المأوى والمواد غير الغذائية التي هدفت إلى توفير مأوى آمن ومستلزمات منزلية أساسية للأسر الضعيفة؛ وفقًا لهذا استهدف المشروع نحو 291.888 مستفيدًا.
ومشروع آلية الاستجابة السريعة التي يهدف إلى تقديم المساعدة الفورية المنقذة لأرواح النازحين في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وكانت المساعدات عبارة عن مساعدات عينية ونقدية لضمان الوصول إلى الاحتياجات الكاملة وحتى تُفعَّل الاستجابة للمجموعة نُفِّذ المشروع لـ 460.000 مستفيدٍ.
كما عمل الصندوق على تحسين الظروف المعيشية للأسر النازحة المصنفة ضمن الفئة الأكثر ضعفًا في مواقع استضافة النازحين، حيث يعيش 48%من النازحين في مساكن غير رسمية تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والغذاء والرعاية الصحية، نفذ المشروع لنحو 14.289 من الأشخاص الذين استطاع الوصول إليهم.
الدور القائم على منظمات المجتمع المدني
تغطي منظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا وفعالًا في تلبية الاحتياجات الضرورية للمجتمع عن طريق خطط الاستجابة الطارئة التي تنفذها للمستحقين.
(مؤسسة تمدين شباب) التي قدمت مشروعات ومساعدات إنسانية عديدة، يقول محمد الزعيم (منسق برنامج الغذاء وسبل العيش في مؤسسة تمدين – عدن) عن الدور الذي قدمته: إن المشروعات التي قدمت للفئات المجتمعية الضعيفة والمتضررة كانت متمثلة في الأمن الغذائي، مثل مشروعات الصمود الريفي في لحج ويتمثل بإنشاء مدارس حقلية لتدريب المزارعين والرعاة.
وذكر لصوت الأمل، أنه أُنْشِئ مركزان لتدريب النساء على صناعة مشتقات الألبان: مثل الجبن والزبادي وغيرهما، المشروع لايزال قيد التنفيذ حيث نفذت فيه جزئية التوزيع والمساعدات فقط.
وأضاف الزعيم، أن هنالك مشروعات في طور العمل عليها للتنفيذ، مثل: (مشروعات النقد مقابل العمل)؛ لإصلاح ثلاثة أصول مجتمعية تسهم في تحسين سبل العيش و الوصول إلى الغذاء، وسيستهدف هذا المشروع 400 أسرة بمبالغ نقدية قيمتها 90$ لمدة ثلاثة أشهر.
أما المشروع الأخر فيتضمن المنح الصغيرة والتدريب المهني لـ 200 مستفيد تُحدَّد هذه المنح بناءً على تقييم سوق العمل في المنطقة للمشروع، ومن ثم يُختار 175 منهم، ويجري الاختيار بناءً على أفضل المشروعات الصغيرة التي تقدم من أجل إعطاء المنح الصغيرة التي تقدر قيمتها بـ 300$ كتمويل لمشروعاتهم.
(جمعية بناء الخيرية للتنمية الإنسانية – تعز) جاء في تقرير لها للعام 2021م، أنها قدمت مشروعات عديدة للأسر الضعيفة عن طريق توزيع معدات الألبان على 242 أسرة ضمن مشروع دعم الأسر الضعيفة في مجال سبل العيش الزراعي في مديرية الشمايتين في تعز، وتوزيع السلال الغذائية للنازحين ضمن مشروع الاستجابة الطارئة للمتضررين الذي استهدف 900 أسرة في مديريتي المعافر والشمايتين.
وفي السياق ذاته، استعرضت الجمعية المعونات التي قدمتها، وتمثلت في توزيع الملابس في محافظة مأرب لـ 70 أسرة، بالإضافة إلى توزيع الحقائب المدرسية للأسر الأشد فقرًا من النازحين والمهمشين في محافظة تعز، واستهدفت 240 حقيبة مدرسية ونُفِّذ مشروع توزيع الحقائب المدرسية بمساعدة وتمويل من (منظمة الأيادي النقية).
آراء الشارع
في إطار الدور الذي قدمته المنظمات في مجال المساعدات الإنسانية كان للشباب رأيٌ في ذلك، حيث يقول عبد السلام علي ) 30عامًا من تعز): إن المنظمات تقوم بدور كبير ومحوريٍّ خصوصًا في محافظة تعز، لكنها تحتاج من منظور آخر إلى طرح مشروعات مستدامة لتمكين المستفيدين على مدى أطول.
أما عبد الغني هياجم (33 عامًا من تعز) فيرى أن دور المنظمات في المساعدة والتخفيف من حدة الفقر يحدث عن طريق المشروعات المقدمة للمجتمع المحلي المضيف والنازحين، وعبر مشروعات تحسين سُبل العيش والتمكين الاقتصادي والمعرفي؛ من أجل تحسين الوضع المعيشي لهم ولغيرهم.
مضيفًا، أن هذه المشروعات هي الغاية الأساسية لوجود المنظمات، كون المنظمات هي القطاع الثالث في تركيبة الدولة، ولابد أن يكون هناك توجيه لبرامج المنظمات تجاه الشباب والفئات الأشد ضعفًا في المجتمع، كذلك توجيه البرامج نحو إصلاح المنظومة الاقتصادية ودعمها في حالة عجز الدولة، وتفعيل برامج تأهيل وتحفيز دور المرأة في الإنتاج من أجل تحسين سبل العيش.
استطلاع.. ازدياد ظاهرة التسول في اليمن سببه الفقر 87 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر سبتمب…