‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الرياضة في اليمن الأندية اليمنية تحت المجهر… جهود لتطوير الأندية الرياضية في اليمن

الأندية اليمنية تحت المجهر… جهود لتطوير الأندية الرياضية في اليمن

صوت الأمل – حنين الوحش

     الأندية الرياضية تعدُّ المقر الأول الذي يستقطب فئات المجتمع المختلفة لا سيما الشباب الذي يملك مواهب عديدة في مختلف الأنشطة الرياضية والفكرية، وتُسهم في إعداد القدرات المؤهلة ضمن أولوياتها واهتماماتها الموجهة لخدمة المجتمع.

      في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد وجراء الإهمال الذي عانى منه قطاع الرياضة لسنوات عديدة، أصبحت أنشطته الفكرية والثقافية قليلة جدًا، وتركزت على لعبة كرة القدم فقط.

      “تُعد الأندية الرياضية منذ بدء نشأتها في اليمن في العقد التاسع الميلادي المتنفس الأول والمساحة الآمنة لمختلف الفئات العمرية من النشء والشباب وكبار السن، إذ تساعد على الكشف عن المواهب وصقلها”. وفقًا لما ذكره فرحان المنتصر (المدير العام للإدارة العامة للاتحادات والأندية – عدن) لـ “صوت الأمل”.

    وقال: هناك تقصير في تنفيذ برامج وأنشطة مختلفة في الأندية، حيث أصبحت البرامج تركز تركيزًا كبيرًا ومكثفًا على رياضة كرة القدم. ومع وجود 24 اتحاد رياضي في 24 رياضة متنوعة إلا أن معظم الرياضات مغيبة في الواقع ولا تمارس نشاطها بالصورة المطلوبة، والسبب الرئيس يعود إلى ضعف الإمكانات المالية للأندية، وقلة الدعم.

    ويفيد المنتصر أنه منذ بدء الصراع حتى الوقت الحالي لا توجد لديهم قاعدة بيانات مكتملة للأندية في اليمن؛ بسبب إعادة إنشاء الوزارة من جديد، ولكن كعدد تقريبي فإن عدد الأندية تجاوزت 350 ناديًا قبل الصراع تضاف إليها النوادي التي  مُنِحت تصاريح من بعد الصراع، وحاليًّا بصدد إعداد قاعدة للبيانات تهتم بجميع التفاصيل وليس بالعدد فقط.

      وعن التحديات التي تواجه الأندية الرياضية أوضح المنتصر أن أهم المشكلات بعد مشكلتي ضعف الميزانية والصراع وما ترتب عليهما من تحديات كبيرة، مشكلات ضعف الأداء الإداري وعزوف رجال المال عن تولي المناصب الإدارية؛ بسبب التداخل بين الرياضة والسياسة.

      مشيرًا إلى أن الحلول حاليًّا صعبة في ظل الأوضاع غير المستقرة؛ لأن الاستقرار يعدُّ البداية الحقيقية لأي معالجة، كما أن هناك استراتيجية عامة في مجالي الرياضة والشباب سيُعمَل عليها لإصلاح القطاع الرياضي ومعالجته.

النوادي تاريخيًّا

       أول نادٍ تأسس في عدن هو (نادي الفرس)، أسس عام 1887، وضم العديد من الألعاب المتنوعة مثل ألعاب القوى، والكريكت وغيرها، ثم نادي التنس العدني وكان أعضاؤه من الجاليات الأجنبية آنذاك.

     ويوضح تقريرٌ لجمعية الرياضة العدنية في فبراير 1958 أن أندية عدن الرياضية لكرة القدم والهوكي بلغ عددها 41 ناديًا.

    “خلال الفترة ما بين 1963 ــ 1965 قامت الجمعية الرياضية العدنية بقبول عضوية عدد من الأندية الناشئة في تلك الفترة بعد استيفائها للشروط المحددة في دستورها، والعمل على إدخال ألعاب أخرى في عضويتها لخلق جيل ومواهب من الشباب في مجالات مختلفة من الألعاب الرياضية مثل كرة السلة، والطائرة، ولعبة الهوكي وغيرها”. وذلك استنادًا إلى كتاب الجمعية الرياضية العدنية 1934 – 1967 للكاتب محمد عبده علي.

     وذكر الكتاب أهم الأندية التي كانت عضو في الجمعية في تلك الفترة وهي (نادي الاتحاد المحمدي -التلال حاليًّا- الذي يعد أول ناد رياضي يمني لكرة القدم، ونادي الحسيني، ونادي الأحرار، والشباب الرياضي، وشباب القعيطي، وشباب العيدروس، وشباب الخساف، والنادي الأهلي، ونادي شباب التواهي، والاتحاد الإسلامي، ونادي الشعب، ونادي شباب اليمن، ونادي النجم الإفريقي، ونادي شباب الجزيرة، وحدة الشباب العربي، وشباب الروضة، ونادي النجم الآسيوي، ونادي الشبيبة المتحدة، ونادي الهلال، ونادي الشباب المحمدي، ونادي الجمهور، ونادي الأهرام، ونادي الصبر، ومنتخب لحج، ونادي سلطنة الفضلي).

الرياضة في تعز

       يُفيد أيمن المخلافي (مدير مكتب الشباب والرياضة في تعز) أن الأندية في محافظة تعز بلغ عددها 21 ناديًا مقسمين على درجات في الدرجة الأولى (نادي الصقر) وفي الثانية (نادي الطليعة والأهلي والرشيد) وفي الدرجة الثالثة (نادي الصحة) في المدينة والباقي أندية ريفية.

