‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الفساد في اليمن الاستغلال السيئ للطبيعة اليمنية فساد ينذر بكارثة بيئية

الاستغلال السيئ للطبيعة اليمنية فساد ينذر بكارثة بيئية

صوت الأمل – هبه محمد

تعاني اليمن من فساد بيئي لسنوات عديدة، فقد شهدت البيئة تدهورًا ملحوظًا؛ نتيجة أسباب كثيرة أثرت بشكل كبير على معدل ارتفاع التلوث البيئي.

وقد أكدت المؤشرات أنَّ التلوث البيئي في اليمن نسبته عالية ومخيفة؛ مُرجعة أسباب التلوث إلى الاستغلال السيئ للبيئة، استخدام تقنيات قديمة جدًا في الصناعة، الصراع؛ ويتسبب كل ذلك في أضرار صحية على المواطن وفساد في البيئة.

الفساد البيئي

أحمد المطري (رئيس جمعية البيئة -محافظة إب) أوضح لـ “صوت الأمل” أنَّ الفساد البيئي: هو كل تصرف ضار ومخالف للمصلحة العامة، يترتب عليه إخراج مكونات البيئة عن إمكانية الانتفاع بها كلًا أو جزءًا.

من جانبه أفاد راكان محمد (مواطن) أنَّ الفساد البيئي في اليمن يزداد حجمه مع مرور السنوات، وسيسبب مستقبلًا كارثة بيئية إذا لم تتدخل الجهات المختصة لوضع حلول جذرية للمشكلة.

ويستشهد راكان بمنطقة السحول (إحدى عزل مديرية المخادر في محافظة إب) أنَّه بسبب مقلب المخلفات الكائن في الخط الدائري الذي جرف معه الحجر والبشر؛ جُرِفت العديد من الأراضي الزراعية.

مضيفًا أنَّ هناك العديد من الشركات والمصانع التي تأتي أسبوعيًا إلى هذا المكان بالتحديد -مقلب المخلفات- التابع لوزارة الأشغال، وترمي بجانب بيوت السكان الأدوية والمواد الغذائية المنتهية؛ مما يسبب كارثة بيئية وبشرية إلى جانب كارثة مقلب المخلفات.

وبحسب دراسة نشرها موقع “حلم أخضر” بعنوان “اليمن، تقييم طارئ لحالة النفايات”، في أغسطس  2015م، فإنَّ كمية النفايات تصل يوميًا في اليمن إلى حوالي 0.55-0.65 كيلوغرام للفرد في المناطق الحضرية، وقرابة 0.3-0.4 كيلوغرام للفرد في المناطق الريفية، ويتوقع زيادة سنوية على هذه الكمية تُقدر بـ3% على المستوى الوطني؛ نتيجة النمو السكاني، وزيادة تدفقات الهجرة الداخلية من الريف إلى الحضر.

ونقل الموقع أيضًا دراسة بيئية بعنوان “التلوث البيئي النفطي وآثاره المدمرة على البيئة في اليمن”، كانت هذه الدراسة للدكتور عبد الغني جغمان والدكتور عبد المنعم مرصاص حبتور، كشفت عن تعرض عدد من مديريات محافظة شبوة لتلوث نفطي خطير توسعت أضراره لمسافات كبيرة، وسببت أضرارًا صحية على السكان قام بإعداد الدراسة فريق متخصص من الباحثين، ونفذت الدراسة باعتمادها على البيانات وجمع العينات ونتائج الفحوصات المختبرية للمناطق المتضررة من تسرب النفط، صدرت الدراسة  بتاريخ 23 نوفمبر 2020م عن شركة “أولتارا الأوروبية”.

وقامت الدراسة بإبلاغ الجهات المختصة بحجم الفساد الناتج عن تسرب النفط من الأنبوب المتهالك في المناطق المتضررة. مؤكدة أنَّ أجزاء واسعة من الأراضي تضررت بصورة كبيرة على امتداد خط أنبوب النفط الخام وطفت برك النفط على سطح الأراضي الزراعية، وبالقرب من مصادر المياه الجوفية.

وفي ذات الدراسة المنشورة على موقع “حلم أخضر” قدم الباحثون في الدراسة حلولاً عاجلة؛ للحد من الكارثة البيئية، وهي: إيقاف أنبوب الضخ النفطي، وعمل الصيانة الكاملة للأنبوب النفطي المتهالك، إزالة التلوث الحاصل بطريقة علمية مع المعالجة البيولوجية للتلوث عن طريق التعاقد مع شركات متخصصة، ضرورة إقرار تشريع خاص بالرقابة البيئية القانونية، ووضع وتنفيذ برنامج متكامل وبأسرع وقت؛ لمعالجة المشاكل البيئية للمجتمعات السكانية المتضررة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP دشن، في شهر أغسطس العام 2016م، مبادرة لإدارة المخلفات الصلبة التي استهدفت عدداً من مديريات تعز، وعمل المشروع على تعزيز القدرة التشغيلية لصندوق النظافة عن طريق إعادة تأهيل شاحنات القمامة.

