أنشطة المنظمات المحلية اليمنية تجاه النازحين تحتاج لتكثيف الجهود الإغاثية والتوعوية
صوت الأمل – فاطمة رشاد
تتزايد أعداد المنظمات والمؤسسات والجمعيات المحلية العاملة في مجال إغاثة النازحين في المخيمات؛ لكي تسد رقعة الاحتياجات الأساسية للنازحين. وعلى الرغم من كثرتها فإنَّ هناك قصوراً واضحاً في تقديم المساعدات والتخفيف من حدة انتشار الجوع والأمراض، حيث رصدت منظمة كير العالمية أخيرًا عدد النازحين في اليمن بأنَّه وصل إلى ما يقارب 4,3 ملايين منذ بدء الصراع في اليمن.
معاناة نازحة
تبلغ سارة من العمر 15 ربيعاً ذاقت ويلات التنقل من مخيم إلى آخر، وهي تأمل بانتهاء فترة الصراع والعودة إلى محافظة الحديدة، لدى سارة أمنية لطالما راودتها وهي العودة إلى محافظتها ومنزلها الذي أُجبرت على تركه، تقول سارة النازحة في في أحد المخيمات بمحافظة عدن: “لقد مرت أربع سنوات على ترك منزلنا في الحديدة، والنزوح إلى محافظة عدن. نحاول أن نجد ملجأ للعيش، فالظروف صعبة ومساعدات الاستجابة الإنسانية لا تكفي أسرتي؛ حتى اضطررت إلى النزول إلى الشارع وبيع الماء”.
ليست سارة وحدها من تعاني من قلة المساعدات التي تقدم من قبل المنظمات الدولية والمحلية فحسب، فهناك الكثير من النازحين في عموم المحافظات يعانون من عدم حصولهم على المساعدات الإنسانية في المخيمات.
يستمر النازحون بمناشدة منظمات المجتمع المدني، وقد تصل متطلباتهم إلى الجهات المختصة، ولكن ما إن تصل حتى تختفي؛ ولا يوجد أي تأثير يحسن عمل المنظمات في مجال مساعدة النازحين، الذي يعد أكثر حساسية لأنَّه صوت الإنسانية.
عمل المنظمات المحلية في مخيمات مأرب
في مأرب توجد القصص الأكثر إنسانية والأكثر معاناة، هناك من يعمل في عملية الاطلاع على احتياجات النازحين في تلك المحافظة، سيف مثنى (رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين في محافظة مأرب) يقول عن دور منظمات المجتمع المدني المحلية: “تبذل المنظمات في محافظة مأرب كل جهدها لتلبية احتياجات النازحين، ولكن محافظة مأرب كبيرة جدًا مقارنة بحجم المساعدات الإنسانية التي تقدم، فقد وصل عدد مخيمات النزوح إلى 194 مخيمًا، ناهيك عن أنَّ هناك بعض الأسر النازحة خارج المخيمات بأعداد كبيرة، ويقابل ذلك قلة في عدد المنظمات المحلية العاملة في مجال إغاثة النازحين ككل”.
ويتابع حديثه لـ “صوت الأمل”: “تفتقر اليمن إلى منظمات مجتمع مدني قادرة على دعم النازحين في ظل غياب الخدمات الأساسية في الأماكن التي يتواجدون بها، فماذا عن النازحين خارج المخيمات”.
مؤكدًا في مأرب يصل عدد النازحين إلى ما يقارب 82% من السكان في المحافظة، وأنَّ الوضع الإنساني له تأثير كبير على عدد وأنشطة المنظمات المتواجدة في اليمن، حيث بلغ عدد المنظمات العاملة في مأرب ما يقارب الـ160 منظمة في نهاية عام 2020م، وقد عملت هذه المنظمات في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للنازحين في مجال توفير الرعاية الصحية والمياة النظيفة وخدمات الصرف الصحي والمساعدات الغذائية”.
ويوضح سيف أنَّه على الرغم من أنَّ المنظمات المحلية انتشرت في مأرب، لكن خدماتها لا تزال لا تُقدم بشكل يخدم متطلبات النازحين. ويفترض العمل مع هذه المنظمات المحلية؛ ليتم الثقة بها ويتم توزيع حصص المساعدات بشكل عادل على النازحين.
المنظمات المحلية في حجة تشتكي من نقص التمويل
في حجة يزداد الوضع سوءًا من حيث نقص التمويل الذي أعلن عنه من قبل دول المانحين وكما ذكر أحد العاملين في مخيم النزوح بحرض -فضل عدم ذكر اسمه- أنَّ المنظمات المحلية تسعى جاهدة إلى تفادي الأوضاع الإنسانية في المخيم؛ بسبب نقص الاحتياجات المطلوبة للمخيم، هناك مساعدات من قبل رجال الأعمال ولكن بشكل بسيط. كثير من النازحين انخرطوا في أعمال لتوفير لقمة العيش؛ لكي لا يكون اعتمادهم على المساعدات بشكل كلي.
ويضيف قائلًا: “إنَّ تمويل الاستجابة الإنسانية لا يفي بالغرض المطلوب من احتياجات النازحين الذين تركوا منازلهم في ظروف إنسانية تعيشها اليمن كلها ولا توجد حلول حقيقية لها، أوعمل هدنة مشتركة في المناطق التي تخف بها حدة الصراع، وعودة النازحين إلى منازلهم وهذا ما تسعى إليه جميع المنظمات العاملة في مجال الإغاثة للنازحين في اليمن”.