     وحول البنى التحتية ومستواها أكد المخلافي لـ “صوت الأمل” أن البنية التحتية عامة ليست بالمستوى المطلوب، وتحتاج إلى تطوير فهناك أندية من الدرجة الأولى والثانية لديها بنى تحتية ولكنها تحتاج إلى ترميم وإعادة النظر إليها، أما الأندية الريفية فلديها بنى تحتية فقط تحتاج إلى تطوير واهتمام لتصبح ملائمة أكثر لممارسة النشاط الرياضي خصوصًا أن النشاط الرياضي في الريف قوي جدًا في محافظة تعز.

     كما أوضح أن عملية المتابعة والرقابة على الأندية تقوم بها إدارة خاصة من مكتب الشباب والرياضة في تعز وهي “إدارة الاتحاد في الأندية” وأيضًا الإدارة الرياضية التي تقوم بالإشراف على دور الأندية ونشاطها، وبعد ذلك تُقيَّم عملية التقارير الفنية والإدارية للأنشطة والبطولات.

واقع الأندية الرياضية

     بشار مهيوب (لاعب سابق وإعلامي ومقدم برامج رياضية وشبابية) يرى أن دور الأندية لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط، فعلى الأندية أيضًا أن تقوم بتنفيذ أنشطة ثقافية واجتماعية وفكرية متنوعة. واهتمام الأندية بالجانب الرياضي فقط خطأ ترتكبه إدارة الأندية.

      مضيفًا أن الأندية الرياضية تعدُّ مؤسسات مهمة ومؤثرة في أي مجتمع لأنها تساعد في صناعة الشباب، لذا من المهم جدًا أن يكون الاهتمام بها مركزًا وأن تُطبَّق عملية الرقابة بصورة فعالة حتى لا تنحرف عن أداء مهامها الحقيقية، ويكون وجودها سلبيًّا أكثر من كونه إيجابي.

  أنشطة النوادي

     وحول الأنشطة الرياضية التي تمارسها الأندية، يقول بشار: الأنشطة الرياضية عديدة ومتنوعة منها الفردية ومنها الجماعية وجميعها مهمة، ولكن الأندية في الواقع تركّز على رياضة كرة القدم وتُهمل بقية الرياضات لا سيما الرياضات الفردية، بالإضافة إلى أن هناك ألعابًا لم تدخل في نشاط الأندية نهائيًّا مثل بعض الألعاب القتالية وألعاب الجمباز والنيشان والسباحة.

     ويوضح بشار أهم التحديات التي تواجه النوادي الرياضية وأجملها في قلة اهتمام الدولة بالشباب والرياضة، وهذا يولِّد شعورًا بالإحباط واليأس لدى الشباب والرياضيين ويضطرون إلى ترك الرياضة والاتجاه إلى أمور أخرى، كذلك قلة الدعم المالي للأندية والشباب وهذا يجعل الشباب يتجه إلى البحث عن موارد مالية أخرى بعيدة عن اهتمامه ليستطيع تغطية نفقاته.

     ويؤكد بشار لـ “صوت الأمل” ضرورة تركيز الدولة على الشباب خاصة وعلى القطاع الرياض عامة، لأنه قطاع مهم وإذا أُنعِش سيكون له مردود قوي على مستوى البلاد كافة، مثلما تقوم دول العالم بذلك، إن هناك إبداعًا شبابيًّا وطموحًا يحتاج إلى دعم معنوي ومالي.

تقارير عن أندية رياضية

     جاء في تقرير سنوي للنادي الأهلي بمحافظة تعز، مكتب الشباب والرياضة في المحافظة أن هناك العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية للنادي قدمت خلال النصف الثاني من العام2021،  أبرزها المركز الصيفي الذي كان في يوليو من العام2021، واحتوى على خمسة ألعاب رياضية هي (كرة القدم، وكرة السلة، والتايكواندو، وكرة الطاولة، والكاراتيه).

     كذلك المشاركة في كأس عيد ثورة 26 في محافظة تعز وتمت في شهر سبتمبر، والمشاركة في بطولة تعز الكروية التي نظمها اتحاد كرة القدم في أغسطس 2021 وحصول النادي على المركز الأول، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة والرياضات الأخرى التي ينظمها النادي لتأهيل وتدريب اللاعبين.

    وبيَّن التقرير أن هنالك ما يُعيق عملية سير الأنشطة واستمرارها، كتدمير كلِّ مرافق النادي، وافتقار النادي للتجهيزات والمستلزمات الأساسية لعودة النشاط، وعدم قدرة النادي على استثمار مرافقه؛ نتيجة تضررها في أثناء الصراع،  وتوقف الدعم المقدم من مختلف الجهات الداعمة.

    في التقرير ذاته قدم نادي الرشيد في محافظة تعز أنشطة كثيرة خلال العام 2021 تضمنت العديد من المشاركات، مثل: بطولة خالد صالح للفئات العمرية “البراعم والأشبال” لأندية المحافظة لكرة القدم، والمشاركة في بطولة تعز الكروية، وبطولة كأس عيد ثورة 30 نوفمبر و14 أكتوبر في المحافظة، كما قدم العديد من الأنشطة التي تعدُّ روتينية  تهدف إلى رفع مستوى الأداء لدى اللاعبين وتأهيلهم، كذلك إقامة مراكز صيفية تحتوى على أنشطة رياضية وبرامج ثقافية.

     وأكد التقرير أن من أبرز التحديات التي يعاني منها النادي خسارة أرواح بشرية من الرياضيين، كذلك افتقاره إلى المستلزمات، وتعرض بعض مرافق المقر للتدمير إثر الصراع، وتوقف الدعم المقدم من بعض الجهات، موضحًا أن هناك جهودًا يبذلها النادي لمتابعة سير الأعمال والأنشطة الرياضية بالإمكانات المتاحة لديه.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية

صوت الأمل – رجاء مكرد      أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…