وسائل التواصل الاجتماعي أداة حديثة ومتطورة تدعم القطاع الخاص في اليمن
صوت الأمل – أحمد باجعيم
تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في دعم الشركات وزيادة حضورها عبر الإنترنت وتعزيز العلامات التجارية وبناء شبكات عملاء. وبفضل هذه المنصات الاجتماعية يتاح للقطاع الخاص والأفراد فرصة للتفاعل المباشر مع الجمهور والترويج لمنتجاتهم وخدماتهم والتفاعل مع المتابعين ومعرفة احتياجاتهم.
ويمكن للقطاع الخاص في اليمن من الاستفادة من مزايا التطور التكنولوجي واستغلاله في تحسين أعمالهم وتطويرها وتعزيز قدرتهم التنافسية؛ إذ تشهد البلاد تحديات اقتصادية كبيرة، ولذا يمكن للقطاع الخاص بتفعيل مواقع التواصل أن يحسن، ولو تدريجيًا، من مستوى الاقتصاد الوطني لليمن.
في اليمن، يعاني القطاع الخاص -كغيره من القطاعات الأخرى- تحديات مختلفة لعل أبرزها ضعف البنية التحتية لخدمة الإنترنت. وفي تقرير لموقع “سوق بسماية”، بتاريخ 2 سبتمبر 2022، حمل عنوان “ترتيب الدول العربية من حيث سرعة الإنترنت”، جاءت اليمن في المركز 20، وهو الأخير كأضعف دولة عربية في سرعة الخدمة تصل إلى 2.12 MB، في حين جاءت الإمارات جاءت في المركز الأول بسرعة تصل إلى 126.70 MB.
خدمات الإنترنت في اليمن رديئة جدًا مقارنة بالدول العربية الأخرى، فضلاً عن انقطاعات الخدمة المتكرر وعملية حجب المواقع والتطبيقات، كل هذا سيؤثر بطبيعة الحال على القطاع الخاص والقطاعات الأخرى اقتصاديًا.
القطاع الخاص ونشر المحتوى
قال المدير الفني لمؤسسة “آرتيست للإعلان والتسويق الإلكتروني” حمزة الحاج: “لمواقع التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة في استهداف العملاء من قبل القطاع الخاص أو القطاعات التجارية الأخرى عن طريق عرض المنتجات ومميزاتها بشكل جذاب مما يسهل على العملاء شراءها، ومن الممكن نشر المحتوى بصورة جذابة ليتمكن القطاع من خلالها إيصال الرسالة بشكل مباشر ووضع خطة سريعة وفعالة، ولها تأثير إيجابي على الجمهور أو الفئة المراد استهدافها من هذا المحتوى”.
وأردف الحاج: “إن نشر المحتوى عن المؤسسة أو الشركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة بين الجمهور أو عبر تطبيق خاص بالجهة يسهم فعليًا في نقل رسائل هذا القطاع إلى كل الفئات بشكل سريع وواضح، سواء كان منتجًا أو إعلانًا أو بيانًا أو معلومات أو الشيء المراد توصيله إلى المستهلك أو الرأي العام، ووفق الإستراتيجية التي يتخذها القطاع”.
ويتابع: “إن نشر المحتويات سهل كثيرًا للقطاع الخاص تكوين شبكة علاقات منقطعة النظير. وللقطاع التجاري يمكن نقول إن هذه المحتويات قد كونت كمًا هائلًا من المستهلكين لتلك المنتجات المعلن عنها أو زبائن”.
من جانبه أشار المهندس عمر باحفص إلى أن عملية نشر المحتوى بالنسبة للقطاع الخاص يتم بعد تحديد الفئة المستهدفة لكي يصل المحتوى بالصورة المطلوبة، بغض النظر عما إذا كان تسويقيًا أو إعلانًا وغيرها من المحتويات التي يعتمدها القطاع الخاص لإيصال هدفه للمجتمع، ومن أهم خطوات النشر في المواقع والتطبيقات، أبرزها تصميم المنتج أو الخدمة المراد تسويقها”.
مضيفًا: “من المهم في الإعلان تحديد الرقعة الجغرافية المستهدفة واستهداف الفئة بقدر الإمكان وأن تكون محددة؛ فمثلاً قد يكون المنتج للرجال أو للنساء، أو من خلال تحديد فئة عمرية معينة وتكون تكلفة الإعلان على حسب الزيادة، وكلما زادت الميزانية المالية للإعلان زادَ تفاعل الجمهور، والعكس صحيح”.
ويؤكد باحفص: “لكي ينشر القطاع الخاص محتوياته يتطلب أن يكون لديه موقع إلكتروني خاص به. ولتصميم الموقع لا بد أن يكون هناك شخصان على الأقل يعملان على هذا الموقع ونادرًا ما يكون مجهودًا شخصيًا، وفي الغالب يعتمد الموقع على شخصين يكون الشخص الأول frontend)) وهو الشخص المتخصص بتصميم الموقع وشكله الجمالي وتقسيم محتوى الصفحة الظاهر للمستخدم، ويستخدم بعض التقنيات من أهمها HTML)) التي تستخدم لبناء هيكل الموقع وتقسيم الصفحة. وأيضًا (CSS) يكون لتفاعل عناصر الموقع ويستخدم (JAVASCRIPT) ديناميكية الموقع. هذه أهم التقنيات”.
