كورونا: أقدار السماء وتقارير الأرض!
قبل جائحة كورونا، لم يكن الوضع الصحي – في اليمن – بأحسن حال: كان القطاع الصحي – حتى من قبل مارس 2015 – يعاني من اختلالات وتعثرات.. في كثير من مرافقه.. ورغم كل الجهود – التي بذلت لتحسين الخدمات الصحية – فإن الاحتياجات كانت أكثر بكثير، من الموارد المتاحة..
خلال العام الماضي – عندما هاجم فايروس كورونا اليمن – كانت البلاد تعاني أوضاعًا صعبة: في مختلف المجالات، وعلى مختلف الأصعدة: رأسياً وأفقيًّا؛ بسبب حالة الصراع، ومخلفاتها.. التي أرهقت كاهل البلاد والعباد..
فكان من الطبيعي أن يكون القطاع الصحي – في بلادنا – غير قادر على مواجهة هذا الفيروس، الذي هز أقوى الأنظمة الصحية في العالم.. وكانت هذه الفرضية حتمية – بل ومقبولة، رغم مراراتها- لدى كافة شرائح اليمنيين، وعلى المستويين الرسمي والشعبي..
ابتداء بالأمم المتحدة، والهيئات، والمنظمات الدولية – وليس انتهاءً برجل الشارع العادي، في اليمن – ذهبت جميع التوقعات إلى أن كورونا – بمجرد ظهور اول حالة في البلاد – سينتزع أرواح أعداد كبيرة من اليمنيين..
لكن أقدار (السماء) كانت أكثر رحمة، من تقارير وتوقعات (أهل الأرض) ورغم الأعداد المعلنة وغير المعلنة لضحايا المرض، فإن الحال أفضل كثيرا – على الأقل إلى حد اللحظة – من أكثر التوقعات تفاؤلا!
ليس من العدل، أن نحمّل القطاع الصحي (فوق ما يحتمل) وأن نطالبه بما لا يطيق؛ فالجميع يعلم بالأوضاع الصعبة – التي تمر بها البلاد منذ 2015 – وهي بالمناسبة ليست جديدة، بقدر ما أنها (زادت الطين بلّة)
في هذا العدد من (صوت الأمل) حاولنا أن نتعرف إلى وضع كورونا في اليمن: ابتداء من تأثيراته الاقتصادية، مرورا بالتعليم، والخدمات الصحية، ودور منظمات المجتمع المدني، ومبادرات الشباب، وتأثر قطاع النساء والأطفال..
كما حاولنا أن نتطرق إلى طريقة تعامل العامة مع الفايروس، وطعمناها بقصص إنسانية: عن حالات عايشت الإصابة.. وبحثنا في التأثيرات النفسية والعصبية.. للهالة الإعلامية، التي أحيط بها هذا الفايروس، وتأثيراتها في زيادة أعداد المصابين.. نعلم يقينًا أن الوضع يتطلب أعمالا أكثر جدية، وأعمق تناولا.. لكنّا حاولنا فتح الأبواب، ووضع كلمات – في بداية السطور، تحتاج لمن يكملها – لنصل إلى نقطة على آخر السطر.
توقف لحظة.. وفكر!
صوت الأمل – رجاء مكرد الحالات المؤكدة، حالات الشفاء، الوفيات.. هذا ما احتل الأهمية …