تأثير الأنظمة القبلية في البلاد.. بنظرة قانونية: عادت القبيلة إلى الحكم بثوب مدني ونهج قبلي يحمل الروح والطابع القبلي بامتياز
صوت الأمل – منال أمين
أكدت المحامية سحر محمد عبدالله، المستشارة القانونية في المجلس المحلي بعدن)، أن التركيبة المجتمعية في اليمن قبلية بدرجة رئيسية سواء كون المجتمعات مدنية أو حضرية، و قالت ان النظام القبلي يؤثر بشكل واضح على الحياة العامة في البلاد، ويلعب دور هام في معالجة القضايا خاصة في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأضافت لـ(صوت الأمل)، بالرغم من أهمية وجود القبيلة ـ بل حتمية وجودها في هيكل بناء الدولة ـ الا أنها أيضا وفي نفس الوقت شكلت أهم تحد وأكبر المعوقات أمام قيام الدولة المدنية الحقيقة، ولا يختلف الأمر كثيراً اليوم عن البارحة بل يمكننا القول بأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بصورة مختلفة وأشكال ووسائل متعددة، وبقدر ما هو ضروري تواجد القبلية في بناء الدولة بقدر ما هو ضروري أن تنصهر فيه، من أجل الدفاع عن الدولة وخدمته وليس العكس.
وتستعرض المحامية أن بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر كانت هناك محاولات عديدة شمال اليمن وجنوبه تهدف إلى تطويع القبيلة لمفاهيم الجمهورية والمدنية عن طريق بناء دولة مدينة حديثة تضم كافة فصائل المجتمع تحت أطار القانون، وحتى نكون منصفين لتلك المرحلة التاريخية يمكننا القول إنه ـ ولربما ـ لم تكن وسائل التطويع نحو الانتقال بالقبلية إلى تلك المرحلة مجدية أو تناسب طبيعة تلك المرحلة.
وتبرهن المستشارة القانونية للمجلس المحلي بعدن بنصوص الدستور منها المادة 36 من الدستور اليمني « أن الدولة هي التي تنشئ القوات المسلحة والشرطة والأمن وأيه قوات أخرى، وهي ملك الشعب كله، ومهمتها حماية الجمهورية وسلامة اراضيها وأمنها، ولا يجوز لأي هيئة أو فرد أو جماعة أو تنظيم أو حزب سياسي إنشاء قوات أو تشكيلات عسكرية أو شبة عسكرية لأي غرض كان وتحت أي مسمى.
وفي المادة رقم 40:»يحظر تسخير القوات المسلحة والأمن والشرطة لصالح حزب أو فرد أو جماعة، ويجب صيانتها عن كل صور التفرقة الحزبية والعنصرية والطائفية والمناطقية والقبلية، ضماناً لحيادها وقيامها بمهامها الوطنية على الوجه الامثل.
وتحدثت المحامية سحر، أن في شمال اليمن أخُفقت تلك المحاولات لتطويع القبيلة في الدولة، واجٌهضت، وعادت القبيلة إلى الحكم بثوب مدني ونظام ونهج قبلي يحمل الروح والطابع القبلي بامتياز، كما أن التدخلات الخارجية لدول الجوار والمنطقة لم تسمح للداخل بأن يخوض ذلك المخاض ويعيد تشكيل نفسه بنفسه، وتركت تلك التدخلات أثرها الكبير عليه، كما ساهمت في عودة النظام القبلي إلى سدة الحكم من جديد.
وأضافت، أما جنوباً وبعد خروج الاستعمار البريطاني من عدن في الـ 30 من نوفمبر، استلمت الجبهة القومية زمام الحكم في البلد، وكان معظم منتسبيها وقادتها قادمون من مناطق قبلية؛ وبالرغم من بعض المحاولات التي سعت إلى الانتقال نحو مفاهيم بناء الدولة المدينة الحديثة، الا أنه لم يكتب لها النجاح وتم الانقلاب عليها لتتمكن القبلية أيضا من خلال تواجدها القوي داخل الجبهة من إعادة تشكيل نفسها ضد ما تبقى من التيار المدني وفرض سطوتها بلغة القوة والسلاح ـ حسب رؤيتها.
كما أشارت لـ(صوت الأمل)، إلى أن الجبهة القومية منذ الوهلة الأولى سعت لاستلامها مقاليد الحكم إلى بسط نفوذها وسيطرتها على كل البلاد بالقبضة العسكرية المحكمة، وعوضاً عن الانتقال إلى مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة اخذت البلد صوب مشروع اخر يتعلق بالأنظمة الشمولية والديكتاتورية المغلقة، وإدخال البلاد بكلا شطريه إلى صراع الأقطاب والمعسكرات، فأتجه الشمال نحو المعسكر الغربي تحت تأثير الإقليم، واتجه الجنوب إلى المعسكر الشرقي هروباً من الوقوع تحت تأثير دول خارجية.. وحكم النظام القبلي الشمال بالمفهوم الرأسمالي الذي يتبناه المعسكر المنتمي إليه، كما حكم الجنوب بالنظام القبلي أيضا وبالمفهوم الاشتراكي الشمولي الذي يتبناه معسكره.
81% من المواطنين يؤكدون: تأثير النظام القبلي على الحياة السياسية في اليمن قوياً ومؤثراً
أكد ما يقارب 60% من المواطنين اليمنيين، أن تأثير النظام القبلي على الحياة العامة في البلد …