برنامج الأغذية العالمي في اليمن .. توسع ملحوظ
صوت الأمل – رجاء مكرد
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هو أحد أبرز المنظمات الإنسانية على مستوى العالم، ويعتمد في عمله على التدخلات المنقذة للأرواح في حالات الطوارئ، ويستخدم المساعدات الغذائية لبناء طريق إلى السلام والاستقرار والازدهار للأشخاص الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وتأثير تغير المناخ. كما يُعد المنظمة الإنسانية الرائدة في مجال إنقاذ الأرواح وتغيير الحياة وتوفير المساعدات الغذائية، والعمل مع المجتمعات المحلية من أجل تحسين التغذية وبناء القدرة على الصمود.
ومع التزام المجتمع الدولي بالقضاء على الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين التغذية بحلول عام 2030، لا يزال واحداً من بين كل تسعة أشخاص في العالم لا يمتلك ما يكفيه من الغذاء، الذي يأتي من مساعدات في صميم الجهود الساعية إلى كسر حلقة الجوع والفقر.
حصل برنامج الأغذية العالمي على جائزة نوبل للسلام لعام 2020 لجهوده في مكافحة الجوع، ومساهمته في تمهيد الطريق للسلام في المناطق المتضررة من النزاعات، ولعمله كقوة دافعة في الجهود المبذولة لمنع استخدام الجوع كسلاح في الصراع.
تركز جهود البرنامج على تقديم المساعدات الطارئة، والإغاثة والتأهيل، والمعونة الإنمائية والعمليات الخاصة، وتجري ثلث أعماله في البلدان المتضررة من النزاعات حيث يكون الناس على الأرجح أكثر عرضة لنقص التغذية بثلاثة أضعاف مقارنة بمن يعيشون في بلدان خالية من النزاعات.
لماذا الحاجة للبرنامج؟
سبع سنوات من الصراع خلفت آلاف الضحايا من المدنيين و4.2 مليون نازح، مما كان له أثر مدمر على البنية التحتية لليمن، حيث تضررت خدمات النقل والمطارات الرئيسية بشدة، ويأتي اليمن في المرتبة 179 من أصل 189 في مؤشر التنمية البشرية 2020م.
ورغم المساعدات الإنسانية المتواصلة، توضح آخر احصائيات لـ برنامج الأغذية العالمي أن هناك أكثر من 17.4 مليون يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 19 مليون شخص بحلول ديسمبر 2022.
ووفقًا لبيانات البرنامج، تظل معدلات سوء التغذية بين النساء والأطفال في اليمن من بين أعلى المعدلات على مستوى العالم، حيث تحتاج 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضع و2.2 مليون طفل دون الخامسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، ومن بين هؤلاء الأطفال، هناك أكثر من 535 ألف طفل يكونون عرضة لخطر الوفاة إذا لم يحصلوا على علاج.
يواجه (برنامج الأغذية العالمي) تحديات الوصول والمخاطر الأمنية، إذ لا تزال القيود المفروضة على إمكانية الوصول تشكل عائقًا خطيرًا للبرنامج في العديد من المناطق، لاسيما في المناطق التي يحتدم فيها النزاع.
خط سير البرنامج 2015 – 2021م
وفقًا لـ (خدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية « الأوتشا»)، منذ عام 2015 يعد برنامج الأغذية العالمي، أكبر منظمة مستلمة لتمويلات المناحين المقدمة للاستجابة الإنسانية في اليمن.
(تقرير برنامج الأغذية العالمي الصادر في 15 نوفمبر 2021)، يؤكد أن اليمن تخطط للوصول إلى 5.1 مليون شخص معرضين لخطر المجاعة، يقدم برنامج الأغذية العالمي حاليًا إلى ما يقرب من 13 مليون شخص بالمساعدة الغذائية.
