مبادرات الشباب والعمل الإغاثي والإنساني في اليمن
صوت الأمل – سماح عملاق
“لايختلف اثنان على أن الشباب هم الطاقة المتجددة لأي مجتمع، وهم الثروة التي أحسن الجميع استغلالها سوى بعض الدول النامية، وأن المبادرات الإنسانية عمودها الشباب، ولولا الشباب لما كان هناك أية مبادرات، فضلًا عن منظمات؛ فالحملات التي يفكر بها ويدرسها ويجهز لها، وينفذها الشباب هي التي تسهم في بناء وتوعية وإغاثة المجتمع اليمني حاليًا”، بهذه الكلمات وصف الشاب لؤي جلال العزعزي (ناشط مجتمعي من مأرب) أهمية الشباب ومبادراتهم الإنسانية في الإسهام بنجاح عملية المساعدات الإغاثية والإنسانية في اليمن.
يضيف لؤي أن الشباب هم روح أي مجتمع، وكل شيء قائم عليهم (قوى فاعلة) وأن أغلب الشباب من الجنسين (ذكور وإناث)، فاعلون حقيقيون في المجال الحقوقي والإنساني.
ويستدرك العزعزي: “لكن –للأسف- هناك استغلال مجحف في المنظمات التي في اليمن؛ فالشباب يتطوعون في الأعمال الإنسانية دون مقابل غالبًا، بل ويدفعون من أموالهم الخاصة، وفي المقابل نجد أن منظماتهم وإداراتها تتقاضى آلالاف من الدولارات”.
مبادرات بلا عدد
هناك الكثير من المبادرات الشبابية لا مجال لحصرها، يسرد الناشط الحقوقي لؤي جلال العزعزي بعض المنظمات التي تعاون معها بالقول: “لقد تطوعتُ في توزيع المساعدات الإغاثية الإنسانية ضمن مبادرات كثيرة جدًا من بينها -على سبيل المثال لا الحصر- مبادرة همة شباب، لنرتقي، وبادر، ووقاء، وقوة شباب”.
كما شارك العزعزي في تأسيس بعض المبادرات منها مبادرة بصمة إبداع عن منظمة سواعد شبابية، كذلك منظمة استرداد للحقوق والحريات التي لم تُدشّن بشكل رسمي؛ لتعذر استخراج التراخيص بسبب طلب مبالغ كبيرة كرسوم لترخيصها حسب حديث لؤي العزعزي لصحيفة “صوت الأمل”.
ويشير لؤي العزعزي إلى أن المشاريع التي نفذها مع زملائه من المتطوعين الشباب كانت قليلة ومتواضعة، حيث انحصرت في إقامة أمسيات ودورات مجانية وحملات إعلامية، وأخرى دعائية، ونشر مجلات بشكل دوري انقطع إصدارها لضعف التمويل، وعدم تمكنهم من مواصلة إصدارها بشكل مجاني، كذلك نظم الشباب حملات لجمع تبرعات، وتوزيع سلل غذائية عديدة لمناطق مهمشة وفي حيز جغرافي صغير تمكنوا من تكفله بشكل كامل.
الشباب مرتكز لإحداث التغيير
في لقاءٍ صحفي لـ “صوت الأمل” مع الدكتور إبراهيم المُسلمي (مدير منطقة تعز بمؤسسة تمدين شباب) دار نقاش حول المساعدات الإغاثية في اليمن من نواحٍ عدة أهمها: أهمية تمكين الشباب اقتصادياً في الوضع الراهن، ودور المنظمات المحلية والدولية في إدارة المساعدات الإغاثية والإنسانية، وحول ما قدمته مؤسسة تمدين شباب في هذه المجالات.
وكان الدكتور إبراهيم قد افتتح حديثه بالإشارة إلى حقيقة أن الشباب هم المرتكز الحقيقي لإحداث التغيير الإيجابي في
المجتمع اليمني، وكل العالم، ومن خلالهم وعبرهم يتعافى الاقتصاد المقرون بقدرات الشباب والوعي والمعرفة حول الوضع الاقتصادي، لا سيما في ظل الوضع الراهن.
