أصوات نسائية… “للمرأة دور في عملية التعافي وإعادة الإعمار وتحقيق السلام”
صوت الأمل – صوت الأمل
“المرأة لها أهمية كبيرة خلال المرحلة الراهنة والقادمة يجب الاستفادة من قدراتها، ومن التجارب السابقة التي كانت شاهدةً على نجاحها في مختلف المجالات، كما أنها تعد المكون الاجتماعي الأكثر تضررًا من استمرار الصراع ، ومن التدهور الاقتصادي و السياسي و الأمني الذي يعصف بالبلد حاليًا “، بهذه الكلمات عبرت ام روان محمد (مشرفة اجتماعية في إحدى المدارس) عن دور المرأة اليمنية.
استمرار الصراع للعام السابع على التوالي، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تُعد من أسوء الأزمات الإنسانية في العالم ـ حسب تقارير دولية ـ وتدهور كافة الجوانب الاقتصادية، كل ذلك وأكثر انعكس على وضع المرأة في اليمن اقتصاديًا واجتماعيًا وحقوقيًا.
ام روان تحكي قصتها المؤلمة مع الصراع، حيث فقدت ابنها الكبير في عام 2015م أثناء مشاركته في إحدى العمليات العسكرية بعدن، ومن بعدها فقدت ابنها الآخر في محافظة الحديدة، ومع استمرار الوضع الغير مستقر أمنيًا واقتصاديًا لازالت تمتلك القدرة على توعية الطالبات في المدارس بأهمية العمل كأحد أفراد المجتمع بفاعلية، ومدى وجوب مشاركتهن في بناء البلد وإعادة الإعمار، وتحقيق السلام والأمان المنشودين.
وتضيف قائلة: “هناك هدف أسعى إلى تحقيقه، يتمثل في تشجيع الفتيات والنساء على المطالبة بحقوقهن في المجتمع ، والدفاع على أرضهن، وتطوير وتعزيز قدراتهن بشكل عام؛ لاقتحام المجالات السياسية والاقتصادية بكل جدارة وتمكُّن كالسابق”.
وضع وأمن المرأة
تؤكد (المحامية : أنغام السيد)، أن المرأة لها دور كبير في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتطوير الجوانب الخدمية والتنموية والمشاركة في عمليات بناء السلام .
وتضيف أنغام، أنّ الوضع في اليمن لايزال غير مستقر، وأن هنالك فترات متقطّعة من السلام، ولكن غير دائمة وغير مؤثرة، وأن استمرار المعارك والخسائر البشرية والاقتصادية متواصلة؛ الأمر الذي ينعكس بشكل كبير على وضع وأمن النساء في البلاد.. مؤكدة، أنه رغم كل الصعوبات والعراقيل التي واجهت المرأة خلال الفترة الماضية واستمرت إلى الآن، لم تنكسر طاقة المرأة اليمنية في مواصلة تطوير وتنمية قدراتها في العمل والدراسة، وتأدية واجبها تجاه أسرتها ومهامها المنزلية.
من جانبها (أنوار أحمد ـ صحفية) تردف : أن مشاركة المرأة في تنمية وتطوير المجتمع وبناء السلام وإعادة الإعمار في مختلف المجالات؛ سيؤثر بشكل أكبر على مستقبل البلد سواءً في الداخل أوالخارج؛ لأن المرأة تريد فرصة حقيقية تثبت قدراتها أمام المجتمع ككل، وتحقق فيها المساواة، وتكسر كل القيود التي فرضت أخيرًا عليها بسبب الصراع .
وتوضح أنوار، أن النساء في اليمن لهن دور أساسي في خلق التغيير ضمن مجتمعاتهنّ والبيئة المحيطة بهن في مختلف القضايا الحقوقية والمجتمعية، عندما تتاح لهن الفرصة ويقدّم لهنّ الدعم من مجتمعاتهنّ للقيام بهذا الدور المؤثر، كما أن هناك جهود كبيرة تقوم بها المرأة في فرض نفسها لتعزيز فرصتها في المشاركة بعملية التعافي وإعادة الإعمار.
النساء قادرات على التغيير
تؤكد الكثير من الدراسات والبحوث، أن عملية التعافي الاقتصادي العام وإعادة الإعمار و بناء البنية التحتية تخلق فرصة حقيقية لتحسين مشاركة المرأة في القوى العاملة، خاصة في المجال الاقتصادي عبر تنظيم المشاريع، أو زيادة فرص الحصول على تمويل لمشاريعهن، أو عن طريق تشجيع الأعمال الاقتصادية المنزلية، الذي يعتبر ضمان وجود سوق لاستيعاب إنتاجهن، ويحسن من الوضع الاقتصادي العام في البلد.
كما أن هناك جهات داعمة ومنظمات محلية ودولية تستهدف النساء بدرجة رئيسية عبر إعطائهن فرصة للتدريب والتمكين الاقتصادي والانساني، والعمل على تنفيذ العديد من الدراسات الميدانية؛ لرصد أهمية مشاركة المرأة في القوى العاملة بمختلف المحافظات، وعلى المستويات الديموغرافية والتعليمية المختلفة خلال المرحلة القادمة.
( نورية عبدالسلام ـ وكيل مدرسة ) تؤكد، أنه من الضروري توجيه التدخلات الدولية والمحلية على عملية تطوير قدرات المرأة في سوق العمل بمختلف التخصصات والمجالات والقطاعات، وتعزيز مشاركتها في بناء السلام وإعادة الإعمار جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل .
وتشير نورية إلى أن، اليمن تمتلك من النساء القادرات على التغيير وصنع القرار على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وسيكون لها دورٌ بارزٌ ومؤثرٌ بعد الصراع في مختلف المجالات، لذا يستوجب التركيز عليها خلال هذه المرحلة عبر إعطائها فرصة حقيقية في صياغة وتنفيذ سياسات توظيف لإمكانياتها في خدمة المجتمع وتحقيق السلم الاجتماعي.
زيادة تمثيل النساء في المواقع القيادية
في تقرير لوزارة التخطيط والتعاون الدولي 2019م أوضح على أهمية زيادة مشاركة المرأة في الحياة العامة على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، عبر التشجيع على الْتحاق الفتيات بالتعليم خاصة في المناطق الريفية ومناطق النزوح، ودعم مراكز الأسر المنتجة ومساعدتهن في الحصول على فرص عمل.
كما أكد التقرير الذي جاء بعنوان : (خطة أولويات إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي ـ الأولويات العاجلة)، على ضرورة دعم المشاريع الصغيرة والأصغر للمرأة اليمنية، وتشجيع بنوك التمويل الأصغر لتقديم القروض لمشاريع المرأة، والعمل على زيادة تمثيل النساء في المواقع القيادية ( التنفيذية والقضائية والدبلوماسية ) بحسب مقررات مخرجات الحوار الوطني .
“أهمية دعم مشاركة المرأة في العمل السياسي والحزبي، وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية وخدمات الطوارئ التوليدية للحد من وفيات الأمهات والأطفال، والعمل على توفير الحماية لهن في مناطق الصراع وأماكن النزوح.. تعُد من أبرز أولويات عمليات إعادة الإعمار في اليمن.” .. بحسب التقرير.
92.9% اللُّحمة المجتمعية أولوية لإعادة الإعمار في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استبانة إلكتروني أجراها ي…