‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة القطاع الخاص في اليمن رغم كل المعوقات، ساهمت الأوضاع الراهنة في إيجاد مشاريع استثمارية

رغم كل المعوقات، ساهمت الأوضاع الراهنة في إيجاد مشاريع استثمارية

صوت الأمل – فاطمة رشاد

فرص تجارية خلقها الصراع

تمتلك اليمن مقومات لجلب الفرص التجارية رغم ما يحصل فيها من صراعات فهي ما تزال معطاء بمواردها الاقتصادية والاستثمارية المتاحة فيها وهناك من استغل تلك المقومات التي هيأت إلى فتح مشاريع، فمن أبرز تلك المشاريع التي خلقها الصراع هي انتشار المولات التجارية والكافيهات، إلى جانب بعض المشاريع التي تعد بالنسبة للبعض مشاريع كمالية هدفها الأول الربح.

البيئة المشجعة للاستثمار في اليمن

حاولت الجهات الرسمية خلال العقود الماضية إيجاد البيئة القانونية الملائمة والمشجعة للاستثمار، فقد تم إصدار القوانين التي تمنح المستثمرين الحوافز والتسهيلات ومنها قانون الاستثمار رقم (22) لعام 2002 البديل للقانون رقم (22) لعام 1991 وتعديلاته وهو الذي ينظم ويشجع الاستثمارات ويمنح التسهيلات والحوافز للمستثمرين في جميع المجالات وهو ما هيأ للقطاع الخاص فرصته للاستثمار في عدة مجالات.

تحديات تواجه القطاع الخاص

استعرضت وزارة التخطيط والتعاون الدولي في دراسة علمية – قدمتها على شكل ورقة عمل في مؤتمر ومعرض عدن الأول الذي أقيم في أكتوبر 2020م – جانباً من التحديات التي تواجه القطاع الخاص، جاء فيها :” نزوح رأس المال الداخلي إلى الخارج بحثاً عن بيئة آمنة للاستثمارات رغم الجهود المبذولة في التعافي التدريجي لتحسين البنية التحتية وتدفق الموارد المالية من المانحين وتكيف القطاع الخاص مع الظروف التي نعيشها لأجل استقطاب رأس المال المهاجر من خلال تعزيز صموده وزيادة إسهامه في إعادة الأعمار والتعافي واستنهاض الدور الحيوي الذي يقوم به القطاع الخاص في عدة مجالات وجذب شراكة من قبل المانحين وإعداد خطة لمشاريع تنموية”.

فرص استثمارية جديدة

يقول رجل الأعمال حسين الذيباني: “هناك فرص جيدة خلقها الصراع من خلال إنشاء المولات التجارية في الوقت الراهن لأنّها مشاريع ربحية بالنسبة لأي رجل أعمال يبحث عن توظيف رأس ماله في وطنه”.

ويستعرض الذيباني أبرز المعوقات التي واجهته في بعض استثماراته وهي عدم استقرار سعر صرف العملة وهو ما جعل الكثير من رؤوس الأموال تهاجر إلى الخارج لكي تتجنب المخاطرة والخسارة، ولكن هناك فرصًا أخرى جعلت الأموال تعود وهي قانون الاستثمار الذي قدم تسهيلات للاستثمار في ظل هذه الأوضاع المضطربة.

رئيس الغرفة التجارية في محافظة عدن أبو بكر باعبيد قال لـ”صوت الأمل” عن الفرص التجارية التي خلقها الصراع وكيف تسعى الغرفة التجارية إلى تذليل الصعاب لعمل بنية تحتية للاستثمار يقول :” رغم الظروف التي تعيشها اليمن إلا أنَّنا نحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تتطلب منا معالجات لخلق بيئة استثمارية جيدة تجذب المستثمرين مرة أخرى وقد سعينا في الغرفة التجارية إلى العمل قدر المستطاع لمعالجة الصعوبات التي تواجهها وهي مشكلة الأمن وكذلك الكهرباء إلى جانب بعض الخدمات وهذا الأمر الذي يجعلنا نحاول أن نعمل على عودة المشاريع الاستثمارية التي كانت متواجدة وكذلك نخلق فرصاً أخرى “.

في يوليو عام 2018 م اجتمع 22خبيراً من خبراء اليمن الرائدين في علم الاقتصاد الاجتماعي في عمان -الأردن في الملتقى الثالث لرواد التنمية وقد ناقشوا كيفية خلق فرص تجارية في اليمن وتطوير الخيارات المحتملة لمكافحة مستويات البطالة المتزايدة والصعوبات الاقتصادية وكانت حصيلة هذا الملتقى توصيات بالاهتمام والاستثمار في القطاعات التي أٌهملت كالزراعة وصيد الأسماك والغاز والنفط، وهي المجالات التي تتوفر فيها فرص الاستثمار في الوقت الحالي.

