نظام الاتصال الشبكي المؤسسي؛ توسيعٌ لنطاق العمل وتحقيق الريادة والتميُّز
علياء محمد – صوت الأمل
يعرف الاتصال المؤسسي بأنه نشاط إداري واجتماعي يسهم في نقل الأفكار وتحويلها عبر القنوات الرسمية داخل التنظيم؛ بهدف خلق تماسك في وحداته وتحقيق أهداف المؤسسة.
وفي اليمن يعد قطاع الاتصالات داخل المعاهد والجامعات والمؤسسات اليمنية عنصرًا أساسيًا لتأمين التواصل ونقل المعرفة، ويلعب دورًا حيويًا وحاسمًا في نجاح أعمالها وأنشطتها.
دورٌ فعال
يرى منذر الحاج -موظف في أحد الشركات- أن الوقت الراهن هو عصر تكنولوجيا اتصالية كبيرة تساعدنا في تحقيق النجاح، مؤكدًا أنه في الوقت الحالي تعتمد المعاهد والشركات والمؤسسات على شبكات الاتصالات لتنفيذ عملياتها اليومية، ولا تخلو أي مؤسسة كانت من خدمات الاتصال والتواصل. وتختلف أوجه الأنشطة التي تقوم بها هذه المؤسسات والمعاهد والكليات، فمنها ما يكون نشاطها صناعيًّا، أو إنتاجيًا، أو خدميًا، أو يجمع بين أكثر من نشاط.
مضيفًا: “يسهل قطاع الاتصالات عملية التواصل الداخلي والخارجي للمؤسسات من خلال الاتصال السريع، ويساعد على تبادل المعلومات والأفكار بين الأقسام والإدارات المختلفة داخل المؤسسة، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للتواصل مع العملاء والرد الفوري على استفساراتهم عن أهم الخدمات والأنشطة التي تقدمها المؤسسة”.
ويشير الحاج إلى أن تقنيات الاتصال عبر الإنترنت واستخدام البريد الإلكتروني والمحادثات الفورية، كل ذلك يتيح للموظفين في المؤسسة القيام بتنظيم العمل والتعاون على المشاريع ومشاركة المستندات والمعلومات بسرعة؛ الأمر الذي يسهم في تحسين كفاءة العمل في المؤسسات ويزيد من الإنتاجية ويقلل من الأخطاء ويوفر الكثير من الوقت والجهد.
توسيع نطاق العمل
“قطاع الاتصال عنصر أساسي لأي نشاط في أي شركة أو مؤسسة”، هذا ما أكد عليه رشاد الفيصل، مدير قسم الإنتاج التقني والخدمات اللوجستية.
واستطرد في حديثة قائلاً: “قطاع الاتصالات في المعاهد والجامعات يختلف عن المؤسسات والشركات بحسب النشاط الذي تقوم به المؤسسة أو المركز؛ إذ ينقسم القطاع في المؤسسات إلى قسمين: الأول يتواصل مع خدمة العملاء ويكون فيه الاتصال مع العميل، والثاني هو قسم الاتصال الشبكي من خلال شبكة الإنترنت وكذلك التكنولوجيا”.
وحول الهدف العام والخدمات التي يقدمها قطاع الاتصالات لنجاح أي شركة، يرى الفيصل أن قطاع الاتصالات يلعب دورًا كبيرًا في توسيع نطاق عمل المؤسسات التي تقتصر على الحي أو المدينة أو المنطقة التي تستخدم تكنولوجيا الإنترنت، ويعمل على توسيع نطاق مجال العمل في عرض المنتجات والخدمات على مستوى أوسع من حيث الوصول الأسرع للعميل”.
ويضيف: “تمثل خدمات الاتصال أيضًا أهمية عن طريق تصنيف الأشخاص ذوي الاهتمام واستهدافهم بحملات تسويقية. إضافة إلى ذلك، استهداف الجمهور حسب أنشطتهم المختلفة وبحسب الفئة العمرية المحددة، أو الجنس، أو المنطقة الجغرافية، عن طريق إرسال رسائل ترويجية عبر البريد الإلكتروني، ورسائل قصيرة، ومنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى إنشاء مواقع إلكترونية لجذب العملاء وتحقيق المبيعات”.
وحول الدور الذي يلعبه قطاع الاتصالات في المعاهد والجامعات، يفيد الفيصل أن الدور يختلف وفقًا للنشاط القائم، إما عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق الفاكس أو خدمة العملاء، أو الخط الساخن.
مضيفًا: “يعمل الاتصال الشبكي في المعاهد والجامعات على الاتحاد في توسيع نطاق العمل في كل الأنشطة، سواء التجارية أو التعليمية؛ لتصل إلى عدد كبير من الجمهور المستهدف في مختلف التخصصات عن طريق الانترنت والإعلانات الممولة، بالإضافة إلى إقامة الدورات التخصصية، والتسجيل ودفع الرسوم عن بعد، ومعرفة إحصائيات عدد الطلاب المهتمين لمختلف التخصصات في المعهد أو الجامعة”.
ويتابع القول: “وتستخدم الجامعات والمعاهد قطاع الاتصالات في إقامة الدورات والغرف أو الفصول الافتراضية للتعليم عن بعد، وإقامة مكاتب إلكترونية لتقديم خدمة للطالب وتسهيل الوصول إلى المعلومة في مراكز البحوث المتكاملة لدى الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز أو الجامعة عن طريق شبكة الإنترنت”. منوهًا أن جميع الأنشطة تتحد في خدمة الاتصال المباشر، لكنَّها تختلف في سياسة العمل لكلٍ من المعاهد والجامعات والمؤسسات.
