‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة منظمات المجتمع المدني في اليمن معوقات عمل منظمات المجتمع المدني في اليمن

معوقات عمل منظمات المجتمع المدني في اليمن

صوت الأمل – أمل المحمدي

بعد تزايد عدد المنظمات المحلية في اليمن، بسبب الحاجة الإنسانية للدعم فقد تكاثر وجودها  حيث إنَّ الأوضاع الراهنة غير المستقرة ساعدت في تكوينها،  وقد صرح البنك الدولي بأنَّ أرقام نموها سريعة فبعد أن كانت عام 2014م أكثر من 8300 منظمة مسجلة في البلاد، وصل عددها حتى نهاية عام 2021م بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية إلى 13200 منظمة مجتمع مدني، ويعكس نشاط هذه المنظمات تقليداً طويلاً من التضامن المجتمعي في اليمن، حيث إنَّ لمنظمات المجتمع المدني القدرة على تعبئة الشباب والمتطوعين داخل المجتمع المحلي، ولكن لم يقف الأمر على الاستغلال الأمثل لهذه المنظمات في المشاريع الإنسانية والمستدامة وواجهت العديد من الصعوبات التي حدت من ذلك.

وفي تصريح لـ عبد الحكيم القيسي (مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل) أوضح أنَّه قبل عام 2015م، كانت هناك منظمات تعمل في أنشطة محدودة تتمحور -إلى حد كبير- في الأعمال الخيرية، وتتسم مشاريعها بطبيعة موسمية، وكانت تفتقر إلى البنية التحتية والكوادر البشرية المؤهلة ومع ذلك كانت هناك زيادة في عدد المنظمات والجمعيات المسجلة بين عامي 2015 و2020م.

واختلف عمل منظمات المجتمع المدني منذ عام 2014 حتى عام 2021م؛ وذلك بسبب مرحلة التغيُّر في الأوضاع وفي تصريح لـ الدكتور نبيل سيمان مقبول (أحد العاملين في المنظمات المحلية) حول عمل منظمات المجتمع المدني سابقاً وحالياً قال فيه: “كانت منظمات المجتمع المدني سابقاً تركز على الدعم في مجالات الزراعة، وحفر الآبار، وإصلاح شبكات المياه، ودعم المزارعين بطاقات شمسية يتخذونها بوصفها بديلاً للمولدات، وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وغلاء الأسعار النفطية، لأنَّه شبه منقطع عن الأرياف، أما في الوقت الراهن ركزت أغلبية المنظمات على مجال الإغاثة، والتغذية، رغم وجود قصور في عملها في بعض الأوقات؛ لأنَّ المستفيدين يعتمدون اعتماداً كلياً عليها،  وتزداد نسبة البطالة؛ بسبب الإغاثة واعتمادهم على المستحقات التي تصلهم، ومن المفترض ألا يعتمدوا عليها لأنَّها تعد مساعدة، وقد تنقطع في أحد الأيام وستصبح كارثة”.

وتواجه منظمات المجتمع المدني العديد من المعوقات؛ بسبب اختلاف دورها عما كانت عليه كونها داعماً إلا أنَّ هذه المعوقات لم تؤثر على عملها بالعكس ازداد عددها في الفترة الراهنة،  ودعمها بالمساعدات، وغطت احتياجات  الأغلبية، سواء كانت مادية أو إيوائية  وإغاثية.

معوقات منظمات المجتمع المدني

فضل سعيد (رئيس تحرير موقع صحيفة نيوز، ورئيس الشبكة الإعلامية لمناصرة  الطفولة بالحديدة ومستشار إعلامي  للعديد من المنظمات في المحافظة) تحدث لـ “صوت الأمل” عن المنظمات المحلية بأنَّها تقدم المساعدة في جميع الجوانب ولها دور كبير تقوم به للدعم، بيد أنَّ هناك انحرافاً سلبياً في نظرة الدولة لعمل المنظمات، وهو أنَّه على رغم من أنَّ عملها إنساني، فإنَّها تحتاج إلى مزيد من المتابعة والمراقبة، من السلطات المحلية،  والمجتمع المحلي؛  ليصبح عملها دقيقاً وصحيحاً .

