‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة القطاع الخاص في اليمن حضور قوي لرائدات الأعمال في اليمن لرفع الاقتصاد الوطني

حضور قوي لرائدات الأعمال في اليمن لرفع الاقتصاد الوطني

صوت الأمل – فاطمة رشاد

وضع المرأة في القطاعات الخاصة وتمكينها اقتصاديا

ظهرت في الآونة الأخيرة مشاريع نسوية لها دور بارز في رفع مستوى معيشتها التي تضررت من الصراع الناجم في اليمن فكثير منهن فقدت معيلها فلجأت إلى فتح مشروع يذر عليها بالعائد المادي فشكلت هذه المشاريع حركة قوية أدى هذا إلى مساندة القطاع الخاص وتمكين المرأة اقتصاديا ودخولها إلى سوق المنافسة التجارية.

مشاريع صغيرة

“أم البنون” هكذا سمَّت مشروعها (أهداب محمود) واختارت صناعة الإكسسوارات والصدف وبدأت في مشوار ريادة الأعمال تقول أهداب:» لقد بدأت مشروعي وأنا لا أملك إلا القليل من الدخل الذي جعلني أعمل هذا المشروع ولكن من خلال إحدى المؤسسات الخاصة التي تدعم المشاريع الصغيرة  فقد حصلت على منحة مالية قدمها نادي رجال الأعمال؛  لتطوير مشروعي  وبالفعل تطور من خلال هذه المنحة المالية «.

ومن أم البنون إلى أم روان التي اتجهت إلى عمل مشروعها الخاص وهو مشروع صناعة العشار العدني والبهارات الحارة  التي تجد الطلب عليها في تزايد تقول أم روان :» كثير من النساء اتجهن إلى عمل مشروعاتهن؛ لأسباب اقتصادية في المقام الأول، وكذلك بسبب فقدان نساء كثيرات العائل أثناء الصراع فكان هذا السبب القوي الذي جعل الكثير منهن يتجه إلى ريادة الأعمال وأنا واحدة من اللذين تضرروا ولكني لم أستسلم للوضع الاقتصادي الذي نعيشه «.

منتوجات يمنية قابلة للمنافسة في السوق المحلي والخارجي

ريما حبيب من منزلها وبماكينة بسيطة تعمل على تصنيع الحقائب الجلدية والتي تعتبر تجربة جميلة تخوض فيها  تقول ريما :»جاءتني  فكرة مشروعي وهي الدخول في  مجال تصنيع حقائب جلدية بسيطة؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية والأسعار الخيالية للحقائب فكنت أحاول إيجاد جودة قوية فاشتريت جلداً من أحد محلات التنجيد. أستخدم في أعمالي جلد أمريكي B9 وماليزي منقوش z66 وكذلك التركي لأنني حريصة على اختيار جلود ذات جودة بشهادة الزبائن حسب الحجم والشكل المطلوب فأعمالي التي أقوم بها  بعضها لا تحتاج مجهوداً كبيراً وبعضها تكلف جهداً ووقتاً خاصة إذا احتاجت تبطين وخانات عديدة وجيوب».

وتوضح ريما أسعار الجلود التي تستخدمها في عمل الحقائب قائلة:» الجلد الأمريكي كان في البداية ب1500 للمتر والآن صار ب3500 والماليزي كان 1800 للمتر والآن ب4000 والتركي المنقوش ب4500 للمتر وهذا يعيق عملي ومواصلة مشروعي ولكني تلقيت دعماً من إحدى المؤسسات الخاصة قدمت لي دعماً مالياً بغية تطوير مشروعي« .

الطريق إلى الفن والإبداع

دعاء وهدى  لم يمر على مشروعها في تنسيق الحفلات إلا أشهر معدودة تحت اسم أم سمير ..رغم أنَّهن خريجات ثانوية عامة إلا أنهن استطعن أن يطورن أنفسهن لكي يخدمن مشروعهن…تقول هدى:” أنا وأختي دعاء فكرنا بهذا المشروع بعدما درسنا الكثير من المشاريع -أردنا أن نعمل عليها- لكن اكتشفنا أننا نملك رؤى وأفكار إبداعية نستطيع أن نعملها على أرض الواقع في مجال التنسيق وهذا ما قررناه “.

