المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص تركز على تقـــديم بعض منـح الرعايـة الاجتماعيــة
صوت الأمل – ياسمين عبد الحفيظ
الــــدور الاجتماعــي للقطــاع الخاص
يعيش اليمنيين اسوء أزمة انسانية شهدها العالم، بفعل الصراع المستمر للعام السابع، إذ فاقم من توسع رقعة الكثير من المشكلات التي تعاني منها البلاد منذ زمن اغلبها الفقر والبطالة وتردي الخدمات، الأزمة الحالية التي تمر بها البلد زادت من تأزم الوضع المادي لدى المواطن، حيث بات حصوله على لقمة العيش أمرا صعبا ومكلفة،
الكثير من التجار ورجال الأعمال من الوطنيين داخل البلاد وخارجها يبذلون جهودا كبيرة في مساعدة المواطنين الذين يعيشون اسوء الظروف المعيشية التي فرضها الواقع المر الذي تعيشه البلاد جراء الصراع الذي ولد الكثير من الويلات التي أثقلت كاهل اليمنيين في عموم مناطق البلاد والذين هم بأمس الحاجة للمساعدة وتقديم العون، من خلال الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمبادرات، والتي تتوزع انشطتها بين توزيع الاضاحي والمواد الغذائية وتقديم المساعدات النقدية و الصحية وحقائب مدرسية، وأخرى تهتم بصيانة المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم وتأهيل الشباب. وبين من تهتم بتعليم النساء بعض المهن والحرف ليستطعن بعد ذلك الاعتماد على انفسهن في ادارة حياتهن عن طريق مختلف النشاطات بحسب السن والمستوى التعليمي.
وبين من تدعم المستشفيات العامة التي تعمل في الجانب الإنساني التي تتلقى دعما ضعيفا من الجهات حيث تقوم المؤسسات الخيرية بالبحت عن جمعيات خيرية أو منظمات انسانية لتوفير اطباء متطوعين لتدريب الكادر المحلي وتوفير الأدوية اللازمة الى جانب المؤسسات الخيرية التي يتمحور نشاطها في كفالة الأيتام وتدريبهم على المهارات المختلفة والارتقاء بهم سلوكياً ومعرفياً ومهارياً من خلال جملة من الأنشطة المتعددة. بالإضافة إلى مساهمة بعض الجمعيات الخيرية التي تعمل في الجانب التنموي والذي من خلالها انطلقت الكثير من المشاريع التنموية اغلبها شق الطرقات وبناء خزانات المياه وغيره…
حراك خيري للقطاع الخاص في اليمن
مع تأزم الوضع الاقتصادي والمعيشي لدا الكثير من الأسر اليمنية، وارتفاع نسبة الفقر في البلاد جراء الصراع الذي ساهم بدوره في ارتفاع أسعار المواد وقلة فرص العمل وتوقف الرواتب بعد عجز المؤسسات الحكومية التحكم في ميزانيتها جراء عدم رفدها بالدعم من قبل الدولة لانشغالها في ميدان القتال، ساهم القطاع الخاص بشكل كبير في تنفيذ العديد من المنشآت الخيرية بهدف التخفيف من معاناة المواطنين في ظروف استثنائية تعيشها البلاد سواء من في الجانب الاغاثي أو الخدمي.
فهناك العديد من المؤسسات الخيرية التابعة للقطاع الخاص التي برزت نشاطاتها في كثير من المدن اليمنية وقد تتبع التجار أو رجال الأعمال أهمها الجمعية الخيرية لمجموعة هائل سعيد والتي تعد إحدى أهم الجمعيات الخيرية افي اليمن التي يتسع نشاطها الخيري في مجالات عدة اهمها توزيع السلل الغذائية في عدة مناطق يمنية، وتتبع هذه الجمعية التاجر هائل سعيد أنعم أحد رجال الخير اليمنيين الذي تندرج تحت اسمه الكثير من المساهمات في المجال الخيري.