واستفاد حينها من تدخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ حوالي 1750 من أفراد الأسر، وأثر إدارة المخلفات وصل إلى 46000  شخص من المتضررين جراء الصراع.

إبراهيم الذبحاني (إعلامي) أوضح لـ “صوت الأمل” أنَّ أهم أسباب الفساد البيئي المنتشر في مدينة تعز وبكثرة هو انتشار مخلفات المجاري في أزقة وشوارع المدينة -خصوصًا بالقرب من الأماكن العامة-، وانعدام الرؤية الاستراتيجية الفعلية لتصريف مجاري الصرف الصحي في أماكن بعيدة عن المواطنين.

 وأضاف الذبحاني أنَّ مدينة تعز والكثير من محافظات اليمن تعاني من انتشار المخلفات في كل مكان، وغياب الجهات المختصة في الوضع البيئي  عن مكافحة التلوث البيئي الحاصل نتيجة الصراع والفقر.

حجم الفساد البيئي

في مدينة مأرب النفطية في عالم البيئة وملوثاتها، هناك عدد كبير من السكان يتعرضون يوميًا لأضرار التلوث النفطي الحاصل؛ نتيجة تسرب النفط في مأرب إلى عدد من المناطق السكانية، منها مدينة حريب التي تعرض عدد من أفرادها للسرطانات المختلفة.

حميد أحمد (أحد سكان مدينة حريب، يبلغ من العمر 50عامًا، يعاني من سرطان الرئة) يقول لـ “صوت الأمل”: “أسكن بالقرب من مناطق إنتاج النفط، وقد عانيت كثيراً من تسرب النفط؛ مما سبب لي ضيق في التنفس والتهابات حادة في الرئتين، واليوم اتفاجأ بإصابتي بسرطان الرئة”.

وبلغ إجمالي حالات السرطان المسجلة لدى المركز الوطني لعلاج الأورام  بمدينة عتق في شبوة1396  حالة من عام2013 م وحتى سبتمبر2020 م، وهذه الحالات ما زالت في تزايد مستمر في أعداد الإصابات بالسرطان -خاصة بين السكان المقيمين قرب مواقع النشاط النفطي-، وفقاً للدكتور علي باوهال (نائب المركز).

وسجل المركز 192 حالة إصابة جديدة بالسرطان، خلال الفترة الممتدة بين يناير وحتى سبتمبر 2020م، في حين كان العدد 117 حالة في 2018م، وسجل 114 حالة في 2019م.

 وأشار باوهال إلى أنَّ نسبة المصابين من السكان في مناطق النشاط النفطي، بلغت 36.4%، فيما وصل عدد الحالات المترددة على المركز إلى 1315 مريضًا خلال النصف الأول من عام 2020م، بمعدل 220 حالة شهريًا، وبلغت الوفيات في ذات التوقيت 27 وفاة، وأُعطي المرضى 468 جرعة كيميائية خلال الفترة ذاتها.

وأوضح المهندس مجيب اليمني (مسؤول الشؤون الفنية بالهيئة العامة للبيئة) أنَّ أهم عوامل مسببة للفساد البيئي هي خزان النفط في صافر الذي إذا حصل له تسرب؛ سيتسبب بكارثة بيئية غير مسبوقة، وإذا حدث تسرب في ناقلة صافر سيؤدي إلى بقعة نفطية يمكن أن تصل بعد أن تتسع إلى الموانئ البحرية والساحلية المجاورة.

وأكد التقرير البيئي الصادر عن الهيئة العامة للبيئة في صنعاء، 2022 م، أنَّ اليمن تعيد إطلاق الدعوة العالمية في اليوم العالمي للبيئة، وهو الخامس من يونيو2022م، بخمسة مجالات أهمها: إنهاء الصراعات المستمرة، ووقف الصراع في اليمن من قبل جميع الأطراف المتنازعة؛ بهدف وقف تدهور النظم البيئية؛ جراء ما تعرضت له نتيجة الصراعات، واستعادتها لإحياء النظم البيئية في اليمن، ولما لها من انعكاسات سلبية على تدهور النظم البيئية في اليمن وجميع أنحاء العالم. وكذلك التعاون في تطوير وتوسيع نطاق مبادرات الاستعادة في جميع أنحاء الأرض على أوسع نطاق؛ بهدف إحياء ملايين الهكتارات من النظم البيئية والمائية، وليس تدميرها كما تفعل الصراعات الآن.  

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 95% يرون أنَّ استمرار الصراع في اليمن يؤثر على انتشار الفساد

صوت الأمل – يُمنى أحمد كشفت نتائج الاستطلاع الإلكتروني الذي أجرته وحدة المعلومات واستطلاع …