 تواصل هدى قائلة :»من الصعوبات التي واجهتنا أثناء عملنا هي أنَّ البعض يرى عمل المنسقات مجرد ترفيه ولكن هو في الأساس عمل فني جمالي يلبي احتياجات البعض الذين لا يوجد لديهم وقت في الإعداد للحفل لارتباطاتهم في أعمال أخرى أو انشغالاتهم لهذا جاءت فكرة التنسيق من الاحتياج، وما نعاني منه هذه الأيام هو الأسعار المتضاربة بالارتفاع  فنحن نعمل على شراء معدات العمل حسب الديكور المطلوب للمناسبات و العمل عليها وأغلب التنسيقات التي نقوم فيها هي تنسيقات حفلات الأعراس- لم نجد الدعم- ولكن المشاريع الخاصة هي ناجحة؛ لأنَّها هذه الأيام أصبحت هي الرائجة”.

مؤسسة جسور ونادي رجال الأعمال

يقول محمد البان المدير التنفيذي سابقاً في مؤسسة جسور:” لقد دعمنا رائدات المشاريع الصغيرة في محافظة عدن وقمنا بعمل شركات مع عدة مؤسسات خاصة وكذلك نادي رجال الأعمال الذي له لمساته في دعم عشرون امرأة من مالكات المشاريع الصغيرة بهدف تطوير مشاريعهن وهذا كان من خلال عمل تجربة أولى في اليمن ضمت رائدات المشاريع في تطبيق أسميناه بازار عدن حيث قمنا بمساعدة رائدات المشاريع في  التعريف بمشروعهن وماذا يقدمن من خدمات وكيفية الوصول لهن حال الطلب من منتجاتهن”.

ويواصل البان قائلاً :”عملنا على تقديم دورات وورش تدريبية تأهيلية لرائدات الأعمال للمعرفة بأمور الريادة وطرق إنجاح مشاريعهن وكيف يواجهن الظروف الاقتصادية والمحافظة على رأس المال فيها  وكان هذا مدعوم من قبل نادي رجال الأعمال الذي دعم هذه المشاريع بمنح مالية بوصفها تجربة أولية لعشرين مشروع لكي تتوالى بعد ذلك المنح والوقوف مع صاحبات المشاريع بتدرج لكي يتم مساعدتهن ودخول ريادة الأعمال الكبيرة وليست الصغيرة «.

تقول إحدى رائدات الأعمال التي حصلت على منحة مالية من نادي رجال الأعمال:” إنَّ المنحة التي حصلت عليها استطعت أن أطور مشروعي بها وأوسَّعه حيث اشتريت معدات الطبخ  وفتحت إلى جانب مشروعي السابق مشروع آخر وهو الطباعة على الأكواب وتنسيق المناسبات وبدأت التوسع لفتح محل خاص بمنتجاتي”.

إحصائيات

كشفت إحصائية صادرة عن وزارة الصناعة والتجارة في محافظة صنعاء في عام 2019م عن تسجيل 199امراة من رائدات الأعمال حصلت على سجلات تجارية لمشاريع تجارية صغيرة ووفقاً لهذه الإحصائية فإن هذه الأرقام المقيدة للحاصلات على سجلات تجارية خلال عام 2019فيما لا تزال البعض منهن دون سجل بسبب عملهن من منازلهن دون التسجيل .

فتحية أرشد رئيسة جمعية المرأة الريفية والتي تدعم النساء في محافظة لحج قائلة :»لدي نساء في الجمعية متدربات ومدربات في الوقت نفسه و مهندسات، استطعت في الجمعية أن أثبت من خلالهن  أنَّهن قادرات على عمل المستحيل فنحن نعمل على دعم المرأة الريفية في لحج  ليس في التمكين والتأهيل فقط بل تعد شريكة فعالة في تقديم المساعدة لنساء أخريات”.

وتواصل فتحية قائلة:” لقد حصلنا على الدعم من قبل منظمة الفاو التي لم تتوقف أبداً عن دعم النساء في الجمعية خاصة وأنَّ هذه الجمعية تضم مهندسات زراعيات مؤهلات تأهيلاً مكثفاً «.

وتوكد فتحية على أنَّ المرأة في الآونة الأخيرة استطاعت أن تكون شريكة فعالة في التنمية الاقتصادية وكما هو معروف فإن المرأة اللحجية  امرأة صانعة الإبداعات هكذا يقال في لحج عنها حد قولها .

وشرحت لصوت الأمل عن المصنع الذي تم إنشاؤه لدعم المرأة الريفية من قبل الجمعية فقد تم افتتاح معمل مصغر لجني وتجفيف أوراق أشجار الحناء وطحنه وتوزيعه في الأسواق المحلية وكما أكدت فتحية على أن هذا المصنع يدار بكادر نسوي باستطاعتهن تجهيز كميات كبيرة وتصديرها إلى الخارج، لأنَّ الهدف الأول من الجمعية هو مساعدة المرأة وتسويق منتجاتها في الأسواق المحلية والخارجية إذا أمكن .

