الإعلام الرياضي ودوره في تنمية النشاط الرياضي وتطويره… الإعلام الرياضي اليمني يعد رائدًا على مستوى المنطقة والوطن العربي
صوت الأمل – منال أمين
يعد الإعلام الرياضي من أهم عناصر القوى للنشاط الرياضي الذي يُعتمد عليه في العديد من دول العالم، كونه الوسيلة التي تقوم بشرح قواعد وقوانين مختلف الألعاب الرياضية للجمهور المتلقي وتنمية وعيه الرياضي، كما أنه يشبع شغف الجمهور العاشق للرياضة في معرفة المعلومات والنتائج المتعلقة بمختلف الألعاب والأنشطة الرياضية.
“الإعلام الرياضي بوصلة القطاع الرياضي في اليمن، وله دور كبير في تحديد مهام النشاط للمجتمع الرياضي، ويعد مراقبًا للعملية الرياضية بمجملها”. هذا ما أكده منصور الجرادي (نائب رئيس اللجنة المؤقتة للاتحاد العام للإعلام الرياضي في اليمن).
وأوضح لصحيفة “صوت الأمل” أن الإعلام الرياضي يقوم بوظيفة تنموية توجيهية للشباب والرياضيين عبر تقديم المقترحات التطويرية للأنشطة الرياضة، والتعرف على القوانين والأنظمة للرياضيين والمهتمين، ويهدف أيضًا إلى تحسين العملية الاقتصادية والتنموية للنشاط الرياضي على المستوى المحلي والدولي، كما يسهم في تقديم بعض الدعم للأنشطة الرياضية كونه عنصرًا مهمًا في عملية التنمية الرياضية.
ويوافقه الرأي علي الريمي (نائب مدير تحرير صحيفة الرياضة الأسبوعية الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر) حيث يؤكد أن الإعلام الرياضي جزء لا يتجزأ من القطاع الرياضي والشبابي في كل مكان وزمان، وشريك أساس في الارتقاء بواقع الرياضة والرياضيين في اليمن، لا سيما في مثل هذه الظروف المعقدة التي يعاني منها البلد عامة والرياضيين خاصة.
ويقول لـ”صوت الأمل” :الإعلام الرياضي يسهم في رفع مستوى الوعي العام للناشئين والشباب بضرورة الانخراط في مزاولة مختلف الألعاب الرياضية الفردية والجماعية لما لها من فوائد عديدة، ويبعدهم عن الانزلاق في أمور أخرى لا علاقة لها بالشباب والرياضة منها التوجه نحو الانخراط في مغبة التشدد والتطرف.
فرحان المنتصر (رئيس تحرير موقع يمني سبورت ) يستعرض تاريخيًّا دور الإعلام الرياضي في اليمن وأهميته، قائلًا: إن الإعلام الرياضي اليمني يعد رائدًا على مستوى المنطقة والوطن العربي، حيث ظهر بظهور الصحافة وواكب تطورات الرياضة في خمسينيات القرن الماضي عبر كثير من الصحف المحلية والدولية، وشهد نقلة نوعية في أواخر الستينيات والسبعينيات ومطلع الثمانينيات عن طريق نقل المباريات إذاعيًّا.
وأضاف المنتصر لـ”صوت الأمل” أن الإعلام الرياضي اليمني أسهم في تأسيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، والاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية في سبعينيات القرن الماضي.
وتابع: خلال العقود الماضية كان الإعلام الرياضي اليمني يسبق في تطوره الرياضة اليمنية نفسها، حيث وصل عدد الإعلاميين الممارسين للنشاط الإعلامي الرياضي المنتسبين للاتحاد قبل عام 2015 ، إلى 400 عضو على مستوى اليمن، وكانوا ينشطون في تغطية الأحداث الرياضية المختلفة ومواكبتها ومتابعتها قبل دخول مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان هناك حراك ونشاط رياضي مختلف ومتنوع وكبير على مستوى البلاد.
التحديات
يشير المنتصر إلى أن الوضع الحالي اختلف عمَّا قبل خصوصًا مع انتشار الإعلام الجديد – وسائل التواصل الاجتماعي- وقلة الأنشطة الرياضية المتنوعة خصوصًا الموسمية بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، وهذا الوضع أثر في الإعلاميين الرياضيين مثلما أثر في الرياضة عامة، والوضع الاقتصادي أدَّى إلى تردي الوضع العام للإعلاميين.
ويبين أن الإعلام الرياضي في الوقت الحالي أصبح إعلامًا إداريًّا وليس رياضيًّا، بسبب قلة الوعي لدى معظم الصحفيين حول أهمية التركيز على الرسالة الرياضية بدرجة رئيسة، وعدم سعي الإعلاميين أنفسهم إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم في مجال الإعلامي الرياضي المتخصص.
