جهود حثيثة لمكافحة التهريب بالتزامن مع حملات توعية في مختلف المناطق
صوت الأمل – أفراح بورجي
تعد اليمن منطقة لنقل المخدرات من وإلى الدول المجاورة على امتداد العقود الماضية حسب التقارير والمقالات الموجودة على شبكة الأنترنت. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بقيت نبتة القات، التي تحتوي على مواد مخدرة ولم يثبت بالشكل الكافي أنها مادة خطرة، في متناول الجميع؛ بسبب انعدام القدرة الشرائية في المجتمع اليمني الفقير على شراء المخدرات ذات الكلفة العالية.
ويصنف الحشيش على أنه في أعلى قائمة أصناف المخدرات الأوسع شهرة في اليمن؛ لرخص ثمنه وزراعته في عدة مناطق يمنية، وسهولة تهريبه إلى اليمن من عدة دول. وفي الدرجة الثانية تأتي بعض حبوب الهذيان، مثل الإنكستازين والهيروين والأفيون والكوكايين، بكميات متفاوتة. وهناك أنواع كثيرة من المخدرات تدخل اليمن عن طريق التهريب من دُول القرن الأفريقي وبعض البلدان العربية والأجنبية، مثل: الإمفيتامين، والفروتونين، والبارتيورات، والفاليوم. أطلق على الكثير منها تسميات أخرى لا يعلم سبب إطلاقها عليها سوى التمويه للآخرين؛ كيلا تُعرف أنها مخدرات، ومن جهة أخرى الإشادة بجودة الأصناف حسب المسمى. كما يتداول مواطنون أخبارًا عن مشروبات تباع إلى جوار بعض أسواق القات، ويضيف إليها البائع بعض الأدوية التي تصنف من المهدئات.
حسب موقع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة “فإن 375 طنًا من المخدرات يتم تهريبها سنويًا من أفغانستان، البلد المنتج، إلى جميع أنحاء العالم عبر الطرق التي تتدفق إلى البلدان المجاورة لأفغانستان وعبرها”.
قوانين مشددة
القانون اليمني صارم شأنه شأن أي قانون في العالم تجاه أي قضية قد تمس بأمن وأمان وسكينة المجتمع بشكل عام. وبحسب المادة 34 من القانون اليمني رقم (3) لعام 1993، بشأن مكافحة الاتجار والاستعمال غير المشروعين للمخدرات والمؤثرات العقلية، فإنه يجب تنفيذ عقوبة الإعدام أو السجن لمدة 25 سنة بحق “مَنْ تملك أو حاز أو أحرز أو أشترى أو باع أو سلم أو نقل أو قدم للتعاطي مادة مخدرة، وكان ذلك بقصد الاتجار فيها بأية صورة”.
في قبضة الجهات المسؤولة
هناك العديد من الجهود التي تقوم بها الجهات المسؤولة خلال السنوات الأخير، فقد نُفذت 6110 عمليات ضبط جرائم تهريب وترويج للمخدرات. وبحسب إحصائية إدارة مكافحة المخدرات بصنعاء في تقرير نشر في موقعها الرسمي “أن الأعوام (2015 و2016 و2017 م و2018) شهدت نجاحًا أمنيًا كبيرًا في مكافحة المخدرات؛ حيث ضبط رجال الأمن 53 طنًا و14 كيلوجرام من الحشيش المخدر، غالبيتها في العام 2018 من خلال ضبط 40 طنًا، و894 كيلوجرامًا و768 جراماً من الحشيش و46708 حبة مخدر و1213 أمبولًا من مادة البيثدين المخدرة”.
“وفي العام 2019، ضبطت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الوحدات الأمنية، 41 طناً، و133كجم، و516 جراماً من الحشيش المخدر و28613 حبة مخدر، و25 كيلوجرامًا من الهيروين، إضافة إلى 1607 أمبولًا من مادة البيثدين المخدرة، وثلاث حقن هيروين، و444 علبة تحتوي على مخدرات من مشتقات البنزوديازبين، و917 جرام من مادة الشبو المخدرة”.
وورد في التقرير أنه “في يونيو من العام 2020م دشنت الجهات المسؤولة حملات توعوية في عدة مناطق شملت صنعاء وذمار وإب وريمة؛ للتوعية بأضرار المخدرات، ونشرت لوحات كبيرة في الشوارع تحذر المواطنين من الاتجار بها”. و”في نهاية عام 2020م تم إقامة مؤتمر صحفي للإعلان عن إلقاء القبض على أحد أكبر تجار المخدرات في الشرق الأوسط و80% من أكبر قيادات عصابات تهريب المخدرات في اليمن”.
أما في يونيو من العام 2021، فكشفت وزارة الداخلية بصنعاء –في خبر نشر في وكالة سبأ الرسمية- عن إجمالي المضبوطات منذ العام 2015م وحتى العام 2020م، التي بلغت نحو 123 طناً و730 كيلوجرامًا من الحشيش، وأكثر من 222,000 حبة مخدرة، و292 كيلوجرامًا من الهيروين.
وبحسب ما نشر في موقع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بصنعاء أنه، وبالتعاون مع النيابة العامة وجهاز الأمن والمخابرات، تم ضبط معمل يستخدم لإعادة عجن مادة الحشيش المخدر وتغليفها وإنتاجها في أحد منازل العاصمة، وإلقاء القبض على عصابة متخصصة في ترويج المخدرات، وبحوزتها 349 كيلوجرامًا من الحشيش، منها مائتا كيلوجرامًا كانت مخفية في خزان قاطرة، تم متابعتها وضبطها، ومنها ما ضُبط في معمل التصنيع.
