الشراكات التاريخية والمستقبلية للتعليم الفني والمهني مع المجتمع المدني
صوت الأمل – سماح عملاق
يحظى التعليم المهني والفني باهتمام منظمات المجتمع المدني ومبادراته، ومن المنصف تسليط الضوء على الجهود التي أسهمت في مؤازرة جهود وزارة التعليم الفني والمهني ومدّها بالفرص والإمكانات التي تعينها على أداء مهامها على أكمل وجه، ولولا امتناع معظم المنظمات المحلية والدولية عن التحدث إلى الإعلام لكان هذا التقرير شاملًا لكل هذه الجهود.
هنا نسلط الضوء على منظمات المجتمع المدني ومبادراته التي أسهمت في رفد التعليم الفني والمهني أو عملت في مجاله بالتدريب والتأهيل والتمكين الاقتصادي، مبادرات خيّرة عملت في خطين متوازيين مع وزارة التعليم الفني والمهني في بعض برامجها أو مشاريعها.
سفراء الخير للإغاثة والتنمية
تعمل مبادرة “سفراء الخير للإغاثة والتنمية” في سبع مجالات رئيسة هي برنامج الصحة والتغذية، والمياه والإصحاح البيئي، والتعليم، والحماية والمأوى، والأمن الغذائي، والاستجابة الطارئة، والتمكين وبناء القدرات.
يقول أ. هيثم بن سيدم (مدير البرامج في مبادرة “سفراء الخير”) لـ(صوت الأمل): “في كل برنامج مجموعة من المشاريع، وفيما يخص التدريب فقد خصصنا له برنامج التمكين، ولدينا وحدة تتبع البرنامج اسمها (بناء وتمكين)، ونأمل في الأيام القادمة أن يُستكمَل تفعيلها وترخيصها من التعليم الفني”.
ويضيف ابن سيدم: “أنهم في المبادرة يهدفون – في الخطة المستقبلية- إلى التأهيل المجتمعي في مجالات عديدة، مهارات إدارية ومهنية ومنزلية كالكوافير، والنقش، والخياطة، والتطريز، وصناعة الحقائب الجلدية، والحرف اليدوية، وصناعة البخور والعطور وغيرها “.
ويعدد هيثم بن سيدم الإسهامات التي قامت بها المبادرة في مجال التدريب والتمكين، فيقول: “نحن دربنا في مجال الإسعافات الأولية، وأهلنا في مكافحة سوء التغذية وفي التوعية الصحية وفي العمل الإنساني من إغاثات وغيرها”.
مبادرة إنجاز
أنشئَت مبادرة “إنجاز” في الـ25 من نوفمبر 2020 ضمن الورشة التدريبية للمبادرات الشبابية والعمل الطوعي بمكتب الشباب والرياضة بمحافظة إب بثمانية أعضاء فقط، وكان الهدف منها تعزيز العلاقات الإنسانية والاجتماعية وبناءها، والتنسيق والتشبيك لتدريب الأسر المتعففة وأصحاب الدخل المحدود وتأهيلهم لتحسين سبل المعيشة، وكذلك تعميق مبدأ التكافل الاجتماعي والتطوعي وترسيخه. وتعدّ مبادرة “إنجاز” امتدادًا لمبادرة تطوعية ذاتية تأسست عام 2016م.
تقول رئيسة مبادرة “إنجاز” أ. شورى البعداني لـ(صوت الأمل): “قدمنا تدريبات نوعية في كل المجالات ومع جهات متعاونة مثل المساحة الآمنة، ومؤسسة النفوس الرحيمة، ومركز سما للأقمشة والخياطة. كذلك عملنا في التنسيق والتشبيك للتدريب في عدد من المجالات في المساحة الآمنة أهمها كان في مجال صيانة موبايل بنظام دبلوم، وصناعة الإكسسوارات، والحلويات والمعجنات، والخياطة، والبخور والزباد والعطور بأنواعها”.
وتسرد البعداني بعض التفاصيل، بقولها: “أهّلنا 15متدربة بالشراكة مع مؤسسة النفوس الرحيمة في مجال صناعة الحقائب، والبخور والزباد، والخياطة، وبالشراكة مع مركز سما للخياطة، دربنا سبع متدربات في مجال خياطة الملابس الشتوية وحياكتها، والخياطة المبتدئة، وملابس الأطفال”.
