الشباب في اليمن؛ دورٌ حيويٌّ وأثرٌ إيجابي لتطوير مجال الاتصالات ونظم المعلومات
علياء محمد – صوت الأمل
يعد الشباب من أكثر فئات المجتمع تفاعلاً وحيوية في المجتمع الرقمي لامتلاكهم مهارة وخبرة في التعامل مع التقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية بشكل عام. ويشكل قطاع الاتصالات أهمية كبيرة في دعم عملية التنمية في مختلف المجالات الحياتية؛ ولذا يأتي دور الشباب والمبادرات الشبابية لتقدم دعمًا حاسمًا في تحسين هذا القطاع وتطويره؛ نظراً لقدرتهم على التكيف والتعامل مع أدوات الاتصال ونظم المعلومات.
ويعد التطور التكنولوجي الرقمي مجالًا لتوسيع سبل مشاركة الشباب في العمليات التي تتعلق ببناء السلام، وتسهيل وصول الأصوات الشبابية لصانعي القرار؛ إذ ساعدت الثورة التكنولوجية في العالم على إدماج كل فئات المجتمع -خاصة الشباب- في المشاركة في تنفيذ أنشطة تسهم في تطوير القطاعات التنموية والخدمية في المجتمع، والسماح عبر خاصية التفاعل المباشر التعبير عن الآراء والأحداث التي تُهمهم بدرجة رئيسة، والمشاركة في تقديم معالجات لها. كما ساعد التطور التكنولوجي في تقنية الاتصال والمعلومات في تعزيز ثقافة الشباب الرقمية بما يسهم في تنفيذ مشاريع متطورة في مختلف المجالات.
مبادرات شبابية واعدة
تترك المبادرات والمشاريع الشبابية في اليمن أثرًا إيجابيًا لتعزيز قطاع الاتصالات ونظم المعلومات في البلاد، وتعمل هذه المبادرات على زيادة الوعي الرقمي وتعليم الشباب المهارات اللازمة في مجال التكنولوجيا الرقمية.
وقد قدم أعضاء “مبادرة بذرة الشبابية” دورة بعنوان (الوعي الرقمي) لعدد من الناشطات والإعلاميات في محافظة تعز. هدفت الدورة إلى رفع مستوى الوعي الرقمي، وشجعت على الحصول على المعلومات والمعارف اللازمة في مجال البرمجة وأنظمة المعلومات.
وفي الإطار ذاته، قال يحيى محمد -أحد طلاب هندسة الاتصالات ونظم المعلومات-: “نبذل -نحن الشباب- جهودًا حيويةً ومتصلةً في تعزيز أمن المعلومات في قطاع الاتصالات، ويمتلك كثيرون منا أفكارًا وخططًا لتطوير برامج حماية البيانات والمعلومات الشخصية، ويقدم ذلك في إطار توفير حلول حماية آمنة وفعالة للجمهور والشركات”.
ويضيف: “يحرص كثيرٌ من الشباب على تطوير التكنولوجيا، وتقديم أفكار جديدة تحسِّن من خدمات قطاع الاتصالات ونظم المعلومات. وهذا ما لمسناه في الجهود المبذولة والمقدمة في تطوير خدمات الاتصال والإنترنت. إضافة إلى ذلك تطبيقات الهواتف المحمولة وبرمجيات الكمبيوتر ومواقع الويب التي تلبي احتياجات المستخدمين وتحسن من تجربتهم في استخدام التكنولوجيا”. مشيرًا إلى أن الجهود والحلول الفعالة التي قدمها الشباب كانت تركز على مكافحة الهجمات الإلكترونية وحماية الأجهزة والشبكات من الاختراق والتهديدات السيبرانية.
ويوافقه الرأي فؤاد النهاري موضحًا أن وجود الشباب في عملية التدريب والتوعية حول فوائد الاتصالات الحديثة وأهمية استخدامها مهمٌ، ويحسن من عملية انتشار الاتصالات ونظم المعلومات في المجتمعات التي ما زالت تعاني من قلة الوصول إلى التكنولوجيا.