الاستاذة صباح فرحان الناشطة الحقوقية في تعز تقول أن المؤسسات والجمعيات لعبة دورا مهما في تقديم المساعدات في وقت وجب على الجميع أن يتعاون و يتكاتف في التخفيف من معاناة المتضررين من الصراع، تشير فرحان أنه في الوقت الراهن نعتمد اعتماد كامل على المؤسسات والجمعيات إلى جانب المنظمات في تقديم المساعدات للناس المتضررين لاسيما وأن دور الدولة مغيب في تحسين الوضع الذي يعيشه المواطن. وترى ان الجمعيات الخيرية هي التي بدأت منذ بداية الصراع في مد المساعدات وإغاثة الناس المتضررين منها الجمعية الخيرية لهائل سعيد وجمعية الحكمة ومؤسسة فجر الامل وغيرها.
تضيف صباح” إذا توقفت هذه الجمعيات والمنظمات والمؤسسات من مد المساعدة للناس المتضررين فإن حالتهم سوف تسوء للأسوأ، فهناك سوء تغذية كثيرة وأمراض كثيرة وخدمات متردية وفقر ونزوح وغيرها من المشاكل، فالكثير لم يستطيعوا مساعدة أنفسهم الا عن طريق هذه المؤسسات والجمعيات التي نفذت مشاريع مختلفة في وقت يواجه المواطن تحديات كبيرة وان شاء الله يستمروا في هذا الدعم والعطاء إلى أن يستطيع المواطن الوقوف على رجليه.
وعن المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص يقول هشام السامعي الكاتب المتخصص في الشؤون الاقتصادية أن المسئولية الاجتماعية لكثير من الشركات قاصرة على تقديم بعض منح الرعاية الاجتماعية التي لا تحقق استدامة، وهي بذلك تحرق مبالغ طائلة في توزيع سلل غذائية أو مبالغ نقدية بصورة دورية . وإذا ما ربطنا مهام المسئولية الاجتماعية للشركات بالتخطيط التشاركي بين القطاع الخاص ومؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني فذلك ما سينتج عنه عملية تنموية مستدامة وضمان عدم ازدواجية التدخلات التنموية لهذه الشركات.
القطاع الثالث
يعرف القطاع الخيري بالقطاع الثالث يأتي بعد القطاعين العام والخاص؛ ويطلق عليه القطاع غير الربحي أو القطاع التطوعي أو القطاع الخيري ويمكن اعتبار أنّ هذا القطاع مسددًا ومكملًا وموجهًا للقطاعين؛ الحكومي والخاص فهو قوة إدارية مساندة للقطاع الحكومي؛ يعمل على سد ثغراته؛ ويعالج تقصيره؛ ويقوي نفوذه؛ ويكسبه قوة اقتصادية وسياسية كما يكبح جماح وجشع القطاع التجاري؛ ويهذب سلوكه، وهو يستوعب جميع أنواع الأعمال والبرامج التطوعية وينظمها ويوجهها الوجهة السديدة.
و يلعب دورا هاما في الاقتصاديات المعاصرة، أهمية الدور الذي يقوم به هذا القطاع تسلم جدلا ضرورة اهتمام الاقتصاديين والخبراء في شتى المجالات بهذا القطاع الهام. وهو ما يجعله يساهم بنشاطه في تحقيق التنمية المستدامة في إطار توفير الموارد المالية اللازمة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتدخل في مكونات القطاع الثالث المؤسسات غير الربحية: ( مدارس؛ جامعات؛ مؤسسات؛ مستشفيات؛ إعلام)، وهي تقدم خدماتها بمقابل غير ربحي أو بدون مقابل، المؤسسات الخيرية والوقفية: ولها أثر كبير في الشراكات مع القطاع الأول والثاني في جميع عمليات التنمية، مراكز الحوارات الوطنية،مراكز الحوارات الدينية والحضارية، مراكز الأبحاث والدراسات المستقلة، الجمعيات الخيرية والأهليةحيث تشهد نموًا كبيرًا في بلادنا خصوصا في السنوات الأخيرة رغم التحديات التي تواجهها في الواقع.
