النقوش اليمنية.. الفن الذي حير العالم
صوت الأمل – فاطمة رشاد
اليمـــن منبـــع الفنـــــون والحضـــــارة
لا يخفى على أحد منا أن اليمن هي منبع وأصل الحضارات في العالم، حيث تعاقبت على حكمها ممالك كثيرة وأُنشئت دويلات، دلت النقوش اليمنية والتماثيل عليها وعلى قوتها، تلك النقوش التي تعبر عن مدى إبداع الفنان اليمني لأنواع مختلفة للفنون والحضارات عبر العصور التي لطالما قرأنا عنها وما زالت حاضرة الى الآن.
عبر الحضارات
الباحث عبدالرحمن إسماعيل يستعرض تأثير النقوش اليمنية قائلاً: “مفهوم الحضارة والبناء الحضاري له تأثير متماثل على المستوى الإنساني والإبداعي والفن القديم فعلى امتداد تاريخ الفنون اليمنية في النقوش هناك تأثير كبير على الفن والتراث اليمني وتاريخه على مستوى العالم، وهذا ما دلت عليه اللمسات الإبداعية التي أبدع فيها اليمني قديمًا “.
ويتابع حديثه لصوت الأمل قائلاً: “لقد كان هناك طفرة نوعية في فنون التشكيل والزخارف في المعابد والخصوم والعمارة في اليمن ذلك من الجانب الموسيقي، أي أننا نجزم من خلال ما وصلنا عبر النقوش والمخطوطات التي تدل على تلك المراحل التي عرفت أنواعًا مختلفة من الفنون المتميزة، والتي يتم بها استعراض مهارة اليمني منذ القدم وحتى الآن، وما يميز الفن اليمني هو الزخرفة المتقنة، وخير دليل على هذا هي مدينة صنعاء القديمة التي تجدها صرحًا شامخًا بالنحت والزخرفة المنتشرة على مبانيها”.
يتحدث الأصفهاني في كتاب الأغاني عن الأصوات اليمنية الثمانية، أداء طويس اليمني له تأثير في مناطق الحجاز، باعتبارها الألحان التي تفرّعت عنها ألحان متنوعة أخرى لاحقًا، أي أنّ اليمن كانت مصدراً فنيًا أصيلًا نهلت منه جداول الفن في بلدان الجزيرة العربية الأخرى. وعلى الرغم من ذلك فقد مرّ الغناء بمراحل انتشار وانحسار حسب طبيعة الحاكم في اليمن، لكن ذلك لم يمنع الثراء والتنوّع بين منطقة يمنية وأخرى، وهذا منذ زمن سحيق، حيث تضمّنت نقوش قديمة لأدوات موسيقية. وحتى مطلع القرن الماضي، كان العود اليمني الخاص ذو الأربعة أوتار هو ناقل الألحان من جيل لآخر.
الفن والنقوش
يقول الباحث نجيب صالح الويس: “الفن اليمني بدأ مع نشوء الحضارات في الألفية الثانية قبل الميلاد وظل إلى القرن الخامس قبل الميلاد نقيًا من العوامل الخارجية حتى بدأ التشابه مع اليونان، ولكن الأعمال الفنية هي انعكاس لثقافة يمنية بحتة”.
ويواصل حديثه لصوت الأمل قائلاً:” إنّ الفن اليمني القديم يوجد فيه رسومات ونقوش لها مميزاتها وخصائصها وهناك تماثيل تركها الفنانون تعبر عن ملوكهم وعظمائهم، وماهي إلا وثيقة تحكي تاريخهم، وهذه الصور والنقوش ترشدنا إلى معرفة الحياة التي كانوا يعيشونها وملابسهم وزينتهم التي تدل لنا على مدى الثراء والفن في تلك الأزمان “.
يؤكد الويس، على أن اشتمال تاريخ الفنون التشكيلية خاصة في اليمن قديمًا بأنواعه المختلفة من عمارة ونحت وتصوير ونقش ورسم بجانب الفنون التطبيقية تؤكد اعتماد الفنانين والنحاتين اليمنيين بشكل خاص على تجانساتهم الفنية والمواد المتوفرة محليًا، فقد تعاملوا مع الحجر عند توفره بالقرب من مراكز المدن حيث تستخدم في نحت التماثيل ، ومدلول الفنون التشكيلية القديمة يتمثل في أيدي الفنان التشكيلي الذي أبدع في مجالات الرسم والنقش والنحت على مدى العصور التي مرت بها مسيرة التطور الحضاري اليمني ما قبل القرن العاشر قبل الميلاد.
وتابع حديثه قائلاً: “تكشف لنا القطع الفنية التي نحتها النحاتون مكانة اليمن القديم فكشف لنا القناع عن مهارة فنية متناسقة وفن العمارة والضحك على المعادن، بحيث عبر هذا التناسق عن صدق حياة المجتمع اليمني الذي يواكب التطور الاقتصادي والسياسي والحضاري وبناءً على التنوع البيئي الشديد جاء هذا التراث الفني متأثرًا بظروف وخصائص المكان والواقع الجغرافي والطبيعي الذي احتوى كل مراكز الثقل الحضاري اليمني”.
اليمن بلاد الفنون الجميلة
يقول الباحث في الموروث الشعبي خالد سيف لصوت الأمل:” تعتبر اليمن حاضنة لكل الفنون التي عرفت في تلك العصور، فالنقوش التي انتشرت في مملكة سبأ وحمير ومعين وقتبان إلى جانب النقوش السومرية تشهد بأن اليمن عرف هذه الفنون منذ القدم، وهنا نقف عاجزين أمام إبداع اليمنيين القدامى في التشكيل والزخرفة وكذلك النحت الذي يعجز أي نحات عن نحت التماثيل القديمة التي تعبر عن حضارة وأصالة وتاريخ اليمن.
ويواصل خالد حديثه عن الفنون وتاريخها القديم قائلاً:” أشارت عدة مصادر أن اليمن عرفت الغناء والآلات الموسيقية في كلّ من حضارة سبأ وحمير ومعين حيث توجد نقوش دلت على الآلات التي استخدمت ونوعيتها، وحسب المؤرخ القلقشندي إنّ الغناء يعود معرفته إلى عهد “عاد”، وفي كتاب مروج وذهب أشار المؤرخ المسعودي إلى أنّ اليمن عرف نوعين من الغناء الحميري والحنفي غير أنّ اليمنيين كانوا يفضلون الحنفي وكانوا يسمون الصوت الحسن بالجند وأخذ هذا الاسم من الشرح بن دي جدن أحد ملوك حمير”.
وأشار الباحث خالد سيف إلى أنّ النقوش الأثرية أظهرت أنّ اليمنيين عرفوا آلة العود ما قبل الميلاد وساهمت الهجرات اليمنية خاصة الحضرمية في انتشار آلة الطرب “القنبوس” في تركيا ودول شرق آسيا والهند وشرق أفريقيا ويسمى القنبوس في صنعاء بالكربي والقنبوس في حضرموت وتظهر هذه الآلة في النقوش الأثرية ومنها نقش لامرأة تمسك بآلة العود التي ميزت الفن الغنائي في صنعاء “.
43% : الصراع أبرز العوائق امام عمل القطاع الخاص في اليمن
صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر لصالح صحيفة صوت الأمل، في ش…