وتضيف شورى :أنها عملت في التنسيق مع عدد من الخياطات لتدريب عدد20 متدربة بواقع خمس متدربات لكل خياطة واحدة، كما عملت مبادرة “إنجاز” وبمساعدة فاعلي الخير على توزيع عديدٍ من مكنات الخياطة، والتنسيق لتمكين الأسر محدودة الدخل اقتصاديًّا، والعمل لدى المؤسسات في مجال التدريب للمتميزات، وتسعى المبادرة عن طريق تدريب الفئات المستهدفة لعمل معمل خياطة تابع للمبادرة.
مركز تمدين للتدريب والتأهيل المستدام
“تمدين” مركز تعليم مستمر يقدم استشارات وخدمات تدريبية لمؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وشرائح المجتمع المتعددة.
يقول أ. محمد البعداني (مدير ومؤسس مركز تمدين للتدريب والتأهيل المستدام): إنهم في تمدين يؤمنون بأن التعليم المستمر ضرورة يحتاج إليها كل فرد في المجتمع في مختلف مراحل حياته؛ ولهذا يسعون إلى تقديم حلول تدريبية فعّالة لمؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وتمكين الشباب بالمهارات الموائمة لمتطلبات سوق العمل المحلي والدولي.
ويضيف البعداني: رسالة المركز هي تقديم أفضل الحلول التطويرية للمؤسسات، والعمل على تمكين الكوادر البشرية لتصبح قادرة على إدارة التغيير والنمو في إطار التطورات الحديثة.
كما يتحدث عن المشاريع السابقة والحالية والخطط المستقبلية بقوله: “نحن في تمدين ننطلق من رؤية 2030 للتنمية المستدامة وخصوصًا الهدف الخاص الرابع الذي يهتم بتنمية مهارات الشباب. مركز تمدين يسعى إلى إخراج عملية التدريب من الجانب النمطي المتعارف عليه والمتكرر فقمنا ببناء برامج قائمة على احتياج سوق العمل لها”.
ويستطرد البعداني، قائلًا: “كثير من المجالات التي قمنا باقتحامها وفتح المجال نحوها في محافظة إب مثل مجال صناعة المحتوى الرقمي الذي يعدُّ قناة وصل بالمستقبل. وقدمنا الدورات القانونية لمنتسبي القانون، كما أقمنا أول دورة في المحافظة بجانب كتابة سيناريوهات الأفلام القصيرة. ويسعى مركز تمدين إلى دراسة مشكلات المجتمع والقطاع الخاص، كما يعمل بجهد على تحقيق الكثير من الحلول مستقبلًا”.
شبكة نيوڤيجن للتسويق الرقمي والإعلاني
تأسست شبكة نيوڤيجن للتسويق الرقمي والإعلاني في ١ أكتوبر ٢٠١٨، وكانت الفكرة عبارة عن تنسيق برامج ودورات تدريبية كان المجتمع بحاجة إليها، وأسس الشبكة مجموعة من خريجي قسم العلاقات العامة كزمالات للمؤسس وصاحب الفكرة أ. معين الشاهري الذي يقول: “كان أول برنامج قمنا بتنسيقه بالشراكة مع معهد (سبيك ناو) برامج دبلوم الجرافيكس والمونتاج لأنه مهارة مهمة نحتاج إليها في مجال تخصصنا وعملنا، ومن هنا تولدت فكرة أن ندرس احتياجات خريجي الجامعات كونها الفئة التي ستباشر التعامل مع سوق العمل، ومن ثمَّ ستحتاج إلى العديد من المهارات، بعدها قمنا بالتسويق والإشراف على برنامج التخطيط الاستراتيجي مع منظمة سكاي للتنمية، ثم برامج المسح الميداني الخاص بالمنظمات كبرنامج( اسفير – وأدوات المسح الميداني PRA) بالشراكة مع معهد كورسيرا، ثم برنامج التسويق الاستراتيجي الذي قام فيه المتدربون بتصميم خطط تسويق استراتيجية لمؤسسات موجودة وأخرى افتراضية، وكان هذا البرنامج بالشراكة مع أكاديمية ويلز”.
ويضيف الشاهري: “أقمنا أيضًا بعض البرامج التأهيلية بالشراكة مع بعض شركات الأنظمة المحاسبية كشركة برونكس، وكان لدينا برامج عديدة كفكرة وتسويق مع مركز تمدين مثل برنامج كتابة السيناريو، وحاليًّا بدأنا بالتسجيل لدبلوم تصميم الأزياء في مجال الخياطة، والتصميم بالشراكة مع المعهد التقني الصناعي ومركز خدمتي النسوي، أيضًا لبرنامج دبلوم السونار بالشراكة مع الكلية الألمانية صنعاء ومركز أكاديمية ويلز”.
وكان للشبكة أيضًا -تبعًا للشاهري- كثيرٌ من المشاركات في الأنشطة الطلابية والشبابية التي تهدف إلى تعزيز المهارات واكتشاف المواهب، بعضها كان بالشراكة مع مبادرة (بسمة أمل) ومنظمة (سفراء السلام) وكذلك (جمعية الصم والبكم).
ويختتم معين الشاهري حديثه لـ(صوت الأمل) بالقول:” لدينا خطة جديدة للعام 2022 تحمل في طياتها باقات لبرامج تأهيلية ودبلومات مهنية وستكون بالشراكة مع جهات متخصصة في مختلف المجالات، فنحن نهدف إلى إكساب المتدرب المهارة بتطبيق عملي عن طريق تجارب عملية وتطبيق ميداني لما تعلموه حتى يخرج المتدرب بمهارة علمية لإدارة نفسه وتسويق مهاراته، والقدرة على الاتصال والتواصل مع سوق العمل.
المعهد اليمني الصيني، شراكة بين بلدين
في يونيو 2013، ناقش وزير التعليم الفني والتدريب المهني خلال لقائه وفد وزارة التجارة الصينية إمكانية الإسهام في تأهيل المعهد اليمني -الصيني للعلوم التطبيقية وترميمه، وإنشاء معهد جديد للتعليم الفني بأمانة العاصمة، وأبدى الوفد الصيني ترحيبه بالمقترح واستعداد الصين لتمويل معهد جديد للتعليم الفني والمهني وإنشائه وتجهيزه بأمانة العاصمة بالمواصفات الحديثة، إضافة إلى استعدادهم لتوفير التجهيزات التقنية الخاصة بالمعهد اليمني الصيني للعلوم التطبيقية-المدرسة الفنية سابقًا- على أن يتكفل الجانب اليمني بعملية الترميم والتأهيل.
وبعد تنفيذ المعهد اليمني الصيني اليمني وتأهيله عقب سنوات من المقترح حقق شراكة فعلية مع الجانب الصيني في عملية التدريب والإشراف والإدارة والتشغيل في بعض المعاهد الفنية والمهنية الجديدة، والاستفادة من الخبرات الصينية في النهوض بواقع التعليم الفني والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والبشرية ودورها في بناء الأوطان. تبعًا لتقرير في الموقع الرسمي لوزارة التعليم الفني والمهني.
وكان قد أوضح علي زهرة (وكيل الوزارة المساعد لقطاع سوق العمل) أن الوزارة تفاهمت مع الأصدقاء الصينيين لإعادة ترميم المعهد اليمني الصيني للعلوم التطبيقية الذي انتهى عمره الافتراضي ومواءمته مع احتياجات العصر ومتطلباته، وذلك في إطار مد جسور التعاون وتطوير العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين منذ القدم.
وأكد زهرة أهمية إعادة تأهيل المعهد اليمني الصيني-المدرسة الفنية سابقا- كونه يمثل رمزًا للصداقة اليمنية الصينية منذ ستينيات القرن الماضي، وذلك عن طريق دوره الريادي في تطوير العلاقات التاريخية والمتينة بين البلدين الصديقين من خلال الكادر والخبراء الصينيين. موضحًا أن الصين قامت أيضًا بتوفير الكادر والمناهج والإشراف والإدارة والتشغيل للمعهد الجديد مدة ست سنوات على الأقل منذ بدء التشغيل حسب التفاهم معهم.
58.3% حاجة سوق العمل لمخرجات التعليم الفني والمهني كبيرة جدًا
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استبانة إلكترونية أجراها يمن انفورميش…