‫الرئيسية‬ الاقتصادية 521 موقعًا للنّزوح في اليمن وخطة طوارئ لحماية النازحين

521 موقعًا للنّزوح في اليمن وخطة طوارئ لحماية النازحين

صوت الأمل – رجاء مكرد وحنين أحمد

“قال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، نجيب السعدي، إن الوحدة تقوم بالتعاون مع عدد من المنظمات، من خلال فرق ميدانية بتنفيذ خطة طوارئ للتوعية بالجوانب الصحيَّة، وتعزيز التماسك المجتمعي والتعايش بين النازحين والمُجتمع المضيف. وأكد السعدي، في مقابلة مع “ صحيفة صوت الأمل” أن نشر ثقافة السلام أحد العوامل المِحورية لمواجهة وتجفيف منابع النزوح وضمان الاستقرار بين أفراد المجتمع اليمني. وتطرّق السعدي إلى العديد من القضايا التي تُهم النازحين والحلول التي يتم اتخاذها للحد من آثار المشكلة.”

 بدايةً ما طبيعة عملكم في الوحدة التنفيذية، وما الدور الذي تقدمونه للنازحين؟ 

– الوحدة التنفيذية لمُخيم النازحين معنية بتنسيق العمل الإنساني، وتقديم الخدمات للنازحين والعائدين والمجتمع المضيف والمتأخرين بالنزوح، وتحديد الاحتياجات والرفع بها ومتابعة المنظمات لتغطية الاحتياجات، كما أن لها دورًا في تنسيق العمل الإنساني داخل المخيمات، إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات للنازحين وتحديد احتياجاتهم ومتابعتها لدى المنظمات الدوليَّة.  إن تنسيق هذا العمل أدى إلى تحسين المُخيمات بشكل عام، إذ تدير الوحدة التنفيذية 521 مخيمًا وموقعًا للنزوح، هذه الإحصائية لا تشمل النازحين الذين يعيشون داخل منازل.

 ما الجهات الداعمة والمساندة للنازحين؟ 

– توجد كثير من المنظمات التي تُقدم الدعم للنازحين، منها: المفوضيَّة السامية للاجئين، ومنظمة الصحة العالميَّة واليونيسيف، التي قدمت كثيرًا من الخدمات، أيضًا برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الدوليَّة غير الحكوميَّة، مثل: منظمة “كير” ومنظمة “إنترسوس”، ولجنة الإنقاذ الدولية والصليب الأحمر.

وحقيقة أن الأزمة اليمنية أغلبها أزمة نازحين أو عائدين أو مُجتمع مُضيف.

 كم يبلغ عدد النازحين.. وما هي المناطق التي يقطنون فيها؟ 

– عدد النازحين الآن يقارب ثلاثة ملايين وستمائة ألف نازح يتوزّعون على كافة المحافظات، بالإضافة إلى 521 موقعًا للنزوح  غير النازحين في المنازل، ولدى المجتمع المضيف. 

  ما الخدمات التي تُقدم للنازحين في المجال الإنساني والتنموي؟ 

– هناك العديد من الخدمات التي تقدم للنازحين كتوفير: الخيام والفراش والبطانيات وأدوات المطبخ، بالإضافة إلى سلة الغذاء والخدمات الصحيَّة، وخدمات توفير الوثائق الرسميَّة للنازحين ودعم التعليم، لكن تلك الخدمات لا تفي بالاحتياجات الكاملة، كما أنها طارئة. 

أما من ناحية الجانب التنموي، للأسف، منذ ست سنوات نعمل وفق خطة طوارئ  ولم ننتقل من خطة الطوارئ إلى خطة الإنعاش، لذلك كافة الأعمال التي تقدّمها الوحدة التنفيذية تتلخص في الأعمال المنقذة للحياة، والتي لا تتسم بالاستمرارية، وليست ملموسة بشكل كبير  لذلك نحن سنسعى في الفترة القادمة، إلى دمج العمل التنموي بالعمل الإنساني لمساعدة النازحين في الاعتماد على أنفسهم.

