التشكيلية سحر اللوذعي: بالفن قدمت اليمن إلى العالم
صوت الأمل – عبد الجليل السلمي
حصدت العديد من الجوائز والشهادات والدرجات العلمية، وحظيت بتكريم وقبول مؤسسات ومنظمات وكيانات عالمية رائدة في مجال الفنون، وعبر أنشطتها ولوحاتها الفنية نقلت إلى العالم الوجه الحقيقي لليمن الأصيل المشرق والمتجذر. تؤكد الفنانة التشكيلية اليمنية سحر حسن اللوذعي أن ما حققته كان حلمًا لطالما عاشته لسنوات لإيمانها المطلق بغنى وندرة وعظمة تراث اليمن.
من باريس بدأت قصة نجاح فتاة يمنية، منذ نعومة أظافرها بدأت الطفلة باكتشاف ذاتها في الرسم، وكانت جدران غرفتها هي التي تعلق عليها تلك الرسومات.
الفنانة التشكيلية سحر تمكنت من لفت أنظار أسرتها إلى موهبتها، وهي ما تزال في مراحل الطفولة، تزامن ذلك الاهتمام الذي بدأته عائلتها مع العودة إلى صنعاء، التي كبرت فيها تلك الطموحات من خلال المشاركات المستمرة في الفعاليات الفنية بالمدرسة.
تنحدر سحر إلى عائلة فنية مليئة بالفنانين والموسيقيين ويقدرون الفن كثيراً. تقول سحر إن إحدى خالاتها -وهي فنانة تشكيلية تخرجت من كلية الفنون الجميلة بالجزائر- كانت مؤثرة في بداياتها الأولى.
الرصيد الذي تفاخر به هذه الفنانة يستحق ذلك، حيث شاركت في العديد من المعارض الفنية الجماعية داخليًا التي اُقيمت في صالة ٢٢ مايو وفي بيت الثقافة، وفي فندق سبأ، وفندق موفمبيك، وجامعة صنعاء وغيرها.
قامت بتقييم أعمال في مسابقة للفن التشكيلي على مستوى أمانة العاصمة في ٢٠١٢، واختيرت اللوذعي كممثلة للفنانات التشكيليات اليمنيات في إحدى المعارض في صالة ٢٢ مايو.
في العام ٢٠١٣م، افتتحت سحر أول معرض شخصي في بيت الثقافة بتنسيق مع البيت اليمني للموسيقى، ولمدة أسبوع، وفي العام الذي يليه تم إقامة معرض آخر في فندق سبأ برعاية منظمة اليونيسيف، وحظي المعرضان بحضور شعبي ونخبوي وقيادات في الدولة وأعضاء في السلك الدبلوماسي الأجنبي في اليمن.
لم يكن الطريق ممهدًا أمام الفنانة سحر اللوذعي حتى أوصلت فن وتراث اليمن إلى العالمية، فقد واجهتها تحديات ومعوقات، وتقول: «رغم أني طرقت عدة أبواب للجهات المختصة لإقامة معارض ومشاريع داخل البلاد وخارجها لكني لم أجد الإهتمام الكافي، كما حالت ظروف البلاد الأمنية ونقص التمويل دون إقامة معارض ومشاريع كانت جاهزة».
بعد زواجها وهجرتها إلى أمريكا في يناير 2015، وجدت الفنانة سحر اللوذعي فرصتها لتحقيق طموحها وتمسكت بها وعملت متدربة متطوعة في إحدى المعارض، وتنقلت بين المعارض والمتاحف ومقابلة الفنانين في مدينة الفن نيويورك، وتقول: «كرست وقتي وجهدي في صقل موهبتي؛ لأكون واجهه مشرفة لوطني».
شاركت سحر بأكثر من ١٥ معرضًا جماعيًا، وأقامت معرضًا فرديًا في نيويورك في 2019م، كما قامت بتنسيق معرض للفن التشكيلي اليمني في مدينة نيويورك في ديسمبر ٢٠٢١م الذي يعد أول معرض يمني من نوعه في تاريخ أمريكا، حضره العديد من الفنانين والمهتمين بالفن، جميعهم أبدوا فضولهم بالتراث اليمني ومعرفة المزيد عن اليمن.
عبرت عن سعادتها الكبيرة؛ لأن الفن الذي تقدمه يلاقي قبولًا في المعارض وإعجاب الجميع، وكونها مرآة لليمن فهي تقدمها بطريقة تليق بها وباستخدام الفن الذي يتحاور به الجميع مهما اختلفت لغاتهم وثقافاتهم وديانتهم، وبكل ثقة، قالت: «حينما يسألونني من أين أنتِ؟ أرد سريعا «من اليمن» وكلي فخر، وأبدأ بالتحدث عن اليمن بكل ما تحويه من جمال وفنون وحضارات عريقة».
