نظرة الشارع العام لخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن
حنان حسين – صوت الأمل
تُشكل خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات عصب الحياة في اليمن؛ فقد باتت تلامس مختلف جوانب حياة المواطن بشكل يومي، الأمر الذي يثير انطباعات متباينة لدى الجمهور المستفيد من هذه الخدمات، تتراوح بين الرضا عن بعض الجوانب والانتقاد لجوانب أخرى. ورغم ما يواجه قطاع الاتصالات في اليمن من تحديات وصعوبات، فإن هناك نتيجة حتمية تؤكد أن المجتمع اليمني لا يمكن أن يستغني عن خدمة الاتصالات والمعلومات مهما حدث.
الخدمات المقدمة
يعتمد المواطنون في اليمن على قطاع الاتصالات والمعلومات بشكل كبير في كل الجوانب الحياتية والعملية، عبر استخدامهم كثيرًا من الخدمات في مجال الاتصالات والتطبيقات المرتبطة بخدمة الإنترنت، لعل من أبرزها التواصل مع الأقارب والأصدقاء عن طريق رسائل (SMS)، والاتصالات الخليوية عبر شبكات الاتصال الموجودة في اليمن، بالإضافة إلى خدمة الحصول على المعلومات عن طريق الإنترنت، التي عن طريقها تتم ممارسة الأعمال التجارية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الأنشطة التي يقدمها قطاع الاتصالات.
نذير عبد الصمد -مدرب حاسوب في أحد المعاهد- يشير إلى أن أبرز الخدمات التي يستخدمها في قطاع الاتصالات هي الإنترنت؛ إذ يستخدم في اليمن بشكل واسع في كل مجالات الحياة بشكل كبير، بالإضافة إلى خدمة الاتصالات بغض النظر عن الشركة التي تقدم الخدمة.
وأوضح إياد عبده سعيد -بكالوريوس إدارة أعمال- أن الخدمات المرتبطة بقطاع الاتصالات في اليمن جيدة، وتعد نوعية نوعًا ما، حسب واقع بلادنا في الوقت الراهن. لكننا إذا قارنَّاها بالخدمات الموجودة في الدول المجاورة فإنها تعد ضعيفة ولا ترتقي إلى المنافسة العالمية، واللحاق بقطار التطور الذي يحدث حاليًا حول العالم.
من جانبه أضاف ناصر الشاوش -مالك بقالة- أن “ضعف البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كان له أثر سلبي على تقديم الخدمات المتعلقة بالقطاع على المجتمع، وأن التغطية الضعيفة ناتجة عن عدم وجود أعمدة إمداد للمناطق المختلفة. إضافة إلى أنه بعد حدوث النزاع المسلح دُمِّر الكثير منها في مختلف المحافظات، الأمر الذي أدى إلى تدني خدمات القطاع”.
مدى رضا الجمهور
يؤكد إياد عبده سعيد أن خدمات قطاع الاتصالات لم تكُنْ مُرضيةً؛ إذ إن الخدمات المتوفرة حاليًا لم تكن بالصورة الجيدة عند كثير من المواطنين؛ لانقطاعاتها المستمرة وضعفها بشكل كبير في أغلب الأوقات، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الاستهلاك.
فيما يرى خالد محمد -ماجستير إدارة أعمال دولية- أن هناك شركات قد تتميز عن شركات أخرى في خدمات الاتصالات الخليوية من عدة نواحٍ؛ إذ يتم الاعتماد على شركة محددة -هي الأفضل بالنسبة له- من ناحية العروض والباقات والخدمات التي تقدمها، مقارنة بالشركات المنافسة في الداخل.
ويضيف خالد: “إذا ما قارنَّا شركات الاتصالات في اليمن بالشركات الأخرى حول العالم سنجد فوارقَ كبيرة من حيث الخدمات المُقدَّمة؛ الأمر الذي يثبت أن الاتصالات في اليمن ما زالت بعيدة عن مواكبة التطورات العالمية مهما وقعت فيها من إصلاحات”.
من جانبها تشير فاتن السقاف -مهندسة IT- إلى أن أبرز إيجابيات خدمات الشركات المحلية -من وجهة نظرها- هي سرعة التجاوب مع التساؤلات، وتقديم حلول للمشاكل التي تطرأ في بعض الأوقات. مع ذلك، ما زالت الانقطاعات تحدث كل يومين تقريبًا، بسبب عدم وجود صيانة في مُقسَّم البث؛ الأمر الذي يسبب توترًا أثناء أوقات استخدام الخدمة.
المميزات
عن المميزات يرى إياد سعيد أن أبرز مميزات خدمات الاتصالات في اليمن في الوقت الحالي هي سرعة الحصول على الخدمة المطلوبة، خاصة إذا كانت الشبكة قوية وتتمتع بسرعة في تفعيلها، بغض النظر عن جودتها وسرعتها في الاستخدام في أماكن أخرى. مضيفًا: “لكل شركة اتصالات تقدم خدمة الإنترنت خطةٌ تسويقية معينة، قد تكون جيدة تسهم في رفع مستوى الإقبال، وقد تكون سيئة فيؤدي ذلك إلى تدني نسبة المشاركين تدريجيًا”.
