سلة غذائية لا تكفي…المواطن يريد خدمات تنموية
صوت الأمل – فاطمة رشاد
هل ستحُل السلال الغذائية أزمة المواطن اليمني؟
تعد حركة التوزيعات في عام 2021 للسلال الغذائية المقدمة إلى اليمن من عدة منظمات عاملة في الإغاثة الإنسانية هي الأقل من بين السنوات الماضية، رغم الظروف المعيشية التي يعاني منها اليمنيون منذ بدء الصراع والتدهور الاقتصادي الذي شهدته البلاد، بالإضافة إلى تدهور العملة الذي صاحب من خلالها ارتفاع في أسعار المواد الغذائية مما جعل الحاجة الملحة في زيادة التوزيع للسلال الغذائية على المحتاجين في ازدياد مستمر .
كفى وهيب -إحدى العاملات في جمعية خيرية تعمل على توزيع المساعدات الإنسانية من السلال الغذائية- تقول: “3400 سلة غذائية تم توزيعها في ثلاث محافظات يمنية ضمن حملتين استهدفت 14 ألف حالة في شهر مايو عام 2021 مقدمة من قبل الهلال الأحمر التركي”.
وواصلت حديثها قائلة: “ربما يكون الرقم ضخمًا إذا تم تجميعه من كل الجهات التي وزعت تلك السلال الغذائية؛ فحجم المساعدات كبيرة جداً لا تقف أمام رقم ضئيل تقدمه إحدى المنظمات أو الجمعيات عبر شركائها في عملية التوزيع وتقول هذا ما قدم لنا من المنظمات الإغاثية في اليمن”.
“لو جمع المبلغ الذي يشترون به السلال الغذائية وأنشئَ به مشروع تنموي في اليمن يخدم المواطن بدلاً من جعله اتكاليا منتظرًا هذه المساعدات المؤقتة التي يذهب البعض إلى بيعها لشراء نبتة القات لكان أكثر فائدة”، هكذا قالت إحدى العاملات في منظمة إغاثية (ع.خ). وأضافت: “إن بعض المستفيدين من السلة الغذائية يقوموا ببيعها لأجل شراء القات وهذا يجعل التوزيع غير متكافئ بين المستفيدين؛ فهناك أسر تحتاج إلى دعم شهري لكن لا تجد هذه المساعدات إلا في أوقات ومناسبات”.
رغم هذا التوزيع المقدم فإن هناك من المستفيدين الذين لم يرضوا بهذه السلة الغذائية؛ حيث قال أحدهم ويدعى إياد محمد: “طريقة التوزيع لم تكن جيدة. كان لا بد من احترام حاجة المواطن لهذه السلة الغذائية المقدمة. كنا نطمح أن تحتوي على مواد متكاملة لكننا تفاجئنا بكمية ضئيلة لا تتناسب مع حجم المساعدات الإغاثية التي تقدم للشعب اليمني”.
عشوائية التوزيع
ما يعانيه المستفيدون من خلال العشوائية في توزيع لهذه المساعدات كثيرة؛ فهناك من يقدم اقتراحات وحلول بجعل هذه السلال تتجه نحو مشاريع تخدم الفرد وجعله منتج بدلاً من جعله معتمدًا على المساعدات التي تمنح له. هذا الاقتراح وضعه الصندوق الاجتماعي من خلال برنامج “النقد مقابل العمل”، أو كما يسمى “العمالة المكثفة”، وكما قال مستشار في الصندوق الاجتماعي للتنمية مصطفى الكسادي: “نحن نسعى إلى جعل المواطن منتجًا وليس اتكاليًا على المساعدات التي تمنح له كل فترة وفترة. نحن في الصندوق الاجتماعي نعمل على خلق بيئة ملائمة في دمج الأسر الأكثر احتياجا من خلال برامج تدريبية مقابل مبلغ بسيط يعتبر رأس مال مصغر”.
برنامج UANDP الإنمائي
ساهم برنامج UANDP الإنمائي في عملية التنمية من خلال إعطاء مبالغ مالية تساعد أصحاب المشاريع من تطوير مشاريعهم من خلال شركائها في العمل.
رباب صادق -العاملة مع البرنامج- قالت لـ”صوت الأمل”: “سعى البرنامج إلى تقديم مساعدات نقدية إنمائية لرفع كفاءة الشباب خاصة أصحاب المشاريع الصغيرة المهددة بالتوقف؛ فعمد إلى العمل مع شركائه من منظمة كير واليونسكو. وقد نفذت بعض الجهات لهذا المشروع الذي يعد من أهم المشاريع التي تعمل عليها جميع المنظمات في الوقت الحالي، وهو نظام النقد مقابل العمل الذي سيجعل العملية التنموية في اليمن قائمة من خلال دعمه للمشاريع الصغيرة وتطويرها”.
شهر الخير
تكثر حركة توزيع المساعدات الإنسانية في شهر رمضان لما فيه من قداسة، حيث تتجه المنظمات العاملة على المساعدات الإغاثية في اليمن إلى توزيع السلال الغذائية المتكاملة لتشمل متطلبات الفرد اليومية ، وينشط الكثير من الجهات العاملة على هذه التوزيعات التي تدخل أغلب الجمعيات والمنظمات والمؤسسات في توزيعها بين الفئات المحتاجة لها. وهذا النشاط يتركز في أغلب الجمعيات على التمور، خاصة في شهر رمضان الذي يعد من الشهور الأكثر حظا في توزيع المساعدات. وبلغت قيمة المساعدات من السلال الغذائية التي تم صرفها من قبل الهلال القطري في اليمن خلال شهر رمضان العام الماضي إلى 828.125 دولارًا أمريكيا هي تكلفة سلال غذائية وزعت في شهر رمضان العام المنصرم في اليمن لعدة محافظات.
ابتهال العادل -العاملة في رصد الحالات التي تحتاج إلى المساعدات- تقول: “لا أحد يغفل عما يعانيه المواطن من الظروف المعيشية التي أثقلت كاهله، فحسب منظمة الغذاء العالمي في تقريرها السنوي الذي صرحت به أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في اليمن بنسبة 200٪ قد جعل اليمن يعيش أسوأ أزماته الإنسانية في العالم جراء الصراع الممتد منذ ست سنوات. فشهر الخير جعل من المواطن اليمني ينتظر المكرمات من السلال الغذائية التي تقدم له من قبل المنظمات والجمعيات وباتت جل اهتماماته”.
مؤسسة السناء
من جانبها قالت رئيسة جمعية السناء الأخت سناء محمد عن الاحتياجات الإنسانية في اليمن: “في ظل هذه الأزمة التي تمر بها البلاد من تبعات الصراع الدائر والركود الاقتصادي والارتفاع الجنوني للأسعار أصبح من المفترض والواجب دعم كل أسرة، سواء من ذوي الدخل المحدود أو عديمي الدخل بسلة غذائية بشكل شهري ومستمر”. وواصلت حديثها قائلة: “توزيع السلال يتم عبر كشوفات مقيدة نرصد فيها الحالات المستفيدة وندعمها. هكذا هي تتم آلية التوزيع لدينا”.
إلى جانبها، قامت مؤسسة الخير من خلال حملة رمضان الخير التي نفذتها في شهر رمضان عام 2021 بتوزيع سلالًا غذائية لـ1000 أسرة في محافظة مأرب للنازحين والفارين من الصراع الدائر هناك، ويأتي هذا من خلال تحقيق هدفها الذي يرتكز على القضاء على الجوع وضمان حصول الجميع على الغذاء المأمون طوال العام. وقد بلغت قيمة هذه السلال الغذائية في شهر رمضان إلى 35000 دولار أمريكي.
هناك من المستفيدين الذين طالبوا المنظمات تقديم الخدمات التي يحتاجونها في بيئتهم، وهناك من يتمنى بعد استلام تلك السلال لو أن هناك طريقة صحيحة للاستفادة من مبلغها بدلاً من إعطائهم لتلك السلال لوقت معين .
يقول جمال مهدي -عاقل حارة-: “هذا العام لم يتم إعطاء حارته أي مساعدات رمضانية سوى السلال الغذائية أو المبالغ المالية كعادة بعض المنظمات. هناك آلية التوزيع تتم عبر المجالس المحلية، ففي العام الماضي في شهر رمضان وُزعت عبرنا 5000 سلة غذائية في الحارة”.
أم محمد تشير بأصابع الاتهام إلى العاملين في المنظمات قائلة: “العاملون في المنظمات -وخاصة القائمين على توزيع السلال الغذائية- يقومون بسرقة تلك السلال. نحن نرفض أن يستخدموا أسماءنا وأخذ تلك السلال وقد قيدت أننا استلمناها ونحن لم نستلم شيئاً”.
تشاركها شفيقة القاضي -إحدى العاملات في منظمة مجتمع مدني- قائلة لـ”صوت الأمل”: “جمعية التكافل الإنسانية تنفذ دوما مشاريع تهتم بالمساعدات التي يتم توزيع السلال الغذائية عبر شريك لعدة منظمات دولية تهتم بمشروع التغذية. وكما يعلم ويرصد الباحثون أن اليمن أصبحت تحت خط المجاعة وقد حذرت الكثير من المنظمات من أثر الصراع الدائر في اليمن على مستوى دخل المواطن الذي سيؤثر بذلك على التغذية المطلوبة “.
مضايقات عند رصد الحالات وتوزيع المساعدات
العامل على تسجيل الحالات ويدعى (ع.ن) قال لنا: “نعاني نحن العاملين في عملية النزول لتسجيل ورصد الحالات المستفيدة مضايقات عدة، وقد لقيت مضايقات وتهديدات خلال عملي في أحد الأحياء في منطقة الشيخ عثمان، وصل إلى تجريدي من حذائي وإطلاق النار علي من قبل عصابات في الحي. رصدت في ذلك الحي 600 حالة مستفيدة، منها لنازحين وأرامل وأيتام كانوا بالدرجة الأولى المستهدفين في البرنامج القطري لهذا العام”.
بُح صوت المواطن وهو يصرخ “أنا لا أريد حسنات من المنظمات، لكنني أريد مشروعًا يخفف عني أعباء الحياة المعيشية بسبب الصراع الدائر في اليمن”، لكن لا مجيب.
استطلاع.. الغذاء أهم الاحتياجات الإنسانية لليمنين في ظل الصراع بنسبة %36.9
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر ينا…