ويتابع: “يمكن للشباب أن يعملوا على دعم قطاع الاتصالات ونظم المعلومات وتطويره وتحسينه بأفكار وأنشطة حديثة تواكب التطور التكنولوجي. ومن أجل تحقيق هذه الإسهامات يجب أن يُوفر الدعم والفرص والتدريب المهني المناسب في مجالات الاتصالات ونظم المعلومات”.
تحديات وصعوبات
تواجه المشاريع الشبابية في مجال الاتصال وتكنولوجيا المعلومات عددًا من التحديات والصعوبات. وفي هذا السياق يقول يحيى محمد: “يعاني قطاع الاتصالات من تدهور في البنية التحتية؛ الأمر الذي تسبب بضعف التغطية الشبكية وانقطاعات متكررة في خدمة الاتصال، نتج عنه تأثيرٌ بالغٌ في استقرار المشاريع وقدرتها على تقديم الخدمات بفعالية. إضافة إلى ذلك، تواجه المشاريع الشبابية اليمنية الناشئة صعوبة في الوصول إلى تمويل المشاريع”.
وأضاف: “تعد قلة الخبرة والمهارات التقنية أحد التحديات التي تقف عائقًا أمام مشاريع الشباب الناشئة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات”، مؤكدًا على ضرورة العمل على معالجة هذه التحديات وتوفير الدعم اللازم والتدريب المتخصص في هذا المجال؛ لتعزيز النجاح والنمو المستدام لهذه المشاريع الواعدة”.
وفي سياق متصل، لفت فواد النهاري إلى أهمية توفير منح دراسية للشباب؛ للالتحاق بهذا القطاع الحيوي، وبرامج تعليم مستمرة؛ لتوسيع مهارات الشباب التقنية وتطويرها، ومشيرًا في حديثه إلى أهمية تعاون الجهات الرسمية والقطاع الخاص في تسهيل إجراءات تنفيذ مشاريع ناشئة في مجال الاتصالات ونظم المعلومات، وخلق بيئة مشجعةٍ للعمل، وتقديم الدعم المالي والتقني والمعنوي لهذه المشاريع والأنشطة. إضافة إلى تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية حول حماية المعلومات الشخصية والاستفادة المُثلى من تطبيقات الويب والتطبيقات الذكية المتاحة.
آراء عامة
حول آراء الشباب في مجالات الاتصالات وقدرتهم على التغيير في جودة خدماتها وتحسينها، قال بشار علي -أحد الملتحقين بقسم هندسة الاتصالات، جامعة تعز-: “لدى الشباب القدرة العالية على الابتكار والإبداع في هذا المجال إذا توفرت لهم الإمكانيات التي تساعدهم على الدفع بهذا القطاع قُدُمًا”.
ومن جانبها أوضحت حسناء عادل -أحد طالبات قسم تقنية المعلومات- أنها كانت تريد الالتحاق بقسم هندسة الاتصالات لكنَّ أحدًا لم يشجعها على ذلك تحت مبرر أنه قسم خاص بالشباب، وأغلب المتقدمين فيه من فئة من الذكور.
وتضيف: “لا بد من التوعية بأهمية إشراك النساء في هذا الجانب؛ حتى تعي المتخرجات كيفية بناء منظومة رقمية تحتضن وتنمي وتستقطب العقول والمهارات النسائية الداعمة لعملية التحول الرقمي، وزيادة استدامة فرص العمل النوعية للمرأة في وظائف الاتصالات وتقنية المعلومات”.
74.2% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن ضعف البنية التحتية من أبرز المشكلات التي تواجه قطاع الاتصالات في اليمن
صوت الأمل – يُمنى الزبيري يعد قطاع الاتصالات واحدًا من أهم القطاعات الحيوية التي تسه…