توظيف محدود.. دعوة لتقليص الفجوة بين الجنسين في العمل المصرفي
صوت الأمل – حنين الوحش
عملت المرأة جاهدة لإبراز نفسها ودورها الفعال في أوساط المجتمع؛ لتثبت أنَّ الأعمال لا تحتكر على فئة دون الأخرى وفي ظل الصراعات والنزاعات القائمة منذ سبع سنوات أصرت على البقاء صامدة لتواجه الظروف الصعبة وأصبحت هي الركيزة الأساسية التي يُعتمد عليها داخل الأسرة بعد التدهور الاقتصادي المخيف في البلاد.
وفي هذا الوضع احتلت المرأة مكانات ومراتب مختلفة في مختلف القطاعات والأعمال التي برزت فيها مهاراتها، وفي هذا السياق كانت للمرأة مشاركات في القطاع المصرفي ومراتب مختلفة في العمل البنكي، فعلى الرغم من أنَّها تعد ضئيلة فإنَّها أثبتت أنَّ النساء جديرات بأن يشاركن في مجالات مختلفة.
المرأة في القطاع المصرفي
تقوم المرأة بالعمل في أعمال عدة من أجل إثبات ذاتها، و إعالة أسرتها وتمكين نفسها اقتصاديًا هذا ما أوضحته سلوان أحمد (إحدى العاملات في القطاع المصرفي) بقولها: “تحتاج المرأة إلى الخوض في كل القطاعات وإلى التمكين الاقتصادي؛ لتستطيع الخوض في الحياة وإعالة أسرها وإثبات نفسها في أوساط المجتمع متحملة الكثير من الضغوطات القائمة عليها في بيئة العمل والبيئة العامة”. مضيفة أنَّ المرأة لها دور كبير في الاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه وينعكس ذلك على حياتها واتخاذ قراراتها وشخصيتها ليس فقط الجانب الاقتصادي.
منال باحاج (ضابط مراجعة الائتمان في بنك اليمن والكويت) تذكر أنَّ البنوك لها دورًا كبيرًا في تعزيز وإبراز المرأة في القطاع المصرفي، وتقليص الفجوة بين الجنسين وتغيير الفكر في عملية تحديد الأعمال القائمة على المرأة، حيث وصلت المرأة إلى مناصب قيادية مهمة ومواقع تمكنها من صنع واتخاذ القرار، وأثبتت جدارتها وأنَّها قادرة على أن تتقلد مناصب في شتى الأعمال.
مضيفة أنَّ من عوامل النجاح هي المشاركة وهذا يمثل أيضًا القطاع المصرفي بمشاركة الكادر النسوي له ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030م بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل، مع الحرص على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وتوفير العمل اللائق لها وتمكينها في مختلف المجالات.
مؤكدة على ضرورة تهيئة المرأة لسوق العمل والتزام البنوك اليمنية بالمساواة بين الجنسين على صعيد الفرص الوظيفية في هذا القطاع لتعزيز المساواة بين الجنسين وتوفير بيئة عمل تساعد على زيادة مشاركة المرأة في المناصب القيادية من خلال توفير التوجيه والفرص المناسبة للتطور الوظيفي، وترسيخ ثقافة تمكينها على مستوى واسع .
ومن وجهة نظر رؤيا عمر (إحدى العاملات في القطاع المصرفي) فإنَّ المرأة اليمنية أثبتت جدارتها في تولي الأدوار والمناصب في القطاع المصرفي ولكن ما تزال نسبة توظيفها قليلة، على الرغم من أنَّ هذا القطاع من أكثر القطاعات حيوية والأسرع نمواً في البلاد –خصوصًا- في فترة الصراع الذي شهد زيادة في انتشار شركات الصرافة في مختلف المحافظات .
وأضافت عمر أنَّ القطاع المصرفي يعد من القطاعات الاقتصادية التي يجب الاهتمام بها وتمكين المرأة فيها ومنحها فرصة لتحظى بنصيب كبير من الاهتمام والرعاية والتمكين، ليجعل المرأة تتميز في هذا القطاع وتحتل مناصب قيادية ومهنية وفنية.
