كيف تدعم بنوك اليمن قطاع التشييد والبناء ؟
صوت الأمل – فاطمة رشاد
رغم ما يعانيه قطاع المقاولات والتشييد والبناء في اليمن من تدهور، كغيره من القطاعات الأخرى، فإنَّه يحاول الصمود أمام تردي الأوضاع الاقتصادية، فهناك حركة من النمو والتحسن في هذا القطاع جراء استثمارات البنوك.
وبدأت تجارة الاستثمار عبر البناء والمقاولات تتحسن بشكل ملحوظ، حيث ساهمت كثير من البنوك في التحسن من خلال الاستثمار في قطاع التشييد والبناء، وعلى رأس هذه البنوك التي ساهمت في دعم المقاولات والبناء في اليمن بنك سبأ الإسلامي.
مخاوف وتهديد
“عانى قطاع المقاولات في اليمن من مخاطر وتهديدات من الانهيارات، وقد تسببت أزمة الصراع في اليمن بإغلاق بعض من مكاتب العقارات التي لم تعد تستطيع الصمود أمام التدهور في السوق الاقتصادي، والذي أدى إلى انهيار العملة ومعاناة كبيرة لكثير من المقاولين في اليمن” وفقًا لـ المقاول غالب الشرعبي.
ويواصل غالب حديثه قائلاً: “سعيت منذ الأزمة إلى المحافظة على أن يستمر عملي، وبحثت عن فرص لكي أعمل على تطوير العمل المقاولي في نطاق أوسع، فوجدت فرصة مشاركة عبر بنك الإنشاء والتعمير الذي ساهم في إعطائي بعض المقاولات التي أعمل عليها عبرهم وهذا أرجعني إلى سوق المقاولات بشكل أقوى؛ لأنَّ هناك من أوجد لي فرصة للحصول على أعمال مقاولات”.
يشاركه الحديث المهندس عادل راوح(مدير في مكتب شركة إنماء العقارية) قائلاً: “في الآونة الأخيرة رغم التعثرات التي واجهناها في العمل في مكتب إنماء للعقارات، فإنَّ سوق العقار والمقاولات والاستثمار فيها نمى بشكل واضح؛ بسبب الاحتياج لسكن وتوافد النازحين إلى المحافظات –خاصة- محافظة عدن حيث سبب منافسة في العمل وظهور مدن سكنية، وقد ساهم بنك سبأ الإسلامي في كثير من هذه العمليات في الضمان -خاصة- أنَّنا منذ ما قبل الصراع في اليمن، نعمل على تقسيطات مريحة للمواطن بعكس –الآن- إذ نعمل على تقسيط عبر دفعتين الدفعة الأولى قبل التسليم والأخرى بعد التطشيب”.
ويستعرض راوح دور مكتب شركة إنماء العقارية قائلًا: “نعمل في شركة إنماء على توفير قنوات لتمويل شراء وحدات سكنية وأراضٍ بالتعاون مع المؤسسات المالية والمصرفية، وبيوت التمويل، وعمل برامج تمويل للمساكن لذوي الدخل المحدود، والدخل المتوسط، على فترات طويلة وبالتقسيط المريح؛ كذلك نحاول تأمين فرص لامتلاك وحدات سكنية بمواصفات عالية ومناسبة، وكذلك مواكبة دفع عجلة النمو، والتطوير في المجال العقاري والعمراني، وبما يساهم في تطوير المجتمع في كافة مجالاته”.
وعن أبرز الصعوبات التي تواجه شركة إنماء العقارية يقول المهندس عادل راوح: “ضعف التمويل يشكل حجر الزاوية في مشاريع الشركة حيث تستطيع به أن تستقطب أكبر عدد ممكن من الزبائن، ولكن ضعف هذا الجانب يتسبب في ضعف التسويق العقاري، وكذلك خلال مسيرة الشركة، هناك اثنان من البنوك -فقط- تتعامل معها بهذا الجانب، لكن لا تستطيع البنوك منح تمويلات طويلة الأجل للعملاء حيث تعد أطول مدة ممنوحة من قبل البنوك هي سبع سنوات بعد دفع 50% من القيمة الأصلية للشقق، وهذا أمر لا يستطيع تحمله الكثير من العملاء”.
