دور وسائل الإعلام في معالجة الفقر
صوت الأمل – حنين الوحش
تعددت أشكال الوسائل الإعلامية وكثر العاملون فيها، إلا أن المحتوى الإنساني الذي يهدف إلى استعراض معاناة أفراد المجتمع مازال ضيِّقًا ومحصورًا.
معاناة مختلفة يعانيها المواطن اليمني بصورة يومية؛ جراء ارتفاع معدلات الفقر والجوع وزيادة في اضطراب وتدهور الوضع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي يمر بها اليمن اليوم.
وما زاد الوضع سوءًا هو انحصار وتحجيم الدور القائم على وسائل الإعلام في توصيل هذه المعاناة للمجتمع، خصوصًا في الفترة الزمنية الأخيرة حتى أن دور الإعلام بات قليلًا وفاقدًا للشفافية والمصداقية والوضوح، ومفتقرًا إلى الإحصائيات والمؤشرات الصحيحة.
فبناءً على دراسة قدَّمها الدكتور ياسر باعزب، تختص بدور الإعلام في التخفيف من الفقر في المجتمع اليمني وطُبِّقت في محافظة أبين؛ أظهرت نتائج الدراسة أن هناك قصورًا ودورًا سلبيًّا للإعلام في التخفيف من الفقر، تتسبب فيها عوامل عديدة، وأن البرامج الإعلامية المسخرة لخدمة المجتمع والحدِّ من ظواهره السلبية كالفقر متواضعة جدًا ولا ترتقي إلى درجة الدور المناط به، فالإعلام مرتبط بمكونات النظام السياسي وهناك ضعف في تنفيذ البرامج الإعلامية.
واستعرضت الدراسة أهم النتائج التي جعلت دور الإعلام ضعيفًا في نقل القضايا المجتمعية، وتتمثل في النظرة القاصرة تجاه وسائل الإعلام لاسيما المحلية منها، لكونها مرتبطة بسياسات وأفكار معدَّة سلفًا ولا تلبي احتياجات المجتمع، أو تناقش قضاياه، ولا تتميز بالصراحة والمصداقية عند تعاطيها، ولاتظهر الصورة الحقيقية للفقر، مما زاد من حجم مشكلة الفقر وأضعف الدور المناط بالإعلام .
كما أوضحت الدراسة، أن هناك غيابًا للدور التثقيفي والإرشادي للإعلام، من خلال توعية المجتمع بقضايا التنمية، منها مشكلة الفقر، وعدم وجود رؤية كاملة من الإعلام عن الفقر وأساليب مكافحته، فالإعلام لا يُشرَك في جهود الحكومة والمنظمات غير الحكومية للحدِّ من الفقر، حيث يُهمَّش دور الإعلام ولا تُرْسم السياسات الخاصة التي تمثل دور الإعلام تجاه قضايا المجتمع.
ومن نتائج الدراسة يتَّضح أن الدور السلبي للإعلام أيضًا كان سببه التعامل والتفاعل مع أجهزة الإعلام المختلفة من الأفراد في المجتمع، وإهمالهم قراءة الأخبار ومشاهدة القنوات اليمنية التي لم ترتقِ إلى مستوى إقناع المشاهد ولم تقدم الأفضل له بما يلبي ويشبع رغباته.
برامج خيرية قدمت لمساعدة المحتاجين
الدور القائم على الوسائل الإعلامية يتمثل في تكوين حلقة وصل قوية وشاملة في نقل هذه المعاناة للمجتمع والجهات ذات الاخصاص، والتأثير فيه عن طريق البرامج الإنسانية التي تستهدف مساعدة الناس والوقوف بجانبهم.
(اليوتيوبر حسن الجفري) استهدف في قناته عبر اليوتيوب مساعدة الفقراء والمحتاجين من الباعة المتجولين في مناطق مختلفة داخل شوارع صنعاء، واستعرض الموضوع الذي ناقشه في القناة.
يقوم حسن بالنزول الميداني إلى مناطق عديدة؛ ليستهدف الأسر المتعففة والمحتاجة وإجراء حوارات ومسابقات معها، ليتكفل بعد ذلك هو وفاعلو الخير بجمع التبرعات لهم ومساعدتهم في توسيع بسطاتهم ورؤية احتياجاتهم الضرورية.
برنامج (خاطرك مجبور) الذي يقدمه اليوتيوبر عبد اللطيف الزيلعي، يهتم بمساعدة النازحين والأسر الفقيرة التي تعسر حالها، تقوم فكرة البرنامج على استعراض أحوال الناس وجمع التبرعات لهم من متابعي القناة.وتبعًا لقول الزيلعي فأن البرنامج هو برنامج تحديات مبسط للناس الفقراء الذين يعملون بإصرار لكسب قوت يومهم.