هنا يؤكد الجرادي أن من أبرز التحديات التي تواجه العمل الإعلامي في القطاع الرياضي كيفية المحافظة على كيان (الاتحاد العام للإعلام الرياضي) الذي كان له دور كبير في تأسيس الاتحادات الرياضية العربية والقارية، حيث إن الاتحاد كان من الأوائل ضمن سبعة مؤسسين للاتحاد الدولي للإعلام الرياضي .
ويواصل قوله: إن التحدي الداخلي للاتحاد تضمن كيفية الحافظ على كيانه الداخلي كونه مرتبطًا بوزارة الشباب والرياضة بقرار رسمي، وللوزارة الحق في إحالة مجلس إدارة الاتحاد، وهذا الذي حصل فعلًا منذ أكثر من 15 عامًا، الأمر الذي أثر في دور الاتحاد والإعلاميين الرياضيين، وعلى كيانه وأنشطته واستمرار العمل على تحقيق أهدافه، كما أن هناك تحديات تشمل الإعلاميين أنفسهم من حيث التأهيل الجيد بالتخصصات الرياضية المختلفة حسب الألعاب، وهذا الأمر يعد مشكلة.
في السياق ذاته يوضح الريمي أن أهم العوائق التي تواجه الإعلاميين الرياضيين هي غياب المعايير التي تحدد من هو الإعلامي الرياضي المتخصص والمهني في الماضي والحاضر، إذ أصبحت العملية تخضع للعلاقات الشخصية، ناهيك من وجود المحسوبيات في مسألة تحديد أو توصيف الإعلامي الرياضي المتخصص والمهني من الدخلاء.
متطلبات لتطوير الإعلام الرياضي
“لتحسين واقع الإعلاميين الرياضيين في اليمن ومستواهم، لكي يكون لهم دور فعال وملموس في النهوض بواقع القطاع الرياضي لابد أن يكون الإعلامي الرياضي صاحب رأي حر ومستقل، وأن تتوفر له متطلبات الحياة اليومية، وأن يحظى بالاهتمام والرعاية طيلة فترة عملة ناهيك من مرحلة ما بعد التقاعد”. هذا ما استعرضه علي الريمي.
من جانبه يضيف الجرادي أهمية دور الاتحاد العام للإعلام الرياضي الذي أُعِيد تفعيله من جديد قبل ثلاث أعوام كونه اتحادًا مهنيًّا رياضيًّا يعنى بشؤون الإعلاميين من الجانب التأهيلي، وينظم أنشطتهم الإعلامية والعلاقة بينهم وبين الوسائل الإعلامية عن طريق إعداد برامج تدريبية وتأهيلية وأنشطة مختلفة في مجال الإعلامي الرياضي.
محمود ثابت (رئيس نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن) يوضح أهمية دور الإعلام الرياضي، فيقول لـ”صوت الأمل”: إن الإعلام الرياضي يؤدي دورًا كبيرًا في التخفيف أو الحد من التعصب والشغب في الملاعب الرياضية، كما يسهم في نشر ثقافة التسامح والروح الرياضية العالية وتقبل الفوز والخسارة عن طريق المواضيع التي يستهدفها في المواد الإعلامية أو حتى عن طريق التحاليل والتعليقات الرياضية التي تُنشر أو تُبثُّ.
“ويكمن دور النقابة في التنسيق مع الإعلام الرياضي التابع لوزارة الشباب والرياضة لعقد العديد من الفعاليات التدريبية والتأهيلية التي تحسن من مستوى الإعلاميين الرياضيين في تغطيتهم للفعاليات الرياضية، كما تعمل النقابة على وضع ميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرياضي يسهم في تفعيل دورهم في الحد من التعصب في الخطاب الإعلامي الرياضي”. وفقًا لرئيس النقابة.
إعلاميات رياضيَّات
وحول دور الإعلاميات في المجال الرياضي، يقول منصور الجرادي: هناك عدد خجول من الإعلاميات الرياضيات في اليمن خصوصًا في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد، خلافًا للمرحلة السابقة التي كان لهن حضور ولو كان يسيرًا، ونتيجة الصراع تركت الكثير من الإعلاميات الكتابة عن المجال الرياضي في اليمن.
وأكد أن الاتحاد يسعى إلى تدريب العديد من الصحفيات وتأهيلهن للتخصص في المجال الرياضي، خصوصًا خريجات كليات الإعلام ومعاهد التربية البدنية والرياضية.
من جانبه يؤكد علي الريمي (نائب مدير تحرير صحيفة الرياضة الأسبوعية) أن هناك إعلاميات رياضيات في مختلف المحافظات اليمنية اللائي أثبتن وجودهن عن طريق مواكبة مختلف المنافسات الرياضية المحلية والخارجية ولو بقلَّة.
وتمنى الريمي أن تتاح الفرصة الكاملة للصحفيات والإعلاميات لاحتراف العمل الميداني الرياضي عن طريق وسائلهم الإعلامية – المرئية والمسموعة والمقروءة- وأن يجدن الدعم والتشجيع اللازم لمساندتهن على الخوض وبقوة في عمل الإعلامي الرياضي.
38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…