96.3% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن الأزياء الشعبية اليمنية تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع اليمني

صوت الأمل – يُمنى الزبيري

اليمن بلد يتميز بموروث شعبي غني ومتنوع. يعكس هذا الموروث تاريخًا طويلًا من الحضارة والثقافة ويظهر جليًا في تراث الأزياء الشعبية التي تعد مرآة لحياة السكان لكل منطقة من مناطق اليمن المنطقة، وتنوع الأزياء يعكس التنوع الجغرافي والحضاري للبلاد.

وعلى الرغم من أهمية هذه الأزياء، فإنها تعاني من العديد من التحديات التي تهدد استمراريتها، لا سيما في الآونة الأخيرة؛ فالصراعات الدائرة في البلاد أدت إلى توقف كثير من الحرفيين والمَهَرة في صناعة الأزياء التقليدية عن العمل، مما أثر سلبًا على انتقال حرفة صناعة الأزياء الشعبية إلى أجيال جديدة. كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة، وغلاء تكاليف المواد الخام اللازمة لصناعة الأزياء الشعبية، تشكل عائقًا كبيرًا أمام هذا التراث المهم.

على إثر ذلك، نفذت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي بـ”يمن إنفورميشن سنتر” استطلاعَ رأي بعنوان (الفلكلور والأزياء الشعبية في اليمن)؛ لمعرفة آراء عينة من المجتمع اليمني حول أهمية الأزياء الشعبية لتراث اليمن، وكيف ستسهم في إيصال التراث اليمني إلى العالم.    

أُقيم الاستطلاع على عينة بحثية بلغت (127) شخصًا، كان أكثر المشاركين فيه من الذكور بنسبة 63% مقابل 37% من الإناث. وكانت الفئات العمرية للمستطلَعين متفاوتة، فـ33.3% منهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 26-35 عامًا، و33.3% منهم تراوحت أعمارهم ما بين 36-45 عامًا، و26% كانت نسبة المشاركين من الفئات العمرية ما بين 46-65 عامًا، وبنسبة 3.7% لمن أعمارهم ما بين 18-25 عامًا وبنسبة 3.7% أيضًا لمن هم فوق الـ65 عامًا.

أما عن المؤهل الدراسي فكان أغلب المشاركين من الحاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة 59.3%، ثم الحاصلون على الثانوية العامة بنسبة 22.2%، وبنسبة 14.8% للحاصلين على الشهادات العليا، وبنسبة 3.7% فقط للطلاب الجامعيين.

وبالنسبة للنطاق الجغرافي للاستطلاع، جاءت العينة من ثماني محافظات، هي: صنعاء بنسبة 37%، عدن بنسبة 22.2%، حضرموت بنسبة 11.1%، ذمار بنسبة 11.1%، الحديدة بنسبة 7.5%، وبنسبة 3.7% لكل من لحج، تعز وإب. 

النتائج الرئيسة   

في البداية قال 63% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتقدون أن الأزياء الشعبية هي أكثر أنواع الفلكلور الشعبي اليمني انتشارًا وبروزًا، في حين قال 37% إنهم يعتقدون بعكس ذلك.

ويرى 51.9% من المستطلَعين أنه على الرغم من أهمية الأزياء الشعبية في نشر الموروث الشعبي اليمني، فإن انتشارها أصبح محدودًا ومتراجعًا في الآونة الأخيرة، فيما يرى 48.1% أن انتشار الأزياء الشعبية في اليمن ما يزال واسعًا وملحوظًا.

كما قال 96.3% من المشاركين في الاستطلاع إنه من المهم الحفاظ على موروث الأزياء الشعبية اليمنية؛ لأنها تلعب دورًا في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع، وذلك من خلال:*

• تعزيز الشعور بالانتماء والفخر الوطني، بنسبة (70.4%).
• تناقل التقاليد والقيم الاجتماعية بين الأجيال، بنسبة (70%).
• إظهار التنوع الجغرافي والقبلي في اليمن، بنسبة (59.3%).

في حين قال 3.7% إن الأزياء الشعبية اليمنية لا تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع اليمني.

هذا، ويعتقد نسبة 88.9% من المستطلَعين أن الأزياء الشعبية اليمنية تواجه كثيرًا من التحديات التي تقف عائقًا أمام الحفاظ عليها ونشرها كجزء من الموروث الشعبي اليمني. وهذه التحديات – في اعتقاد المشاركين- كالآتي:*

• التغيُّرات الاجتماعية وزيادة الاعتماد على الأزياء الحديثة، بنسبة (66.7%).
• التحديات الاقتصادية التي تواجه الحرفيين، بنسبة (63%).
• ضعف توثيق الأزياء التقليدية وحفظها، بنسبة (59.3%).
• التأثير السلبي للصراع على التراث الثقافي، بنسبة (51.9%).

في حين يعتقد 11.1% بعدم وجود أيّ تحديات تقف عائقًا أمام الحفاظ على الأزياء الشعبية ونشرها كجزء من الموروث الشعبي اليمني.

في الختام، يتفق المشاركون في الاستطلاع على أن الأزياء الشعبية اليمنية تعد أحد أهم جوانب الموروث الشعبي اليمني وأجملها، وأنها قد تسهم بشكل كبير في نقل حضارة اليمن وثقافتها إلى العالم في حال قُدِّم المزيد من الاهتمام وتم التركيز عليها وعلى الأشخاص العاملين في صناعتها ونقلها؛ وذلك لأن الزي الشعبي اليمني يعد تعبيرًا فريدًا عن هوية الشعب اليمني وتاريخه وتقاليده.

    *   سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بـ 100%