نساء اليمن أقل حظًا في التعليم من الرجال
صوت الأمل – أحمد عُمر
فاقمت الصراعات المستمرة-منذ أكثر من ثمان سنوات- في إنهاك قطاع التعليم، في الوقت الذي يحتاج فيه اليمن لكل شبابه(علماً ووعياً وقدرة)؛ لإحداث تغيير إيجابي يدفعهم نحو الاستقرار والسلام؛ إذ تراجع قطاع التربية والتعليم في اليمن خلال السنوات الماضية؛ نتيجة الأزمتين السياسية والاقتصادية اللّتين ساهمتا في حرمان العديد من الطلاب من حقهم المشروع في التعليم.
تعد فئة الفتيات أكثر تضررًا، فقد بينت إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، لعام 2017م، أنَّ نسبة الإناث في المرحلة الأساسية بلغت 42%، مقابل 16% في المرحلة الثانوية.
كما تقدّر نسبة الفتيات في المرحلة الجامعية بـ7.5%، مقابل 18% من الذكور، وتكشف هذه الأرقام تسيّب الفتيات من المدرسة خلال مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي.
إضافة إلى ذلك، ذكر موقع “الإنسانية الجديدة” The New Humanitarian))، في 6 يونيو 2016م، أنَّ تعليم الفتيات يعد موضوعًا حساسًا في اليمن؛ نتيجة تداخل العديد من العوامل، أهمها العوامل الثقافية التي تسببت في عدم المساواة بين الرجل والمرأة، ونسبة الفقر التي أدت إلى تقليص نسبة حظ الفتيات من التعليم.
وأشار تقرير إلى أنَّ نسبة الإناث المتعلمات في المناطق الحضرية 59.9% مقابل 24% في القرى بحسب الوثيقة الوطنية لتشجيع تعليم الفتيات لعام 2005م.
وأفاد موقع “الانسانية الجديدة” أنَّ اليمن هي صاحبة النسبة الأدنى في التحاق الإناث بالمدارس بين الدول العربية؛ حيث إنَّ أعداد الفتيات في المدارس الأساسية لا تتعدى 58% من عدد الذكور المسجلين بالمدارس، في حين تتدنى هذه النسبة في التعليم الثانوي لتصل إلى 35.3%، نقلاً عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
التعليم بعد اندلاع الصراع في اليمن
ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في حسابها على منصة تويتر، في 11 أكتوبر عام 2021م، أنَّ عدم الاستقرار والنزوح الناتج عن الصراع في اليمن أدى إلى مفاقمة عجز الفتيات على مواصلة تعليمهن.
وقالت إشراق المقطري (المتحدثة باسم اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان): “من الواضح أنَّ غالبية الفتيات في مخيمات النزوح قد توقفن عن الذهاب إلى المدرسة بسبب الظروف الصعبة”.
مضيفة، في تصريح لها تداولته وسائل إعلام دولية، أنَّ مسألة تعليم الفتيات لم تحصل إلا على اهتمام بسيط من السلطات والمنظمات الإنسانية، وأكدت: “زرت ثلاث مخيمات للنزوح في مأرب، وتبين لي أنَّ العديد من الفتيات النازحات قد توقفن عن مواصلة الدراسة؛ لأنَّ السلطات المعنية بشؤون النازحين لم توفر مستلزمات التعليم”، مردفة أنَّه عوضًا عن الذهاب إلى المدرسة تقضي الفتيات وقتهن في مساعدة عائلاتهن في الحصول على متطلبات المعيشة.
وذكرت “مؤسسة زدني للتعليم” في تقرير لها نشرته في السادس من سبتمبر 2021م، وهي مؤسسة تهدف إلى تطوير تجربة التعلم لرأس المال البشري في المنطقة، أنَّ عدد الفتيات خارج الصرح التعليمي يتجاوز المليون فتاة، وهو ما نسبته 32.06% في المرحلة العمرية التي تمثل مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، كما يصل نسبة الذكور في مرحلة التعليم الأساسي إلى 55.3%، وبالنسبة لمرحلة التعليم الثانوي تصل نسبة الذكور إلى 59.6%، وهذا يدل على زيادة نسبة تسرب الإناث في المرحلة الثانوية.
وفقاً لما ذكرته منظمة اليونيسف للأمومة والطفولة، في 15 نوفمبر 2021م، يوجد في اليمن أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة في الوقت الراهن، والغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال هن من الفتيات، ونوهت إلى أنَّ التعليم الأساسي لا يزال غير متاح لكثير من الفتيات، لا سيما اللواتي يعشن في المناطق الريفية النائية.
مديريات وادي حضرموت أنموذجًا
تشير إحصائيات أعدتها “دائرة تعليم الفتاة بمكتب وزارة التربية والتعليم بوادي حضرموت” -في العام الدراسي 2021م- حصلت “صوت الأمل” على نسخه منها، إلى أنَّ عدد الفتيات الملتحقات بالتعليم بلغ 53,338 طالبة بين الأساسي والثانوي، بيمنا بلغ عدد المعلمات بين متعاقدة وثابتة في مديريات الوادي في المرحلة الثانوية 137 معلمة متعاقدة بينما 77 معلمة ثابتة، وفي المرحلة الأساسية 1033 معلمة متعاقدة و486 معلمة ثابتة.
على غرار ذلك، أشارت الأستاذة أمل باقرين (مديرة دائرة تعليم الفتاة بمكتب وزارة التربية والتعليم بوادي حضرموت) لـ “صوت الأمل” إلى أنَّ نسبة التعليم مؤخرًا في ارتفاع من خلال إحصائيات في مديريات وادي وصحراء حضرموت، ويعود ذلك -من وجهة نظرها- إلى زيادة الوعي المجتمعي الملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية بأهمية التعليم والتقدم التكنولوجي.
وعن أبرز التحديات التي تواجه تعليم الفتاة خلال سنوات الصراع في اليمن، قالت باقرين: “تكمن المعوقات في الجانب الاقتصادي، وغلاء المعيشة الذي جعل الأسرة غير قادرة على دفع مصاريف واحتياجات التعليم، خصوصًا الأسر ذات الدخل المتدني”. مؤكدة أنَّ النظرة الدونية لتعليم الفتاة والمجتمع الذكوري والزواج المبكر شكل عائقًا كبيرًا، وفي السنوات الماضية بدأت هذه الأمور تتلاشى بشكل ملموس حسب رأيها.
وذكرت باقرين أنَّ إدارة الفتاة بمكتب دائرة تعليم الفتاة بالوزاة، تعمل جاهدة على التوعية بأهمية تعليم الفتاة، وأيضًا على دفع النساء للالتحاق بفصول محو الأمية مدة ثلاث سنوات، كما أشارت إلى أنَّ فصل بعض مدارس البنات عن الأولاد “الاختلاط” أمر يساعد على إكمال الفتيات مراحل تعليمهن. تتبدد أحلام الفتيات في صناعة مستقبلهن باليمن؛ نتيجة الصراع، مما أجبر الكثير من الفتيات على النزوح من ويلات النزاع، ومغادرة بيوتهن ومدارسهن إلى مخيمات الإيواء التي تفتقر إلى أبسط الخدمات بما فيها التعليم.
المرأة اليمنية والطهي.. قَدَرٌ منذ الولادة أم مجرد مهارة؟
صوت الأمل – حنين الوحش في مجتمع غلب عليه طابع الحكم على أساس الموروثات والعادات والتقاليد …