ويوافقه الرأي أحمد وضاح الأهدل -طالب جامعي- الذي يشير إلى أن أبرز المميزات في الخدمات تكمن في الحصول على شرائح للشركات العاملة في اليمن، بخدماتها المتنوعة، من خدمة العملاء بسرعة وسهولة وقد تعد مبهرة، بالإضافة إلى توفر نظام (4G) في أغلب شركات الاتصالات، وتحسنها بشكل عام من حيث السرعة والتغطية، وتحسن أسعار الباقات ونظامها، وتوفر تطبيقات تقوم بالمساعدة في عدة خدمات، منها شحن الرصيد، والاشتراك في الخدمات وغيرها؛ وهذا يعد إيجابيًا للغاية.
العيوب
يرى نذير عبد الصمد أن أبرز العيوب في مجال الاتصالات -بوصفه مدربًا ومختصًا في أحد أنظمتها- أنه لا يوجد تخصص في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات؛ الأمر الذي يعد مشكلة لطالبي العلم والمعرفة في مجال الاتصالات والمعلومات. فيما يوضح إياد أن أبرز العيوب تتمثل في قدرة الشبكات على التغطية، التي ما تزال حتى اليوم ضعيفة، بغض النظر عن الشركة الناقلة للخدمة، بالإضافة إلى السرعة الضعيفة لخدمة الإنترنت في معظم المناطق اليمنية.
ويضيف خالد محمد قائلًا: “الغلاء وارتفاع أسعار الخدمات المقدمة للجمهور من قبل شركات الاتصالات المتنوعة والعاملة في اليمن يعدان من أهم الصعوبات، خاصة مع الظروف الاقتصادية التي يعيشها المجتمع اليمني خلال هذه الأيام. كما أن الباقات الخاصة بالإنترنت تعد الأغلى في اليمن وعالميًا؛ إذ تعد اليمن من أكثر الدول التي نجد فيها باقات بسعر خيالي مقارنة بالدول الأخرى، بالإضافة إلى سوء الخدمة من حيث السرعة والتغطية”.
فيما تبين منال عبد الله هادي -خريجة كلية الحاسوب- أن هناك عيوبًا لا تعد ولا تحصى في تغطية شبكات الاتصالات في الأرياف؛ فالمنطقة الريفية التي تسكن فيها عائلتها لا يوجد بها تغطية، ويشكل ذلك صعوبة كبيرة في التواصل معهم بشكل يومي وطبيعي، وتجد معاناة في مواصلة الحديث مع عائلتها بسبب رداءة الشبكة وانقطاع الخط بشكل مفاجئ، الأمر الذي يسبب لها الاستياء وعدم الرضا والسخط على وضع قطاع الاتصالات في البلاد.
من جانبها تشير فاتن السقاف إلى أنه رغم انعدام الصيانة المتواصلة لشبكات الاتصالات والإنترنت في اليمن، وغلاء أسعار الباقات المتاحة أمام المواطن، وسوء السرعة وقلة جودة الخدمات، فإننا نستفيد منها ولو بالشكل الضئيل، ونتطلع إلى تطوير الخدمة، خاصة في المناطق التي تعاني من الضعف.
وترى عبير الكامل -خريجة كلية الحاسوب- أن لدى كل الشركات المحلية العاملة في اليمن مميزات وعيوب، ولا يمكن الإشادة أو الإساءة تجاه شركة تمنح خدمات الاتصالات في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا، مع عدم الإنكار أن خدمة الاتصال ما زالت ضعيفة، وبالكاد تصل الرسائل عبرها.
المعالجات
من وجهة نظر عبير الكامل فإن أبرز المعالجات لقطاع الاتصالات في اليمن هي: توقف الصراع، والعمل على تقوية الشبكات بشكل يخدم المواطنين في كل أنحاء البلاد. مشيرة إلى أهمية أن تقوم الشركات المحلية بعمل خطوط إضافية ومخصصة لبعض الخدمات، مثل خدمة “خط الطالب” التي تتيح للطلاب في المعاهد والجامعات العديد من الامتيازات المتنوعة والفريدة. كما أنه بإمكان المواطنين الاستفادة من تلك الامتيازات مع الطلاب، مما يساعد في تحميل الملفات والمواد العلمية التي يحتاجها الطالب في دراسته أو بحثه، وتوفر عليهم التعب والجهد بأقل الإمكانيات والأسعار، كما يجب تطوير بعض الخدمات بشكل يحفظ أرباح الشركات، وتقديم خدمة مريحة بالنسبة للمواطن، فلا ضرر ولا ضِرار.
تُعد خدمات الاتصالات من أهم الخدمات الأساسية في اليمن، وهي تواجه العديد من التحديات؛ مما يؤثر على نظرة أفراد المجتمع إليها، وهم يأملون أن يحدث تحسين في خدمات الاتصالات مستقبلًا.
74.2% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن ضعف البنية التحتية من أبرز المشكلات التي تواجه قطاع الاتصالات في اليمن
صوت الأمل – يُمنى الزبيري يعد قطاع الاتصالات واحدًا من أهم القطاعات الحيوية التي تسه…