في ديسمبر 2019، أوضح تقرير برنامج الأغذية العالمي، أن عملية البرنامج في اليمن أكبر استجابة إنسانية له في العالم، وحقق توسعًا غير مسبوق للمساعدات الغذائية في اليمن، حيث زاد حجمها بنسبة 50 في المائة – من ثمانية ملايين شخص في بداية العام، إلى نحو 12 مليون شخص شهريا.
مضيفًا، بلغت قيمة تدخلات برنامج الأغذية العالمي مليار و717 مليون دولار عام 2019 وبنسبة 42 بالمائة من إجمالي تمويلات المانحين للاستجابة الإنسانية في اليمن البالغة 4 مليار و70 مليون دولار.
وبحسب التقرير، بلغت متطلبات برنامج الأغذية العالمي لتجنب المجاعة في اليمن 1.91 مليار دولار، وفي عام 2022، وتوقع أنه ستكون المتطلبات لفعل الشيء نفسه 1.98 مليار دولار مع 965 مليون دولار مطلوبة لتحديد أولويات المساعدة للسكان على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
ويخلص التقرير، إلى أن برنامج الأغذية العالمي يهدف إلى تقليل الاعتماد على المساعدات الغذائية، ودعم سبل العيش لبناء مستقبل مستدام في اليمن.
استراتيجية البرنامج لعام 2022م
يهدف برنامج الأغذية العالمي في عام 2022م، إلى تقديم المساعدة الغذائية العينية، المتمثلة بتزويد ما يقرب من 13 مليون شخص بالمساعدات الغذائية في صورة حصص عينية من الدقيق والبقول والزيت والسكر والملح، أو قسائم شرائية أو مساعدات نقدية لشراء نفس الكمية من الغذاء، وفقًا لـ البيانات الصحفية الصادرة عن البرنامج.
أضف إلى ذلك، المساعدة النقدية التي من خلالها يتلقى الناس نقودًا تساوي قيمة السلة الغذائية المقدمة للأسر، مما يساعد على ضخ السيولة في اقتصاد البلاد حيث تمس الحاجة إليها، ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير في جنوب اليمن عن الشمال يعني أن المساعدات النقدية تختلف قيمتها وفقاً لأسعار السلع في كل منطقة.
الدعم الغذائي، استجابةً لارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد والمعتدل والشديد بين الأطفال، يقدم البرنامج دعماً تغذويًا لحوالي 3.7 مليون شخص من النساء الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الخامسة في 2022.
دعم سُبل العيش، ركز برنامج الأغذية العالمي أيضًا على مساعدة اليمن في بناء مستقبل مستدام من خلال دعم سبل كسب الرزق، في عام 2022، إذ يهدف البرنامج إلى الوصول إلى 1.5 مليون شخص بمشروعات لإعادة بناء الأصول الإنتاجية مثل الطرق والأراضي الزراعية وأنظمة الري والمدارس والمرافق الصحية بالإضافة إلى التدريب.
كما يقدم برنامج الأغذية العالمي، التغذية المدرسية وهي وجبات خفيفة مغذية يومية – إما البسكويت بالتمر أو البسكويت عالي الطاقة – إلى 2.4 مليون طفل من أطفال المدارس في 2022م، ويركز البرنامج على المناطق التي تضررت بشدة من الصراع، مما أدى إلى انخفاض مستويات الحضور المدرسي وضعف الأمن الغذائي.
الخدمات اللوجستية، تستمر خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي للمساعدة الإنسانية، والتي يديرها برنامج الأغذية العالمي، في نقل موظفي الإغاثة الإنسانية بين المراكز الخمس الرئيسية في اليمن والمنطقة، كما تقوم المجموعة اللوجستية بتيسير النقل البحري والجوي المنتظم للشحنات الإنسانية بين عدن والحديدة وصنعاء وجيبوتي.
استطلاع : 56 % عمل المنظمات الدولية في اليمن حاليًا غير مؤثر
صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر مارس 2022 م حول …