فنانون يوجهون رسائل سلام إلى كل اليمنيين
صوت الأمل – أرواد الخطيب
الفن رسالة الحياة، والفنانون هم حاملو هذه الرسالة ويلعبون دورًا هامًا في تشكيل وعي المجتمع، ونشر ثقافة الحب والتسامح والتعايش، وعندما يتراجع دور الفنون ويُحال بين الفنانين وحمل هذه الرسالة تفقد المجتمعات بوصلة هامة في حياتها، يتوه معها الانتماء وتغيب القيم.
وطوال عقود، كان الفنانون اليمنيون في صدارة المشهد الثقافي ينشدون للسلام والحب والانتماء إلى تربة هذا الوطن، يعمقون مبدأ التعايش المجتمعي في كل بيت وحارة ومدينة، ولهذا يقول الفنان الكبير أيوب طارش في رسالة سلام لكل أبناء الشعب إن آخر أعماله الفنية «شعارنا إنسانية» هو عبارة عن عمل فني يحمل رسالة حب وتسامح وتعايش بين الأمم، ينبذ الصراعات والعنف والاقتتال، ويحاكي ما يعيشه وطننا اليمن -حاليًا- والكثير من الشعوب العربية في المنطقة والعالم. ومضيفًا: «أتمنى أن يجد هذا العمل طريقه إلى الجميع حتى نعيش بحب وسلام وأمان».
أما الممثل فؤاد الكهالي (أمين عام نقابة الفنانين) فيرى أن الفن هو نبض الحياة ومن خلال الدراما التي تجسد حياة المجتمعات، من الناحية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية… إلخ، وما تحمله من رسائل سهلة الوصول إلى المجتمع كونها الأقرب إلى المتلقين؛ فقد أصبح دور الدراما ينافس السياسيين ورواد الخطابة، ومن ثمَّ فإنه يفترض بالدراما أن تتبنى تلاحم الصف الوطني بمختلف توجهاته السياسية أو المذهبية، باعتبار أن الفن رسالة سامية تعمل على تعميق الحب والسلام ونبذ الشتات والفُرقة.
ويضيف: «من خلال عمل درامي يوحد الأمة لما فيه مصلحة الجميع، نستطيع أن نجعل الفُرقاء يتعانقون تحت سقف وطن يحتمي الجميع بسمائه، ذلك أن رسالة الفن أصبح لها اليوم أثرًا ملموسًا، سلبًا أو إيجابًا، ونعلم أن كثيرًا من الأعمال الدرامية السينمائية كان لها الأثر في إعادة علاقات على مستوى دول أو قطعها؛ وهذا يؤكد أن الفن لغة سلام أو لغة صراع». يتمنى الكهالي أن «من تقاتلت يومًا فسالت دماؤها، تذكرت القربى وسالت دموعها» وأن تعي ما قيل في البيت الشعري و»أن ننعم بالسلام وأن تحقن الدماء وينتهي الصراع الذي أضاع اليمن أرضًا وإنسانًا».
ويقول الكهالي أيضًا: «أتمنى أن يعيش الشعب اليمني حياة مستقرة، وألا يجوع ولا يعرى، وألا يتنفس رائحة البارود، وألا يسمع أزيز الطائرات، وأن يتنزه في أرض لا تحمل في أحشائها الألغام، وأن يتمتع بأبسط حقوقه في الحياة، وألا يظل يفكر في أسطوانة الغاز وطوابير المشتقات النفطية، وألا يكمل أولادنا دراساتهم الجامعية التي تعثرت بسبب انقطاع المرتبات، وأن يعود اليمنيون إلى رشدهم وتعاد لحمتهم، وأن يتركوا الأحقاد وأطماع السلطة والمال».
من جهته يقول الملحن والفنان عمار الشيخ إن الفن يلعب دورًا رئيسًا في نشر رسائل السلام، ولذا فقد تبنوا ذلك في أعمالهم وانتجوا العديد منها، مثل «يا عالم» مع نخبة كبيرة من الفنانين اليمنيين، كوليد الجيلاني وعمار العزكي وهاني الشيباني وأحمد سيف وآيات عمار، وأنه لحَّن عملاً وأشرف على إنتاج أوبريت «إحنا أطفال اليمن»، شارك فيه 20 طفلًا من مختلف المحافظات، وكان الأوبريت عبارة عن رسائل سلام إلى العالم تقول: «يكفي صراعًا ولندعو إلى السلام». تمنى الشيخ أن ينتهي النزاع، وتُحقن دماء اليمنيين ويعم السلام أرجاء الوطن.
ويتفق مع ذلك الممثل كمال طماح الذي جزم أن الفنان في الأصل رسول سلام ومحبة؛ لأنه يخاطب جميع العقول، ولأن الناس تحب الفن والفنانين أكثر من حبهم للسياسيين، بل ويجمع على حبهم كل أطياف المجتمع؛ لذلك فأي شيء يأتي منهم يكون مقبولًا؛ ولهذا السبب يجب على كل فنان أن يكون عند مستوى المسؤولية التي منحها الناس إياه، وحبهم له، وعليه أن ينشر ثقافة المحبة والسلام في أوساط المجتمع. لم يختلف طماح في أمنياته عمن سبقوه مؤكدًا أنه يتمنى أن يعم السلام اليمن وكل الأوطان التي تعاني من انعدام السلام. وشدد على وجوب تسخير كل الإمكانيات الفنية لنشر ثقافة المحبة والسلام بين الناس.
ويختصر الممثل بشير العزيزي (قائد فريق المسرح اليمني) تطلعاته وتطلعات زملائه بأمنية قال إنها أمنية كل يمني، وهي بسيطة جدًا وحقٌ من حقوق كل يمني «أن يتوقف الصراع، ويُترك الشعب ليعيش في أمان وسلام، وأن يجلس المتصارعين إلى طاولة الحوار، وأن يبعدوا مناكفاتهم السياسية عن الشعب الغلبان ويعود اليمنيون إلى بلادهم بعد أن غربهم وشردهم النزاع».
استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…