وقامت الجهات المسؤولة بضبط المخدرات والقبض على مهربيها والمروجين لها. وكذلك نظمت، عبر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وإدارات الشرطة وبالتعاون مع السلطة المحلية في أمانة العاصمة وبعض المحافظات، فعاليات وحملات توعوية بأضرار المخدرات وأخطارها؛ لتجنب آثارها السلبية والمدمرة على مستوى الفرد والمجتمع، حسب التقرير الذي تم نشره.
برامج التوعية وحملات مكافحة المخدرات
تعتبر المخدرات واحدة من أبرز المخاطر التي تهدد سلامة الفرد والأسرة والمجتمع، وخطرًا دائمًا يهدد الأمن القومي لمعظم دول العالم؛ إذ لم تعد البلدان تحتاج الى أسلحة تدمر بها بلدًا آخر، بل إن مجرد نشر القوى المدمرة مثل المخدرات، كفيل بذلك الأمر؛ فالمخدرات سم يفتك بالمجتمعات ويهدد أمن الدول، فضلاً عن أن عالم الإدمان مليء بالكثير من المآسي والمشكلات، الأمر الذي دفع بالعديد من البلدان إلى اتخاذ كثير من الإجراءات الرادعة بشأن تجارة المخدرات، ونشر ثقافة الوعي لدى فئات المجتمع بأخطارها ومآلاتها المأساوية، من خلال حملات وبرامج توعوية متنوعة وبوسائل شتى.
وفي سبيل تعزيز وعي المجتمع اليمني بمخاطر المخدرات، قامت الجهات المعنية في عموم محافظات الجمهورية بتنفيذ مجموعة من حملات التوعية في سبيل مواجهة ظاهرة انتشار المخدرات والإدمان عليها. وفي هذا الصدد يقول المسؤول الإعلامي لمؤسسة “ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية” الأستاذ عارف بامؤمن: “في الأول من يوليو 2022م، أطلقت المؤسسة حملة توعوية بعنوان ”المخدرات طريق النهاية“ بالتزامن مع اليوم العالمي للمخدرات، وبالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بساحل حضرموت؛ بهدف رفع الوعي بخطورة ترويج وتعاطي المخدرات، مستهدفةً فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (15- 40) عاماً. تمثلت الحملة التي نفذتها المؤسسة في جانبين من التوعية: ميدانيًا، بعمل حملة توعوية في المنتزهات والأماكن العامة، وإعلاميًا من خلال نشر محتوى توعوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة رسائل توعوية من قبل فنانين وإعلاميين وناشطين، ونشر مقاطع فيديو لمؤثرين وصانعي محتوى، بالإضافة إلى فلاشات إذاعية عبر أربع إذاعات محلية، واستضافة أحد مختصي البحث الجنائي في حلقة إذاعية، وعمل معرض للصور التوعوية بخطر المخدرات في بلادنا”.
فيما دشنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات حملة توعوية لمكافحة انتشار المخدرات في بعض المحافظات الشمالية، حيث أكد القائمون على الحملة على ضرورة الوقوف صفًا واحدًا ضد المواد المخدرة وضد من ينشرها أو يروج لها أو يتعاطاها، باعتبارها القاتل الصامت لمختلف فئات المجتمع.
استهدفت الحملة مجموعة من رجال الأمن في المحافظات وتعريفهم بالإجراءات القانونية الصحيحة في كيفية ضبط المخدرات والإجراءات الأولية في قضايا المخدرات، وعن أساليب المهربين في إخفائها وكل ما يتعلق بمكافحتها، بالإضافة إلى توزيع الدليل الاجرائي الخاص بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات والملصقات التوعوية والإرشادية على رجال الأمن في قوات النجدة والنقاط الأمنية.
ونفذت الحملة مجموعة من الفعاليات والأنشطة التوعوية عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع، وكذلك من خلال نشر ملصقات وبرشورات ولوحات جدارية بهدف نشر ثقافة الوعي بمخاطر المخدرات والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة حولها.
من جهتها، نفذت “مؤسسة الوضاح للحوار والتنمية” بالتعاون مع “مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان” وبتمويل من “مؤسسة رنين” حملة توعوية حول مخاطر انتشار المخدرات في العاصمة المؤقتة عدن. وتضمنت الحملة توزيع لافتات وملصقات توعوية في مناطق التجمعات أو بإلصاقها على السيارات؛ بهدف توعية الشباب عن أضرار المخدرات وما تسببه من مخاطر في المجتمع، ومناشدة الشباب بعدم تعاطي المخدرات التي تدمر حياتهم ومستقبلهم، ودعوة المجتمع والأسرة وكذا خطباء المساجد بتوعية الشباب من هذا الوباء الخطير الذي يفتك بهم نتيجة انتشار المخدرات. كذلك عُقد، في وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة بصنعاء، في الثالث من أغسطس الماضي، ورشة توعوية للخطباء والمرشدين. هدفت الورشة إلى توحيد الجهود؛ لتوعية المجتمع ومكافحة جرائم المخدرات التي يراد بها إفساد المجتمع، وذلك في إطار برنامج تعزيز التوعوية بأمانة العاصمة والمحافظات الذي تنفذه إدارة الخطباء والمرشدين بالوزارة وإدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية.
71.3% يرون أن ظاهرة تعاطي المخدرات سببٌ رئيس في ارتفاع معدل الجريمة، لا سيما في البلدان التي تعاني من الصراعات
صوت الأمل – يُمنى احمد تعد المخدرات ظاهرة اجتماعية خطيرة وغير صحية، وصارت تنتشر في المجتمع…