التعليم يخلص المرأة من العُنف ويعزز تمكينها واستقرارها المادي
صوت الأمل – أفراح أحمد
يعد التعليم أهم ركيزة من ركائز نهوض المجتمعات، فالتعليم يُشعر الفرد بالثقة والتمكين داخل المجتمع، كما يجعله عضوًا فعالًا، وللتعليم أثر في منح الفرد حرية الاختيار، واتخاذ القرار في تحديد مصيره ونمط حياته المستقبلية.
وهكذا حال المرأة المتعلمة التي خلقت لنفسها واقعًا حضاريًا باهتمامها بالتعليم، واستطاعت أن تُسهم في تعزيز حضورها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ووصلت إلى أماكن صنع القرار بل وشاركت في اتخاذ القرارات بفضل التعليم وما أحدثه من نقلة نوعية في إشراك المرأة، وتمكينها في كل مجالات الحياة.
التعليم يعزز قدرة المرأة على اتخاذ القرار
يرى ناشطون أنَّ للتعليم أثر إيجابي على المرأة، إذ تكون المرأة المتعلمة قادرة على اتخاذ القرار، نيل حقوقها، والقيام بواجباتها تجاه الفرد والمجتمع.
يقول الصحفي صلاح الجندي أنَّ أهمية تعليم المرأة تتمثل في صنع قرارتها بدون تدخلات أسرية أو مجتمعية، فالمرأة المتعلمة قادرة على صنع القرار وإبداء الرأي بدون خوف في جميع مراحل حياتها.
وأضاف الجندي: “التعليم له أثر كبير في كل مراحل حياة المرأة؛ كون المرأة المتعلمة هي التي تستطيع أن تنتزع حقوقها، وتكون على درجة من الوعي والفهم والدراية بحقوقها وواجباتها، فالتعليم يشكل نافذة وبوابة واسعة لأجل الوصول إلى اتخاذ القرار سواء أكان في المنزل أم في المجتمع أم في سلطات الدولة”. مؤكدًا: “المجتمع بحاجة إلى نساء متعلمات ومثقفات؛ لأجل الوصول إلى مراحل كبيرة من صنع القرارات الصائبة”.
التعليم رادع للعنف ضد المرأة
التعليم هو أساس كل شيء؛ فالمرأة غير المتعلمة أكثر عرضة للعنف منذ ما قبل الصراع وحتى الآن. داليا محمد (ترعى مبادرات مجتمعية خاصة بالنساء) تتحدث لـ”صوت الأمل” بهذا الخصوص قائلة: “خلال الصراع زادت نسبة الأمية واتسعت رقعتها حتى أنَّ مراكز محو الأمية أُغلقت؛ بسبب الحصار وغيره؛ الأمر الذي فاقم الأمية بين الفتيات، والمرأة غير المتعلمة تجهل حقوقها أساسًا، ومن تلك الحقوق: حقها في الصحة الإنجابية؛ إذ نلاحظ بعض النساء غير المتعلمات يكون الإنجاب لديهن كثيراً ومتتابعاً فهن يتحملن أعباء الحمل في فترات متقاربة، بعكس مثيلاتها من المتعلمات، فالمرأة المتعلمة تنجب بإرادتها كونها على دراية بصحتها الإنجابية وما سينتج عنها أخيرًا”.
وتضيف داليا: “كلما زادت مراحل تعليم المرأة ودُعمت جيدًا أصبحت قادرة على إبداء رأيها، وأخذ حقوقها كاملة مثل: حقها في الإرث أو غيره”. مردفة أنَّ تعليم المرأة يجعلها ترفض كل القرارات التعسفية من قبل الأهل أو الأسرة أو المجتمع، فعدم تعليم المرأة هو الذي يجعلها تتعرض للاضطهاد في بعض الأمور الحياتية.
تعليم المرأة يؤمن استقرارها مادياً
يقول محمد الشميري (دكتور في قسم الصيدلة- جامعة العلوم التطبيقية): “التعليم يفتح مدارك ووعي الإنسان، سواء أكان رجلاً أم امرأة، وبالحديث عن المرأة تحديداً؛ فإنَّ التعليم يساعدها على الاستقلال ماديًا، ويمنحها فرصاً للعمل؛ كونها متعلمة ومدركة لجميع نواحي العمل بكل مجالاته”.
