دعوة للأمل

صوت الأمل – عبد العزيز عوضه

على مدى التاريخ البشري، أثبتت كل التجارب أن لكل صراع نهاية، ولكل مأساة تمر بها أمة من الأمم أفق تنتهي فيه، وأن كل الأطراف المتصارعة في أي نزاع، لابد لها في نهاية المطاف أن تجلس إلى مائدة الحوار مهما طالت مدة الصراع.

وفي اليمن أدت ظروف الحرب والأزمات المتلاحقة، التي مرّت بها البلاد خلال السنوات الأخيرة، إلى آثار كارثيَّة شملت مُعظم نواحي الحياة.

ومن هذه المجالات المجال الإعلامي، حيث تقلصت مساحة الإعلام المقروء بشكل خاص إلى أدنى مستوياتها، واختفت عشرات الصحف والمجلات التي كانت تصدر في البلد، وتغطي مجمل المجالات السياسيَّة والاقتصادية، والاجتماعية وغيرها.

في هذه الظروف، لم يعد هناك أي صوت صحفي مقروء للصحافة المستقلة، ناهيك عن الصحافة التخصصية.

ومن هنا، فإن إصدار صحيفة مستقلة وغير رسمية يُعد اختراق لهذا الركود، وأن تكون هذه الصحيفة تخصصيَّة فهذا يعد إنجازً غير مسبوق.

لذلك أخذ مركز “يمن إنفورميشن سنتر للبحوث والإعلام”، على عاتقه مُهمة تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في بث روح الأمل بين الأفراد، والمجتمع في اليمن.

ولتحقيق أهداف المركز الرئيسية؛ جاء القرار بإصدار صحيفة تنمويَّة – اجتماعية- شاملة تُلبي احتياجات الواقع الإعلامي والمجتمعي الجديد الذي يستدعي وجود صحيفة “صوت الأمل”؛ لنشر ثقافة التسامح والروح الوطنيَّة ونبذ التفرقة وتشجيع الدعوات إلى السلام، والعمل من خلال هذا المنبر الإعلامي الجديد؛ لمعالجة آثار الأزمات المتلاحقة وتجاوزها، والمساهمة في خلق جيل للمستقبل، يحمل روح التفاؤل وثقافة التسامح والعطاء ويُعلي قيم الوطنية والمساواة.

بين يديك عزيزي القارئ “العدد صفر” من صحيفة “صوت الأمل”، والذي نأمل أن يكون المولود البكر (المبارك) في سلسلة نشاطات مركز “يمن إنفورميشن سنتر للبحوث والإعلام”، والتي تشمل أيضًا إقامة ورشات عمل ومؤتمرات ودورات تدريبية؛ تعمل في مجملها لتحقيق أهداف سامية، منها: بث روح الأمل بين أفراد الأمة اليمنية، وتجاوز كل الصعوبات، والتطلع إلى مستقبل مشرق للأجيال القادمة ترتفع فيه قيم الأخوة والتسامح والتعايش السلمي، ويعمل فيه الجميع جنبًا إلى جنب لتحقيق مصالح الوطن العُليا.

تاريخيًّا، بقدر ما أفرزت الحروب من مآسي ومشاكل وصعوبات، بقدر ما مثلت حافزًا كبيرًا لأبناء الشعوب؛ لإعادة بناء أوطانهم وتطويرها بل والوصول بها إلى أرقى المستويات العالميَّة في التقدّم الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، ولنا في تجربة اليابان وألمانيا – مثلًا- دُروس واقعيَّة بالغة الوضوح.

ليس بعيدًا وليس ضربًا من الخيال، أن تكون اليمن يومًا من الأيام نُسخة أخرى من تجارب بلدان سحقتها الصراعات ودمّرتها، ولكنها رفضت واقعها المرير وتمرّدت على ظروف الضعف والوهن، وبعزيمة أبنائها تحولت هذه البلدان إلى إمبراطوريات عملاقة تقود العالم في مجالات شتى.

نقول ليس ذلك خيالًا، أو مجرد أمنيات؛ لأن بلادنا تمتلك كل مقوّمات النهوض والتقدم، بدءًا بالعنصر البشري، ومرورًا بالمقومات المادية والثروات الطبيعية الهائلة التي تزخر بها أرضنا وبحارنا، وليس انتهاءً بحضارتنا التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ الإنساني.

إنها مجرد دعوة إلى الأمل، نطرحها بكل حب ومصداقية، وقودها التفاؤل وهدفها المستقبل وغايتها اليمن أرضًا وإنسانًا.

وعبر صحيفة “صوت الأمل” نفتح أبوابًا مُشرعة لكل اليمنيين، لبناء مستقبل أكثر إشراقًا يسوده الأمن، وينعم فيه الوطن والمواطن بالأمن والاستقرار.

عزيزي القارئ، ستجد في صفحات “صوت الأمل” متنفسًا لك ومنبرًا لأفكار، فرأيك مُهم وفكرتك محل اعتبار وتقدير، ولن تجد طريقها إلى المهملات؛ لأنه باختصار لا توجد لدينا سلة للمُهملات.

‫شاهد أيضًا‬

43% : الصراع أبرز العوائق امام عمل القطاع الخاص في اليمن

صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر لصالح صحيفة صوت الأمل، في ش…