مؤكدة أنَّه ما يزال العنصر الذكوري هو القائم في هذا المجال وهو صانع القرار، ولم تتمكن المرأة حتى اللحظة من تقلد منصب إداري قيادي يمكنها من صنع القرار في هذا القطاع، على الرغم من أنَّ مشاركة المرأة في البنوك والمصارف قد تؤثر إيجابيًا على أداء القطاع لتثبت بذلك أنَّ عمليات التنمية لم ولن تقوم إلا بالمشاركة الفعّالة للمرأة.
ومشددة على ضرورة تمكين المرأة في البنوك اليمنية، من خلال تشجيع وتأهيل الكوادر النسائية؛ لتولي المناصب القيادية في المستقبل، ومن خلال القيام ببرامج تدريبية مهنية لتأهيل الكوادر مع التوعية والتطوير المستمر لها وخلق بيئة مناسبة ومعالجة الصعوبات التي تواجه المرأة وتدعم تمكينها على مختلف الأنشطة والأصعدة.
المرأة والعمل
أوضحت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن أنَّ مشاركة المرأة وقيادتها في المجال العام منخفضة، فقد صنّف مؤشر الفجوة بين الجنسين لعام 2014م مشاركة المرأة الاقتصادية وتمكينها السياسي في اليمن في المرتبة 138 من بين 142 بلدًا وتسجل المرأة اليمنية مستويات منخفضة من المشاركة في العمل الرسمي مدفوع الأجر.
مؤكدة أنَّها تعمل ضمن خطط للقضاء على التمييز ضد النساء والفتيات وتمكين المرأة، وتعزيز المساواة بين المرأة والرجل؛ كونهما شركاء ومستفيدين من أنشطة التنمية، وحقوق الإنسان، والعمل الإنساني، والسلام والأمن.
بنوك داعمة للعمل النسوي
في العام 2021م قدم كاك بنك فعالية احتفالية بعنوان “شريكات النجاح والريادة” حيث أحتفى بكوكبة من رائدات العمل النسوي في البنك أشاد فيه بأدوار الكادر النسائي وأهمية ذلك في إنجاح وتطوير خدمات البنك، واستعرض نسب تمثيل المرأة في المناصب القيادية التي وصلت إليها بالبنك، وهذا ما شجع الكثير من العاملات في البنك على مواصلة تطوير ذاتهن في هذا المجال؛ ليصبحن مشاركات في النجاح والريادة للارتقاء وتحقيق الطموح الوظيفي على جميع المستويات، بما يسهم في تحقيق استراتيجيات البنوك نحو تنمية أعمالها.
شباك حواء
اقترحت إحدى العاملات في القطاع المصرفي -فضّلت عدم ذكر اسمها- ضرورة افتتاح أقسام نسوية في كل شركات الصرافة يكون فيها العاملات من النساء، موضحة أنَّ هذا سيعمل على استقطاب الطاقات البشرية النسوية وتدريبها وصقل مهاراتها وخلق كوادر مصرفية متميزة.
ولافتة إلى أنَّ ذلك سيعمل على تعزيز مشاركة المرأة ضمن صفوف القوى العاملة، وسيعمل على المشاركة الفاعلة للنساء والتطوير من قدراتهن، وسيحقق تقدمًا في تعزيز تمثيل المرأة في فريق العمل ورفد السوق بخبرات مصرفية وتمويلية متميزة من النساء اليمنيات يتمتعن بخبرة ويمثلن قيمة مضافة للاقتصاد الوطني والمجتمع اليمني بما يتماشى مع استراتيجية الاستدامة والتمكين الاقتصادي.
المرأة اليمنية والطهي.. قَدَرٌ منذ الولادة أم مجرد مهارة؟
صوت الأمل – حنين الوحش في مجتمع غلب عليه طابع الحكم على أساس الموروثات والعادات والتقاليد …