الطاقة المتجددة: بديل صديق للبيئـــة ينير حياة اليمنيين
صوت الأمل – بشرى الغيلي
أدَّت الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد منذ سبع سنوات إلى انقطاع معظم الخدمات العامة وفي مقدمتها خدمة الكهرباء، حيث غرقت المدن الرئيسة والثانوية في الظلامِ الدامس، وتعطلت الكثير من الأعمال اليومية والمعيشية التي يعتمد عليها المواطن اليمني في مصدر رزقه ودخله اليومي.
وازدادت الأوضاع سوءًا وتدهورت الخدمات الطبية في المستشفيات وغيرها، إلى أن برزت فكرة الإنارة بالطاقة الشمسية (الطاقة المتجددة) أو البديلة في الكثير من المؤسسات العامة والخاصة حتى صارت في متناول الجميع حتى على مستوى المواطن الفقير الذي صار يعتمد عليها اعتمادًا كليًّا في حياته اليومية.
الطاقة الشمسية إحدى بدائل الطاقة النظيفة، برزت كظاهرة إيجابية للحفاظ على بيئة نظيفة وما لها من أهمية في حياةِ الإنسان وبخاصة في اليمن في ظل الأوضاع الصعبة، إلا أن لها سلبيات منها عدم تنظيم استخدامها في بعض المجالات كالحفر العشوائي للآبار الذي سيهددها بالجفافِ مستقبلًا حسب آراء مختصين في ذلك.
بالطاقة المتجددة ودّعنا الظلام
أم سماح عبدالكريم (موظفة) قارنت بين وضعها بداية الصراع وحين قُصِفت مولدات الطاقة فأصبحت تمضي لياليها على ضوء الشموع، (حسب تعبيرها)، وبعد أن أضاءت بيتها بالطاقة الشمسية صارت لا تخشى الظلام، أو أن تنتظر رحمة خدمات الكهرباء المقطوعة أساسًا أو الكهرباء التجارية التي قد يصل ثمن الكيلو الواحد فيها 300ريال. أضافت أم سماح: «منذ أن قمنا باقتناء لوح وبطارية قضينا على المعاناة التي عشناها لسنوات طويلة».
الحفر بمسافاتٍ متقاربة
المهندس سيف الزارعي يرى أنه مع إيجابية وجود الطاقة المتجددة في حياتنا وتعاملاتنا اليومية إلا أن هناك دراسات تؤكد سلبية استنزاف المياه الجوفية وتهددها بالجفاف خصوصًا أن بعض المزارعين لا يحفرون بمسافات متباعدة التي من المفترض الالتزام بها، وقد تُحفَر آبار أرتوازية متقاربة جدًا من بعضها بعضًا، وهذا سيهدد حوض صنعاء بالجفاف في السنوات القليلة القادمة.
عالجت إشكاليات طبية
صادق (أخصائي تخدير) له وجهة نظر ترتبط بواقعه العملي والطبي بخاصة أنه يعمل في مرافق صحية عديدة، ويقارن هو الآخر بين تفاقم المعاناة في المستشفيات التي كانت تعتمد اعتمادًا كليًّا على الكهرباء والمستشفيات التي أدخلت منظومة الطاقة المتجددة التي قضت على إشكاليات كثيرة خصوصًا في أثناء إجراء العلميات الجراحية، ومرضى غسيل الفشل الكلوي الذين بمجرد انقطاع التيار عنهم تتعرض حياتهم للخطر، ويرى أنها أسهمت كثيرًا في حل إشكالية الكهرباء وانقطاعاتها المزعجة. حسب قوله.
استقرار معيشي
من الآراء المؤيدة أيضًا عبدالخالق (صاحب بوفيه) يؤكد أنه مع انقطاع الكهرباء العمومية تأثر دخله ودخل عائلته من البوفيه الذي لا يملك مصدرًا آخر غيره، وبمجرد أن أدخل منظومة الطاقة المتجددة إلى عمله عاد وضعه الاقتصادي ووضع عائلته إلى الاستقرار إلى حدٍّ ما.
طاقة صديقة للبيئة
لأهميةِ الموضوع تواصلت صحيفة (صوت الأمل) بالمؤسسةِ المحلية للمياه والصرف الصحي بأمانةِ العاصمة مع المهندس عادل قائد أحمد معوضة (مدير عام الشؤون الفنية) الذي أكد أن المؤسسة كانت تعتمد كليًّا في تشغيل آبار المياه على الكهرباء العامة( المؤسسة العامة للكهرباء) ومنذ انقطاع الكهرباء العامة اضطرت المؤسسة إلى البحث عن البدائل الممكنة وشُغِّلت الآبار بالمولدات التي تعمل بمادة الديزل، وبعد الأزمات المتكررة في المشتقات النفطية، كان لابد من البحث عن بديل مناسب وهو استخدام منظومات الطاقة الشمسية في تشغيل الخدمة، وزاد من أهمية هذا الخيار أن هذه الطاقة البديلة هي طاقة صديقة للبيئة لا تترك أي آثار سلبية ولا تنتج أضرارًا صحية أو بيئية.
ويستدرك معوضة أن أهم الصعوبات التي واجهتهم عدم توفر مساحات كافية في بعض مواقع الآبار، وعلى الرغم من هذا فقد نُفِّذت منظومات طاقة شمسية لعدد 26 بئرًا في مدينة صنعاء، تعمل بمتوسط سبع ساعات يوميًّا بإجمالي 20 ساعة تشغيل يوميًّا، حيث تغطي نسبة 30٪ من عدد ساعات التشغيل المطلوبة.
الرياح حلٌّ بديل
في اتجاه آخر أوضح م/ معوضة جانبًا من السلبيات المحتملة لاستخدام الطاقة الشمسية في مجال المياه بالقول: إن منظومات الطاقة الشمسية أسهمت إسهامًا كبيرًا في تخفيض التكلفة التشغيلية لإنتاج المياه، وهذا قد يؤدي إلى زيادة استنزاف المياه الجوفية خصوصًا في ظل عدم وجود ضوابط لتنظيم استخدام منظومات الطاقة الشمسية.
ويضيف معوضه: نحن في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بأمانة العاصمة نسعى إلى الاستفادة القصوى من الطاقة المتجددة كطاقة بديلة صديقة للبيئة، ولكن هناك صعوبات ومن أهمها: عدم توفر المساحات اللازمة لمنظومات الطاقة الشمسية، وعدد ساعات التشغيل التي تقتصر على ساعات الإشعاع الشمسي؛ ولذلك لا زلنا نبحث عن حلول وبدائل أخرى مثل استخدام الرياح لتوليد الطاقة، ونحن بحاجة إلى شركاء لدراسة مثل هذه البدائل.
اختتم المهندس عادل معوضة تصريحه، بالقول: هناك عدد 16 بئرًا ستُشغل بمنظومة الطاقة الشمسية في العام القادم إن شاء الله.
تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية
يذكر أنه في أثناء جائحة كوفيد19 ونظرًا للأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها المواطن اليمني وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي موّل الإتحاد الأوربي مشروع الحماية الاجتماعية (SPCRP) في اليمن، ونفذّه بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD). مشروع الحماية الاجتماعية بلغت تكلفته 28 مليون دولار أمريكي وكان هدفه تعزيز القدرة الشرائية للمجتمعات الضعيفة مع استعادة البنية التحتية المجتمعية وتحسين الوصول إلى الخدمات الرئيسة وتقديمها عن طريق توفير فرص عمل مؤقتة، وتوفير معدات الطاقة الشمسية وإعادة تأهيل مرافق الرعاية الصحية، وبناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية.
تباينت الآراء وتعددت وجهات النظر حول أهميةِ استخدام الطاقة البديلة في حياة المواطنين وحتى المؤسسات والمستشفيات والمصانع والشركات، وصارت أهميتها مرتبطة بالحياة اليومية وأصبح لا غنى عنها، إلا أن هناك أصواتًا تنادي بتقنين الاستخدام بخاصة فيما يخص الجانب الزراعي وما يسببه الحفر العشوائي من استنزافٍ للمخزون المائي الذي يهدد بالجفاف في القريب العاجل، وهنا نضع بين يدي المهتمين خلاصة ما توصلنا إليه ضمن السياق.
استطلاع.. ازدياد نسبة التلوث في البيئة بنسبة 89 %
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر …