الرياضة توحد اليمنيين بعدما فرقتهم السياسة
صوت الأمل – عبدالعزيز عوضه
عبر عقود من الزمن وحتى اليوم يعتقد العامة من اليمنيين ان الرياضة من الأمور الثانوية ذات الطابع الترفيهي، وبقيت هذه النظرة هي السائدة ما عدا في حالات عابرة فرضتها إنجازات متفاوتة الأهمية في المشاركات الخارجية للفرق الوطنية في مختلف الألعاب.
هذا الاعتقاد لم يكن لدى عامة الناس فقط بل عكس نفسه على المستوى الرسمي وفي اهتمامات الحكومات المتعاقبة منذ قيام ثورتي سبتمبر 1962 وأكتوبر 1963، حيث كانت وزارة الشباب والرياضة في ذيل قائمة الوزارات التي تستحوذ الدعم من قبل قيادات الدولة.
وفيما عدا بعض المشاركات الخارجية للرياضة اليمنية التي حققت إنجازات متفاوتة على المستوى القاري او الدولي – خاصة في الرياضات الفردية- لم تكن الرياضة في اليمن محل اهتمام او مجال للدعم او هدف للتطوير والارتقاء بمستواها.
هذا الإهمال الرسمي والشعبي للقطاع الرياضي قابله أيضا شحة الدعم الدولي من قبل المانحين لليمن حتى ما قبل اندلاع الصراع، والمتتبع لمسار الدعم الدولي لليمن في فترة ما قبل عام 2015 سيجد ان القطاع الرياضي هو الأقل دعما بل ويكاد يكون مختفيا من برامج وانشطة الهيئات الدولية وكذلك الدول التي عرفت بأنها الدول المانحة للتنمية في اليمن.
جاءت فترة الصراع لتقضي على ذلك المستوى المتدني لحال القطاع الرياضي وتنهي ما تبقى من آمال للرياضيين في مستقبل أفضل، حيث يمكننا القول ان هذه الفترة شهدت غيابا شبه تام لأي نشاط رياضي محلي ومشاركات نادرة على المستوى الخارجي لعدد محدود من الفرق الوطنية في مختلف الألعاب.
الصعوبات والمشاكل المتعددة المستويات التي شهدتها الساحة اليمنية خلال السنوات الأخيرة جعل الرياضة من أكثر المجالات المستبعدة والغير واردة في أي برامج او أنشطة او اهتمامات على كل المستويات، بل وأصبحت الأصوات المطالبة بالحفاظ على ما تبقى من المنشئات الرياضية وتحسينها وكأنه مثار للسخرية.
المنشئات الرياضية والبنية التحتية للقطاع الرياضي -والتي كانت متواضعة – تعرضت لأضرار بالغة خلال فترة الصراع التي تمر بها البلاد منذ سنوات، وكذلك الكادر البشري الرياضي والامكانيات الفنية لم تكن بمنأى عن هذه الاضرار.
وفي وسط هذا الوضع المعتم والمرير للرياضة في اليمن جاء خبر فوز منتخب الناشئين بكأس بطولة غرب آسيا لكرة القدم لينعش الآمال ويعيد لفت الأنظار الى الرياضة التي اهدت لليمنيين فرحة يتيمة خلال حوالي سبع سنوات من احزان وكوارث الصراع.
هذا الإنجاز حقق ما عجز عنه المجتمع الدولي والوساطات الأممية في لم شمل الفرقاء في اليمن وتوحيد كلمتهم ولو في أمر واحد على الأقل، فخرج الناس – بطريقة عفوية- الى الشوارع والميادين والساحات للاحتفال بالفوز وهتف الجميع على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية بشعار واحد يقول “بالروح بالدم نفديك يا يمن”.
فعلًا حققت اقدام الرياضيين ما عجزت عن تحقيقه رؤوس وأفكار السياسيين، وأصلحت الرياضة جزء ولو يسير مما افسدته بنادق المتصارعين على امتداد الرقعة الجغرافية لليمن من أقصاه الى أقصاه.
هي دعوة مفتوحة مفادها انه بإمكان جميع الأطراف استثمار هذا الإنجاز الرياضي الذي وحد الجميع تحت راية الجمهورية اليمنية للولوج الى بوابة السلام الذي ينشده اليمنيون جميعا، ولنا في شواهد تاريخية مماثلة دافع للوصول الى هذا الهدف.
في هذا العدد من “صوت الأمل” حاولنا ان نبعث برسالة أمل الى الشعب اليمني والى المهتمين بأن الرياضة قطاع هام بإمكانه استثمار قدرات الشباب وتوجيه طاقاتهم وبإمكان الرياضة ان تكون بوابة أمل نحو سلام ينشده اليمن لينهي هذه السنوات العجاف من تاريخه ويستشرف آفاق المستقبل بتفاؤل.
ناقشنا حال الرياضة من مختلف جوانبه مع أبناء هذا القطاع والمختصين والمهتمين وأيضا المسئولين عن الرياضة اليمنية من مختلف الاتجاهات.
38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…