وفي ذات السياق، ذكر المدير العام لشركة “أكسس ستوديو” للإنتاج الإعلامي محمد باسلامة: “التسويق وعمليات نشر المحتويات على منصات التواصل الاجتماعي يتطلب الصبر والاستمرارية، وقد يستغرق ذلك بعض الوقت لبناء جمهور وتحقيق نتائج ملموسة، ولهذا فإن المواصلة في تجربة إستراتيجيات القطاع الخاص وتحسينها، والتفاعل بانتظام مع الجمهور سيمكن الشركات والمؤسسات من خلالها من تحقيق أفضل النتائج”.
ويتابع: “من ضمن هذه الاستراتيجيات تحديد الأهداف التسويقية الرئيسية على منصات التواصل الاجتماعي، التي قد يكون الهدف منها زيادة الوعي بالعلامة التجارية، وزيادة المبيعات، وزيادة التفاعل، وقد يكون الهدف غير ربحي وإنما توعية معلوماتية أو شهرة”.
واسترسل باسلامة في تصريحه قائلًا: “الدراسة الجيدة للجمهور المستهدف يساعد الجهة على توجيه إستراتيجيات التسويق والمحتوى بطريقة تناسبهم، بالإضافة إلى الاختيار المناسب للمنصات الاجتماعية، مثل فيسبوك وإكس وإنستجرام، لنشر المحتوى”.
ويضيف: “التنوع في نشر المحتويات، كالمقاطع المرئية والصور والمقالات والقصص واقتناص الفرص في المناسبات العالمية والدينية كالأعياد وشهر رمضان والحج، يساعد على زيادة وجود الكيان في البحث، ويجذب المزيد من الجمهور المستهدف. وهذا الأمر يتطلب مختص تسويق لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي بالطريقة الصحيحة”.
مسابقات
يرى حمزة الحاج أن للمسابقات دورًا كبيرًا في استقطاب العملاء، وهي طريقة منتشرة حاليًا في مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى تنشيط الحسابات وزيادة عدد متابعيها ولفت انتباههم نحو منتج معين أو فكرة أو محتوى، وغالبًا يتجه القطاع الخاص لعرض المسابقات على هذه الوسائل في مناسبات معينة، إما رأس السنة أو الأعياد أو الفعاليات الدولية التي لها صلة بالقطاع”.
ويتابع: “قد تكون المسابقة بمرور مدة من الزمن على افتتاح هذه الجهة المعلنة عن المسابقة، كما يعني عمل المسابقة في المواسم المحددة للشركة أو المؤسسة نقلة نوعية من حيث ارتفاع معدل التفاعل الجماهيري، وهذه الإستراتيجية التي يعمل عليها القطاع الخاص اليوم”.
ويضيف: “فكرة المسابقات هدفها الأساسي التسويق والترويج وزيادة التفاعل، وهذه المنهجية ليست وليدة اللحظة، فكلما كانت الأفكار أكثر إبداعية وتشويقية للمتابعين مع التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما في المنطقة الجغرافية المستهدفة من المسابقة، كانت النتائج إيجابية وزاد التفاعل. بالإضافة إلى ربط فكرة المسابقة بالمناسبة والحدث مثل المؤسسة التي تقيم مسابقة في اليوم العالمي للبيئة فيتطلب محاور المسابقة أن تركز على هذا الحدث وألا تخرج خارج النطاق”.
ومن جانبه أوضح باسلامة أن عملية نشر المسابقات على مواقع التواصل الاجتماعي تكون ذات مردود إيجابي على القطاع الخاص، ويمكن للشركات جذب اهتمام الجمهور وزيادة مشاركتهم وتفاعلهم، كما تعتبر المسابقات فرصة جدا ممتازة للشركات للتفاعل المباشر مع العملاء وجذب انتباههم إلى منتجاتها وخدماتها وهدفها.
مؤكداً على إمكانية إسهام المسابقات في زيادة عدد المتابعين والمشجعين للشركة على منصات التواصل الاجتماعي؛ مما يعزز الوعي بالعلامة التجارية ويعمل على زيادة الحضور الرقمي للشركة، موضحًا أن بعض مؤسسات القطاع الخاص لا يهدف إلى الربح وإنما قد يكون تنمويا أو غيرة وعملية المسابقات تسهم بتقبل المجتمع للرؤية المرجوة من الجهة.
مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن تنظيم المسابقات وتقديم جوائز مغرية للفائزين يشجع على المشاركة في المسابقات القادمة، ويزيد من الاهتمام بمنشورات ومحتويات الشركة أو الوكالة على صفحاتها المتعددة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ إن هذه المسابقات لا تقل عن الإعلانات الترويجية من ناحية الصدى بين فئات الجمهور، ويعد تفاعلها آنيًا وسريعًا، وهي من الأدوات التي تسمح للجهة بأن تلتقي بشكل مباشر مع جمهورها وزبائنها في غالب الأحيان مثل أوقات السحب على الجوائز.
آراء العملاء
يوضح باحفص أهمية أن تستفيد الجهة أو المؤسسة من تفاعل الجمهور مع عرض المنتج أو الخدمة، ويكون هذا مبرمجًا مسبقًا من قبل إدارة الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى وفق إستراتيجية المؤسسة المالكة، فتتحكم في إخفاء التعليقات أو تتيح للعميل عرض رأيه وتقييمه للمنتج أو لسلعة.
ويضيف: “يمكن للجهة أن تحلل تفاعل الفئة المستهدفة بهدف التحسين في المستقبل من خلال استخدام برامج التحليل مثل (Power BI) الذي يحول البيانات العشوائية (DATA) إلى معلومات وإحصائيات مفيدة تستطيع إدارة الجهة المالكة اتخاذ قرارات مستقبلية بناء على التحليل المسبق لآراء العملاء، وهذه ميزة جميلة تساعد الشركات في النهوض والتطور والاستدامة”.
من جانبه يؤكد الحاج أن تعليقات العملاء على منصات التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت أحد الأسباب الرئيسة في تحقيق النمو على المدى البعيد للشركات التي بدأ الكثير منها في تخصيص ميزانيات ضخمة للبحث في طرق إنشاء قنوات تواصل فعالة مع العملاء وجمع ملاحظاتهم حول الخدمات أو المنتجات المقدمة؛ بغرض الحفاظ على قاعدة زبائنها وديمومة الأرباح.
ويتابع: “قد لا يبالي المستخدمون عادة بتقديم ملاحظات واقعية، إلا أن الاحتكام إلى طرق ذكية في جمع البيانات سيؤدي إلى الوصول إلى نتائج مفيدة. وأرى تعليقات وآراء العملاء في مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت نقلة نوعية للقطاع الخاص في تلافي الأخطاء السابقة ووضع خطط إستراتيجية تمكنه من تحقيق النجاح”.
مضيفاً: “لا يوجد مبالغة إذا وُصفت وسائل التواصل بإحدى الركائز التي تبني عليها الجهات الخاصة خططَ عملها في مختلف المجالات. وتعد تعليقات العملاء أداة الرقابة على جودة الشركات والمؤسسات في وقت ضعف الرقابة الرسمية نتيجة الأزمة الحالية التي تمر بها اليمن، وكذلك تعطي هذه الآراء فكرة للقطاع الخاص بتحديد فئات العملاء ومعرفة المنتج ومميزاته ووضع خطة تسويقية شاملة”.
ويعبر باسلامة قائلًا: “أخذ آراء العملاء واستقبال مقترحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يحمي الجهة من الخطأ أو الفشل؛ لأنه غالبًا ما تكون المقترحات والآراء من أصحاب الخبرة. ويمكن للقطاع الخاص استخدام ميزة التعليقات والرسائل الخاصة واستطلاعات الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي لتحسين الخدمات أو تطوير المنتجاتـ وهذا يسمح للشركات بالاستفادة من رؤية العملاء وتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل، مما يعزز رضاهم ويعمل على تعزيز العلاقة بين الشركة والعملاء”.
مشيرًا إلى قدرة الشركات على طلب رأي العملاء حول المنتجات الحالية أو الجديدة واستقبال مقترحاتهم. ويردف بالقول: “خاصية التعليقات وتفاعل الجهة مع آراء العملاء عبر منصات التواصل الاجتماعي تعمل على وضع حلول تساعد في خلق بيئة خصبة بين القطاع والجمهور وينمي الانسجام بين الطرفين ويفتح مساحة إيجابية ويقوي العلاقة بينهما”.
ويوصي باسلامة بضرورة أن يستثمر القطاع الخاص آراء العملاء بالشكل الصحيح، وأن يستفيد من الآراء السلبية قبل الإيجابية؛ حتى يتمكن من صنع رؤية شاملة يستطيع من خلالها القطاع بناء إستراتيجية شاملة لسنوات طويلة.
تمثل مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن ضرورة حتمية في تعزيز الاقتصاد المحلي وتطوير الشركات وخلق فرص العمل وتعزيز التواصل والتفاعل بين القطاع والعملاء. وباستخدام التكنولوجيا الحديثة وإستراتيجيات التسويق الذكية والمتطورة يمكن للقطاع الخاص تحقيق نجاحات مستدامة ونهضة تنموية واقتصادية قوية تسهم في انتشال الوضع المعيشي المتدهور الذي يعاني منه جل الشعب اليمني.
98.1% من المشاركين يرون أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تمكين الشباب اليمني
صوت الأمل – يُمنى الزبيري تشغل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومي…