نقص التمويل يُعيق الفن اليمني
صوت الأمل – عبد الجليل السلمي
يُكافح العديد من الفنانين اليمنيين، من أجل العثور على الموارد لإنتاج أعمالهم الفنية، في وقت تفتقر فيه أسرهم للدخل، وكان للصراع تأثيراً سلبياً على التعبير الفني في كل الفنون، وتوارث الصناعة الفنية والدرامية بشكل مباشر، مما تسبب في تراجع الفن التعبيري، وأصبحت المنتجات الفنية ضعيفة.
(شيماء جمال: من مؤسسة بيسمنت الثقافية) تقول لـ «صوت الأمل»، كان لليمن مشهداً فنياً قبل النزاع، إلا أنه لم يكن راسخاً مثل تلك الموجودة في البلدان المجاورة، ومع اندلاع الصراع، غادرت الفئات الاجتماعية التي تشتري الفن البلاد، جنباً إلى جنب مع المنظمات الدولية الراعية للمعارض، تاركةً وراءها الفنانين الذين تدعمهم.
مضيفة، منذ اندلاع الصراع، تم تحويل غالبية التمويل الدولي نحو الاستجابة الإنسانية، مؤكدةً أنه بين عامي 2009 و2013 كانت هناك سفارات وأجانب، والمنظمات هي التي كانت تقيم المعارض وكان ذلك مصدر دخل للفنانين اليمنيين.
وتشير شيماء جمال إلى أن مصادر الدخل التي تأتي من السفارات والمنظمات توقفت، والآن السفارات لم تعد موجودة والمنظمات الدولية تحولت إلى العمل في القضايا الإنسانية.
ويقول خبراء الصناعة الفنية: «إنّ عدم الاهتمام والتمويل من قبل الجهات الحكومية والمستثمرين الآخرين هو المسؤول عن تراجع العمل الفني والمسرحي في البلاد».
كما يؤكد (المخرج التلفزيون والدرامي محمد سلامة)، أنّ مؤسسات الدولة لا تقدم الكثير من الدعم للفنون الإبداعية والصناعات ذات الصلة، ولا يوجد اهتمام كبير من القطاع الخاص أو الأفراد في امتلاك المصنفات الفنية أو دعم المشاريع التى ترعى الفن.
يقول (الكاتب والروائي: سامي الشاطبي) لصحيفة «صوت الأمل»، الفن يقع في الصف الأخير قبل كشف كشوفات الضمان الاجتماعي، مؤكداً أنّها محنة حقيقية أن يقع نصيب الفن من المال في الصف الأخير.
ويضيف سامي، أنّ العاملين في المجال الفني سوءاً ممثلين دراما أو مسرح أو كُتّاب فنون يعانون من مشارفة أجورهم على تساويها بالضمان الاجتماعي».
وتساءل الشاطبي، هل يُشارك الفن في موكب تنمية وتطوير الاقتصاد؟ واستطرد بالقول: « الإجابة ببساطة نعم يشارك، فمسلسل مخصصه 70 مليون لا يُصرف على ممثليه وعماله ما لا يتجاوز 20% من مضمون ربحيته، ومشاركته في تنمية الاقتصاد لكنه اقتصاد رأسمالي لا يدخل سوى جيب المنتج».
وأوضح الكاتب والروائي سامي الشاطبي عن الغناء في اليمن، أنّه نظراً لخصوصية حالة المغني تجد المغني إما غنياً نتيجة غنائه في الأفراح والمناسبات أو فقيراً نتيجة اكتفائه بإنتاج الأغاني وبثها في الإذاعات وعرضها في القنوات.
وأشار إلى أنه قبل العام 2014م، كان نصيب كل مواطن يمني في السنة من الفن ريالين فقط، ومنذ اندلاع الصراع بالتأكيد صار صفر ريال في السنة، مؤكداً أن نقص التمويل أعاق إسهام الفن في الاقتصاد، وخلق فرص عمل جديدة، وزيادة الناتج المحلي.
ويرى الشاطبي أننا نحتاج لمعجزة بقوله: «حقًا البلد كلها تحتاج لمعجزة؛ كي تخرج من عنق الزجاجة».
