ارتباط الممارسة بالصحة… ومعالجات للاهتمام بالرياضة في اليمن
صوت الأمل – سماح عملاق
يتفق الكثير من الأطباء والاختصاصيين النفسيين وأفراد المجتمع على أن الرياضة تحسن من مظهر الجسم وجماله، وتقوي عضلاته، وتزيد من نشاط الدورة الدموية، وتنظم عملية التمثيل الغذائي داخل الإنسان، وتشعر الإنسان بالراحة النفسية.
الدكتورة انتصار علي كامل (طبيبة قلب من محافظة شبوة) تشير إلى أن ممارسة الرياضة يوميًّا تقوِّي جهاز المناعة في الإنسان وتقي من الأمراض المزمنة كأمراض القلب، والشرايين، والسكري، والسرطان، والسكتة الدماغية.
وتنصح الدكتورة انتصار مرضاها بمزاولة الأنشطة الرياضية باستمرار، فممارسة الرياضة قد تكون جزءًا من العلاج وأفضل الأدوية، والأساليب الذاتية التي تقيهم من معظم الأمراض التي يواجهونها.
وأمَّا على الصعيد الذهني فتوضح الدكتورة أن الرياضة تعد كالطبيب النفسي الذي يعيد للرياضين الاتزان الداخلي، ويمنحهم الراحة النفسية؛ مما ينعكس بالإيجاب على جوانب حياتهم المختلفة، وهي خير سلاحٍ لقتل وقت الفراغ، وقهر الروتين الممل والشعور بالسعادة، وزيادة الثقة بالنفس.
الجسم السليم في الرياضة
تقول باسمة الحاشدي(مؤسسة نادي ملكة سبأ الرياضي بمحافظة إب): إن الرياضة تقلل من فرصة الإصابة بالأمراض النفسية المختلفة خصوصًا الاكتئاب، وتمنح الممارس قدرة أكبر على الانضباط والتحكم في الضغوط والتوتر في حياته.
وتضيف الحاشدي للصحيفة: الرياضة تنشط العقل، وتزيد من الذكاء لا سيما الذكاء الاجتماعي، وذكاء التصرف الحركي، وتزيد من نشاط الذاكرة وقوتها؛ لأنها تزيد من نشاطات الدماغ زيادة إيجابية، وتحسن من قوة الملاحظة وسرعة البديهة، وتزيد القدرة على التركيز، وتقلل من نسبة التشتت الذهني؛ لذلك لا يمكن الحصول على عقلٍ سليم بلا جسم سليم، ولا يمكن الحصول على جسم سليم إلا بالرياضة.
همزة وصل
“من المعلوم أن العقل السليم في الجسم السليم، وهذه العلاقة المتبادلة بين الجانب الجسدي والعقلي والنفسي لا يمكن أن تأتي من خلال الروتين العادي غير الهادف، إذ إنه لابد أن تكون هناك نقاط التقاء لا تنمو إلا عن طريق لياقة ومهارة قائمة على الممارسة والتدريب الدقيق والاستمرارية”. وفقًا لمروان العامري (أستاذ علم النفس الإكلينيكي بكلية الآداب في جامعة تعز).
يضيف العامري: الحركة الدائمة الهادفة المتوازنة تجعل الدماغ متوقدًا ونشطًا ويملك القدرة على استيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات المتدفقة إليه، وتجعله أيضًا قادرًا على تنظيم المعلومات الواردة عن طريق الحواس بدقة.
ويعدُّ العامري النشاط البدني أحد الوسائل العلاجية للأمراض النفسية، والتخفيف من حدة الأمراض العقلية، ووسيلة للتنفيس من الضغوط النفسية.
وأضاف قائلًا: الرياضة وسيلة لاكتشاف القدرات والمهارات التي يمتلكها الفرد، ومن ثمَّ تعطي الفرد الاعتزاز بذاته والافتخار بها، وتعطيه الثقة بأنه إنسان قادر على إحداث فارق في حياته نحو الأفضل، كما تؤدي الرياضة أدوارًا عديدة في التنظيم الذاتي واحترام الآخر والالتزام بالقوانين التي تحكم اللّعبة، ومن هنا يبدأ النظام يسري على جوانب أخرى من حياة الرياضي .
كما يؤكد العامري أن الرياضة تعمل على تحويل طاقة العدوان الداخلي إلى سلوك بنّاء يتماشى مع مصالح الجماعة والمجتمع الذي يعيش فيه الرياضي؛ ومن ثمَّ فإن الاهتمام بالجانب الرياضي لفئة الشباب يعدُّ بالغ الأهمية لهذه المرحلة حيث توجه الطاقة نحو مجال إيجابي له آثاره السليمة على الفرد والمجتمع الحاضن لفئة الشباب.
“الرياضة تخلِّص الإنسان من الدهون الإضافية، وتحرق السعرات الزائدة عن حاجة الجسم، وتمنحه وزنًا مثاليًّا، وتؤخر سن الشيخوخة، وتقي من أمراضها كمرض الزهايمر الذي ينتشر بكثرة بين المسنين”. وفقًا لما قاله زكريا محمد (مهندس مدني من محافظة إب).
عيسى القادري (زميل زكريا في كلية الهندسة بمحافظة إب) يؤكد أن الرياضة هي الحل الناجح لمعظم المشكلات الصحية التي يعاني منها الإنسان، وله تجربة شخصية في التغلب على حصى الكلى بشرب الماء والمشي كثيرًا، وقد تعافى على الرغم من تقدم المرض.
وتابع قائلًا: إن الأجداد القدماء تمتعوا -وبعضهم ما زال يتمتع- بصحة شبة مكتملة بفضل بركة الحركة التي عاشوا عليها منذ طفولتهم، أمَّا الكسل السائد في الجيل الحاضر فلن يعود إلا بالوبال والمرض والغباء وما لا يُحمد عقباه.
آراء حول أهمية الرياضة
في نزول ميداني لـ “صوت الأمل” وجدت الصحيفة تفاوت الوعي بأهمية الرياضة، حيث قالت انتخاب العامري (36 عامًا من تعز): إن الرياضة ليست ذات أهمية إنما الحركة الدورية للإنسان في قضاء احتياجاته ستحرك دورته الدموية، ولهذا لا تناصر انتخاب الانتساب لنوادٍ رياضية وتعدَّها مضيعة للوقت والجهد والمال ووسيلة للتفاخر لا للحفاظ على الصحة.
ويقول عبدالسلام محسن (24 عامًا من شبوة): إن المبالغة في الرياضة من بعض المواطنين أمر مقلق للغاية، وإنه يقوم بالمشي لنصف ساعة يوميًّا فضلًا عن حركته المعتادة في خدمة نفسه وعائلته، ويعدُّ ذلك كافيًا لأن يتمتع بعقلٍ وجسمٍ سليمين.
في حين يختلف منير أحمد (36 عامًا من إب) مع رأي عبدالسلام وانتخاب، ويرى أن الاهتمام بالأنشطة الرياضية المنظمة والمدروسة من أساسيات الحياة الصحية للفرد والمجتمع، كما يرى أن الانتساب للنادي الرياضي ضرورة لا رفاهية. ومن وجهة نظر منير فإن الحركة كلما زادت ستضمن جسدًا معافى تتأخر فيه علامات الشيخوخة.
ويأمل منير من الدولة أن تولي الجانب الرياضي أهمية أكبر، وأن تنتشر الأنشطة المتعلقة بالرياضة، وتعمّم في جميع مرافق الدولة بما فيها المدارس والمعاهد والجامعات والمتنزهات.
عدم تعشيب الأندية مُضر صحيًّا
يقول الكابتن فؤاد ياسين العطاب (مدير مكتب المدير العام لنادي الاتحاد بمحافظة إب): إن عدم وجود ملاعب معشبة في محافظة إب يؤثر صحيًّا في المتدربين؛ بسبب الغبار الناتج عن الأتربة في أرضية الملاعب، ويؤثر في الجهاز التنفسي للاعبين.
كما يواجه نادي الاتحاد الرياضي في إب تحديات عديدة تتعلق بضعف الإمكانات؛ وذلك لأن النادي- وحسب العطاب- يعتمد على بعض التبرعات للمحبين والمخلصين للنادي، والدعم المقدم لا يتعدى 1000 دولار شهريًّا مقابل صرفيات كثيرة من مرتبات العاملين وأنشطة الفئات العمرية والمحترفين، إضافة إلى عدم توفر ملعب للنادي.
“ويمارس معظم منتسبي نادي الاتحاد أنشطتهم الرياضية في ملعب الكبسي، وهو ملعب تجاري غير معشّب ومفتقد لأقل المقومات الصحية التي يمارس في غيابها اللاعبون كرة القدم، واليد، والطاولة، والشطرنج، كأبرز أنشطة نادي الاتحاد”. وفقًا للكابتن فؤاد العطاب.
وأكمل حديثه قائلًا: إن نادي الاتحاد الرياضي بمحافظة إب كان عبارة عن ناديين هما: نادي الفتوة، ونادي السلام، ودُمِجا باسم نادي الاتحاد عام 1992، وقد حقق النادي كأس رئيس الجمهورية لعامي 1996 و 1997 على التوالي، كما شارك خارجيًّا في مصر، وقطر كأبطال الكؤوس العربية.
معالجات
“عن طريق العلاقات الشخصية والتواصل مع بعض الداعمين لإدارة نادي الاتحاد الرياضي بمحافظة إب، يحصل النادي على بعض الدعم الذي يعالج بعض التحديات، حيث أن رئيس النادي يقوم بدعم النادي بمبلغ خمسة مليون سنويًّا، وتبرعات متفرقة للمغتربين المهتمين بالرياضة”. وفقًا للكابتن فؤاد العطاب (مدير مكتب إدارة نادي الاتحاد الرياضي).
ويضيف العطاب: حالة الركود بسبب الأوضاع العامة للبلاد تسببت في توقف الأنشطة الرياضية منذ خمس سنوات، ويشير إلى أن صندوق النشء بوزارة الشباب قد خصص بعض الدعم للأندية المشاركة ببطولة الدوري العام للدرجة الأولى الذي فاز فيه هذا العام فريق فحمان بمحافظة أبين، وقد دعم صندوق النشء نادي الاتحاد بمبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي.
“وعلى الرغم من توقف النشاط عام 2014 فقد أقيم دوري تنشيطي بعد أربع سنوات من التوقف وذلك عام 2018، وشارك نادي الاتحاد محافظة إب في سيئون، ومن بعدها توقفت الأنشطة حتى 2021، وواجه نادي الاتحاد فريق فحمان أبين، وفريق وحدة صنعاء، وفريق شباب الجيل من الحديدة، والعروبة من صنعاء، وحصل نادي الاتحاد على الترتيب الرابع في الدوري”. كما ذكر العطاب.
ويأمل أعضاء النادي من الجهات القائمة ومحبي الرياضة أن يولوا الجانب الصحي أهمية أكبر بتوفير ملعب معشّب؛ أي مزروع بالأعشاب طوال العام، وتوفير طبيب مقيم، مع أدوات الإسعافات الأولية لمعالجة أي حوادث تصيب اللاعبين في أثناء التدريب.
38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…