تغيُر المناخ .. وتأثيره على الحياة العامة
صوت الأمل – منـــال أمين
مُنذ 2014 واليمن تمر بأسوأ مرحلة في تاريخيها المعاصر، حيث لم يُسهم الصراع فقط في تدهور الاقتصاد الوطني وتدمير المقومات البنيوية له، بل كان هناك تحدٍ أخر يتمثل في «تغير المناخ وارتفاع دراجات الحرارة « إذ شكل تهديداً محدقاً على مستقبل الاقتصاد الهش.
وتوقع البنك الدولي أن ينكمش الاقتصاد اليمني على المدى المتوسط، بنسبة تصل إلى 24% بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ، ويسهم الطقس المتطرف على المدى القصير، في الإصابات وانعدام الأمن الغذائي للأسر المعيشية والمرض والعجز وزيادة نزوح السكان وانعدام الأمن الاقتصادي.
تغييرات مناخية فاقمت الوضع الانساني
شهد اليمن خلال العام الحالي 2021موجة حرارة قاسية، وصدمات مناخية، تمثلت في الأعاصير، ونزول الأمطار بغزارة في مواعيد غير الموسمية، والتي حدت من الأمن الغذائي وإمدادات المياه ومستويات الدخل، وألحقت آثار سيئة على فئات المجتمع الدنيا، حيث أوضحت وثيقة المشروع الطارئ للصحة والتغذية في اليمن أن الآثار السلبية لتغير المناخ طالت الفئات الأولى بالرعاية من سكان اليمن بشكل أكبر ممن سواهم، إذ تفتقر الفئات منخفضة الدخل إلى الموارد اللازمة لتحمل درجات الحرارة المرتفعة، وارتفاع منسوب مياه البحر، وارتفاع معدلات هطول الأمطار، والكوارث الطبيعية الأخرى.
تهديد الأمن الغذائي
ويهدد تغير المناخ الأمن الغذائي في اليمن، وقد تسبب فشل المحاصيل الناجم عن الجفاف الذي رُصد مؤخراً في مجاعة بين مزارعي الكفاف، ودرجة أشد عمقاً من انعدام الأمن الغذائي للنساء والأطفال في كل من المناطق الريفية والحضرية، حيث أن الإنتاج الزراعي، شهد مزيد من التراجع في ظل استيراد أكثر من 80% من الغلال مع عدم القدرة على توزيعها بسبب الظروف الراهنة في البلد، وفقاً لتقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة 2018.
وتعتبر التغيرات المناخية من العوامل الأساسية التي أضرت كثيراً بالإنتاج المحلي للغذاء وحالة الأمن الغذائي في البلاد، ومن ذلك الأضرار التي خلفتها الزوابع والأعاصير والفيضانات التي ضربت بعض المناطق اليمنية خلال الفترة 2010 – 2018م.
وأكدت مذكرة الأنشطة القُطرية الخاصة باليمن، تعرض اليمن لآثار تغير المناخ السلبية، وافتقاره إلى القدرة على التكيف، وتوصي بأن تدمج العمليات إدارة مخاطر الكوارث في تصميمها.
222 مليون دولار خسائر اليمن
وقد توقع خدمات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية 2021، أن تصل خسائر اليمن من الأخطار الطبيعية وغزو الجراد الصحراوي للعام 2021 إلى 222 مليون دولار للمحاصيل الأساسية والحيوانات والماشية.
وقد تعرضت اليمن، بين أبريل وأغسطس 2020، لأضرار وخسائر بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، التي تسببت في وفيات وإصابات، وتدمير البنية التحتية وسبل العيش، وزيادة انتشار الأمراض الفتاكة، ليتأثر بذلك عشرات الآلاف من الأسر اليمنية في مختلف المحافظات مما أضطر العديد منهم إلى النزوح.
في عامي 2015 و2018، ضربت اليمن أعاصير تشابالا ومكونو ولبان، وتسببت في فيضانات واسعة النطاق، وأودت بحياة العشرات، وأسفرت عن خسائر بالمليارات في الممتلكات، ونجمت هذه العواصف جزئياً عن الارتفاع القياسي في درجات حرارة سطح البحر.
ووفقاً لمؤشر نوتردام العالمي للتكيف، الذي يقيس مخاطر المناخ الكلية، يعد اليمن من أكثر البلدان قابلية للتأثر وأقلها استعداداً في العالم، حيث يحتل المرتبة 167 من أصل 181 بلداً.
وبحسب الوثيقة الدولية، فإن توفير سبل العيش للسكان وإنعاشها يمثل أهمية بالغة تزداد أكثر في أوقات الأزمات والصراعات المطولة لجعل السكان أقل عرضة وأكثر قدرة على مقاومة الصدمات الاقتصادية، وتحويلهم من مستهلكين متكلين على المساعدات الغذائية الإنسانية المؤقتة إلى منتجين معتمدين على ذاتهم. وكذلك، زرع بذور التحول نحو الاستقرار والتعافي حينما يحل السلام.
استطلاع.. ازدياد نسبة التلوث في البيئة بنسبة 89 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر …