الصفر نقطة للانطلاق
صوت الأمل – علياء محمد
لكلِّ فرد منا طموحٌ وأهداف، ولكن الوصول إليهما ليس بتلك السهولة، فهناك سلالم كثيرة يجب أن يصعدها الشخص للوصل إلى القمة، وفي هذه السلالم عثرات وصعوبات من الممكن أن تقف عائقًا في طريقه، لتمنعه من إكمال السير، ولكن من يملك الإيمان والثقة بنفسه يستطيع أن يتخطاها ليصل إلى مبتغاه.
من الصفر بدأ حياته بطلُ قصتنا، وجعل من واقعه حياة جميلة، كان شعاره “لا شيء مستحيل، وكلُّ شيء نطمح له نحققه”، جعل من حياة البؤس والشقاء دافعًا للبقاء، وقال: “أنا الأقوى”.
أحمد حسن ذو الثلاثين عامًا، سكن محافظة صنعاء منذ نعومة أظافيره في منزل يحتوي على غرفة واحدة وصالة، هو ووالده ووالدته واثنتان من أخواته، وهو أنموذج للشاب المكافح والصبور.
يسرد أحمد حكايته، فيقول: «والدي كان يعمل أعمالًا حرة، وكان الوضع سيِّئًا جدًا فما يجده والدي لا يكفي إلا قوت يومنا وإيجار المنزل، وكان يعمل ليلًا ونهارًا، اهتم والدي بدراستنا وكان الداعم لنا، ومع الظروف الصعبة تعلمت منه الصبر والقوة وقت الشدة، وعندما بلغت من العمر أحد عشر عامًا قررت الخروج إلى سوق العمل لأساعده في العمل”.
بيع الجوارب
بيع الجوارب هو المشروع الذي قرر أحمد الدخول به إلى سوق العمل، وكان يعمل بعد الظهر في بسطة صغيرة في وسط السوق في محافظة صنعاء، وبدعم من والدته وأبيه كان يحاول أن يوافق بين دراسته وعمله.
بكلمات كلها فخر يقول أحمد: “لم أخجل يومًا من الفقر الذي كنت أعيشه أنا ووالدتي، إذ كان الدافع لي بأن أبني شخصيتي وحياتي، وأكون سندًا لوالدي ووالدتي وأختيَّ، فكرت أن أبدأ ببيع الجوارب لأنني وجدتها فكرة رائعة فالكثير من الناس يهتم بشراء الجوارب باستمرار خصوصًا في فصل الشتاء، بدأت ببسطة صغيرة وكانت تتوسع يومًا بعد يوم، وبالإرادة والعزيمة والقوة أصبحت بسطة الجوارب الصغيرة كبيرة، وتنوعت بضاعتي ما بين جوارب اليدين والرجلين ــ جوارب رجالية ونسائيةـ وأصبح هذا العمل مصدر دخلٍ لي ولعائلتي فأفادنا كثيرًا “.
أحلام وطموح
كبر أحمد وكبر حلمه، وحقق الطموح الذي طالما سعى إليه، واشترى أرضًا ليبني بيتًا يحتويه هو وعائلته، واستطاع أن يساعد إخوته على إكمال دراستهم، وهو كذلك أكمل دراسته الجامعية تخصص تجاره.
بقوة كبيرة كسر أحمد حاجز الفقر، ولم يستسلم له، واستطاع أن يعيش في منزل ملك له، يقول أحمد لـ «صوت الأمل”: “يُقال:(من رحم المعاناة يولد الإبداع) وأنا أقول من رحم المعاناة يولد النجاح يولد التغيير وتتبدل الحياة إلى الأفضل، ولا يحتاج ذلك إلا إلى الإصرار والعزيمة، فكثير من التفاؤل وقليل من الشكوى كفيلة بأن تصنع لك مستقبلًا زاهرًا، صحيح أن الفقر أزمة إنسانية كبيرة ولكن إذا بحثنا عن فرص سنجد مخرجًا”.
كثيرٌ من الفقراء يستسلمون للفقر، وآخرون يرضخون لواقعهم من دون التحرك لتغييره، فتزداد معاناتهم أكثر، وهذا الملاحظ في مجتمعنا الذي أصبح يعاني من ظاهرة الفقر معاناة كبيرة، في حين أن أحمد يعدُّ أنموذجًا للنجاح.
اختتم أحمد حديثه بنصيحة لكل من أرهقتهم الحياة فقدم لـ”صوت الأمل” أملًا ترسله إلى كل من ضاقت بهم السبل، فقال: “لا تستلموا واجعلوا من معاناتكم قصة نجاح، لا شيء يبقى على حالة، لاتنتطروا يدًا تأتي لانتشالكم وإنما اسعوا أنتم لذلك، فلكل إنسان فرصة جيدة للعيش، وعليه أن يبحث عنها في زوايا الحياة، وسيصل إلى تحقيق أحلامه إذا استعان بالله ثمَّ العمل”.
استطلاع.. ازدياد ظاهرة التسول في اليمن سببه الفقر 87 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر سبتمب…