لم يقتصر تقديم سحر اللوذعي لليمن باستخدام الفن في اليمن وأمريكا وحسب؛ بل امتد حضورها ومشاركاتها إلى عدة دول أخرى: تركيا، دبي، مصر، ليبيا والجزائر. وأكدت أن دعوات تصلها من دول عدة ومن ولايات داخل أمريكا لإقامه معارض، واستطردت بالقول: «نحن بحاجة ملحة لنشر الثقافة اليمنية في كل مكان لنرفع من شأن اليمن، والفنانين اليمنيين، وإزالة الصورة السيئة التي قدمها الإعلام عن اليمن».
هذه المسيرة الإبداعية توجت بالعديد من الجوائز المتعلقة بالفنون التشكيلية، كان أبرزها جائزة عالمية من معرض «لايت سبيس آند آرت» العالمي ٢٠٢٠م، وجائزة أفضل عمل فني من معرض BWAC ٢٠١٧م، وجائزة أفضل عمل فني من معرض Gallery 440، نيويورك ٢٠١٦م.
كما حصلت على جائزة مسابقة «بحر المواهب» ٢٠١٢م التي نظمتها منظمة USAID، إذ تمت إقامة مسابقة لمدة شهر ليتم اختيار ستة فائزين من بين أكثر من ٨٠ فنانًا وفنانة، كانت سحر من ضمن الفائزين وحظيت بعمل معرض كبير في فندق موفمبيك حضره رئيس الوزراء حينها وشخصيات متعددة ومسؤولين ودبلوماسيين.
ومن الجوائز المهمة أيضاً جائزة المسابقة الثقافية الكبرى في الفن التشكيلي من جامعة صنعاء لعامين متتاليين، وهي مسابقة كانت تقام دورياً على مستوى جامعة صنعاء.
صنفتها مؤسسة «لون الورد» التركية كأحد أفضل الشخصيات الفنية لعام ٢٠٢١م، كما فازت بجائزة الكفاءة العالمية، وحصلت على شهادة من حكومة نيويورك لإنجازاتها في المجال الفني، وتم تكريمها من قبل عضوة الكونغرس السيده نتاليا فرنانديز في ٢٠٢١م.
إلى جانب مهارتها في الفن التشكيلي، تقول سحر اللوذعي إنها تدربت على التصوير وتمارسه كهواية، مؤكدةً أن الرسم بالنسبة لها رسالة تحملها على عاتقها لإيصال صوتها وأصوات اليمنيين إلى العالم، والتعريف بالقيم المادية والروحية لليمن.
حصلت سحر اللوذعي على درجة الماجستير في الفن التشكيلي MFA، من جامعة بروكلين نيويورك، والبكالوريوس من جامعة صنعاء في اللغة الإنجليزية مع مرتبة الشرف، كما تلقت دورات متقدمة ومنوعة في الفن التشكيلي وتدريس اللغة الإنجليزية، إضافة إلى عديد من الشهادات في مجالات تصميم الجرافكس.
تواصل الفنانة سحر تقديم موهبتها للمجتمع ولا تبخل في مساندة الموهوبين، وتحت شعار «فنك جوازك» أطلقت مؤسستها الفنية الخاصة «مؤسسة قمرية الدولية للفنون» بهدف عمل معارض بشكل دوري في عدة ولايات في أمريكا وعدة دول؛ لنقل التراث والفنون اليمنية المشرفة الى كل مكان ولتشجيع الفنانين اليمنيين لعرض أعمالهم في الخارج.
وأعربت عن إيمانها أن بلادنا تحتاج للفن من أجل نهضتها وتحسين السياحة مستقبلًا، ومن خلال الفن نعرف العالم بحقيقة اليمن لإزالة التشوهات التي التصقت بسمعة اليمن من خلال وسائل الإعلام والأفلام والتي مثلت اليمن كبلد إرهابي.
وختمت اللّوذعي بالقول: «ما زلت أرى نفسي في بداية مشواري، ولا يزال في جعبتي الكثير، ومن خلال الفن ننهض ببلادنا من الظروف السيئة التي تمر بها، وبالفن نكون قدوة للأجيال القادمة بأن يعوا أهمية الفنون ويتمسكوا بها».
استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…