متحدثًا عن تعليم المرأة وأثره في اتخاذ قراراتها: “للحديث عن تعليم المرأة وأثره في اتخاذ قراراتها اسمحوا لي أن أنطلق من بيتي، وأبين لكم أثر التعليم على بناتي، والذي ابتدأ من تغير نظرتهن للحياة بشكل عام، ولدورهن فيها بأنهن لسن مجرد تابعات خاضعات بل فاعلات مؤثرات، وقد لاحظت هذا في اختيارهن –أولاً- التخصص الدراسي من خلال إدراكهن لأهمية العمل كونه وسيلة هامة نحو الاستقلال المادي، ويتلوه اتخاذ قرارات مصيرية أخرى تتعلق بحياتهن الخاصة من ارتباط وغيره”.
ويؤكد الشميري: “لا يقتصر الأمر على القرارات الخاصة بل يتعدى نحو آرائهن وقراراتهن في الشأن العام، مثل تكوين رأي حزبي خاص بهن، كذلك التعبير عن وضع البلاد وما تعانيه، وإبداء ملاحظات خاصة حول عملية السلام والتنمية، وحول أهمية تفعيل وتحسين الجانب الاقتصادي وتمكين النساء والمجتمع ككل، بل وصل التفكير لدرجة تكوين موقف خاص حول المساعدات الدولية الإغاثية لليمن، كل هذا لم يكن ليتبلور دون فرصة التعليم ومعرفة ماذا يحدث”.
مشيرًا إلى أنَّ تعليم الفتاة لم يعد مقتصرًا على القراءة والكتابة، بل امتد ليلامس أبعاداً وطنية، ستسهم إيجابًا في مستقبل اليمن في ظل الصراع وما بعد الهدنة.
آراء مختصين
صباح الشرعبي (إحدى النساء اللاتي شاركن في الحوار الوطني)، تقول: “التعليم ركيزة أساسية من ركائز حياة أي امرأة؛ حيث إنَّه من خلال التعليم تستطيع المرأة معرفة أمور كثيرة خاصة بحياتها”.
وتضيف الأستاذة صباح: “ومن ثمار تعليم المرأة معرفة القوانين الخاصة بها والتي تكفل لها الحق القانوني والسياسي والاجتماعي في الحياة والذي من خلاله تستطيع انتزاع أي حق من حقوقها وفق ما كفلته القوانين والاتفاقيات الدولية وما صادقت عليه الكثير من الدول”.
وبهذا الخصوص تقول الأستاذة نجاة عبد الودود (مديرة مدرسة إخوان ثابت بمديرية اللُّحية): “إنَّ الفتيات كلَّما وصلن لمرحلة تعليمية أكبر ازداد الوعي لديهن، والقدرة على اتخاذ قراراتهن بأنفسهن دون أي تدخل من أحد سواء من الأهل أو غيرهم”. مشددة بقولها: “فالمرأة المتعلمة تستطيع الرد بحكمة والفعل بعقلانية”.
وأضافت عبد الودود: “لذا لا بد من تعليم المرأة وإكسابها مهارات جديدة وإلحاقها بشتى مجالات الحياة؛ حتى تكون قادرة على اتخاذ قرارتها بنفسها”، وأردفت قائلة: “بيد أنَّ المرأة اليمنية، خاصة الريفية، محكومة بالعادات والتقاليد الاجتماعية (مستسلمة لأحكام الأعراف)، فنراها تخضع للواقع فيكون مصيرها الزواج المبكر، لدرجة أنَّ التصدي له والاعتراض عليه يكون قليلاً جدًا من قبلها”.
تراث الطهي اليمني يغزو العالم بمذاقه الفريد
صوت الأمل – هبة محمد يُعدُّ المطبخ اليمني واحدًا من المطابخ العربية الرائعة والشهيرة…