مؤسسات
مؤسسة الريادة التنموية وهي إحدى المؤسسات التي تعمل في محافظة تعز،تأسست في 1/9/2020م كمؤسسة يمنية أهلية غير هادفة للربح وغير حزبية تعمل في مجال التنمية من خلال بناء قدرات المجتمع وتمكينه في كافة المجالات الحياتية وتلبية حاجاته , كما تسعى المؤسسة من خلال رؤيتها ومنهجيتها المتمثلة في دعم التنمية المستدامة والتنمية المجتمعية وبناء القدرات في كافة القطاعات الى بناء مجتمع مؤسساتي متكامل .
يقول عبد العليم عبدالرب الصلوي المدير التنفيذي لمؤسسة الريادة التنموية أن الداعمين الحالين عبارة عن اعضاء مجلس الامناء وهم ميسوري الدخل وتسعى المؤسسة للتشبيك مع المنظمات المحلية والدولية لجلب دعم وتمويل مشاريع مدروسة وفق منهجية متبعة في تلك المنظمات والمؤسسات بحيث تكون غير مشروطة.
من أهم المشاريع التي نفذتها الجمعية الاسهام في مشروع طريق مزابر وهي أحد الطرق الوعرة التي كانت تشكل عائقا للسكان في أحد مناطق ريف تعز ، بناء مركز الصديق لتحفيظ القران الذي تم افتتاحه في 26/2/2022م ومشروع توزيع التمور رمضان 1442 مشروع توزيع السلة الغذائية لعدد 1100اسرة للعام 2022م في شهر رمضان 1442 ه ومشروع سقيا الماء لعدد 386 اسرة في الحبيل حوبان تعز في نفس العام إضافة إلى مشاريع الايواء لعدد 4 أسر في مديرية الصلو وتوزيع كسوة العيد ومساعدات زواج لعدد 3.
حسب المدير التنفيذي للمؤسسة إن من ضمن أهداف المؤسسة الإسهام في إكساب الشباب تنمية بعض المهارات التي يحتاجونها في تحسين مستواهم المعيشي و إيجاد شراكة حقيقية وفاعلة مع كل المؤسسات التنموية والخيرية في الداخل والخارج ، وفاعلي الخير (الغير مشروط) لتطوير المجتمع وإحداث التنمية الشاملة.
يؤكد الصلوي في حديثه «لصوت الأمل» «أن المؤسسة نفذت عدة مشاريع لكن ربما الاهم هو تبني نهج النتائج السريعة بالتنسيق مع معهد الفضاء المدني في التغلب على مشكلة صعوبة القراءة والكتابة في صفوف التعليم الاولى (1-3) في مدرسة اسماء في مديرية الصلو محافظة تعز في تحدي مئة يوم وقد كانت تجربة ناجحة وملهمة كان على اثرها تنفيذ ورشتي عمل لتوسيع نطاق التجربة.
دور الجمعيات الخيرية
أحد الناشطين في العمل الخيري فضل عدم ذكر اسمه يقول أن العمل الخيري ركيزة مهمة من ركائز بناء المجتمع وتنميته حيث أنه يهتم بجميع الناس فلا تفرقة في جنسهم أو لونهم أو شكلهم بل يهتم بمد يد العون لكل محتاج وفقير خاصة في أوقات النزاعات والكوارث الطبيعية وذلك بتقديم الطعام وتوفير الشراب والمسكن والملبس والاهتمام بالأطفال الأيتام ومساعدتهم ليكونوا فاعلين في مجتمعهم.
