إختلاف لون البشرة: هل يتجاوزه اليمنيون؟
صوت الأمل – منى الأسعدي
أصبح البحث عن مكان صالح للعيش، كل ما يطمح له (محرم أحمد: خمسيني يفترش أحد الأرصفة) في حي فقير جداً بأمانة العاصمة.
يعيش محرّم – مع أسرته المكونة من خمسة أبناء – في (محوى) حي سواد حنش، وهو المكان الذي تبدو الحياة فيه الأشد سوءًا وقسوة؛ بسبب حالة الفقر، وافتقاره لأكثر الخدمات.. حيث يغدو انتشار رائحة مخلفات الصرف الصحي القريبة جدًّا منه، شاهدًا على معاناة حقيقية لسكانه.
قلة حيلة محرّم، دفعته للعيش في هذا الحي، رفقة عائلته و(42 ثنتين وأربعين عائلة أخرى) جميعهم من ذوي البشرة السوداء.. يقول محرّم: لقد لاحقتنا كلمة “الأخدام” كثيرًا منذ كنا أطفالا.. وظلت تلاحقنا – وتلاحق أطفالنا من بعدنا.. ولا أظنها تنسانا أبدا.. ويضيف بحزن: هذه اللعنة الأبدية دمرتنا كليًّا، وحرمتنا وأطفالنا من التعليم واللعب والعيش الآمن.. رغم أننا مسلمون، ونشهد أن الله حق، وهذا قدرنا في الحياة.
هذه النبرة الحزينة – التي حدثنا بها محرّم – تعكس حجم المعاناة التي يعيشونها في (المحوى) ولعل ما ذكره محرّم من معاناة، ما هو إلا صورة مصغرة لمواجع (ثلاثة ملايين ونصف المليون) من أبناء جلدته، وهو إجمالي عدد أفراد (السود) في اليمن، ويمثل 12% بالمئة حسب إحصائية (للمركز الوطني للإحصاء).
لم تعان فئة – من التمييز السلبي والإقصاء في اليمن – كما عانت فئة (السود) أو من يُطلق عليهم المجتمع اليمني (الأخدام) (فاطمة بنت محرّم: ثماني سنوات) تقول: تلقبني زميلاتي في المدرسة “بالخادمة” ويضحك كل من في الصف عليَّ، وعندما أغادر المدرسة، أتمنى ألَّا أعود إليها أبدا.. ويضيف والدها: أجبر فاطمة على الذهاب إلى المدرسة، وأكلف بالتسول إخوانها الأكبر سنًّا؛ فأنا أتمنى أن تجد مستقبلًا أفضل مما هي عليه الاّن – أو على الأقل – بعيدا عن مخلفات الصرف الصحي!
احصاءات اليونيسف حول العنصرية في اليمن
يبلغ متوسط النسبة المئوية الإجمالية للمهمشين في اليمن 7.89٪ من إجمالي السكان. …