يقول أحمد فيصل – باحث مهتم بالشؤون الاقتصادية – أنَّ من أبرز الفرص التجارية التي خلقها الصراع في اليمن فرصة الاستفادة من الطاقة المتجددة، حيث تم فتح سوق رائج للمتاجرة وأتيحت الفرصة لظهور مجال تجاري جديد يتركز في  استيراد كمية كبيرة من ألواح الطاقة الشمسية التي اتجه إلى اقتنائها أغلب اليمنين، وهنا برزت لنا مشاريع الكهرباء التجارية التي عمت أغلب المحافظات التي تعاني من انقطاع الكهرباء جراء الصراع.

ويواصل أحمد قائلاً: “هناك فرص تجارية هدفها الربح بالمقام الأول دون الاستثمار في مجالات التنمية التي ظهرت في الآونة الأخيرة من خلال إنشاء الكافيهات والمولات وهي مشاريع دخيلة على اليمن هدفها الربح دون إيجاد استثمارات في الجانب الذي يخفف من البطالة المنتشرة بين أوساط الشباب فنحن نحتاج في الوقت الحالي إلى مشاريع تساعد في نهوض البلد لمواجهة المعاناة المتفاقمة فيه”.

متطلعاً إلى يمن أفضل عبر استثمارات شبابية بسيطة يقول أحمد فيصل: “هناك مشاريع صغيرة أوجدها الشباب في ظل هذه الظروف وأغلبها تدار من المنازل عبر شركات العائلة وهناك من استطاع أن يكبر في مشروعه كما قام أحد الشباب في محافظة عدن بفتح معمل أو لنقل مصنع مصغر لصناعة الحقائب الجلدية التي نجدها اليوم منتشرة في أسواق عدن وهناك من اتجه إلى الشراكة مع زوجته كما نرى في كثير من المشاريع الصغيرة التي بدأت بالظهور لأنّها لا تتضرر كما تتضرر المشاريع الكبيرة “.

هيئة الاستثمار

وكما قال لصوت الأمل نزيه الشعبي رئيس هيئة الاستثمار في محافظة لحج عن الفرص التي تحاول الهيئة تقديمها لمساعدة رجال الأعمال للاستثمار فيها: “نحن نسعى في الهيئة العامة للاستثمار في محافظة لحج لجذب رجال الأعمال للنظر إلى الفرص التي بالإمكان الاستثمار فيها وتذليل كل صعوبة تقف حجر عثرة، وقد بدأنا في عمل مؤتمرات وملتقيات شرحنا الفرص الاستثمارية التي لابد أن تُستغل في محافظة لحج والمحافظات الأخرى، حيث إنَّ اليمن كلها تعد فرصة استثمارية متاحة للاستفادة منها”.

دور المجالس الاقتصادية المحلية في اليمن

ذكر مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية- في ملخص بحثي صدر في تاريخ 6سبتمبر2021م- دور المجالس الاقتصادية المحلية لتحسين أداء إنتاجية الأعمال التجارية فقد تم إيضاح أهمية وجود هذه المجالس التي ستتولى استثمارات مستهدفة صغيرة النطاق في مجال البنية التحتية من صناديق التنمية مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية والبنك الدولي، وكما أشار الملخص إلى عمل هذه المجالس في وضع خطط لتحسين الإنتاجية المحلية في المناطق ذات الأولوية داخل المحافظات والمساعدة على وضع استراتيجيات لتسويق أفكارها للمانحين والقطاع الخاص من أجل تيسير تعبئة التمويل اللازم والوصول إلى المحتاجين من خلال الإنمائية المحلية وهي تشكيلات مؤقتة تستند إلى وجود مشاريع على الأرض حيث تركز المجالس الاقتصادية المحلية على خطط التنمية المستقبلية ونهج التنفيذ على مستوى المحافظات.

وكما شرح الملخص الفرص المتاحة لإنشاء هذه المجالس على أرض الواقع فقد قدم دراسة حالة من محافظة حضرموت وتعز إذا ما تم عمل المجلس الاقتصادي المحلي وشرح أهم العراقيل التي تواجه محافظة حضرموت في إنشاء المجلس الاقتصادي رغم أنّها تعد من أكثر المحافظات التي وقفت صامدة أثناء الصراع لأنّها تتمتع باستقرار نسبي وموارد اقتصادية أكبر نسبياً من المحافظات الأخرى وتتمتع الحكومة المحلية فيها بفعالية أكثر واستقلالية ذاتية حيث تحصل على حصة من عائدات صادرات النفط لهذا لم تتضرر البنية التحتية فيها فهي تمتع بدرجة معقولة من الأمن والاستقرار فقد تم إنشاء مجلس اقتصادي محلي يضم أعضاء من القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والسلطة المحلية تحفيزاً للنمو الاقتصادي من خلال الاستفادة من القطاع السمكي والاستثمار فيه.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

43% : الصراع أبرز العوائق امام عمل القطاع الخاص في اليمن

صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر لصالح صحيفة صوت الأمل، في ش…