ويضيف أن الأعمال الخيرية تتميز في أنها تحدث تغيرا بارزا في المجتمع فهي تجمل الواقع وتقلل الفجوة والمسافة بين الغني والفقير وهذا كله ينعكس بطريقة إيجابية على نفسية الإنسان الداخلية ويخلق قدوة حسنة تقتدي بها الأجيال القادمة. مشيرا إلى أنه توجد علاقة قوية بين العمل الخيري وتنمية المجتمع ونجاحه فهو يساعد الناس على تخطي الأزمات الاقتصادية وظروف النزاعات. ويختم حديثه قائلا: “إن الله خلق الانسان وكرمه والإسلام يهدف إلى بناء مجتمع متراحم ومتعاون ونشر المحبة والتسامح والعطف بين الناس وهذا لن يكون إلا عندما يحب الجميع العمل الخيري ويحب الخير للآخرين.
المدير التنفيذي لمؤسسة الريادة التنموية عبد العليم الصلوي يعتبر الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني من اهم البنى الاجتماعية التي تساعد المجتمعات في التغلب على المشاكل والتحديات التي يواجهونها وتخفيف الآثار الناجمة عن ضعف أداء مؤسسات الدولة والقطاع الحكومي بشكل عام وعجزه عن تلبية كافة احتياجات المجتمع.
أهمية رغم التحديات
من جانبه يرى المدير التنفيذي لمؤسسة الريادة التنموية أن الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وسيلة المجتمع للتعبير عن صوته وتمكينه من ممارسة حقوقه في صنع القرار، كما انها في حالات عدم الاستقرار الافضل والاكثر قدرة على تقديم العون والاستجابة لاحتياجات المجتمع نظرا لقدرتها على الوصول الى كافة فئات المجتمع وفي مختلف المناطق بما فيها تلك المناطق البعيدة عن التركيز والاهتمام.
فيما يؤكد الناشطة في المجال الاغاثي علياء عبدالجليل أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية لها دور كبير في سد حاجات والمتطلبات الضرورية لكثير من الاسر سواء الغذائية والايوائية والصحية والتعليمية خاصه عندما اختفى دور الدولة وغابت عن توفير متطلبات العيش الأساسية لظروف الحرب القاهرة وقد استفاد بشكل مباشر من تسلم لهم سلات غذائية بشكل شهري او مبالغ رمزيه فتستطيع تلك الاسر التغلب على الوضع المعيشي نسبيا مع انعدام الرواتب وتأثير الحرب وغلاء الاسعار وكذلك شهر رمضان او الاعياد تشارك الجمعيات كلا في اطارها بإيجاد دعم لألاف الأسر.
وعن التحديات التي تواجه المؤسسات والجمعيات الخيرية يقول الصلوي أن الجمعيات الاهلية والخيرية ومنظمات المجتمع المدني تواجه العديد من الصعوبات ومنها صعوبة الحصول على بيانات نظرا لتباعد المناطق ووعورة الطرق بسبب الوضع الراهن وكذلك زيادة حجم المعاناة في المجتمعات مما يؤثر سلبيا في تحقيق وتلبية متطلبات المجتمعات
ويشير الصلوي في حديثه أن معظم الجمعيات الخيرية لا تستطيع الحصول على تمويل مشاريعها من الجهات والمنظمات الخارجية بسبب السياسات الحالية التي تعتبر الجمعيات الخيرية مصدر لتمويل تيارات اسلامية متطرفة، والشيء الاخر صعوبة الحصول على مصادر تموين ثابتة خصوصا في المنظمات والجمعيات الناشئة.
فيما ترى عليا عبدالجليل أن قلة الدعم المحدود والمتخصصين في العمل الخيري و التشبيك مع المنظمات العالمية لدعم انشطتها ومشاريعها الخيرية حيث ولديها ميزانيات ضخمه للعمل الخيري وزيادة الطلب والاحتياج وكثرة عدد المتضررين من الحرب وغياب دور الدولة في القيام بواجبها في دعم كل موظفين الدولة او ذوي الاحتياجات الخاصة وارتفاع الاسعار.
43% : الصراع أبرز العوائق امام عمل القطاع الخاص في اليمن
صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر لصالح صحيفة صوت الأمل، في ش…