وفي سياق متصل يشير الدكتور ناجي الشيباني -عميد كلية الحاسوب في جامعة صنعاء- إلى أهمية الاتصالات في المعاهد والجامعات؛ للتواصل والتنسيق بين الطلاب والموظفين. ويقول: “تساعد وسائل الاتصال المختلفة، مثل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية على تيسير التواصل والتنسيق بين الطلاب والموظفين. ويمكن للطلاب التواصل مع أعضاء هيئة التدريس والإدارة لطرح الأسئلة والاستفسارات والحصول على المساعدة اللازمة، ويمكن للموظفين توجيه الطلاب وتقديم الدعم الأكاديمي والإداري بشكل أفضل”.
ويؤكد على إمكانية نشر المحاضرات والمواد الدراسية عبر الإنترنت، ويمكن للطلاب الوصول إليها والاستفادة منها في أي وقت ومن أي مكان مما يسهل عليهم، كما يمكن استخدام وسائل الاتصال لتنظيم الفعاليات والنشاطات الأكاديمية والثقافية والاجتماعية. ومشيراً في حديثه إلى أن وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي يعزز التعاون بين الطلاب والموظفين، ويستطيع الطلاب من خلاله تبادل الأفكار والتجارب ودعم تطويرهم، والتعاون في المشاريع البحثية والدراسية.
أهداف قطاع الاتصالات في المؤسسات
يحقق قطاع الاتصال في المؤسسات والمعاهد والشركات أهداف متعددة؛ إذ يعد الاتصال وسيلة أساسية لتبادل الأفكار في عملية وتناقل المعلومات بين الرؤساء والمرؤوسين وجميع الإدارات في الوحدات، ونتيجة لذلك يتمكن كل أفراد المؤسسة الحصول على البيانات الخاصة بالمؤسسة أو المنظمة.
ويفيد وجود نظام اتصال فعال في المؤسسات بشكل عام إلى وصول قدر كافٍ من المعلومات بين مختلف الإدارات؛ الأمر الذي يسهم في مساعدة الإدارة العليا على اتخاذ القرارات المهمة وتوصيلها إلى العاملين.
من جانب آخر تهتم المؤسسات والشركات بإقامة نظام اتصال فعال معهم، يُمَّكِنها من التواصل مع العملاء الذين يمثلون عنصرًا مهمًا في تحسين الإنتاج وتحقيق الربح؛ فاستمرار المؤسسة ونموها وبقائها يتوقف على رضا الجمهور عنها وعن جهودها، ولن يتم ذلك إلا عن طريق نظام اتصال فعال يتعرف على رأي الجمهور والعملاء واقتراحاتهم وشكاويهم؛ لتحسين الإنتاج أو الخدمة.
صعوبات عامة
على الرغم من أهمية الاتصالات، هناك صعوبات وتحديات تواجهها في اليمن. وبشكل عام يعاني قطاع الاتصالات من أوضاع اقتصادية صعبة شكلت عبئًا أمام تحسين البنية التحتية للاتصالات.
وفي هذا الإطار لفت الشيباني في حديثه إلى أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه المؤسسات والمعاهد والجامعات والشركات في عملية الاتصالات، قائلاً: “تواجه بعض المؤسسات والمراكز تحديات في توفير التقنيات اللازمة للاتصالات الفعالة، مثل الإنترنت عالي السرعة؛ الأمر الذي يؤثر على قدرة الطلاب والموظفين على الوصول إلى الموارد الرقمية والتواصل بسهولة”.
ويضيف: “قد يواجه الطلاب والموظفون صعوبات في استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة مما يؤثر على فعالية الاتصالات نتيجةً لعدم توفر التدريب اللازم في استخدام تلك الوسائل؛ فالاتصالات في اليمن تأثرت جراء الصراع، وأدت الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد إلى انقطاعات متكررة في خدمات الاتصالات، وأثرت سلبًا على التواصل العام. إضافة إلى ذلك، لا توجد قوانين واضحة وفعالة تخدم القطاع”.
مشيرًا في حديثه إلى الحلول والخطوات التي يستطيع قطاع الاتصالات من خلالها القيام بالدور الذي يحقق نجاحًا للمؤسسات والجامعات والمعاهد والشركات، أبرزها: تحسين البنية التحتية للاتصالات، وتقديم التدريب والدعم التقني للطلاب والموظفين وتأهيلهم لمواكبة أحدث التطورات التكنولوجية.
ويتابع قائلاً: “لا بد أيضًا من تعزيز الوعي التقني وتوفير الترجمة الفورية عند الحاجة، وتبادل الخبرات وتقاسم المعرفة، وتأسيس شراكات مع منظمات دولية، والتوقيع على اتفاقيات؛ لتعزيز هذا القطاع، وتأسيس برامج تدريبية، وتطوير برامج أكاديمية متخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات”.
يظل قطاع الاتصالات من أكثر القطاعات أهمية في نجاح أعمال المؤسسات وتمكين عملية التواصل الداخلي والخارجي لها؛ لتحسين الكفاءة وتحقيق الريادة والتميز في السوق المنافسة. ويجب أن تُولي المؤسسات جهودها لتنمية قطاع الاتصالات وتطويره، وتوظيف أحدث التقنيات والأدوات لتحقيق أهدافها واحتياجاتها.
74.2% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن ضعف البنية التحتية من أبرز المشكلات التي تواجه قطاع الاتصالات في اليمن
صوت الأمل – يُمنى الزبيري يعد قطاع الاتصالات واحدًا من أهم القطاعات الحيوية التي تسه…