من جانبه (الناقد السينمائي والكاتب الصحفي علي سالم) يقول لـ»صوت الأمل»، هناك غياب للإدارة الفنية وهي معدومة في البلاد، والشخصيات التي توضع على رأس المؤسسات الثقافية شخصيات لا يهمها الفن وليس لها علاقة بالفن، وأصبح الفنان مرتبط بتوفير لقمة العيش، ولم يعد ينتج لأغراض فنية؛ بل لتحسين دخله المعيشي وأسرته.
وأضاف، لم يعد هناك الاهتمام الخاص من قبل النخب، لإيلاء اهتمام رسمي بالفنون، إضافة إلى تفشّي الفساد، قائلًا: “اطلعت على وثائق تظهر بأن 99% من موارد الجهات المؤسسة الداعمة للفن لا تذهب إلى دعم الفن، وتُصرف لأشخاص متنفذين، ولا تذهب لدعم الفنون».
وتابع، هناك صندوق التراث والتنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة، منذ تأسيسه خصصت له موارد شهرية من مبيعات السجائر والمياه المعدنية، وشركة النفط، والتي تتجاوز 80 مليون شهريًا، لكن الأموال تذهب فقط لأولئك الذين يدرسون في الخارج، مع استثناءات قليلة فقط، ولا يوجد دعم للمراكز أو الأحداث الفنية، ولم تعد المؤسسات العامة تهتم لهذا المجال.
وأشار إلى أنّ الصندوق أُنشئ بهدف دعم الفنانين وبيوت الفن والفرق الخاصة، وكانت تُصرف مساعدات شهرية على هيئة حوافز للفنانين ومخصصات وإيجارات لبيوت الفن، إضافة إلى دعم شهري للفرق الخاصة.
ولفتَ النظر إلى أنّ كثيراً من الفنانين لم يتلقوا أيَّ مساعدات من الصندوق منذ سنوات، ووضعهم المعيشي صعب للغاية، ومنهم من يعانون من الأمراض، كما أُغلقت بيوت الفن وانتهت غالبية الفرق الفنية والثقافية الخاصة، وتحول البعض منهم إلى متسولين.
لكن (المخرج التلفزيون محمد سلامة)، أصر على أن الأمل ما زال قائماً في ازدهار الفن في اليمن، وقال: «على الرغم من تراجع دور المسرح والإنتاج الفني، لا يزال هناك بعض الأمل، وأن تتحمل الحكومة المسؤولية وتشجع الفنون من خلال التمويل وتخصيص الميزانية.
ولفت إلى أنه يمكن للجهات الحكومية، على المستويين المركزي والمحلي، أن تكون داعمةً قويةً لتنمية الفنون والثقافة، ويمكن أن تلعب دوراً رئيساً في المساعدة على ضمان الوصول العادل إلى الفنون حتى في أوقات النزاع.
وتعتبر بعض المنظمات الفنون الإبداعية مصدراً محتملاً وإيجابياً من الدخل للشباب على وجه الخصوص، وتوفير بديل مالي.
وتُعقّب (شيماء جمال من مؤسسة بيسمنت الثقافية)، إنّ المنظمات غير الحكومية الدولية والحكومات المانحة لديها طرق مختلفة تستطيع من خلالها أن تلعب دوراً رئيساً في دعم فناني اليمن -من خلال تعزيز أهميتهم ومساهماتهم في الحياة المدنية ودعم الفن.
واقترحت أن تأخذ آليات التمويل بعين الاعتبار العوائق الهيكلية التي طالما خضع لها الفنانون والمؤسسات الفنية، والميزانيات يجب أن تُمنح لعناصر البنية التحتية مثل المولدات، وكذلك تُمنح مكافآت للفنانين وتكوّن مشاريع طويلة الأجل.
كما تؤكد شيماء جمال على أهمية برامج بناء القدرات والمهارات للشركات الصغيرة والمنظمات والمجموعات غير الرسمية، وأنه يجب على المانحين أيضاً التفكير في المشاركة مباشرة مع الفنانين والمنظمات الفنية لفهم احتياجاتهم والأولويات وتطوير آليات التمويل.
استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…