ومن هذا المنطلق، رأى الدكتور المسلمي التمكين الاقتصادي للشباب عاملًا حاسمًا للقضاء على البطالة والعطالة بين أوساط الشباب وخلق فرصة عمل مستدامة مما يُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
أما عن الشباب ودورهم الإنساني لحل الأزمة الإنسانية عبر برامج مؤسسة تمدين شباب حول مناطق الجمهورية اليمنية؛ فقد صرح الدكتور إبراهيم المسلمي أن دور الشباب في الجانب الإنساني عبر تمدين وغيرها من المؤسسات والمبادرات والمنظمات -محلية ودولية- هو دور جيد، قائم على تقديم المساعدة، ومساندة كل الجهود الإنسانية من خلال تسخير الوقت والجهد والإمكانيات في سبيل مساعدة ومؤازرة الفئات الضعيفة والأقليّات والفقراء، والمحتاجين في اليمن.
ويضيف المسلمي، أنه من منظور الإسهام في حل الأزمة كان للشباب دور بارز من خلال الانخراط في كثير من المبادرات الفردية والمؤسسية والمشاركة في المفاوضات ولجان الوساطات لحل الأزمة.
تحديات وحلول
تسرد زهور ناصر (ناشطة مجتمعية من تعز -24 عامًا) أبرز التحديات التي تواجهها بوصفها متطوعة في توزيع المساعدات الغذائية الإغاثية في اليمن قائلة: إنّ التوسع المستمر لقواعد البيانات المتضمنة للمواطنين المحتاجين مقابل محدودية الدعم من التحديات التي تواجه العاملين على عملية التوزيع لإحراجات غير محدودة.
وتضيف زهور أن وعورة الطبيعة الجغرافية لمعظم مناطق الجمهورية -لا سيما الجبلية منها- تعدّ من العوائق التي تبذل فرق الإغاثة قصارى جهودها لتجاوزها، والوصول إلى قرىً أقل ما يوصف بحقها بأنها تقع خارج حدود الخارطة.
مردفة أنها قد عملت مع منظمات ومبادرات شبابية كثيرة، وقد زارت معظم مناطق محافظة تعز، وقد هالها المشهد الإنساني وحجم الأزمة المعيشية التي يعاني منها جميع السكان دون استثناء، وهي بدورها تأمل اعتماد خطط للاستجابة الإنسانية الطارئة التي تحقق التنمية المستدامة.
وتقترح زهور ناصر تطبيق واعتماد برامج مكثفة لتمكين العناصر الفاعلة في المجتمع اقتصاديًا مثل الشباب والنساء، وتوعيتهم في سبيل توفيرهم الذاتي لمصادر دَخْل تكفيهم عناء الحاجة، وترفعهم من ذل السؤال، وتعتبر ناصر التمكين الاقتصادي هو السبيل الأقصر والأنسب لتحقيق تنمية مستدامة حال انقطعت المساعدات الإغاثية من الغذاء أو الدواء بشكل كامل عن المناطق المتضررة من أحداث الصراع.
دور المنظمات ما زال قاصرًا
يؤكد الدكتور إبراهيم المسلمي مدير منطقة تعز بمؤسسة (تمدين شباب) أن المؤسسة قد عملت مع مختلف الشركاء المحليين والدوليين في تأسيس مبادرات ولجان وأُطر مجتمعية في برامج عدة أبرزها برامج المساعدات الإنسانية، وبرامج بناء السلام والتماسك الاجتماعي وتعزيز الاستقرار في مختلف مناطق اليمن.
كما سرد أبرز التحديات التي تواجه الشباب بهذا الجانب بقوله إن التحديات عدة وهي تواجه الشباب ومختلف الفئات أبرزها: ضعف قدرات الشباب، وضعف إشراك الشباب في مشاركة فاعلة، وقلة البرامج التي تستهدف الشباب، وضعف مشاركتهم خلال عملية صنع القرار السياسي والإداري في البلاد.
وعن أهمية تمكين الشباب اقتصاديًا يقول الدكتور المسلمي: “إن الشباب هم المرتكز الحقيقي لتعافي الاقتصاد وأن التمكين الاقتصادي للشباب عامل حاسم للقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل مستدامة لهم؛ مما يُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني”.
ويضيف المسلمي في السياق ذاته أن تمكين الشباب يُخفف من انخراطهم مع الجماعات المسلحة والتطرف والإرهاب، مؤكدًا أن دور المنظمات بشكل عام في تمكين الشباب ما زال قاصراً ولا يرتقي إلى مستوى الإشراك الحقيقي للشباب.
مختتمًا حديثه: “لا توجد برامج مستدامة لتأهيل الشباب وتمكينهم في مختلف المجالات، ويقتصر دعم المنظمات في تنظيم برامج تدريبية وأنشطة بسيطة دون إشراك حقيقي”.
استطلاع.. الغذاء أهم الاحتياجات الإنسانية لليمنين في ظل الصراع بنسبة %36.9
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر ينا…