12.2 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية
صوت الأمل – علياء محمد
كشفت تقارير خاصة أن (1,71) مليون من الأطفال قد نزحوا بسبب الوضع الراهن, وأصبحوا بحاجة ماسة إلى الصحة والغذاء والتعليم وفقا للتقرير الصادر عن اليونيسيف في العام 2020 م.
بيَّن التقرير الذي حصلت “صوت الأمل” على نسخة منه أنَّ (12,2) مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية في بلد يصنف أنه ضمن أسوإ البلدان للأطفال في العالم، الأمر الذي استدعى سرعة الاستجابة وتدخل عدد من المنظمات لتقديم الدعم وانتشال أطفال اليمن من الجوع والفقر والجهل والموت، وتنفيذ عددٍ من المشاريع التي تستهدف الأطفال رغم ما تواجه تلك المنظمات من صعوبات.
يقول أحمد القرشي – رئيس منظمة سياج للطفولة-: ” اهتمت منظمة سياج بعدد كبير من قضايا الأطفال في اليمن, وعملت على مواجهة الانتهاكات, والجرائم التي تمس حقوق الطفل”. وهو يؤكد على ” استمرارية العمل رغم الظروف الراهنة, التي لن تقف عائقاً أمام تقديم الدعم والحماية للأطفال”.
استجابة لأطفال اليمن
واصلت اليونيسف تقديم الدعم كي تستمر خدمات الرعاية الصحية الأولية الخاصة بالأطفال, ووفقاً لتقريرها الصادر في يناير 2021م فقد تم تنفيذ حملات التحصين في (14) محافظة, وقدمت ما مجموعه (3,8) مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى البلاد في يناير العام 2021م.
واستمرت اليونيسف في ضمان توفير لقاحات التحصين الروتينية في عموم أنحاء البلاد، وتوفير الجرعة الثالثة من اللقاح خماسي التكافؤ, والجرعة الأولى من لقاح الحصبة؛ إذ حصل ما مجموعه (33,785) و (30,612) طفلاً – على التوالي – على هذه اللقاحات.
كما دعمت اليونيسف (208) مراكزَ من إجمالي (321) من مراكز معالجة الجفاف, و (35) مركزاً من إجمالي (234) من مراكز علاج الإسهال في (68) مديرية لـ(11) محافظة.
قطاع التعليم
في إطار مشروع الدعم التعليمي للفتيات والفتيان المتضررين من الصراع, واصلت اليونيسف تنفيذ استراتيجيتها متعددة المسارات, لضمان استمرارية التعليم الذي كان من أبرز مشاريعها من أجل الأطفال في اليمن، فقد تم إعادة بناء (30) فصلاً دراسياً, وإعادة تأهيل (48) فصلاً دراسياً في كل من مديرتي عبس ومستبا في محافظة حجة, وتنفيذ مشروع مؤسسة عبس التنموية للمرأة والطفل.
تقول عائشة ثوابة – رئيسة مؤسسة عبس-: “تهدف الجمعية التي تأسست في العام 1996 إلى تحسين الحياة للمرأة والطفل, وتعمل في قضايا الطفل بشكل مباشر عن طريق تقديم الدعم الصحي والتعليمي والدعم النفسي من خلال تقديم النصائح والإرشادات في كيفية تغذية الطفل وتربيته والتعامل معه”.
وتؤكد “أن الطفل هو المستقبل لهذا الوطن، لذلك نحرص على تأسيسه بطريقة سليمة, حيث قمنا بافتتاح نادي الطفل للاهتمام بسلوكه، وتأهيله في مجالات متعددة، بالإضافة إلى العمل بمنهجية “ريفليكت” (الطريقة الصوتية للمناهج التدريسية ) التي تسهل تعليم الطلاب في الصفوف الابتدائية.
وبينت أهمية وجود المساحات الصديقة للأطفال التي كانت ضمن المشاريع المستهدفة من أجلهم، ويبلغ عددها أكثر من (٤٥) مساحةً صديقة، بتمويل من اليونيسيف والمجلس النرويجي للاجئين وممولين آخرين.
تنمية مهارات الاطفال
في العام 2019 قامت مؤسسة وجوه للإعلام تدريب (20) طفلاً وطفلة في كتابة القصص الإنسانية في أربع محافظات – صنعاء, عدن, الحديدة , لحج – بتمويل من اليونسف.
وعن أهداف التدريب للأطفال يقول منصور الجرادي – رئيس مؤسسة وجوه- : “إن هدف التدريب هو تعريف الأطفال بأهمية الاهتمام بقضايا الطفولة، كالزواج المبكر والنزوح والتعنيف؛ حيث بدأ التدريب على كيفية كتابة القصة الإنسانية, وبعدها تم اختيار القصص التي تم العمل عليها والنزول إلى الميدان لتصويرها، وبذلك تم إنتاج (20) قصةً خاصة بالطفولة كتبها الأطفال، كان الغرض منها تسليط الضوء على معاناة الطفولة في اليمن”.
بين الجرادي أن الفكرة كانت ملهمة للكثيرين، وعُرضت معاناة الأطفال في فعاليات خارج اليمن لعدد كبير من المنظمات الدولية.