وأوضحت فتحية أهمية الوقوف مع رائدات الأعمال من خلال دعمهن من قبل رجال الأعمال الذين لهم لمسة واضحة في الآونة الأخيرة فقد فُتحت بنوك لتمويل المشاريع الصغيرة التي أصبحت أغلب البيوت اليمنية معتمدة عليها بسبب الأوضاع المعيشية التي تعيشها اليمن من تدهور الاقتصاد الوطني والذي لم تصمد فيه المشاريع الاستثمارية الكبرى ولكن المشاريع الصغيرة هي أقل تأثراً؛ بسبب أنَّها مشاريع صفرية قابلة إلى مواكبة التقلبات الاقتصادية.

ومن جانبها قالت إحدى المهندسات من عضوات الجمعية وتدعى أم محمد قائلة:» تلقينا دعماً من قبل المنظمات وكذلك بعض المؤسسات الخاصة التي تعمل على دعم رائدات الأعمال وإلى كوننا مدربات كذلك نحن نملك مشاريع خاصة بنا (نحن عضوات الجمعية) فينا من تخيط الجلابيات و هناك من ترسم عليها وهناك كذلك من تصمم هذه الجلابيات ولدينا مشروع  بدأنا فيه بدعم من جهات حكومية وخاصة، هو معمل  لتصنيع الألبان والجبنة والزبادي وقد عملنا دورات مكثفة لعضوات الجمعية  لهذا المشروع الذي أعده مشروعاً يحتاج إلى دعم كبير وأن يحظى باهتمام من القائمين  أكثر ومتابعة منتجاتنا بشكل جيد”.

وفي هذا الموضوع تقول صاحبة مركز كاريزما لتدريب الإعلامي  سارة الجبوري :”ريادة الأعمال و تبني المشاريع، هي من أهم الخطوات للنهوض بأي مجتمع؛ لكي يمتلك اقتصاداً قوياً يستطيع من خلاله تحسين الوضع المعيشي و المادي للأفراد و يقلل من نسب البطالة ومعدلات الفقر التي تضعف البلد كلما تزايدت بسبب الظروف الراهنة».

وقدمت نصيحة لرائدات الأعمال وهي الاهتمام بتطوير مشاريعهن؛ لكي تكون منافساً قوياً للمنتجات الخارجية المستوردة

دور البنوك الخاصة في تمويل المشاريع الصغيرة

أقدمت الكثير من البنوك على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج إلى الدعم والإقراض الحسن، وكثير من صاحبات المشاريع الصغيرة يفضلن بنك الأمل لما له من امتيازات في إعطاء تلك القروض إلى جانب أنَّ البنك منذ سنوات تحصَّل على برنامج مدعوم من إحدى المنظمات  الخاصة والمانحين؛ لإعطاء أصحاب المشاريع منحاً مالية، انتهى هذا المشروع العام الماضي.

سعاد محمد تعمل في المؤسسة الوطنية لتمويل المشاريع الصغيرة تهتم  قالت لصوت الأمل :»نحن نحرص على دعم المرأة عندما تأتي لتقديم طلب تمويلي لمشروعها نعمل على التخفيف من الشروط  التي قد لا تكون مطابقة المطلوب وفق أسس لا تتعارض مع حقها في الحصول على التمويل؛ لأن الكثير من مالكات المشاريع يواجهن مشاكل كثيرة أهمها استخراج البطائق الإلكترونية، نجد هذه المشكلة منتشرة عند التقديم لهذا نحن نحاول التخفيف من هذه المشكلة إلى أن يتم استخراجها  لهذا حرصنا الأول قبل أن تُمنح المرأة التمويل أن نسهَّل عليها؛ كي يتم مساعدتها في تحسين مستوى معيشتها».

تمكين المرأة اقتصاديا

حرصت الأمم المتحدة على تمكين المرأة اقتصادياً ودخولها إلى سوق المنافسة التجارية ودعم المشاريع الصغيرة أي أنَّ هذه إحدى الركائز الأساسية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث يعد توسيع الفرص الاقتصادية أمام المرأة أمراً مهماً لأنَّه عامل حاسم في تمكينها و يجري تنفيذ جهود هيئة الأمم المتحدة للمرأة بشأن التمكين الاقتصادي في سياق حقوق المرأة والعمل، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة الشاملة التي تشمل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام .

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

43% : الصراع أبرز العوائق امام عمل القطاع الخاص في اليمن

صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر لصالح صحيفة صوت الأمل، في ش…