مشروعات صغيرة ومحاولات خجولة للتخفيف من الفقر
صوت الأمل – حنين الوحش
تسهم المشروعات الصغيرة في رفع مستوى التوظيف لدى الكثير من المستفيدين، وتحسِّن من مستواهم المعيشي عبر استثمار الأيدي العاملة في مختلف الأعمال للحدِّ من الفقر والبطالة، وتدعم الاقتصاد الوطني والناتج المحلي بدرجة مؤثرة، وتحقق المكاسب الاجتماعية والاقتصادية في البلد.
العديد من المشروعات الصغيرة بدأت من الصفر، واستهدفت ذوي الدخل المحدود، حيث أسهمت في إعالة أسر بأكملها للرفع من مستواهم المعيشي.
ابتسام العبسي (مدربة واستشارية في مجال إدارة واستمرارية المشروعات ونائب أكاديمي لدى معهد الخنساء التجاري) تقول: هناك مشروعات كثيرة قدمت في العام 2020م أسهمت في التخفيف من الفقر، لدى بعض الأسر واستهدفت 150 مشروعًا نسائيًّا يعلم النساء كيفية فتح مشروعات خاصة بهم وإدارة المشروعات واستمراريتها.
مضيفة، أثرت هذه المشروعات في عملية التمكين الاقتصادي للنساء غير العاملات، وفتحت مجالات رزق متعددة، ووظفت أيادي عاملة، كذلك أسهمت في القضاء على البطالة وتحسين الدخل لدى الأسر وزيادة ناتج الاقتصاد المحلي والقضاء على الفقر.
مشيرة إلى أنه مع الدعم الفني والمادي المقدم من وكالة المنشآت الصغيرة والأصغر (SMEPS)، إلا أن هناك بعض الصعوبات الناتجة من الوضع الحالي للبلاد، مثل انعدام البنية التحتية، وعدم استقرار أسعار الصرف والتضخم الاقتصادي وانعدام الأمن.
مؤكدة أن المعالجات صعبة، ولكي تتحقق لابد من حل الخلافات السياسية وتسوية الأوضاع، وإن لم يحدث هذا فإن الصعوبات ستسمر وتؤثر فيهم وفي أصحاب المشروعات.
للمشروعات الصغيرة أهمية مؤثرة لدى صناع القرار الاقتصادي في الدول المتقدمة والنامية على حدٍّ سواء، بسبب دورها المحوري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، كما أن لها دورًا مهمًّا في تنمية عجلة الاقتصاد والإنتاج المحلي، والاكتفاء الذاتي من المنتجات والخدمات الأساسية، وتسهم في التخفيف من نسبة الفقر والبطالة.
التمكين الاقتصادي للأسر
أسهمت المؤسسات بدرجة أولى في عملية دعم الأسر الفقيرة غير القادرة على استثمار طاقاتها، وعملت على دعمهم بمختلف المجالات والوسائل المتاحة، وقد نتج الدور المؤسسي في هذا المجال ناتجًا ملموسًا حافلًا بالعطاءات.
(مؤسسة رسالتي لتنمية المرأة التي قدمت مشروعات إنسانية وخدمية عديدة) تقول عنها بلقيس المدحجي (رئيسة المؤسسة في تعز): إنها نفذت العديد من المشروعات والأنشطة في مجال الريادة في تمكين المرأة، وكانت أعمالها على نطاق واسع في كل المحافظات اليمنية منذ العام 2016م إلى وقتنا الحالي.
وتضيف المدحجي، أن الأنشطة استهدفت المهملين أصحاب الأوضاع المعيشية الصعبة. والتمكين الاقتصادي لهذه المؤسسة يهدف إلى تحسين المستوى المعيشي لدخل الفرد لاسيما المرأة وذلك عن طريق التأهيل بدورات حرفية في الخياطة والكوافير والنقش وصناعة العطور والبخور وغيرها، حيث استهدف ما يقارب 2602 فرد.
كما أن هناك مشروع «باب رزق»، ومشروع “تمليك الأسر المنتجة وتحسين سبل العيش”، والدعم فيهما يكون عن طريق تمليك أكشاك، وأدوات الحرف والمهن، والبقالات، ومكنات خياطة وأجهزة حاسوب قدمت لـ 300 أسرة تقريبًا.
وتوضح بلقيس، أن هناك أيضًا مشروعات عملت عملًا رئيسًا في بناء مراكز صحية، وتوزيع الأدوية والإسهام في إجراء عمليات جراحية، ومن ضمن الإسهامات التي تقدمها المؤسسة، عمل شبكة لتوزيع المياه الصالحة للشرب؛ كما عملت في مجال الإيواء حيث تضمنت بناء المنازل وتوزيع مواد إيوائيّة ومساعدات نقدية.
آراء المستفيدين
ثريا ناصر 44) عامًا أم لأربعة أطفال مقيمة في محافظة تعز) تقول: “أسهمت المؤسسات إسهامًا كبيرًا في تخفيف الضغط علينا من الناحية المادية والمعنوية، إذ عملت على إقامة العديد من الدورات التدريبية والمساعدات التي تمكننا من فتح باب رزق لنا، لتمكيننا من العمل”.
سلام عمر 35) عامًا من تعز)، عملت سلام على إعالة أسرتها المكونة من خمسة أفراد في إطار الدور القائم على المؤسسات في توفير فرص عمل للشريحة غير القادرة على توفير قوت يومها، تقول سلام: «المؤسسات والمبادرات التي تقوم على توفير مشروعات وخدمات، تؤثر إيجابيًّا في حياتنا، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة وانخفاض فرص الحصول على أعمال جعلت منا عالة، إلى أن استهدفتنا المؤسسات العاملة في هذا المجال وأعطتنا الدعم، كما قدمت لنا فرصًا للحصول على عمل، لإعالة أسرنا وتحسين وضعنا المعيشي.
صانعوا المشروعات
شباب ذو همة وإصرار حاولوا بأفكارهم الوصول إلى حلمهم، وتحقيق استقرار مادي لهم ولأسرهم عبر افتتاح مشروعات صغيرة خاصة بهم.
غمدان العديني (25 عامًا، مالك مشروع «فريزيا” للهدايا الموجود في الحوبان بتعز) يقول: “بدأ المشروع بفكرة سهلة جازفتُ بتجربتها وهي افتتاح محل هدايا يوفر أشياء جديدة من هدايا، ومستلزمات الأعياد والحفلات حسب الطلب أو بناءً على العرض الموجود لديهم، والاهتمام بعملية التغليف والتوصيل لجميع المناطق”.
يقول العديني: “الأمر الذي جعلني أفكر في افتتاح «فريزيا «هو أن المنطقة كاملة لم يكن فيها هذا المشروع مع احتياج الناس له”. موضحًا، أن المشروع أسهم إسهامًا كبيرًا في تسهيل وتحسين الدخل في حياته اليومية.
وفي إطار الصعوبات التي تواجهه قال العديني: هناك صعوبات عديدة متمثلة في أسعار الصرف غير الثابتة، والتدهور الاقتصادي الذي جعل إقبال الزبائن ليس بالمستوى المطلوب.
محمد عبد الكريم (29عامًا من إب، مالك مشروع مطبعة الشرق) يقول: جاءت فكرة المشروع عندما كان يعمل في محل للتصوير، كانت النقود لا تكفي أسرته المكونة من خمسة أفراد وهو العائل الوحيد للأسرة بعد وفاة أبيه، حاول أن يغطي مصاريف المنزل والمصاريف الدراسية لإخوته، لكنه لم يستطع أن يوفر معظم الاحتياجات المعيشية لهم، حينها قررت والدته البدء بالبحث عن عمل في أحد البيوت، كان هذا أكبر حافز له للبدء بعمل حل ليغطي معظم احتياجاته.
ويضيف عبدالكريم: «بدأت بدراسة المشروع جديًّا والاقتراض بمبلغ قدره 1.310.000 وافتتحت المطبعة في العام 2018”.
وحول الصعوبات يقول محمد: إنه واجه ضغطًا في أثناء التسديد؛ لأن في بداية العمل لم يكن العمل يسير على النحو المطلوب، ولكنه عمل جاهدًا للتعريف بالمطبعة وبأعمالها لكي يستطيع أن يسيِّر أعماله.
يؤكد الجميع أن للمشروعات الصغيرة أهمية بالغة في محاربة الفقر والحد من البطالة التي زادت نسبته خلال السنوات القليلة الماضية، ولها أثر واضح وكبير في تحسين الوضع المعيشي والدخل للمستفيدين، خصوصًا أن ظروف البلد أصبحت صعبة في العديد من المجالات والقطاعات الخدمية والتنموية، وتعاني من تدهور شبة كامل في الاقتصاد الوطني، لذا وجب أن تركز الجهات المعنية والدولية على دعم وإقامة العديد من المشروعات التي تسهم في معالجة الفقر والبطالة بدرجة رئيسة، وتستقطب فئة الشباب عبر تقديم قروض ميسرة ومريحة لتشجيعهم والوقوف معهم في بناء المجتمع من جديد.
استطلاع.. ازدياد ظاهرة التسول في اليمن سببه الفقر 87 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر سبتمب…