المجتمع المدني يسعى لإعادة النازحين إلى منازلهم
جمال بلفقيه (المنسق العام للجنة العليا للإغاثة) يقول: “نعمل في اللجنة العليا للإغاثة على تسهيل أمور المنظمات العاملة في العمل الإغاثي –خاصة- التي تعمل مع النازحين وهناك منظمات محلية كثيرة تعمل مع المنظمات الدولية؛ لأجل توزيع المساعدات بالشكل المطلوب ووصولها إلى النازحين دون نقصان، ولكن هناك صعوبات تعيق أعمالنا –خاصة- وأنَّنا نعمل تحت ظروف صعبة من ناحية الأوضاع الأمنية التي نعيشها في الوقت الحالي، وكذلك وعورة الطريق لبعض المحافظات -خاصة- محافظة تعز.
مضيفًا أنَّهم يحاولوا القيام بدعم النازحين وعودتهم إلى مناطقهم، لكنَّهم يجدون أنَّ بعض النازحين لا يساعدون الجهات المعنية في العودة إلى منازلهم، إنَّ عودتهم ستساعد في عدم حدوث ازدحام في المحافظات التي ينزحون إليها خاصة –عدن- فإنَّها تعد أكثر محافظة مزدحمة؛ بسبب النزوح مما أدى إلى تدني الخدمات الأساسية في المحافظة وهذا يشكل عبئاً على الموطنين الأساسين فيها، داعيًا جميع المنظمات إلى العمل على أرض الواقع من خلال تسهيل عودة النازحين إلى منازلهم ومحافظاتهم مراعين بذلك الحرص على سلامتهم.
ويوضح بلفقيه لـ”صوت الأمل” أنَّ أكثر المنظمات عملًا في مجال النازحين في اليمن (مركز الملك سلمان للإغاثة) والذي سهل كثيراً من عملية التوزيع عبر المنظمات المحلية إلى جانب (جمعية الكويت للإغاثة) والتي عملت بشكل كبير في مساعدة النازحين، وكذلك عملت الكثير من المشاريع الإنسانية داخل المخيمات، ومن خلال بعض المبادرات الإنسانية، التي يقوم بها الشباب اليمنيون -باجتهادات ذاتية من قبلهم- فإنَّ الكثير من المساعدات التي وصلت للمخيمات كانت منهم، والتي شملت أغلب الاحتياجات الأساسية من بطانيات وأدوية وأواني وخيام للذين لم يستطيعوا الحصول عليها، فكانت هذه هي أبرز ما يمكن أن يتوفر من قبل المبادرات الشبابية وكذلك المنظمات المحلية التي تعمل عبر شركاء من رجال الأعمال الداعمين للخير.
أنشطة المجتمع المدني
ياسمين باغريب (تعمل في مؤسسة لأجلك يا عدن على قضايا النازحين في محافظة عدن) تقول لـ “صوت الأمل”: “قمنا في مؤسسة لأجلك يا عدن بتوزيع الملابس على النازحين، والذي دعم هذه اللفتة الكريمة أبناء الجالية اليمنية في أمريكا بالتعاون مع جمعية البر والإحسان، وكانت هذه المبادرة قد استهدفت نازحي مديرية دار سعد، ومحافظة أبين والضالع، وهناك دعم سخي من بعض المنظمات المتعاونة معنا في برامج دعم النازحين الذي نقوم نحن بعملية التوزيع فيه ومساعدة النازحين في المحافظات المتضررة التي يتركز فيها النازحون، خاصة محافظة الحديدة وتعز”.
وتضيف باغريب: “لا بد من مراعاة أماكن وجود المخيمات، وكذلك تقديم خدمات الإيواء التي يحتاجها النازح كمراعاة وجود صرف صحي، والتوعية بالنظافة؛ لأنَّ أغلب الأمراض تنتشر في المخيمات، وهذا يصعِّب على الجهات المعنية تقديم الخدمات، وكما أنَّ مواقع النزوح في اليمن مواقع منتشرة وتبعد عن بعضها البعض؛ مما يصعب أمر التنقل إليها لأجل المساعدة”.
وتدعو باغريب المنظمات المحلية إلى الاهتمام برفع الوعي الثقافي والصحي للنازحين من خلال الدورات التثقيفية، وكيفية المحافظة على النظافة الشخصية، وما يقلق باغريب هو أنَّ هناك أسراً نازحة تضطر إلى إرسال أطفالها لجلب المياه من أماكن بعيدة، على الرغم من عدم صلاحيتها وما يترتب عليها عند استخدامها من أضرار صحية جمة .
مؤكدة أنَّ على الجهات المعنية لفت النظر إلى المخيمات المنتشرة في عموم محافظات اليمن؛ لأنَّها تحتاج إلى وقفة جادة من قبل المنظمات الدولية والمحلية والعمل بشكل جيد.
من جانبه يوضح نجيب السعدي (مدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في مدينة عدن) أنَّ مدينة عدن تضم 15 ألف أسرة نازحة وعدد أفرادها بحدود 95 ألف نازح ونازحة متوزعون على 25 مخيم وأغلبهم من محافظة الحديدة وتعد محافظة مأرب أكثر محافظة تضم ما يقارب مليوني نازح بحسب الإحصائيات للوحدة التنفيذية لإدارة المخيمات.
أمنية نازحة
تنتظر سارة أن تعود إلى مدينتها (الحديدة) وتعود إلى صفوف الدراسة، وأن يعم في أرض اليمن السلام ولا تسمع صوت الرصاص، ولا تجد تلك المعاناة التي رأتها وهي تتنقل من مخيم إلى آخر ولا تجد يدها ممدودة للمساعدات التي تقدم لها، سارة تحلم بوطن يخلو من المعاناة .
استطلاع .. 56% الفساد الإداري من أهم المعوقات التي تواجه عمل منظمات المجتمع المدني في اليمن
صوت الأمل – يُمنى أحمد يرى 56% من المشاركين في استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر م…