تستعرض ياسمين البصير- إحدى المشارِكات في مشروع كتابة القصص الإنسانية الذي قامت بتنفيذه مؤسسة وجوه- تجربتها في المشاركة في المشروع قائلةً: “كانت نقطة البداية لصقل مهاراتي في فن الكتابة الأمر الذي جعلني أكثر وعياً بقصص الأطفال وقضاياهم، وبمدى أهمية تسليط الضوء على تلك القضايا وعرضها للجميع”، وأضافت: “بدأت أهتم بكتابة قصص عن الأطفال من ذوي الاحتياجات ومن المهمشين؛ وركزت على قصص النجاح والإلهام”.
وتؤكد أن عدداً كبيراً من الأطفال المشاركين انطلقوا في إعداد عدد من الأفلام الوثائقية الخاصة بالطفولة وتصويرها بعد الانتهاء من المشروع؛ وهذه خطوة جيدة لمناصرة قضايا الطفل في اليمن.
حماية الطفل
استفاد في شهر يناير 2020م عددُ (67,780) شخصاً متضرراً من الصراع من برامج منظمة اليونيسيف، بما في ذلك (59,939) طفلاً، 49% منهم من الفتيات، و (7,841) شخصاً بالغاً، 42% منهم إناث.
من أنشطة التوعية بمخاطر الألغام تم في محافظة تعز تقديم الأنشطة التوعوية عن مخاطر الألغام في المدارس والمساحات الصديقة للطفل، وكذلك من خلال الحملات المجتمعية مع ممارسة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
هدف هذا المشروع إلى دعم الأطفال للتغلب على الآثار الفورية وطويلة الأجل نتيجة تعرضهم للعنف والصدمات، وقدمت اليونيسف خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لتشمل (20,400) شخصٍ بما في ذلك (15,417) طفلاً، منهم (7,890) فتاة و (7,527) فتىً، من خلال شبكة من المساحات الصديقة للطفل الثابتة والمتنقلة في سبع محافظات.
واستمرت اليونيسف، من خلال برنامج إدارة الحالات، دعم الحالة وتوفير الخدمات الحيوية للأطفال بما في ذلك تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة، والخدمات التعليمية، والخدمات القانونية، وخدمات الحماية الأخرى.
وفي يناير أيضاً، قام مديرو الحالات المؤهلون بتحديد (755) طفلاً، منهم (276) فتاة و(479) فتى، تلقى من بينهم (690) طفلاً، منهم (234) فتاة و(456) فتىً، أكثر من خدمة واحدة .
تقول أم عمرو إن ولدها استفاد من الدعم الذي قدمته منظمة اليونسف لاكمال التعليم في المرحلة الأساسية عبر تقديم التغذية المدرسية التي كانت تقدم للطلاب في المدارس، وحصوله على حقيبة ومستلزمات دراسية. وقد كان ذلك مساعدا لهم؛ نظراً لما يمروا به من ظروف صعبة بسبب الوضع الراهن في البلاد .
وأضافت أن هناك عدداً كبيراً من الطلاب الذين كانوا يذهبوا إلى المدرسة فيما لا يملكوا حتى مصروفهم اليومي، بينما بعضهم لا يمتلكون مستلزمات الدراسة بسبب الفقر المتزايد وغلاء المعيشة، ولذا تساهم هذه المشاريع التي تقوم بها المنظمات – ولو بشكل بسيط – في مواصلة الأطفال لدراستهم بشكل طبيعي.
وفي نفس السياق شاركت “مجموعة مسؤولية حماية الطفل” بشكل كامل في دورة المشروع الإنساني، مما يضمن رفع التقارير عن احتياجات حماية الطفل على النحو المناسب في وثيقة نظرة عامة على الاحتياجات الإنسانية.
تحديات وصعوبات
بحلول 31 ديسمبر 2020م واجهت منظمة اليونسف للطفولة عجزاً في التمويل لبرنامج العمل الانساني من أجل الأطفال بلغ نسبته 29% وفقاً للتقارير التي حصلنا عليها من المركز الإعلامي للمنظمة. وبدوره يقول أحمد القرشي: “تراجع عمل منظمة سياج للطفولة بسبب قلة الدعم والتمويل لبعض المشاريع؛ فنحن الآن نعيش وضعاً سيئاً، وزادت الاحتياجات مما أثر على عمل بعض المنظمات”.
فيما تشير عائشة ثوابة إلى أن من أهم الصعوبات التي واجهت مؤسسة عبس التنموية وبعض المنظمات الإنسانية في اليمن هي صعوبة الوصول إلى الحالات بسبب الصراع؛ إذ توجد مناطق في دائرة الصراع لا يمكن الوصول إلى الحالات فيها, إضافة إلى أن عدداً كبيراً من الضحايا قد لقوا حتفهم أثناء تأديتهم العمل الإنساني.
مضيفة: “إن الذعر الذي كان موجوداً بين الأشخاص والجهات الحكومية قد شكل عائقا أمام أعمالنا، وكان التنسيق لتقديم المساعد يحتاج وقتاً كبيراً ليتسنى لنا العمل بعد الموافقة الأمر الذي ساهم في خسارة عدد من المشاريع التي لم يتم تنفيذها في الوقت المحدد”. وأوضحت أن الضغط الذي تتعرض له المنظمات المحلية كبيرٌ جداً ويحتاج إلى تفهم كبير وإلى تسهيل آليات العمل حتى يتم تقديم المساعدات لأكبر قدر ممكن من الناس.
89% يؤكدون استمرار أثر الصراع على صحة الأطفال ونفسياتهم
أكد (89%) من المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية أن صحة الأطفال ونفسياتهم قد تأثر…