  ما المشاكل والمعوّقات التي تواجهكم؟  – هناك العديد من المشاكل والصعوبات التي تُعرقل سير العمل أبرزها: تداخل المهام والصلاحيات، وتدخل بعض الجهات في أعمال الوحدة التنفيذية، بالإضافة إلى المُعوّقات الماديَّة التي تُحد من سير العمل، وكذا الصعوبات والتحدّيات التي تواجه العمل من الجانب الرسمي، وهذا يشكّل عائقاً، ويشكل فرصةً لتهرّب المنظمات الدوليَّة والمنظمات بشكل عام من القيام بعملها، ولا يتم العمل والرقابة بالشكل المطلوب. وكذلك مشاكل الأراضي والتهديدات بالإخلاء، حيث إن النازحين في السابق، كانوا يقيمون في مناطق عشوائية دون تخطيط، ثم يأتي المالك ويقوم بطردهم، وهذا يشكل عائقاً ومشكلة كبيرة. 

كيف يتم التنسيق بينكم وبين المنظمات الداعمة؟ 

– يتم التنسيق بين المنظمات الداعمة، التي تقوم بدعم النازحين، من حيث تحديد الاحتياجات والتواصل مع موفري الخدمات للنازحين، ويكون دور المنظمات في أن تقوم بتوفير تلك الاحتياجات للنازحين. 

  ماذا عن الحلول التي يتم اتخاذها لمعالجة المشاكل في المخيمات؟ 

– النازحون في المخيمات أطراف متعددة من النسيج الاجتماعي، بالتأكيد هناك خلافات ومشاكل تحدث بينهم، وبدورنا نقوم بمحاولة دمجهم وحل الخلافات، وأحيانًا نلجأ للأجهزة الأمنيَّة أو الجهات المُختصة، أحيانًا تظهر مشاكل مع المجتمع المضيف، خصوصًا أن بعض الأفراد في  السلطات المحلية وعقال الحارات، يُحرض المجتمع المُضيف بهدف ابتزاز المنظمات، وهذه المشاكل نحاول حلها بالتعاون مع السلطات المعنية. 

  هل لديكم برامج توعية حول نشر ثقافة السلام الاجتماعي والتعايش السلمي، تنفذ في مخيمات النازحين؟  

– بالنسبة لوجود برنامج حول السلام الاجتماعي والتعايش السلمي، نحن نعمل الآن على خطة طوارئ التوعية، تختص بأمور مرتبطة بحياة الإنسان، مثل: التوعية بالجوانب الصحية والحماية، هناك أعمال توعيه تقوم بها منظمات متعددة، ولدينا فرق ميدانية لتعزيز الوعي من أجل التعايش بين النازحين والمجتمع المضيف، لكن هذه البرامج لا ترتقي لأن تكون برامج سلام.  

برنامج السلام والتعايش السلمي لن ينفذ إلَّا ببرنامج عام مع المنظمات العاملة بهذا المجال، وهنا نستطيع أن نخوض في هذا الجانب المهم، كون نشر ثقافة السلام هو أحد العوامل التي تعمل على نشر التسامح وتجفيف منابع النزوح، وضمان استقرار المجتمع. 

  كيف تعملون على خلق الانسجام بين النازحين بحيث يتقبل كل طرف الآخر، والعيش كمجتمع واحد؟ – بالنسبة لخلق الانسجام بين النازحين بالعادة يتجمع النازحون من منطقة معينة في مخيم واحد، في حال حصل خلاف، وعدم انسجام، يتم عمل الصُلح عن طريق عملية التوعية واشراكهم في أعمال مشتركة في لجان مجتمعية خاصة، نختار من كل منطقة من هذه الفئات، ونشركهم بالعمل، هذا يخفف المشاكل، ويؤدي إلى خلق حالة من الانسجام بين النازحين.

‫شاهد أيضًا‬

تنوع تراث الطهي.. عامل اقتصادي مهمّ وتراث حضاري ينبغي الحفاظ عليه

صوت الأمل – (حنان حسين – أحمد باجعيم)  يتميز التراث الحضاري العريق للمطبخ اليمن…