وللمهمشين كرامة؟
صوت الأمل – منال أمين
لقد فرض مجتمعنا اليمني – على فئة المهمشين – أن يعيشوا في ظروف حياتية قاسية وغير إنسانية؛ فقط لأنهم مختلفون عنّا في اللون.. و يعتبرون من أشد الأسر فقرًا، وأكثرها حرمانًا، وأبعدها عن التعليم والمناصب والمراتب العالية في مجتمعنا هذا.
وفي بلادنا – التي تطحنها الحرب منذ عدة سنوات، وتقطع أوصالها التباينات السياسية والعقائدية والمناطقية – كانت هذه الفئة الأشد تضررًا من أي فئة أخرى.. فعاشت حياة التشرد والضياع والاغتراب.. في بلادٍ تعيش أقصى وأقسى حالات الانهيار.. حيث هام غالبيتهم في الشوارع يتسولون، ولازم بعضهم المقاهي؛ طمعًا في الحصول على فتات يسد رمق جوعهم، أو بحثًا عن أماكن تحتضن أجسادهم المنهكة.
أجزم يقينًا أن هؤلاء (المهمشين)، هم أصلب الناس عودًا، وأكثر الفئات استعدادًا للبذل والتضحية والعمل.. فلا أملاك، ولا رواتب عالية، ولا مناصب رفيعة يحرصون عليها.. ويخافون ضياعها، أو فقدانها.. فهم يكدحون – منذ طلوع الشمس حتى المغيب – ثم لا يجدون إلا ما يسد الرمق، ويحفظ لهم حياتهم؛ ليواصلوا الكدح والعمل من جديد.
متى يعي المجتمع، أن كرامة هؤلاء ليست شيئًا هيِّنا؛ فالأديان السماوية، والشرائع، والقوانين اليمنية والدولية.. تؤكد كلها على حقوق الآخر – خاصة في العمل والوظيفة – واحترام آدميته، وعمله.. بعيدًا عن صور الانتقاص والازدراء والتمييز.. التي تواجه حياة المهمشين بشكل يومي، وتحاصر حركتهم، وتحول دون ممارستهم لحياتهم كباقي بني البشر.
ما أحوج هؤلاء، لأن يجدوا القيمة الحقيقية لأعمالهم وأدوارهم.. في الحياة التي تترفع غالبية المجتمع عن القيام بها، وأن ينعموا بمستوى معيشي أفضل (سكنًا، وغذاءً وملبسًا)، وأن يجدوا الحماية الاجتماعية ضد الفقر والمرض والبطالة، وأن تُفتح أمامهم المدارس، وتستقبلهم الجامعات، والخلاصة: أن يعيشوا حياة (أفضل وأكرم).
احصاءات اليونيسف حول العنصرية في اليمن
يبلغ متوسط النسبة المئوية الإجمالية للمهمشين في اليمن 7.89٪ من إجمالي السكان. …