بنك سبأ الإسلامي
عباس القاضي (الخبير بإدارة الاستثمار العقاري) يقول لـ”صوت الأمل” عن الاستثمار العقاري في بنك سبأ الإسلامي: “يعد بنك سبأ الإسلامي من أول البنوك التي تدعم القطاع العقاري، ولقد خاض بعض التجارب من خلال استخدامه لصيغ التمويل المتنوعة، والمتمثلة في المرابحة والمشاركة، بالإضافة إلى النشاط التقليدي للبنوك في الأعمال المصرفية، كما له دور كبير وتجربة فريدة بين البنوك في الوقت الذي كانت الدورة العقارية في حد الركود، وفشل حوالي ثمان مجاميع سكنية؛ الأمر الذي أدى إلى الإحجام عن الاستثمار في القطاع العقاري حينها ولكن قام البنك بعد عامين من تأسيسه بإنشاء الإدارة العقارية عام 1999م مهمتها الأساسية الاضطلاع بمهمة الاستثمار العقاري”.
مضيفًا أنَّ أهم المشاريع التي نفذها بنك سبأ الإسلامي في المجال العقاري هي مدينة بنك سبأ الإسلامي في منطقة (بيت بوس- صنعاء) وأقيمت 21 فلة من دورين وبثلاثة نماذج على مساحة 230 لبنة وبعد ذلك توالت مشاريعهم حيث كان المشروع الثاني في منطقة الجراف 22 فلة من دورين مقسمة إلى نموذجين.
مؤكدًا بأنَّ البداية كانت بدعم بنك سبأ الإسلامي لعدة مشاريع في العقارات تتطور على مدى تلك السنوات إلى ما وصل إليه اليوم، ومن ثم اتجه نحو المحافظات الأخرى في (مدينة إنماء العقارية في محافظة عدن) والتي وصلت إلى عشرة آلاف شقة بمجمع سكني، وساهمت في صنع مجتمع سكني يحقق خدمة للمجتمع وهذا يعد واحداً من أهداف البنك، وذلك من خلال مراحل مختلفة من المشروع للمدينة السكنية.
ويضيف عباس، بأنَّ البنك يسعى للصعود إلى مرحلة جديدة بإقامة أبراج، وهو بالفعل قد بدأ فيها وكما تم تنفيذ مدينة سكنية في محافظة حضرموت، وهذا ولد رغبة جامحة في إعادة النشاط وبشكل كبير، وصنع تطلعات في هذا القطاع من خلال النجاحات التي يحققها البنك في هذا المجال الاستثماري العقاري .
مؤتمر المقاولات والبناء
سمير أحمد (خبير اقتصادي) يقول لـ “صوت الأمل”، بأنَّ في عام 2020م أقيم مؤتمر المقاولات في محافظة عدن، ساهم هذا المؤتمر في خلق فرص استثمارية للمقاولين وكذلك للبنوك التي تمنح المستثمرين القروض في مجال الاستثمار إلى جانب الضمانات التي تقدم من قبل البنوك في امتلاك الشقق السكنية، وكان هذا المؤتمر يعد بمثابة الروح التي ستنعش الاقتصاد في اليمن، -خاصة- محافظة عدن والتي تشهد تطوراً في سوق الأعمار والتشييد تطورًا ملحوظًا وانتشارًا واسعًا. ظهرت في الآونة الأخيرة كثير من المدن السكنية التي حظيت بإقبال كبير من الناس لامتلاك عقارات، وهذا الذي حفز كثيراً من العامة على امتلاك للعقارات لما له من مردود مالي.
استطلاع.. 40.7%: الانقسام الإداري للبنك المركزي أكبر المشاكل التي تواجه القطاع المصرفي اليمني
صوت الأمل – يُمنى الزبيري كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن إنفورميشن سنتر (YIC) للبحو…