برنامج (حيث الإنسان) الذي لقي قبولًا كبيرًا ونسبة مشاهدة عالية من المجتمع بدأ عرض البرنامج في العام 2019م، واستمر عرضه كأجزاء تعرض خلال شهر رمضان، بُث في قناة بلقيس بقالب وثائقي يهدف إلى رفع الوعي بأهمية العمل الإنساني الميداني وما ينتجه أثر في الواقع.
كما اهتم البرنامج المعروض في القناة بنقل معاناة المواطنين الأكثر تضررًا من الصراع وهم الفقراء والمعدمون، والنازحون والأطفال من ذوي الإعاقة وفاقدو الأطراف جراء النزاعات في اليمن؛ لتقديم العون لهم عن طريق التمكين الاقتصادي والتنموي ومساعدتهم في الوصول إلى الخدمات الضرورية التي تساعدهم في الحصول على سبل العيش.
برنامج (بصيص نور) الذي ركز على الاستماع إلى قصص المعاناة من الفئات الأشد فقرًا، المهملين، غير القادرين على توفير متطلباتهم المعيشية الضرورية، وتقديم المساعدة لهم من فاعلي الخيرعن طريق تقديم مساعدات نقدية لهم تمكنهم من تغطية احتياجاتهم الضرورية.
من منظور الناس
وعن آراء الشباب في الشارع اليمني حول دور الإعلام في نقل معاناة الأفراد، يرى عبد السلام عبد الغني ) 30عامًا من تعز) أن وسائل الإعلام لم تؤدِّ الدور المناط بها فيما يخص المشكلات المتعلقة بالناس ومعاناتهم؛ لأنها خاضعة لسياسات معينة تجبرها على عدم إظهار جانب كبير من المعاناة الخاصة بالمواطن؛ لكي لا تقع تحت طائلة المساءلة.
يضيف عبد الغني، لابد أن تكون هنالك برامج تنقل المعاناة نقلًا حصيفًا ومنصفًا وحياديًّا، بحيث تنقل الواقع بكل شفافية ووضوح حتى ولو على حساب التوجهات العامة أو السياسات العامة للقناة التي يعرض بها؛ وذلك لإيجاد حلول حقيقية للمعاناة في حال إيصالها بوضوح وصدق.
في السياق ذاته، يقول الكاتب الصحفي عمر دماج (25عامًا من صنعاء): إنه لا يوجد تناول كافٍ لمشكلة الفقر إعلاميًّا، هناك احتواء طفيف جدًا. ويعدُّ الفقر مشكلة اجتماعية متفاوتة تتزامن مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية في اليمن، وقد تؤدي البرامج دورًا مهمًا في تسليط الضوء على هذه القضية الحساسة، ومن الممكن أن تختزل المشكلة بهدف التوعية وإيصال الرسائل إلى صانعي القرار، وهذا ما يجب أن تصنعه بالدرجة الأولى.
مشيرًا إلى أن لوسائل الإعلام دورًا مهمًا في تسليط الضوء على المجتمعات الأشد فقرًا وتوجيه النظر إلى المجتمع والمنظمات لتتضح الرؤية وتستطيع أن تتدخل تدخلًا سريع لوضع الحلول الطارئة.
أما عبد الغني علي ( 33عامًا من تعز) يقول: إن وسائل الإعلام لا تؤدي الدور الكافي؛ ولأنها غير مستقلة فهي لم تنقل المعاناة على الوجه المطلوب، بل تستخدمها كوسيلة لتحقيق مصالحها على شكل مجموعات أو أفراد.
مؤكدًا، أن هناك بعض الجهود الفردية على وسائل الإعلام الموازي التي تقدم في البرامج التي تحاول نقل الصورة بشفافية محاولة منها إصلاح الوضع، ولكن هذه البرامج ينقصها خطط الاستدامة والتأثير.
وحول التوصيات يقول عبد الغني: إنه يجب أن تعمل وسائل الإعلام تحت قوانين وضوابط تحدد الأولويات المتعلقة بالمجتمع، وتنقل صورة واضحة وحيادية عنه؛ لذا من المهم جدًا أن يعرف المسؤولون عن هذا القطاع والشباب والمجتمع ككل حقيقة الدور الإعلامي في التأثير في المجتمع.
استطلاع.. ازدياد ظاهرة التسول في اليمن سببه الفقر 87 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر سبتمب…