وأشار تقرير نشر لصحيفة  “التآخي” أنَّ  معاناة منظمات المجتمع المدني في اليمن تتمحور في مشكلة التمويل ففي دول العالم الثالث تفتقر المنظمة إلى رأس المال الذي تستند عليه، ومن هنا تتم عملية السيطرة إما داخلياً أو خارجياً على تلك المؤسسات. داخلياً وذلك يعني أن تسيطر جهة إما حكومية أو جهة خاصة على توجهات المنظمة من خلال التمويل؛ لتحقيق غاياتها أو مصالحها أو لجعل تلك المنظمات تعمل دون تأثير فعلي على السلطة، أما بالنسبة للتمويل الخارجي وهو الأخطر؛ لأنَّه يجعل منتسبي تلك المنظمات يسعون وراء مصالحهم الشخصية دون الاهتمام بوطنهم حتى لو كانت مصلحتهم ضد بلدهم الأصلي، الأمر الذي يجعل تلك المنظمات أدوات تفرقة وتشتيت داخل الدولة بدلاً من أن تكون أدوات تعزيز وإرشاد للدولة.

تتحدث الإعلامية نسرين قشيمة عن المعوقات التي تواجه منظمات المجتمع المدني بأنَّها تبدأ بالمعوق الأول وهو التصاريح وصعوبة استخراجها، ويليها عدم وجود قاعدة بيانات دقيقة من قبل الحكومة، والوضع الأمني الراهن الذي له دور كبير في المعوقات، بالإضافة إلى المحسوبية والوساطات في الجهات العليا والتدخل السياسي من قبل السياسيين في عمل المنظمات؛  وأخيراً الدعم غير الكافي، فإنَّ وجدت التصاريح وقاعدة البيانات وتحسن الوضع الأمني وحُدت الوساطة والمصلحة وتوفر الدعم سيكون عملها بالشكل الجيد ولن تتخوف من أي معوق قد يقف حاجزاً أمامها .

معاناة منظمات المجتمع المدني على وسائل التوصل الاجتماعي .

تعد وسائل التواصل الاجتماعي الصوت الواضح والأسرع لإيصال الرأي أو الفكرة وفيما يخص معاناة منظمات المجتمع المدني ومشاركة بعض الآراء على الصفحات الخاصة  ذكر حسين سمير(محامي) أنَّ نمو المجتمع المدني الفعال في أي دولة، إنَّما يصطدم ببعض المعوقات التي تتسبب في إعاقة نموه، و من أمثلة تلك المعوقات: عدم استساغه فكرة المجتمع المدني من قبل السلطات الحاكمة في الدولة؛ وذلك بسبب المنظور السيء الذي ينظرون به إليها وهو أنَّ تلك المنظمات تعمل على إفساد الحياة السياسية.

 
مردفاً أنَّ المعوق الآخر وهو محاربة الأحزاب السياسية لتلك المنظمات، وذلك لأنَّها تتدخل في أعمال الأحزاب السياسية، بسبب دعمها لأحزاب معينة أو دعمها لجهات معينة، والمعوق الأخير انشغال منظمات المجتمع المدني بالعمل على الأنشطة الإغاثية والتنموية فقط، وترك المجال السياسي تماماً، وعدم استساغه فكرة تلك المنظمات في بعض الدول من قبل المواطنين الذين لم يعتادوا وجود منظمة أو جمعية تعمل على الأنشطة التنموية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع .. 56% الفساد الإداري من أهم المعوقات التي تواجه عمل منظمات المجتمع المدني في اليمن

صوت الأمل – يُمنى أحمد يرى 56% من المشاركين في استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر م…